الحروب الجوية الليبية "Libyan Air Wars" كتاب متميز صدر مؤخراً باللغة الإنجليزية يؤرخ للحروب الجوية الليبية والمواجهات التي خاضتها القوات الجوية الليبية في جنوب المتوسط وحتى شمال تشاد الكتاب نشرته Helion & Company الكتاب مقسم على ثلاثة أجزاء وكل جزء يتناول فترة تاريخية محددة ويناقش الأحداث والعمليات الجوية
العسكرية التي جرت في الفترة من العام 1973 وحتى 1989م الكتاب صدر عن شركة هيبلون للنشر في فبراير 2015م ضمن سلسلة الحروب الأفريقية تحت عنوان AFRICA@WAR (19-21_22) السلسلة من تأليف توم كوبر- Tom Cooper و ألبرت غراندوليني و أرنو ديلاند ويقع الجزء الأول منه في ثمانون صفحة من الحجم المتوسط ومزود بأكثر من 100 صورة ملونة وخرائط للإيضاح.
نتناول فيما يلي نبذة موجزة عن الكتاب بأجزائه الثلاثة والتي ظهر على غلاف الجزء الأول منه مقاتلة سوخوي 22 تابعة لسلاح الجو الليبي وفي الجزء الثاني مقاتلة أمريكية من طراز أف 15 على ظهر حاملة أمريكية وظهرت الميراج إف 5 على غلاف الجزء الثالث .
الجزء الأول : 1973-1985م :
بين عامي 1973 و 1989، كانت القوى الغربية المختلفة وليبيا في حالة إختلاف ومواجهات وإشتباكات في أجواء المتوسط في مشهد يبدو وكأن لا نهاية له من الضربات ومن المفترض أن هذه المواجهة بدأت كأعمال انتقامية مما أدى إلى وقوع عدد من الاشتباكات الجوية التي يمكن أن نطلق عليها بأنها رفيعة المستوى، على الرغم من وقوع اشتباكات على نطاق ضيق بين القوات الجوية العربية الليبية والبحرية الأمريكية وحتى الفرنسية في الوقت نفسه.
كما شهدت القوات المسلحة الليبية – نقلة كبيرة من الناحية الكمية والتدريب وأصبحت واحدة من أقوى القوات الجوية في شمال أفريقيا والشرق الأوسط - ونشرت بشكل مكثف في تشاد في بداية القتال المتقطع بين مختلف الأحزاب للسيطرة على أنجامينا العاصمة التشادية، وتحول هذا الصراع في نهاية المطاف إلى حرب كبيرة عندما غزت ليبيا البلاد تماماً ونشرت القوات المسلحة الليبية طائراتها المقاتلة من طراز ميراج الفرنسية الصنع والمقاتلات السوفيتية الصنع من طراز ميج وسوخوي، وطائرات الهليكوبتر ميل مي 24 وحتى القاذفات من طراز توبوليف، لتأسيس وتأكيد سيطرتها على ساحة المعركة ومساحات شاسعة من الصحراء الكبرى.
وبسبب الحرب الباردة التي كانت قائمة آنذاك وأيضا بسبب المواجهة والإختلاف مع ليبيا حول عدد من القضايا السياسية الأخرى، فإن فرنسا - وهي مورد رئيسي للأسلحة لليبيا في السبعينات "لمرة واحدة" - والولايات المتحدة الأمريكية تدخلت تدريجيا إلى الحرب الدائرة في تشاد و نشرت قواتها وأجهزة المخابرات في تشاد ومصر والسودان لتبدا حرب واسعة النطاق ضد ليبيا، وبدأت بعض العمليات الجوية الصغيرة النطاق التي تكررت مرارا وتكرارا وأثبتت أهميتها بالنسبة للتطورات على أرض الواقع، في حين كان العديد منها لا يزال مسألة نقاش مستفيض بين تلك الأطراف.
هذا الكتاب لا يفصل فقط العمليات الجوية ولكنه يناقش أيضاً الحرب البرية والخلفية الجغرافية السياسية لهذه الصراعات، ويوضح مع أكثر من 100 صورة ملونة حديثة وخرائط ملونة حجم تلك العمليات وهذا الحجم من المعلومات يوفر نظرة فريدة من نوعها على الخلاف الذي أنتقل من سماء جنوب البحر الأبيض المتوسط إلى جنوب تشاد وشمال السودان، و فترة تكوينية للرابطة وتعدى ذلك إلى عدد من التعديلات والتطورات الحاسمة في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
الجزء الثاني : 1985-1986م :
في حين أن المجلد الأول في هذه السلسلة الصغيرة أمتد لدراسة العقد الأول من المواجهات بين ليبيا والعديد من جيرانها، والولايات المتحدة وفرنسا في المقام الأول، بين عامي 1973 و 1985، والثاني هو لتغطية فترة أقل من عام - بين منتصف -1985 ومارس 1986، عندما وصلت هذه المواجهة إلى ذروتها الأولى وخلال منتصف وأواخر عام 1985، أصبحت العلاقات بين فرنسا وليبيا متوترة حول الوضع في تشاد .
بحلول أوائل عام 1986، شعر الفرنسيون بأنهم أجبروا على نشر قواتهم الجوية لشن غارة جوية على القاعدة الجوية الليبية الهامة في وادي الدوم، في شمال تشاد وتفاعلت طرابلس مع هجوم جوي رفيع المستوى على نجامينا لتقدم الدعم للموالين لها أثار ذلك في نهاية المطاف حفيظة باريس لإطلاق تدخلها العسكري الثالث في ذلك البلد، بما سمي بعملية "إيبرفير" وفى الوقت نفسه وقعت سلسلة من الهجمات الارهابية ضد المواطنين والمصالح الامريكية فى اوروبا ومنطقة البحر المتوسط وفي حين أن معظمها شهد مشاركة إيران وسوريا أيضا، فقد اعترفت ليبيا بأنها داعمة رئيسية للأنشطة المعنية.
في أعقاب العديد من التجارب المؤلمة، بدأت الإدارة الأمريكية تخطط لاتخاذ إجراءات مباشرة ضد طرابلس ومختلف المنظمات الإرهابية التي تدعمها كما أعد مخططو البنتاغون قائمة طوارئ للأهداف في ليبيا، وبدأت القوات الجوية الأمريكية التخطيط وبمشاركة مباشرة سفنها وطائراتها من البحرية الأمريكية شنت عمليات مكثفة قبالة الساحل الليبي بهدف إثارة حادث يمكن استخدامه كسبب هجوم عسكري كبيرعلى ليبيا وبلغت هذه العمليات ذروتها في عملية "برايري فير" تخللتها سلسلة من الاشتباكات القصيرة والحادة بين البحرية الأمريكية والدفاعات الجوية الليبية والبحرية في مارس 1986م , هذا الجزء من هذه السلسلة المصغرة يوفر وصفاً لم يسبق له مثيل للقوات الجوية المعنية، ومعداتها وعلاماتها، والعمليات الجوية العسكرية ذات الصلة، والتي لا يزال الكثير منها مجهولا حتى اليوم، في حين أن البعض الآخر قد نسي تماما تلك الأحداث.
الجزء الثالث : 1986-1989:
وصلت المواجهات بين ليبيا والولايات المتحدة وفرنسا إلى أعلى نقطة لها في الفترة ما بين أبريل 1986م وأوائل عام 1989م وردا على سلسلة من الهجمات الإرهابية التي اتهمت ليبيا بالقيام بها ضد المواطنين والمصالح الأمريكية في أوروبا، أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية في أبريل 1986 عملية "الدورادو كانويون" - وهي سلسلة من الغارات ضد أهداف مختارة بعناية في ليبيا - وفي الوقت نفسه قدمت الولايات المتحدة وفرنسا تعزيزات كبيرة لجيش الحكومة التشادية مما مكنها من إطلاق تقدم شامل ضد القوات الليبية وقوات الموالين لها في شمال ليبيا. وتوج هذا بسلسلة من الحملات المذهلة المعروفة باسم "حروب تويوتا"، التي تميزت بالمفاجأة وسرعة العمليات وكانت النتائج هزيمة الجيش التشادي لخصومه في عام 1987 وشن عمليات تقريبا لمحاولة غزو ليبيا في عام 1988، واختتم بنجاح هذا الصراع.
هذا العنوان يغلق سلسلة الحروب الجوية الليبية الصغيرة مع نظرة مفصلة عن المواجهة الأخيرة بين الولايات المتحدة وليبيا التي وقعت في أوائل عام 1989، وبلغت ذروتها في قتال آخر رفيع المستوى بين أحدث المقاتلات النفاثة التابعة للقوات الجوية العربية الليبية ، ومقاتلات البحرية الأمريكية.
يضم الكتاب أكثر من 150 صورة ملونة من الصور المعاصرة والحصرية، وكذلك الخرائط، وتفاصيل التاريخ والتدريب والمعدات وعلامات وتكتيكات القوات الجوية المعنية.