ثلاثة رؤساء وأزمة القوى العظمي الأمريكية
كتاب : زبغنيو برجينسكي
المفكر الاستراتيجي زبغنيو برجينسكي , مستشار الأمن القومي السابق في عهد الرئيس الأسبق جيمي كارتر ، أحد المفكرين القلائل الذين عارضوا غزو العراق .
حيث ذكر قبل الغزو بفترة وجيزة عام 2003 أنه " إذا قررت الولايات المتحدة المضي قدماً في خططها الخاصة بالعراق فسوف تجد نفسها بمفردها لتتحمل تكلفة تبعات الحرب فضلاً عن ازدياد مشاعر العداء والكراهية الناتجة عن تلك الحرب .
يذكر برجينسكي أن الولايات المتحدة قد ضيعت فرصتها لقيادة العالم بانتهاء الحرب الباردة حيث يصف أداء الرؤساء الثلاثة جورج بوش الأب ، بيل كلنتون ، جورج بوش الأبن بأنه يفتقر إلي الرؤية الاستراتيجية ويشوبه ضعف ، يتبع المفكر أسلوب تقييم الأداء للرؤساء ،بأسلوب تقييم الطلبة في الامتحانات وذلك في مجال السياسة الخارجية حيث يعطي الرئيس بوش الأب درجة ( B ) وكلينتون ( C ) وبوش الابن ( F ) وهي تعني ( Field ) أي فاشل ويري أن الرئيس بوش الأبن لم تكن لديه رؤية واضحة تلائم المرحلة ، أما كلينتون فيصفة بالأكثر أستشرافاً للمستقبل لكن أداؤه افتقر للثبات أما بوش الابن فيقول عنه أنه يفتقد فهم ومعرفة السياسة الخارجية مع سيطرة الأفكار العقائدية على تفكيره .
يري برجينسكي أن العالم خلال العقد الأخير مر بتحولات يحددها في عشر مسارات وأن افتقار الرؤساء للرؤية الواضحة انعكس على أداءهم وبالتالي أساء إلي صورة الولايات المتحدة، وهذه التحولات من جهة نظر الكاتب هي :
1- سقوط الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة بدورها كلاعب و حيد على الساحة الدولية .
2- حرب الخليج عام 1991 وما أفرزته من نتائج .
3- توسع حلف الناتو وانضمام دول أوروبا الشرقية .
4- تعاظم دور صندوق النقد الدولي .
5- أزمة النمور الآسيوية ،تعاظم الدور الصيني .
6- الصراع في البلقان وتدخل الناتو ، أدى إلي بروز دور روسي جديد .
7- السباق النووي الهندي الباكستاني .
8- أحداث الحادي عشر من سبتمبر و تداعياتها .
9- لانقسام الأوروبي إزاء الحرب على العراق .
10- فشل الولايات المتحدة في العراق ، أدى إلي سقوط هيبتها وأوهام تفوقها .
تراجع مصداقية الولايات المتحدة وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتدخلاتها في حروب العالم وفقدانها سمعتها العسكرية أدى إلي تنامي مشاعر العداء والكراهية لها في أرجاء العالم ، مشاعر الاستياء هذه خلقت تربة خصية لازدياد معارضي الولايات المتحدة وساخطين جدد من مختلف المشارب وفي كل أصقاع العالم .
ولعل أبرز ما في الكتاب حديثه الصريح عن جماعات الضغط " اللوبي " ووصفها بأنها مسيطرة على صناعة القرار في الولايات المتحدة وخاصة " اللوبي الصهيوني " ( وأنها تمسك بأذن العم سام و لا تتركها ) ويعتقد أن ذلك يشوه السياسة الخارجية الأمريكية ، وأنهم يُعقدون الموقف أمام صانع القرار .