يعتمد بناء القوات المسلحة وأداءها على إمكانيات الدولة ومواردها المالية والبشرية, ويكون التوظيف الأمثل لهذه الموارد بإستعمال الأسلوب العلمي الذي يوفر اقصر الطرق وأفضلها للوصول الى أفضل النتائج.
وأضمنها وفي الوقت المناسب. لقد طورت أساليب كمية جديدة أثناء الحرب العالمية الثانية وذلك للأغراض الحربية بهدف استخدام الموارد المحدودة بكفاءة أعلى وبهدف تحسين اتخاذ القرارات و بعد الحرب أستخدمت هذه الأساليب في قطاع الأعمال لتحقيق نفس النتائج وأطلق عليها اسم بحوث العمليات.
واكب هذا التطور تطور آخر وهو استخدام الحاسب في قطاع الأعمال.
ان التطور الحاصل في تقنيات المعلومات اتاح للمؤسسات تحسين اداءها بدرجة كبيرة من خلال دعم واسناد القرار في مناخ تحول فيه التنافس الى تناحر مما استدعى ظهور مفاهيم جديدة للإدارة و للموارد البشرية والجودة الشاملة TQM وفي سباق مع الزمن والذي بدوره انتج مفهوم ادارة الوقت Time management.
ان إتخاذ القرار المناسب يعتبر الخطوة الأولى من عدة خطوات فى حل مشكلة ما واتخاد القرار بدوره يتكون من عدة مراحل.إن نمودج حل المشكلة يتضمن مرحلة اتخاد القرار وتشمل جمع البيانات, و التصميم ثم الإختيار و التطبيق والمراقبة.
من ذلك يتضح انه لحل المشكلة فإن اتخاذ القرار المناسب هوشرط اساسي ولكنه شرط غير كافي. ان إتخاذ القرارت ليس حكرا على القيادة العلياء للقوات المسلحة او المستويات الإدارية العليا للصنوف المختلفة كما يعتقد ولكن يمتد القرار ليشمل جميع المستويات الإدارية لوحدات القوات المسلحة.
نظم المعلومات:
النظام الفرعي الذي يوجد داخل النظام الكلي للمنظمة، والذي يختص بتحديد و تجميع و تشغيل و تحليل و إرسال المعلومات إلى مراكز اتخاذا لقرارات، بحيث تتفق مع احتياجات المسؤليين من حيث الشكل و و النوعية المطلوبة وفي التوقيت المناسب.
تصنف نظم المعلومات على أساس المستويات التنظيمية الأساسية كالتالي:
1.مستوى العمليات (التشغيلي) Operational Level، والذي يمثلال قاعدة الأساسية لحركة المنظمة، ويشتمل على إدارةعملياتها.
2. المستوى المعرفي Knowledge Level،والذي يشتمل على العاملين في مجالات البيانات وا لمعلومات و المعرفة.
3.المستوى الإداري Management Level,والذي يشتمل على إدارات المنظومة الوسطى.
4.المستوى الإستراتيجي Strategic Level, والذي يشتمل على الإدارات العليا، أو إدارات العمل الاستراتيجي في المنظمة.
دور نظم المعلومات في إسناد القرار:
تعتبرنظم مساندة القرار من أدوات تكنولوجيا المعلومات المستخدمة لتسهيل مهام اتخاذ القرارات التي تتطلب جهدا كبيراوتحليلا متعمقًا. وبذلك تصبح نظم دعم القرار مسئولة عن أداء مهمة خلق المعلومات المتمثلة في القرارات، وكذلك عن توصيل القرارات المتخذة إلى مستخدميها.
وهي تتسم بالمرونة، والتفاعل مع المستخدمين بكفاءة عالية، حيث أنها مصممة لمساندة متخذي القرارات في بيئة غيرمؤكدة وغيرهيكلية، وبالتالي فهي تهدف الى دعم متخذي القرار في حل المشاكل غيرالمهيكلة أوشبه المهيكلة, ودعم الأحكام والتقديرات الشخصية بدلا من الاستغناء عنها، فالنظام يساعد متخدي القرار ولا يحلمحلهم، معضلات اتخاد القرار في القوات المسلحة.
عانت القوات المسلحة الليبية في السابق كثيرا من تبعات اتخاذ القرارت العشوائية العابثة، تلك البيئة نتج عنها وكرست خبرات اعتمدت ذلك الاسلوب ولازالت متاثرة بتلك التراكمات وستستمر تؤثر في اتخاذ القرار لفترات من الزمن مالم يتم تداركها. تجربة نظام الدعم اللوجيستي بالقوات البحرية:
ببساطة نظام الدعم اللوجيستي هو المعني بتقديم الدعم لوحدات القوات البحرية من قطع وقواعد بحرية ونقاط ساحلية وقوات خاصة بحرية لكي تقوم بأداء عملها كما هو محدد لها سلفا ومن ضمن مهامه الدعم بالمحروقات والتموين والمهمات والدخائر وقطع الغياروتقديم خدمات الصيانة للقطع البحرية في القواعد وعرض البحر خصوصا أثناء تنفيذ العمليات القتالية. هذا النظام الإداري الفني يشمل جميع الشعب البحرية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
من تجربة القوات البحرية الليبية السابقة يعتبر نظام الصيانة E2 systemالمطبق بالقطع الموردة من المملكة المتحدة امتداد لنظام الدعم اللوجيستي وأحد روافده.
ومن مهام هذا النظام :
- تحديد اعمال الصيانة الوقائية الدورية اللازمة من مستويات الصيانة الدنيا حتى مستوى الصيانةالعليا Major overhaul.
- توزيع الصيانات علي المستويات الفنية للقوات البحرية حيث الخط الأول من أعمال الصيانة من مهام طواقم السفن بينما الخط الثاني من مهام الورش بالقواعد البحرية في حين كان الخط الثالث من مهام الورش والشركات المتخصصة.
- تحديد مسؤليات الإمداد تجاه القطع البحرية المطبقة لهذا النظام وألإسهام في تكوين سلسلةالإمداد Supply chain.
وبتحليل المعطيات السابقة فقد وفر هذا النظام اداة قوية لدعم القرارات الشبه مهيكلة والغير مهيكلة وعلى جميع المستويات(الإستراتيجى الفني SDSS والمعرفي KS والمستوى المتوسط DSS وكذلك المعاملاتي TIS) لشعبة الشئون الفنية وشعبة الإمداد والأفرع التابعة لهما.
أمن نظام الدعم اللوجيستى تنسيق عالي بين الشعب وقطع الأسطول بإلإضافة الى تدريب عالي للكوادر.
كان على القوات البحرية أن تستمر في تطبيق هذا النظام البدائي الذي يعتمد على البطاقات وتطوره الى نظام معلوماتي متكامل وتعممه على كل قطع الاسطول كما هو معمول في بحريات الدول الأخرى حيث يطبق نظام الدعم اللوجيستي المتكامل ILSS Integrated Logistic support Systemوالذي يشمل نظام ادارة الصيانة المحوسب CMMS الا انه حذث العكس واستغنت القوات البحرية بالكامل عن هذا النظام لعدة أسباب وتراجعت خطوات الى الخلف حيت اكتفت بالصيانات الإصلاحية Corrective maintenance مما ادى الى تدني حالة الأسطول بدرجة كبيرة رغم مصاريف الصيانة الباهضة.ظهر ذلك جليا من خلال التردي الكامل لقطع الاسطول الناجم على التردد في اتخاذ القرار المناسب بخصوص إعادة تأهيل قطع أو حتي إخراجها من الخدمة كما هو الحال مع الفرقاطة ذات الصواري والباخرة زلطن وسفن الأبرار والخافرات الإيطالية وكاسحات الألغام ولاتزال هذه القرارات التي اتخذت بتردد ومن خلال وجهات نظر وانطباعات شخصية محل جدل الى حد الان والأمثلة كتيرة من تجربة القوات البحرية في هذا المجال وكذلك القوات المسلحة. مما سبق يتبين العشوائية في اتخاذ القرار من قبل الشعب البحرية والمستويات الإدارية التابعة لها وتجردها من ادوات القرار المضمونة التي يمكن انيؤمنها نظام الدعم اللوجيستي، على سبيل المثال الحسابات البحرية ليسلدي لها معطيات موثوقة يعتمد عليها في اعداد الميزانية السنوية حيث الصيانات لهذه القطع غير مبرمجة حسب نظام الدعم اللوجيستي و لم تعتمد القوات البحرية مفهوم تكلفة دورة الحياةLife cycle cost عن داقتناء ها قطع و معدات جديدة وينطبق الحال على باقي صنوف القوات المسلحة, وهنا ايضا لاتوجد منظومة اسناد القرار المالى على الأقل لأحد أهم بنود الميزانية العامة للقوات المسلحة الليبية.
تجربة بحرية جنوب افريقيا في إقتناء فرقاطات جديدة.
في نهايةتسعينات القرن الماضي ارادت بحرية جنوب افريقيا استبدال اسطول الفرقاطات المتكون من اربعة قطع بأخرى حديثة,وبعد ان حددت القوات البحرية احتياجاتها بدقة اتخذت الخطوات التالية:
1. تحديد عدد خمس شركات دولية معروفة للتعامل معها وهي شركتين المانيتين وشركة فرنسية واخرى اسبانية وانجليزية.
2. عمل اتفاقيات دفاع مع الدول المزمع التعاون مع شركاتها حتى لاتكون هناك قيود لنقل التقنية و تزويد القطع المزمع شراءها بالمعدات والمنظومات الحساسة والعالية التقنية.
3. تشكيل لجنة لوضع أساس تقييم عروض القطع المقدمة من قبل هذه الشركات، وقد وضعت اللجنة نظام تقييم من 1200 نقطة منها على سبيل المثال لا الحصر:
-التسليح (م /غ, س/ س, س/ ج). تقوم القوات البحرية بإختيار نوع التسليح.
-الخواص البحرية (المناورة, السرعة, البقاء فى البحر, القدرة على تحمل ظروف الابحار القاسية وغيرها) -الخواص التعبوية (المناورة اثناء القتال, المرونة والعمل مع التشكيلات المختلفة, القدرة على تحمل الضربات, البصمة الردارية, الضجيج, المدى بالسرعات القصوى وغير ذلك).
-الخواص الفنية ( العول Reliability, الإتاحة Availability, الإستهلاك النوعي للوقود, سهولة الصيانة وغير ذلك).
-إجراءات الحرب الإلكترونية والإجراءآت المضادة.
-تقديرات تكلفة دورة الحياة وتشمل التكلفة الأولية مضاف اليها تكلفة الإدامة لفترة 25 الى 30 سنة بإتاحة عملياتية (Operational Availability) مابين 300الى 320 يوم في السنة.
-نقل التقنية.
-خدمات ما بعد الإستلام.
4. تشكيل لجنة أخرى لتقييم العروض المقدمة وفق التقييم الذي وضعته اللجنة الاولى و اعتماده من قبل قيادة القوات المسلحة لجنوب افريقيا.
5. الطلب من الشركات تقديم عروضها وعرض اسلوب التقييم عليها.
6. تقيييم العروض الأولية المقدمة من قبل الشركات وعرض مفتوح لنتائج التقييم بحضور مندوبي الشركات معاً.
7. قامت الشركات بسحب عروضها وإجراء تعديلات على عروضها الأولية حتى تضمن الحصول على نقاط مرتفعة تضمن لها الحصول على العقد.
8. قامت اللجنة المكلفة بتقييم العروض للمرة الأخيرة واعتمدت النتائج، تحصلت إحدى الشركات الالمانية على أكبر عدد من النقاط وبعدها الشركة الأسبانية، واتفقت الشركة الالمانية الفائزة بالعرض مع بحرية جنوب افريقيا بتزويدها بعدد اربع فرقاطات نوع Meko 200. بتكلفة تصل الى 650 مليون يورو لكل فرقاطة مع العلم ان تكلفة الإدامة للقطعة الواحدة و لمدة 30 سنة تقترب من نفس المبلغ.
ان قرار اقتناء قطع ذات مهام حساسة متعلقة بحماية الدولة وبتكلفة باهضة على الخزينة العامة يجب ان لا يتم إتخاده من خلال انطباعات او وجهات نظر اشخاص مهما كانت تجربتهم أو مناصبهم. في تجربة جنوب افريقيا يتبن لنا ان هناكالعديد من القرارات تم اتخاذها للوصول الى القرار النهائي وتم ذلك بمعالجة كم هائل من البيانات وتحويلها الى معلومات في صورة ارقام يمكن مقارنتها لكي تدعم اتخاذ القرار على كافة مستويات القيادة بإلإستعانةبنظم المعلومات التشغيلي و المعرفي ونظم المعلومات الإدارية وكذلك الإستراتيجي.
دور نظم المعلومات لإسناد القرار في القوات المسلحة الليبية:
تستعمل القوات المسلحة في الوقت الحالي نظام معاجة البيانات TPSفي إعداد الرواتب لمنتسبي القوات المسلحة وهوعلى مستوى العمليات (التشغليي) بالقوات المسلحة وقد ساعد كثيرا في انجاز المعاملات باقل الأخطاء وهذا النظام يتعامل مع القرارات المهيكلة أو شبه المهيكلة. كما استعملت القوات البحرية نظام المراقبة والسيطرة L10 وهو يعتمد على نظام معلومات معرفي رغم وجود العديد من المشاكل الفنية وتلك المتعلقة بالتنسيق والقيادة، يمكن للقوات المسلحة أن تستعمل نظم دعم القرار على كل المستويات القيادية والإدارية:
نظام المعلومات ألإستراتيجى (نظام الدعم التنفيذي) ESS:
يسند هذا المستوى من المعلومات اتخاد القرار والتخطيط الطويل الأجل للقيادات برئاسة ألأركان العامة ورئاسات اركان القوات البرية والبحرية والجوية وكذلك قوات الدفاع الجوي, بإلاضافة الى أمراء الهيئات بالقوات المسلحة وأمراء الشعب بالصنوف الأخرى وكذلك أمراء القواعد البحرية والجوية والمؤسسات التعليمية والوحدات القتالية المستقلة، يمكن لصانعي القرار في القوات المسلحة الإعتماد على هذا النظام في وضع السياسات الدفاعية للدولة وتوقعات وإدارة المخاطر وتحديد حجم القوات المسلحة الليبية وهيكليتها ونوعية التشكيلات القتالية وكذلك سياسات التجنيد على مستوى القوات المسلحة وإعداد الخطط البديلة والتحكم والسيطرة وكذلك خطط استيعاب الثوار,بالإضافة
الى نوعيات وكميات الآسلحة المحتاج اليها وسياسات وبرامج التدريب وكذلك الدعم اللوجيستي الشامل وتقديرات الميزانية العامة للقوات المسلحةالليبية.
تزداد أهمية هذه النظم في تسريع عملية التفكيرالحرج speed up the critical thinking process وذلك أثناء ظروف اتخاد القرار المعقدة والحرجة والتي تتطلب اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة مثل إدارة المخاطر والتخطيطللمعركةعلى المستويين الإستراتيجي والتعبوي.
يعتبر نظام القيادة والسيطرة CIDSS مثال للنظم الخاصة بدعم القرار على عدة مستويات لقيادات العمليات العليا والوسطى بالقوات المسلحة و هي تعالج كم هائل من البيانات والتقارير والمعلومات المتغيرة بإستمرار فإن نظم القيادة والسيطرة تمثل الدعم الأمثل للقرار لهذه القيادات وقد انفقت العديد من الدول مبالغ كبيرة على هذه النظم.
نظم المعلومات الإدارية MIS
صممت نظم MIS لخدمة وظائف المستوى الإداري الأوسط او القيادات الوسطى مثل أمراء الأفرع وأمراء القطع البحرية المحدودة المهام وذلك بتزويد هذه القيادات بالتقاريرالدورية عن الأداء الحالي والتقارير التاريخية ومدخلات هذاالنظام كم هائل من البيانات يقدمها نظام معالجة المعاملاتTPM. تخدم نظم المعلومات الإدارية وظائف التخطيط والرقابة واتخاذ القرار في المستوى الإداري, إذ تقدم تقارير دورية (مجدولة) وهي التي تصدر بشكل دوري وتستخدم لأهداف الرقابة على الدورة السابقة أو التخطيط للدورة القادمة.
هناك ايضا توجد التقارير الخاصة أوالإستثنائية والتي تصدر في الحالات غير الإعتيادية التي تتطلب انتباه الإدارة وهي تستخدم لأهداف الرقابة.وهناك أيضاً التقارير حسب الطلب. مخرجات نظام المعلومات الإدارية هي معلومات (تقارير) تصف ماحدث في الماضي و مايحدث الآن و ماهو مرغوبب إحداثه في المستقبل. نظمالمعلوماتالمعرفيKS
تهدف هذه النظم إلى دعم العاملين في مجالي المعرفة والمعلومات داخل المنظمة من خلال ضمان وصول المعرفة والخبرة الفنية بشكل متكامل و يحددأيضاً هذا النظام البرامج المحتاج اليها من قبل المنظمة مثلCAD, CAM, NAVCAD, Premavera وغيرذلك. مثل هذه البراماج وغيرها من وسائل المعرفة يمكن الإستعانة بهامن قبل المهندسيين والفنيين والماليين وأصحاب التخصصات التعبوية ووسائل حرب التدمير الشامل مثل NBCD وذلك في الورش الفنية والمصانع والترسانات والعمليات التابعة لصنوف القوات المسلحة بالإضافة الى إدارة المشاريع الفنية والتعبوية بالقوات المسلحة وتلك المتعلقة ببرامج المعلومات والتحكم والسيطرة على القوات على مستوى الجبهة بالكامل وكذلك على مستوى الوحدات االفرعية. يجب أن تتكامل نظم المعلومات المعرفي مع المؤسسة لدعم اتخاذ القرار على جميع مستويات القيادة في القوات المسلحة. حيث تتبادل المعلومات مع نظم المعلومات الإدارية وتغدي نظم المعلومات التنفيدية (ألإستراتيجية) ESS.
القوات المسلحة في حاجة الي هذه المعلومات عند شراء معدات جديد مثل السفن والطائرات والعربات المدرعة أو معدات التدريب مثل المحكايات (Simulators)وتجهيزات المؤسسات التعليمية والبرامج التدريبية للضباط وضباط الصف والأفراد بالقوات المسلحة وإيجاد الحلول لمشاكل الفنية ونقل التقنية.
العلاقة المتبادلة بين نظم المعلومات
يلعب كل نوع من أنواع النظم دورًا مميزًا في خدمة مستوى إداري معين، وهناك علاقات تبادلية وترابط بين هذه النظم لخدمة المنظمة ككل،حيث لايعمل كل نظام منها بشكل مستقل عن الآخر، وإنما تعمل النظم المختلفة من خل العلاقات تبادلية في المنظمة، ويشكل نظام معالجة المعاملات والذي يقع ضمن نظم المستوى التشغيلي المصدر الرئيس لبيانات النظما لأخرى.
نظم معلومات الموارد البشرية Human resource systems :
تواجه القوات المسلحة الكثير من المشاكل فيما يتعلق بـإعداد الكوادر والمحافظة عليها ثم التطوير المستمر لهذه الكوادر. يمكن إيجاز ملامح المشكلة كالتالي:
-الكثير من الكوادر لا يمارس تخصصه. وأغلب هذه الكوادر تعمل في مجال الإدارة مما ادى الى تدني كفاءة أغلب الإدارات بالقوات المسلحة لعدم تخصص العامليين في هذا المجال وتكدسهم في العمل المكتبي.
-الكثير من الكوادر غير مؤهل بما فيه الكفاية في تخصصه.
-توجد تخصصات لايوجد لها كوادر البتة وخصوصا التخصصات الصعبة.
-لاتوجد معلومات دقيقة حول حجم المشكلة.
من اسباب هذه المشكلة يعود الى عدم وجود ادارات موحدة معنية بالموارد البشرية على مستوى القوات المسلحة وأخرى على مستوى رئاسات الأركان يكون من ضمن أهذافها استقطاب الأفراد بجميع مستوياتهم العلمية للقوات المسلحة وتحليل احتياجات التدريب وتعيينهم حسب التأهيل المحدد وتنفيذ الدورات اللازمة وفق مسارهم الوظيفي المحدد سلفاً وتحديد الحوافز لهم وفق اداءهم. إن مسؤلية اعداد الكوادر بالقوات المسلحة ومتابعة مسيرتهم المهنية يتطلب أن يوكل الى إدارة موحدة مدعومة بنظم معلومات تشغيلية ومعرفية وإدارية وكذلك إستراتيجةتحت مسمى إدارة الموارد البشرية والغاء الإدارت الأخرى حتى لايحدث تضارب او ازدواجية في المهام. وعلى هذا المنوال تستحدث شعب الموارد البشرية برئاسات الأركان الأخرى.
وفي الختام على قيادة قواتنا المسلحة أن تسعى الى خلق وعي باهمية نظم المعلومات وتطبيقاتها في اسناد القرار بالقوات المسلحة في اطار استراتيجية شاملة تهدف الى الرفع من المستوى العلمي اللأفراد وتغيير المفاهيم النمطية القديمة السائدة وذلك بوضع خطة شاملة على اساس علمي لتكوين نظم دعم القرار على مستوى القوات المسلحة ككل وعلى جميع المستويات والإهتمام بالتدريب الشامل لأفراد القوات المسلحة من خلال إدارة الموارد البشرية وتأمين الدعم المستمر من قبل قيادة القوات المسلحة وإهتمامها بإستخدام نظم دعم القرار وتشجيع العامليين وتحفييزهم وتكوين مؤسسات علمية تهتم بالبحوث والدراسات ويكون من ضمن مهامها نظم المعلومات.