تلاحقت التصريحات الأميركية ضد كوريا الشمالية، وسط إجراءات داعمة من الدول الحليفة لواشنطن في هذا الملف مثل اليابان وكوريا الجنوبية، وانتقاد الصين وروسيا للموقف الأميركي بأنه يزيد من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية حيث أكدت الولايات المتحدة أنها بصدد تغيير سياستها “الصبورة” تجاه
كوريا الشمالية، ملوحة بأن الضربة العسكرية خيار مطروح على أجندتها في حال فشلت الإجراءات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية، في ثني الدولة الانعزالية عن وقف برامجها الصاروخية والنووية.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تويتر، إن كوريا الشمالية “تتصرف بطريقة سيئة جدا” والصين لا تفعل شيئا يذكر للمساعدة، وذلك في تأكيد لتصريحات وزير خارجيته ريكس تيلرسون، التي قال فيها إن سياسة الصبر الاستراتيجي الأميركية مع بيونغ يانغ انتهت.
وأشار تيلرسون الموجود حاليا في كوريا الجنوبية، إلى ضرورة وقف برامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، وقال “لا نرغب بالتأكيد أن تصل الأمور إلى نزاع عسكري، إلا أنهم إذا زادوا من خطورة برنامجهم للأسلحة إلى حد يحملنا على الاعتقاد بأن الأمر بات يتطلب تحركا، فسيصبح هذا الخيار واردا”.
وأوضح خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكوري الجنوبي يون بيونغ-سي أن “سياسة الصبر التي تنتهجها الولايات المتحدة انتهت، نبحث في مجموعة جديدة من الإجراءات الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية. وجميع الخيارات مطروحة”.
واستخدم مصطلح “الصبر الاستراتيجي” لوصف سياسة الولايات المتحدة في ظل حكم الرئيس السابق باراك أوباما عندما استبعدت واشنطن التعامل مع بيونغ يانغ حتى تقدم الأخيرة التزاما ملموسا بنزع السلاح النووي، على أمل أن تحدث التوترات في الداخل تغييرا ما.
وتسعى الدولة الشيوعية منذ زمن طويل لتصبح قوة نووية حيث أجرت أولى تجاربها عام 2006 رغم المعارضة الدولية. وأتبعت ذلك بأربع تجارب أخرى، اثنتان منها في العام الماضي حيث أجرت الأسبوع الماضي تجارب أطلقت خلالها مجموعة من الصواريخ البالستية سقطت ثلاثة منها في المياه قبالة اليابان ضمن تحديها المستمر للمجتمع الدولي .
وحذر تيلرسون من أن السماح لكوريا الشمالية بالإبقاء على مستواها الحالي في تكنولوجيا السلاح سيمنحها “قدرات كبيرة ستمثل تهديدا حقيقيا”.
ويتوجه الوزير الأميركي إلى الصين السبت والأحد للقاء الرئيس شي جين بينغ، والضغط لبذل المزيد من الجهود الصينية لكبح جماح بيونغ يانغ. وقال تيلرسون “لا أعتقد أننا وصلنا قط إلى أعلى درجة من التحرك الذي يمكن القيام به بناء على قرار مجلس الأمن الدولي بمساهمة جميع الدول… نعرف بأن باقي الدول قادرة على التحرك” بشكل أكبر.
وتشاطر بكين مخاوف واشنطن بشأن مساعي بيونغ يانغ لبناء ترسانة من الأسلحة النووية، إلا أنها كذلك تلقي باللوم على الولايات المتحدة في تصعيد التوترات.
وزاد من تعقيد المسألة قيام الولايات المتحدة بنشر منظومة “ثاد”، الدرع الأميركية المتطورة المضادة للصواريخ، في كوريا الجنوبية. وتصر واشنطن وسيول على أنها لدواع دفاعية بحتة، إلا أن بكين تخشى من أنها قد تقوض قدرتها على الردع النووي. وفي موقف مماثل لبكين، دعت موسكو إلى كسر “الحلقة المفرغة” التي تسود طريقة التعاطي مع بيونغ يانغ، مشيرة إلى أن ردود فعل واشنطن القاسية تجاه التجارب النووية لكوريا الشمالية تزيد من حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية.