بعد الحرب العالمية الثانية وانتصار الحلفاء فيها أتضح مدى أهمية المدفعية الصاروخية لمـــا لها من أثر في رفع الروح المعنوية للقوات المتحاربة ، وأن النصر في الحروب القادمة سوف تعتمـــــد اعتماداً كثيراً على الروح المعنوية فالشعب الذي يمتاز بروح معنوية أقوى وقوة احتمال أشد سوف ينتصر في الحرب .
أن استخدام القنابل الذرية والصواريخ سوف يطيل أمد الحرب ولا يقصر مداها ولقد أصبحت الصواريخ الآن هي السلاح الذي تعتمد عليه القوات المسلحة بجميع فروعها البحريـة والجوية والبرية والدفاع الجوي في تأمين حددو الدولة من أي اعتداء من دولة أخرى ويتجه العالم اليـوم وأيضاً في السنوات المقبلة إلى جعل الصواريخ هي السلاح الرئيسي في أي حرب مستقبلية ولقد أدى هـذا التطور الخطير إلى تغيير شامل في الأساليب الاستراتيجية والتعبوية التي أصبحت تهدف أساساً إلـــــى تدمير مناطق العدو الحيوية في بداية العمليات العسكرية ومستقبلاً سوف تكون الحرب بالأسلحة النووية والذرية والكيميائية التي تحملها المقذوفات الصاروخية الموجهة والمسيرة عبر القارات ولأهمية هـذه الصواريخ أصبحت دول عديدة تصر على الحصول على الصواريخ العابرة للقارات أي التي تعبر حدودها إلى حدود الخصم وهي تعتبر أشد الصواريخ خطراً على البشرية وعلى العالم بصفة عامة وأصبح هناك تنافساً شديداً بين دول عديدة لها القدرة العلمية والمادية لإمكانية الحصول على مثـل هـذه الصواريخ وبذلك أصبحت الحرب القادمة في حالة حدوثها حرب صاروخية ومما يزيد من أهميــة الصواريخ قلة تكاليفها وعدم تطلب تقنية عالية لتصنيعها بحيث أصبحت دول عديدة في العالم تمتلك مخزون صاروخي هائل منها والمشكلة التي تواجه هذه الدول خاصة الدول المقلدة هي مشكلة توجيه الصاروخ إلى الهدف المصوب عليه وبناء على ذلك أصبح الصاروخ يشكل أهمية قصوى لتدمير الهدف حيث يمتلك انتشاراً بيضاوي هائل و يغطئ مساحة كبيرة من الأرض مما يؤدي إلى إصابـــــــة الهدف ولو نسبياً ، ولأهمية الصواريخ بصفة عامة أصبحت هناك صواريـخ أرض - أرض و أرض جو و جو - أرض وصاروخ سطح - سطح وصاروخ أرض - بحر وصاروخ بحـر - أرض وهنـاك الصواريخ التي تحمل وتقذف بواسطة الطائرات المقاتلة وتعتمد في توجيهها رادارياً وهناك صواريــخ تستخدم الأشعة تحت الحمراء لتساعدها على إصابة الأهداف بواسطة الحرارة المنبعثة من الطائـــرات المعادية التي تسدد لها هذه الصواريخ ومما تقدم نرى أن الأسلحة الصاروخية قد أصبحت كل شئ فـــي حياة الجيوش وأصبحت تستخدم على نظام واسع كما أن الحاجة زادت إليها لكي تواجه التقدم الذي طرأ على الطائرات المقاتلة والقاذفة والعمودية حتى يمكن لهذه الصواريخ اللحاق بهذه الطائرات حيث تمتلك سرعة عالية ومناورة وطيرانها على ارتفاعات عالية جداً لا تستطيع المقاومات الأرضية اللحاق بهـــــا وأصابتها ولقد أصبحت الصواريخ والتوسع في أبحاثها و إنتاجها مصدر قلق للدول الكبرى والتــــــــي أصبحت تخصص مجموعات من أن العقيدة الروسية في مجال الحروب تقول أن هناك حرب عالمية ثالثة سوف تحدث وأن هــــذه الحرب تعتمد على استخدام الأسلحة الذرية الميكروبات والغازات المتلفة للمخ والأعصاب وفي ذلـــك .
يقول العلماء والخبراء أن التفكير العسكري الآن والسائد هو أن الحرب القادمة سوف تكون حــــــرب مدمرة لدول عديدة في العالم خاصة الدول التي يوجد بها مصالح لدول أخرى مثل النفط والمواد الخـــام والتي تحتاجها أحد الدول التي تقوم بالحرب أو تشارك فيها كما أنهم يعتقدون أن الحرب الذرية لــــــــن تكون قصيرة بل طويلة وسوف تأكل الأخضر واليابس لما توجد بها من أسلحة مدمرة خاصـــــــــــــة الصاروخية منها وتوجد الآن أفكار بخصوص تنمية المقذوفات والصواريخ الموجهة بدلاً من الطائرات للقضاء على الخصم في أرضه وهذا ناتج إلى التطورات التي جرت وتجرى لصالح الصواريــــــــــــخ الميدانية والمقذوفات وقد توصل العلماء العسكريين إلى زيادة سرعة الصواريخ والمقذوفات والتـــــــي تصل إلى 1500 ميل / ساعة ومداها 30 ميل وتستطيع الارتفاع إلى 14 ميل ويتم استخدامها بدلاً مــن المدافع المضادة للطائرات وقد أعطت هذه الصواريخ نتائج إيجابية في اصطياد الطائرات المعاديـــــــة والقضاء عليها . ويتم الاعتماد على الأفراد للوصول إلى النتائج المطلوبة للقضاء على الخصم وأصبـح الجندي المدرب هو المعضلة وبذلك يتم التفكير في صناعة معدات لها القدرة على إطلاق الصواريــــخ والمقذوفات بدلاً من الأفراد أو الإقلال من الأفراد وتوجيههم لى الصناعة أو سد الثغرات في المواقـــع التي يتم تدميرها من قبل العدو لإنتاج ما يحتاجه البلاد من مواد للبقاء ، ولكن المعضلة الكبيرة والتــــي تواجه السكريين والخبراء والعلماء هي عند استخدام الأسلحة الذرية وخوفاً على حياة جنودهــــــــــــم وقواتهــم وبالتالي سوف لا يلجئ أحد إلى استخدام القنابل الذرية إلا في الوقت الأخير أي على وشــــك نهاية الحرب أو تدمير أحد الدول التي تملك هذه الأسلحة المدمرة ومن هنا سوف تبدأ الحرب القادمـــــة باستخدام الأسلحة التقليدية ولذلك تظهر أهمية الصواريخ الميدانية والمقذوفات الصاروخية للقضاء على العدو قبل الاحتياج لاستخدام الأسلحة الذرية . وبجوار هذه المعدات العسكرية الصاروخية ترى أقماراً صناعية انطلقت إلى الفضاء تحملها صواريـخ .
كما أن هناك محطات أبحاث توجد على سطح القمر وهناك محاولات لوجود محطات أبحــــــاث أيضاً على المريخ هذا بخلاف سفن الفضاء التي أطلقت في المدة السابقة فاليوم دخلت أيضاً إلى حــرب النجوم دول عديدة وأصبحت تتباهى كل دولة بما تحققه من انتصارات علمية في مجال اكتشاف الفضاء والسيطرة على ما يوجد به من خدمات قد تقدم إلى محطات الاستقبال الأرضية والتي بدورها تحولـــــــ هذه المعلومات إلى قواعد الاستقبال الأرضية ومنها يتم معرفة ما يوجد على الأرض من معدات وأسلحـة تدمير شامل وأماكن تواجدها ونوعها وعددها وبالإمكان السيطرة عليها مستقبلاً ألا يحق لنا أن نسمي بعد كل هذا العصر ( بعصر الصواريخ ) والتي تولاها ما تم وصول الإنسان إلى القمــــــــــر أو الفضاء أو إرسال محطات الأبحاث إلى الفضاء الخارجي ليتم السيطرة على الأرض عن طريق هـــــذه المحطات لقد استطاع الإنسان وبعد ملايين من السنين أن ينفذ من الجاذبية الأرضية وبدور حولـــــــــــ الأرض في الفضاء الخارجي ويهبط على القمر ، وبذلك ضرب الإنسان الأرقام القياسية في الارتفــــاع وسرعة إجراء تجارب علمية رائعة ولاشك في ذلك وتعتبر انتصارات هائلة للإنسانية جمعاء تلك التـي حققها العلماء ومشاركة الخبراء لهما ومن الدول التي قامت بهذه الأعمال البطولية لما لها من فضل فـي المحاولات لاكتشاف الفضاء ولقد بدأت الإنسانية عصراً جديداً في تاريخ كشف المجهول وكذلـــــــــــك الكون ويعتبر العلماء أن هذه الأحداث هي أعظم ما أنجزه الإنسان في حياته حتى الآن ولكن في حالـــة قياسها بالكون فمنها تجارب بدائية أي مجرد خطوة أوصلت الإنسان إلى أعتاب هذا الكون العظـــــــــيم وقدرة الخالق الله سبحانـه تعالى الذي خلقه في ستة أيام ثم استوى على العرش - ومن هذه المقدمة نريد أن نقدم المعدات والأسلحة والصواريخ والمقذوفات والتي كان لها الدور العظيم في ما وصلت إليــــــــه الإنسانية من تقـدم علمي في مجال الكون ونود أن نعطي فكرة بسيطة عن هذه الأسلحة تكوينها تركيبها بياناتها الفنية والتصميمية ، وكذلك التطورات التي تمت في هذا المجال لتصل إلى ما وصلت إليه مــــن قدرة عالية جداً استطاعت أن تخترق الجاذبية الأرضية وكذلك للالتحاق بالكون وسوف تتطرف فــــــي الأبحاث التي جدت في ذلك ، في صورة مبسطة نرجو أن تجد قبولاً لدى القارئ الكريم . مراحل تطور الصواريخ عبر التاريخ
لقد كان للصينيين السبق في استخدام الصواريخ قبل الميلاد بسنين عدة حيث استخدمت لإعطاء إشارات توضح أراضيهم الشاسعة ، وأيضاً تم استخدامها في الحرب دفاعاً عن أحد المدن وأثنـــــــــاء حصـار المغوليين لها سنة 1232م وأطلق عليها في ذلك الوقت ( سهام النيران الطائرة ) وكانت عبارة عـن سهام عادية تربط في مقدمتها أسطوانات معدنية مملؤة بمواد قابلة للاشتعال تشتعل بفتيل وتطلــــق كالعادة في أقواس وفي ذات يوم حدث أن أتطلق السهم بمجرد إشعال الفتيل فكان هذا أول مقذوفـــــــــــ صاروخي عرفه العالم وسارع العرب سنة 1258 ف إلى استغلال هذا الاكتشاف فاخترع العالـــــــــــم العربـي حسن عبد الرحيم نجم الدين طوربيداً مستخدماً نفس نظرية السهام الصينية وكان هـذا الطوربيد يسير بقوة اندفاع الغازات للخلف وفي خلال القرنين الثالث عشر والرابع عشر استخدمت الصواريــــخ في أوربا في أشكال مختلفة كالسمك العائم أو الحمام الطائر لتمويهها وكان ذلك بغرض طلاقها فجــــأة لإشعال النار في دفاعات العدو وفي سنة 1405 ف قام المهندس الألماني كونراد كابزر بصنع اول قنبلة طائرة تطلق من قواعد أرضية وتشبه إلى حد كبير طوربيد حسن عبد الرحمن وفي سنـــــــــــــــة 1420 ف أدخل الإيطالي جوانس فونتانا تعديلاً على المقذوفات بإضافة زعانف لها بقصد الثبات فــــي الجو أثناء طيرانهــا ولزيادة المدى والغريب في الأمر أنه حتى القرن السابع عشر لم يستطيعوا هــؤلاء الخبراء والعلمـاء والفلاسفة والمخترعين أن يبرروا حركــــــــة المقذوفات حتى أتى السيد أسحق نيوتن وفسر النظرية وبناها على قانونه الذي يقول ( أن لكل فعل رد فعل مساوله في المقدار ومضاد له فــــي الاتجاه وهذا يسبب رجوع المدافع للخلف عند الرمي كما قامت على هذه النظرية صناعة المحركاتــــــ النافثة والمقذوفـات المسيرة وتاريخياً لم ندخل الصواريخ في تسليح الجيوش إلا في أوائل القرن التاسـع عشر حيث أول ما سلحت بهـا السفن الحربية البريطانية وقامت برمي ميناء بولوني وهو ميناء فرنسـي في 8 أكتوبر سنة 1806ف وعن طريق هذه الرماية تم معرفة الغلالات النارية في نظـــــــام رمي المدفعية الصاروخية حيث دمرت الميناء ، وكذلك المدينة بالكامل وفي نهايــــة القرن الثامن عشر استخدم ( حيدر على ) الهندي الصواريـخ بنجاح في حربه ضد القوات البريطانية التي ذهبت إلـى غزو الهند وقد أخذ الخبراء الإنجليز في دراســة الصاروخ الهندي ويفكرون في أحسن الوسائل لتحسين الصاروخ وقد كان للسير وليم كونجريف عـام 1805 ف دور في تصميم قاذف صاروخي صغير يزن 42 رطلاً يمكن إطلاقه من الكتف ويصل مداه إلى 3000 ياردة وقد أشار إلى الجيش البريطانـــــــــــي لاستخدامه وفي سنة 1813 ف شكـل الإنجليز فيلق الصواريخ ضمن جيشهم وسلحوه بهذا القاذف وقــد أبلى هذا الفيلق بلاء حسناً في معركة واترلو ببلجيكا وحصار ليبزج بألمانيا فــــــــي أكتوبر 1813 ف وللمزايا التي أظهرها هذا المقذوف في ذلك الوقت أخذت بعض الدول وضمنها أمريكـــــــــا بإنشاء كتائب الصواريخ ضمن مدفعيتها سنة 1846 ف وتم استخدامها في حربها ضد المكسيك وفــــي سنة 1886 ف ونشرت مجلة المهندسين البريطانية بحثاً لأحد المهندسين يعلن فيه عن اختراعه لســلاح جديد يمكن به مهاجمة العدو ورميه من مسافات بعيدة وهو عبارة عن مقذوف له أجنحة طائرة محمــل به جهاز للتوجيه ويحمل في مقدمته طناً من المفرقعات التي تنفجر أما بفعل صمام زمني أو مــــــــام طرقي وهذه أول مرة يتم فيها استخدام أداة تفجير للصـاروخ وهي الصمامات الزمنية أو الطرقيــــة أي التي تنفجر بفعل الزمن أو بفعل الطرق ولكن هذا الاختراع لم يتطور إلى نموذج عملي بل كان مجـــرد تصميم ، وفي غضون عامي 1850 ، 1920 ف استخدم الصاروخ بنجاح في المفرقعات وفي عمليـات إنقاذ الأرواح في البحار وذلك بربط حبل رفيع إلى الصاروخ وإطلاقه لمن هم في البحار أثر حوادث السفن ، وعندما تقدمت صناعة المدافع في النصف الثاني من القرن التاسع عشر حيث تم عمل لها خزن وكتلة مغلاق ومواسير ذات حلازن ثم زودت بجهازي رجوع وإعادة وفقاً لنظرية أسحق نيوتن اختفت صناعة الصواريخ الحربية حيث كانت نيران المدفعية أدق وأقدر على إصابة الهدف .
وفي سنة 1910 ف تقدم أحد ضباط المدفعية الفرنسية إلى قيادة الجيش الفرنسي بتصميم لأول مقــذوف موجه باللاسلكي أسماه الطوربيد الجوي ولكن قوبل اختراعه هذا بالرفض على أساس أنه سلاح خيالـي بالرغم من ذلك لم ييأس رينيه لورين مقدم التصميم فما أن نشبت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ف حتى عاد وقدم اختراعه لوزارة الحرب الفرنسية ولكن الوزارة رفضت العرض بحجة أنه خيالي جـــداً وأثناء الحرب العالمية الأولى بدأ روبرت هنشنج جودارد وهو عالم أمريكي شاب ركز أبحاثه علــــــى الفوائد التي يمكنه الحصول عليها من أرتياد الصاروخ لطبقات الجو العليا ووضع كتيباً أسمه ( طريقــة الوصول إلى الارتفاعات القصوى ) ونشر هذا الكتيب معهد سميت عام 1919 ف وكان هـــــذا الكتيب بمثابة افتتاح العصر الحديث لأبحاث الصواريخ إذا أو ضح فيه هذا العالم قدرة الصاروخ على حمـــــل الأجهزة العلمية إلى ارتفاعات لم تخطر على بال أحد من قبل لتعود مسجلة أحوال الجو في مناطق لــــم يصل إليها الإنسان بعد وختم بحثه بقوله أنه من الممكن إطلاق كمية ثابتة من مسحوق المغنيسيوم إلـــى القمر ورصد ضوئه بمناظير المراصد والمراكز ، ولم تستخدم الصواريخ في الحرب العالمية الأولــــى بل كانت المدفعية هي السائدة في ذلك الوقت حيث كانت لها مكانتها وقدرتها على تدمير الأهداف بالرغم من ظهور الطائرة والدبابة كسلاحين جديدين من أسلحة الحرب وانتهت هذه الحرب ولــــــــــــم تستعمل فيها الصواريخ ولا المقذوفات المسيرة رغم أن الدول المتنازعة كانت تعرف الكثير عنها . لقد كانت لأبحاث جودارد الأمريكي والتي نشرت في كتيب صغير عن غزو الفضاء بالصواريخ مرشـــــداً لعلماء أوربا اللذين بدءوا يحولون اهتمامهم نحو الكواكب ، وأعظم هاؤلاء العلماء هـــو هيرمان أوبرت أحد علماء الرياضة الألمان الذي نشر بحثاً علمياً عام 1923 ف عنوانه الصاروخ في فضـــاء الكواكب وفي عام 1927 ف وما بعده كانت المشروعات العلمية لهندسة الصاروخ التي أجريت بألمانية مستوحا مما كتبه أوبرت ولكن التحفظات السياسية عام 1930 ف جعلت رصد هذه الأبحاث للأغراض الحربية أمراً لا مفر منه وفي خلال الفترة ما بين الحربين العالميتين الأولى والثانية كانت هناك بعض الدول تجري في اختبارات وأبحاثاً على الصواريخ خاصة المسير منها مثل بريطانيا وأمريكا والنمسا وإيطاليا ولكن تلك الأبحاث كانت سرية جداً و لا يعرف عنها شئ حتى عام 1933 ف حيث نشرت الصحف الأمريكية صورة أول مقذوف صاروخي أمريكي يوجه باللاسلكي وكان عبارة عن جسم طائــر ويسير في الجو بفعل الصاروخ وكان يحمل في مقدمته 1000 رطل من المتفجرات ومداه 400 ميل وكــــــان يسمى ( spiritof night ) وأستمر الحال على هذا إلى أن جاءت الحرب العالمية الثانية فأعادت الصاروخ إلى الحياة من جديد بعد فترة ركود طويلة ويرجع السبب في بعث الحياة لمشروع الصواريخ من جديد إلى الآتي : -
1. شدة الحاجة إلى غمر منطقة كبيرة يحتلها العدو بكثافة نارية بتجمعات نيرانية هائلة تغطـــــــــي مساحة من الأرض في وقت قصير وهذا يتعذر على المدافع تحقيقه والتي كانت السائدة في ذلـك الوقت
2.الاستهلاك الكبير في ذخيرة المدفعية وما نتج عنه من وجود نقص شديد فيها وعلـــــــى الأخص الأنواع التي تحتاج إلى صلب من نوع الجيد والذي له القدرة على التأثير على الأهداف وكذلـــك الاستهلاك غير العادي في سبطانات المدافع نتيجة للرمي بمعدلات النيران العالية وعلــــــــــــى الأخص في المدافع المضادة للدبابات والطائرات ذات العيار الكبير وفي هذه الحالة لم تجـــــــــد الدول غير الرجوع إلى استخدام الصواريخ بسهولة صنعها وعلى الأخص وسيلة قذفها وهـــــي القواذف مع عدم احتياج الصاروخ إلى دقة في الصناعة كالتي تحتاجها المدافع .
وقد كان للألمان السبق في ذلك حيث أن الإنجليز والأمريكان لم يقوموا باستخدام الصواريخ إلا في سنة 1943 ف علماً بأن الألمان استخدموا صواريخهم في واجبات المساعدة القريبة بالنيران بدلاً من مدافـع الميدان التي كان لديهم نقص شديد فيها وقد حذو الروس حذو الألمان في الاهتمام بهذا الســـــــــلاح ذو المستقبل فأصبحوا في طليعة الدول التي تبحث وتهتم بإدخال الصواريخ كعنصر أساسي في مدفعيــــــة الميدان ، ولم يكتف الألمان باستخدام الصواريخ في المساعدة القريبة بالنيران بل فاجئوا العالم فـــــــــي أواخر الحرب العالمية الثانية بمقذوفاتهم المسيرة التي بلغت سرعتها أكثر من 2500 ميل / ساعــــة أي أكثر من أربعة أمثال سرعة الصوت وزاد ارتفاعها عن 60 ميل وبلغ وزن بعضها حوالي 100 طــــن وأطلقوا عليها أسم أسلحة الانتقام وكان أولها القنبلة الطائرة 1 - V وهي أقرب ما تكون إلى طائــــــرة تسير بدون طيار وضربوا بها الجزر البريطانية ثم ظهر الصاروخ 2- V ثم 3 -V وهي أكثر دقة مــن الصاروخ 1- V للأسلحة المضادة للطائرات وأعلنت الهدنة قبل أن يستخدموا صاروخاً أخر يزن أكـثر من 100 طن كان مصمما لضرب مدينة نيويورك بأمريكا وفي أو خر الحرب العالمية الثانية ظهـــــــر للألمان أن الاشتباك المؤثر مع الطائرات المغيرة خرج عن قدرة المدافع المضادة للطائرات مهما بلغت قوته فاستخدموا الصواريخ والمقذوفات المسيرة التي كانوا يهتمون بها من حيث الأبحاث منذ سنـــــــــة 1938 ف فاخترعوا صواريخ مضادة للطائرات توجه باللاسلكي بعد إطلاقها في الجو وقد تعددتـــــــــ أنواعها كما أطلقوا عليها أسماء شادة لتميزها منها wecssev fal الفراشة schmetter - linb ) و الزهور( engian ) وينت الراين ( rhsintochter ) ولقد أعتقد الألمـــان أنهم باستخدامهم مثل هذه المقذوفات الصاروخية وبتركيب صمامات الكترونية لها يمكنهم أن يتوصــلوا إلى القدرة على الدفاع المطلق ضد الطائرات المغيرة بأفواج كبيرة كما بدأت المصانع فعلاً بتنفيذ هـــذه السياسة الجديدة أبتدأ من سنة 1945 ف إلا أن قساوة الحرب وشدتها لم تمهلهم حتى يتم تنفيذها فانتهـت الحرب ولم ينتجوا منها إلا كميات ضئيلة استفاد منها الحلفاء كثيراً بعد احتلالهم ألمانيا .أما الإنجليز فقد استخدموا فعلاً بطاريات صاروخية مضادة للطائرات في الدفاع عن لندن لصد الغارات الألمانية المتوالية والعنيفة وذلك بضرب غلالات كثيفة من
النيران كما استخدموا أنواعاً مــــن المقذوفات المسيرة لصد هجوم القنابل الألمانية الطائرة مثل 1- V .
واخترع الأمريكان كذلك أواخر الحرب العالمية الثانية صواريخ مضادة للطائرات استخدمتها البحريــة الأمريكية في المحيط الهادي وأنزلت بها خسائر كبيرة في الطائرات اليابانية المنقضة على الأهداف الأمريكية .وكذلك استخدمت جيوش الحلفاء المقذوفات الصاروخية بكثرة أثناء عمليات غزو أوروبــــا عام 1944 ف وجميع المقذوفات والصواريخ التي تم استخدامها أثناء الحرب العالمية الثانية لم تكــــــن مسيرة بالمعنى العلمي المفهوم إلا من الصعب التحكم فيها بعد إطلاقها ولهذا السبب تعتبر غير دقيقـــــة وذات انتشار كبير بالإضافة إلى ارتفاع تكاليفها من ناحية ساعات العمل اللازمة لصناعتها و إنتاجهــــا وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أخذ الحلفاء على عاتقهم صناعة الصواريخ وتقدموا بها تقدماً كـــبيراً حتى وصلت إلى درجة كبيرة من الدقة بفضل التقدم العظيم في صناعة الآلات الإلكترونية والرادار كما قامت معظم الدول الأوربية وخاصة سويسرا وبلجيكا وفرنسا بأبحاث ذات شأن في هذا الموضوع الخطير الذي الآن هو الشغل الشاغل لمعظم الدولة الصناعية ولقد تم إنتاج أنواع جديدة من الاسلحة الصاروخية التكتيكية لاستخدامها لمدفعية ميدان وأيضاً صواريخ مضادة للدبابات ومدفعية مضادة للطائرات وهما السلاحان المهمان لتحقيق النصر في أي معركة أما روسيا فقد سارت جنباً إلى جنب مع الدول الغربية في أبحاث الصواريخ وتقدمت عليها في بعض الأحيان في إنتاج أنواع جبارة مـــــــن الصواريخ عابرة القارات ومن الصواريخ التكتيكية وبفضل هذا الصراع بين الدول أصبحت الصواريخ هي السلاح الرئيسي الذي تعتمد عليه جميع وحدات الجيوش في استعدادها لتأمين حدودها ضد أي هجمات مفاجئة فاليوم تطورت الأسلحة النووية وطرق إطلاقها ومحتوياتها من الداخل بحيث تشكــــــل خطراً على العالم بالكامل وكذلك حدث تطور في الطائرات المقاتلة والقاذفة وأصبحت لها القدرة علـــى نقل مختلف أنواع الصواريخ والقنابل والتي تقوم برميها على العدو لتدميره امتازت بسرعة فائقــــــــــة وحرية المناورة ومدى طويل حيث تم تزويد الطائرة برادار ذو مدى طويل مما يمكنها من رمي العدو مع مدايات أبعد من قبل وكذلك القدرة على الارتفاعات المنخفضة والارتفاعات العالية وأصبحت هـــذه الطائرات تشكل خطراً على بقية الأسلحة مما أضطر العلماء والمخترعين لاختراع أسلحة لها القــــدرة على مقاومة مثل هذه الطائرات ومنها الصواريخ جو - جو وصواريخ جو - أرض وأرض - جـــــــو وتعمل هذه الصواريخ بالرادار أو بالحرارة المنبعثة من الطائرات المعادية لما لها من قدرة علــــــــــى مقاومة مثل هذه الطائرات حيث زودت الصواريخ بمحركات ذات قدرة هائلة وسرعات عالية حيـث أن الطائرات أصبحت ذات سرعة عالية جداً لا تستطيع الأسلحة المضادة للطائرات التعامل معها وكذلـــك أدوات التسديد الخاصة بهذه الأسلحة لا تستطيع التسديد والتصويب على الطائرات ذات السرعاتــــــــــ العالية كما أن الأهداف الحيوية والموجودة في العمق الاستراتيجي للعدو والتي تبعد آلاف الأميال عـــن القواعد الجوية وينتج عن ذلك تطلب رحلات جوية قد تستغرق ساعات طويلة تكون فيها الطائراتــــــــ المغيرة معرضة للإصابة بالأسلحة الصاروخية المضادة للطائرات جعل من الضروري اخـــــــــتراع صواريخ عابرة للقارات يمكنها حمل رؤوس ذرية أو هيدروجينية أو نووية أو كيميائية والوصول بهـــا إلى الأهداف المقصودة في أقل وقت ممكن واليوم أصبحت الجيوش في دول عديدة من العالم تمـــــــلك أنواع جبارة من المقذوفات الصاروخية التكتيكية والاستراتيجية كما أصبحت الصواريخ السلاح الرئيسي المضاد للطائرات والصواريخ العابرة للقارات وتم ذلك بصناعة صواريخ
مضادة للصواريــخ أي تقاتل الصواريخ بعضها بعضاً والبقاء للصواريخ ذات القدرة القتالية العالية فالقوات البرية يوجــــــد لديها الكثير من الأسلحة الصاروخية المضادة للدبابات والمضادة للطائرات وأسلحة مدفعية الميدان أمــا القوات الجوية فطائراتها مسلحة الآن بالصواريخ المتعددة الأنواع والأغراض والتي يمكن تسييرهــــــا بالرادار أو الأشعة تحت الحمراء أو بالليزر وبهذه الميزة أصبحت الطائرة لها القدرة على إصابـــــــة الأهداف بكل دقة أما القوات البحرية فهي الأخرى قد تم تزويدها بالمقذوفات الصاروخيــــــــة المسيرة والمضادة للطائرات والمضادة للغواصات والمقذوفات عابرة القارات التي يمكن إطلاقها من وســـــــط المحيطات لإصابة الأهداف الحيوية البعيدة في أي بقعة في العالم ولم يقتصر استخدام الصواريخ فـــــي الحرب فقط بل تستخدم في المجالات السلمية والعلمية فقد تم إطلاق الأقمار الصناعية والتي تجــــــوب الفضاء حاملة أجهزة دقيقة مسجلة أدق المعلومات العلمية بواسطة أنواع ضخمة من الصواريخ بل لقــد وصلت هذه الصواريخ إلى سطح القمر محملة بمحطة علمية تذيع أسرار الكون وأخيراً نجح العلماء في إطلاق سفن لغزو الفضاء حاملة الإنسان ليمشي فوق القمر وبعد ذلك المريخ لدراسته ومعرفة أســـراره كل هذه الأقمار وسفن الفضاء إذا أمكن التحكم في سيرها ستصبح أكبر خطر يهدد البشرية لأنه في هـذه الحالة سوف يمكن تحميلها بالقنابل الذرية والهيدروجينية والنووية وهذه القنابل قد ترمى على أي بقعــة في العالم بمجرد الضغط على زرار وبذلك نستغني عن الطائرات والسفن الحربية وغيرها ويصبـــــح العالم بأثره مهدداً بالفناء في ساعات محدودة .