الاستطلاع عبارة عن مجموعة من الإجراءات المتخذة من قبل القيادة والأركان بهدف الحصول على المعلومات الاستطلاعية عن العدو وقدرته الاقتصادية والعسكرية ومسرح العمليات لغرض بناء وإعداد واستخدام القوات المسلحة .
تنبه المفكر الصيني " صن تزو " منذ ألفين وخمسمائة سنة أي أربعمائة سنة قبل الميلاد إلى أهمية الاستطلاع ودوره في نجاح الأعمال القتالية فيقول :" الحاكم المتنور والقائد الحكيم يستخدمان أعلى قابلية للاستطلاع العسكري وبفضلها يحققان أعظم النتائج والجواسيس عنصر من عناصر الحرب وأن حركة الجيش تعتمد عليهم كما يقول : ان كنت تعرف العدو وتعرف نفسك فلا تخشى عاقبة مائة معركة وأن كنت تعرف نفسك ولا تعرف عدوك فإنك ستهزم في كل معركة كما يؤكد على معرفة الخصم ومعرفة نوياه فيقول"ادخل في رأس عدوك " .
الاستطلاع البحري : من أهم أنواع التأمين العملياتي وهو جزء لايتجزأ من النشاط القتالي لقوات الأسطول الذي يوفر المعلومات الاستطلاعية اللازمة للإعداد والقيام بالأعمال القتالية للأسطول .
وهو مجموعة الاجراءات المنفذة من قبل القيادة والاركانات والقوات بهدف الحصول على المعلومات عن قوات العدو والمسرح البحري ، بالاضافة إلى جمع المعلومات الإستطلاعية ودراستها وتحليلها وإيصالها إلى الجهات ذات العلاقة بغرض بناء وإعداد واستخدام القوات البحرية .
والإستطلاع البحري هو عبارة عن نشاط جملـة مـن الوسائـط المختلـفة الأرضيـة والجوية والبحرية .
الوسائط الأرضية :
وهي عبارة عن النشاط للوحدات الساحلية للاستطلاع اللاسلكي واللاسلكي الفني والمراقبة الرادارية وقوات الصواريخ والمدفعية الساحلية .
الوسائط الجوية:
وهي عبارة عن النشاط الخاص لطيران القوات البحرية وطيران م/غ وبالتعاون مع طيران القوات الجوية .
الوسائط البحرية:
وهو عبارة عن النشاط الخاص للسفن والغواصات والسفن المدنية والتجارية. ومن هنا فإن عملية التخطيط والتنظيم والقيام بالاستطلاع لها أهمية قصوى وذات علاقة مباشرة بنجاح الأعمال القتالية.
والتخطيط والتنظيم والأعداد للاستطلاع عملية مرتبطة مع بعضها البعض رغم الأختلاف الزماني فى تنفيذها .
فالإعداد هو مجموعة الإجراءات المتخذة من قبل القيادة والأركان وعناصر الاستطلاع فى مجال تنظيم الأستطلاع .
وتقسم مرحلة الإعداد الى إعداد مسبق وإعداد مباشر ،فالإعداد المسبق يشتمل على :-
-نظيم الأستطلاع .
-إسناد المهام للوحدات الأستطلاعية .
-معالجة المسائل الرئيسية الخاصة بالتعاون والتأمين والسيطرة .
-القيام بالتدريب الاستطلاعي .
-دراسة الوثائق القيادية والتعليمات الخاصة بالاستطلاع .
-دراسة الأهداف الاستطلاعية المحتملة .
أما الاعداد المباشر فيشتمل على :
-تدقيق خطة الاستطلاع وفق آخر المعلومات .
-تدقيق المهام المسندة .
-تدقيق مسائل التعاون والتأمين والسيطرة .
-أنتشار القوات الإضافية للإستطلاع إذا لزم الأمر .
وفي أثناء التخطيط والقيام بالاستطلاع البحري يجب أن تركز الجهود الرئيسية على كشف فكرة أعمال العدو وتجمعاته وقواته الرئيسة وخاصة قوات ووسائل الهجوم وحالتها وقدرتها القتالية وجاهزيتها.
وبالتالي فإن أسبقية تخطيط الاستطلاع تتم على النحو التالي:
1-تفهم المهمة وهي عبارة عن فهم فكرة الآمر الأعلى وفهم فكرة العملية وكذلك الهدف والمهام ودور ومهام قوات الاستطلاع والقوات المتعاونة معها .
2-تقدير قوات العدو كهدف استطلاعي. تتم وفق الأساليب المتبعة لتقدير العدو والتي تؤمن اتخاذ القرار المناسب للاستطلاع أي أين ومتى وكيف يتم استخدام قوات الاستطلاع بغرض الحصول على المعلومات المتكاملة والصحيحة في الوقت المناسب وتصاغ نتائج التقدير على شكل جداول ومخططات حول استخدام العدو للأجهزة السلكية وتردداتها ونسبة احتمال اكتشافها.
3-تقدير قوات ووسائل الاستطلاع :
يتلخص تقدير القوات والوسائل في تحديد القوام العام لقوات الاستطلاع وحالتها وجاهزيتها ودرجة إستكمال الملاك واستعدادها لتنفيذ المهام في مختلف ظروف الموقف وحساب إمكانيات وسائل الاستطلاع الأرضية والبحرية والجوية كلاً على حدى من حيث الكشف والدقة والدلالة على الأهداف وتوجيه القوات الضاربه .
4-تقدير منطقة الاستطلاع :
عند تقدير منطقة الاستطلاع يتوجب معرفة التجهيز العملياتي للمنطقة والظروف الجوية والملاحية والهيدرولوجية ودرجة تأثيرها على سير تنفيذ مهام الاستطلاع والاستفادة منها لصالح أعمال قوات الاستطلاع وخلق الظروف الغير مناسبة للعدو .
كذلك تقدير الظروف السياسية والجغرافية على أعمال قوات الاستطلاع
5-حساب خطوط وقطاعات الاستطلاع :
يتم حساب وخطوط الإستطلاع وفق المعادلات التعبوية لخطوط الإكتشاف والتوجيه والدلالة على الأهداف والتي يتم حسابها من خط توجيه الضربات والتي يتم تحديدها من القيادة الأعلى .
6- وضـع المـهام الفرعيـة لقـوات الاستـــطلاع :ــ
تتركز أعمال الاستطلاع على الأهداف الرئيسية بغرض الاكتشاف والتوجيه والدلالة على الأهداف إلا أنه يتوجب تحليل مجموعة من الدلائل الاستطلاعية لنوايا العدو التي تكتشف من خلال نشاط بعض الأهداف الأخرى غير الرئيسة بغرض الاكتشاف وتحديد قوامها والتأكد من تحديد نتائج الضربات .
7-وضع فكرة الاستطلاع :
تصاغ فكرة العملية وهي الأساس في خطة الاستطلاع وتشتمل على.
-محاور ومناطق الاستطلاع .
-أسبقية التنفيذ ومواعيد تنفيذ المهام وأساليبها.
-القوات العاملة في الاتجاهات الرئيسية والثانوية .
مع التركيز على جهود الاستطلاع على اكتشاف وكشف القوام قبل اجتيازها لخط الاكتشاف
8-معالجة مسائل التعاون بين قوات الاستطلاع :
يتلخص تنظيم التعاون لتنسيق جهود قوات الاستطلاع في تأمين تبادل المعلومات بين قوات الاستطلاع البحرية والأرضية والجوية وقوات الجوار وتشتمل على :
-تحديد المهام وتنفيذها .
-إجراءات التأمين المشتركة.
-طرق وأوقات تبادل المعلومات الاستطلاعية.
-تحديد نظام الطلبيات وإعطاء الدلالة على الأهداف .
-تنظيم الاتصال والإنذار والتعارف.
9 - تحديد نظام جمع ومعالجة تقديم المعلومات الاستطلاعية :
ويتم ذلك من خلال تحديد الجهات المسؤولة عن تقديم المعلومات الاستطلاعية وكذلك تحديد نوعية المعلومات المطلوبة والمستعجلة أو حسب الاوقات المحددة .
10 - نظام القيادة والسيطرة والتأمين:
تعتبر السيطرة على قوات الاستطلاع جزء لايتجزأ من النظام العام للسيطرة وتتم السيطرة على الاستطلاع من خلال مقر قيادة الاستطلاع الأساسية والإحتياطية مع مراعاة الحفاظ على القدرة والكفاءة على السيطرة المستمرة .
11- صياغة الخطة الاستطلاعية:-تصاغ الخطة على الخريطة وترفق بمذكرة توضيحية موضحا فيها توزيع قوات الاستطلاع حسب المهام الرئيسية والفرعية ، وتكون مرفقة بجداول تنظيم التعاون .
وكذلك توضح على الخريطة المهام وخطوط الاستطلاع وخطوط نقل التماس مع العدو وحدود ومدى عمل الطائرات الاستطلاعية ومخططات الاستطلاع الجوي .
كما يذكر في الخطة.
- مهام الاستطلاع .
- قوام قوات الاستطلاع واحتياطها
- خطوط وقطاعات الاستطلاع.
تنظيم الأستطلاع :
وهو مجموعة الإجراءات التطبيقية المنفذة من قبل القادة والأركان وعناصر الأستطلاع بناء ً على خطة الاستطلاع ويشتمل على :
- إسناد المهام .
- إعداد الوحدات والعناصر المكلفة بالاستطلاع .
- المعالجة العملية لمسائلة التعاون .
- التطبيقات العملية لأجراءات التامين والثبات القتالي .
- تقديم المساعدة العملية للأركان المرؤوسة وقيادة التشكيلات .
- التأكد من جاهزية قوات الأستطلاع .
ويتوقف مضمون الإجراءات المذكورة على طابع المهام وطرق التنفيذ والوقت المتوفر لذلك وعلى مستوى التدريب للوحدات الستطلاعية .
وبذلك يمكن القول بأن عملية الأستطلاع تتكون من :
- مرحلة التخطيط وتنظيم الأستطلاع .
- مرحلة التنفيذ .
وفي الختام فإنه من المهم عند تخطيط الاستطلاع الأخذ بعين الاعتبار أهم المحاور والمناطق وأسبقية تنفيذ المهام والإمكانيات الحقيقية لعناصر الاستطلاع والمقاومـة المنتـظر مـن جانـب العـدو والحصول على المعلومات من عدة جهات وتنظيم التعاون الجيد، والسيطرة المستمرة والتأمين الشامل لوحدات الاستطلاع .
العربية 
English 
