تعتبر الصواريخ البالستية الذراع الطويلة الآمنة التي تلوح بها الدول في وجه أعدائها في زمن السلم والحرب لما لها من إمكانيات تدميرية هائلة، علاوة على قدرتها للوصول إلى أهداف بعيدة المدى في أى وقت وبتكاليف اقل وحمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية مثل الرؤوس الكيميائية والنووية والبيولوجية والتقليدية شديدة الانفجار، اى أنها السلاح الذي لا يعرف الحدود بين الدول وهي وسيلة حربية رادعة تجعل العدو يعيد حساباته ويفكر مليا قبل أن يقدم علي أي شيء.
ويتم قياس أداء الصواريخ وفقاً لمداها ودقتها فالمدى يشير إلى مقدار المسافة التي يمكن أن يقطعها الصاروخ قبل إصابة هدفه و الدقة تعني مدى إصابة الصاروخ للهدف الذي أطلق من أجله.
تطورت أنظمة إطلاقها فأصبح يمكن إطلاق الصواريخ من منصات إطلاق ثابتة أو من على عربات سكة الحديد، شاحنات، طائرات، سفن حربية وحتى غواصات بحرية بل توجد هناك صواريخ متحركة يمكن حملها وإطلاقها بما يتيح لها حرية المناورة من عربات مجهزة .
يشتمل طيران القذيفة البالستية على جزئين فخلال الجزء الأول يقوم المحرك الصاروخي للقذيفة بدفعها إلى مسارها المحدد ويعطيها السرعة المطلوبة وبعد زمن قصير يتوقف المحرك ثم تهبط القذيفة بتأثير الجاذبية خلال الجزء الثاني من الطيران إلى أن تسقط على هدفها عادة ما تقطع القذائف البالستية مسافات طويلة ولذلك تحتاج لحمل كميات كبيرة من المادة الدافعة لكي تصل إلى السرعة والارتفاع المناسبين من أجل طيران طويل ونتيجة لذلك فإن القذائف البالستية تعتبر الأكبر حجماً في أنواع القذائف وهذا يمكنها من أن تنطلق من قارة إلى أخرى لإصابة هدفًا من مسافة تتراوح بين 5,500 و 13,000 كم وفي تلك الحالة يصل إرتفاع خط طيرانها إلى علو 1,100كم.
والقذيفة البالستية متوسطة المدى تطير إلى مسافات أقصر تتراوح بين 2,700 و5,500 كم، والقذيفة المتوسطة المدى التي تُطلق من غواصة قد تسمى قذيفة غواصة بالستية، وهناك نوع ثالث من القذائف البالستية وهي القذيفة البالستية وسطية المدى وتستطيع أن تصل إلى مسافة 160 و640 كـم وتعتبر مقذوفات سكود الروسية وبيرشنج الأمريكية أشهر مثال لهذا النوع.
تستطيع قذيفة بالستية عابرة للقارات ذات رأس نووي أن تدمر مدينة كاملة، وبهذا فإنها تستطيع أن تؤثر على مجرى الحرب، ومثل هذه القذائف الطويلة المدى مهمة في الاستراتيجية العسكرية للتخطيط الشامل للحرب، ونتيجة لذلك فإنها تسمى القذائف الاستراتيجية.معنى كلمة بالستي :هـو العلم الذي يبحث فى حركـة المقذوفات ســواء كانت هـــذه المقذوفات لأغراض عسكريـة أم مدنيـة والصاروخ البالستى هـو الصـاروخ الـذي لــه مسار بحيث يخـرج خارج الغلاف الجـوى ثم يعود مـرة أخرى وذلك لتحقيق أقصى مدى بأقل كمية وقـود بداخلة دون النظر إلى المهمة المخصص لها مثل حمل أقمار صناعية، دفاع، ردع، مهمة علمية.
نظرية عمل الصاروخ البالستى:
الصاروخ هو أحد أنواع الأسلحة الحربية ذات السرعة والطيران العالي ويستعمل جهاز دفع ذاتي مثل محرك الطائرة الحربية في العصر الحديث، يعمل الصاروخ بالنظرية الثالثة للحركة للعالم إسحاق نيوتن التي نص عــلى إن لكـل فعل رد فعل مساوي لـه في المقدار ومضــاد له في الاتجاه وبالتالي فان التدفق المستمر للوقود المحترق في اتجـاه واحد يسبب استمرار حـركة الصاروخ إلى الأمام كما تعمل أيضاً الطائـرات النفاثة بنفس النظرية ويساعد الأكسجين الموجود في الهواء على احتراق الوقود الخاص بالصواريخ وبذلك يجب أن يعمل الصاروخ خارج الهواء الجوى مع مراعاة وجود الأكسجين الخاص به، وحاليا معظم الصواريخ الموجودة طويلة المدى تتكون مـن مرحلتين أو أكــثر مـن مرحـلة والتي تتصل ببعضها البعض وتـكون المرحلة الثانية مركبـة ومتصلة بالمرحــلة الأولى وعندمـــا تنتهى المرحلة الأولى من أداء عملـها ينتهى أداء محركها وبعد ذلك تنفصل عن الصاروخ لعدم الحاجة لها.