الدبابة هي عربة للقتال البري دخلت ساحة الحرب خلال الحرب العالمية الأولى، وكان أول إستخدام لها من قبل الإيطاليين في ليبيا عام 1913 لاحقاً استخدامها الألمان بكثافة خلال الحرب العالمية الثانية .
الخصائص والصفات الأولى للدبابة التي تميزها عن أي عربة قتالية أخرى هي :ـ
- تتحرك وتنجر فوق جنازير .
ـ امتلاكها أسلحة هجومية لمهاجمة أهداف محمية.
ـ هيكلها المشكل من معادن ثقيلة تقيها من الإصابة بنيران الأسلحة الثقيلة .
منذ بدايات القرن العشرين، قام بعض الدارسين بطرح مشكل التحرك الآلي في ميدان المعركة، حتى وإن لم يتوصل أحد إلى غاية الحرب العالمية الأولى إلى فهم معنى هذا المشكل الحقيقي للتحرك الذي يتمثل في عمل جديد مدعوم برشاشة في حقيقة الأمر كانت هناك بعض الأفكار والآراء (ولكن مجرد خطط على الورق) عبر عنها الكاتب الإنجليزي H.G.Wells في وصفة للآلة التي سماها (سلحفاة المصفحة) ولكن الذي تعامل مع هذا المشكل من الناحية الثقنية كان الضابط (غونثر بورستين) التابع للجيش الملكي النمساوي، الذي أعد مشروعا لأحد الموديلات لآلة بمحرك وهي عبارة عن عربة مصفحة تتحرك على جنازير ولها سلاحها الخاص المثبت فوق برج يعلوها ورغم مرور الزمن، لم تفلح لا هذه الأفكار ولا المشروعات التقتية في إقناع الحكومات الكبرى لضرورة مثل هذه العربات، إلا أن عدم الأهتمام هذا والإهمال الزائد لم تحركة إلا شدة وعنف الحرب اللاحقة .
مقال مترجم عن موسوعة جينس
المشكل التعبوي
منذ بداية الأشهر الأولى للحرب العالمية الأولى كان من الضرورة الملحة حل المشكل التكتيكي، فحالما إنتهت الحرب، إنهمل الجنود في العمل على حفر أنظمة جديدة وعديدة من الخنادق على طول مئات من الكيلومترات وعلى نصب الرشاشات والأشلاك الشائكة .
هذان العنصران الآخيران، بالإضافة إلى المدفعية تشكلان المانع والعائق من تقدم المشاة الجماعي نحو خنادق العدو، وتؤكد الحصول على النصر محلياً وجني ثمار النجاح الكامل.
إن دراسة الدبابة كانت قد بدأت بدفع وتحريض من اللورد الأول لسلاح البحرية (وزير القوات البحرية) السير وينستون تشيرشل من البحرية الملكية، تحت إسم للتغطية (مشروع الخزان) وإلى وقتنا هذا لايزال يطلق على الدبابة اسم (TANK) وخصوصاً من البلدان الناطقة بالأنجلوسكسونية أو السلافية .
كل التجارب اللاحقة التي أجريت على هذه العربة المصفحة أظهرت عدم فاعلية العجلات المطاطيـة فــوق الأرضي التي تغطيهـا نيران المدفعية لذلك تم العمل مباشرة علي تزويد هذه العربة الجديدة .بجنازير حديدية أثبتت فاعليتها وجدواها منذ ظهور الأنواع الأولي لهذه العربات التي تبدو وكخزانات كبيرة تتحرك فوق جنازير .
وفي وقت قصير سارع الجيش البريطاني وبدأ بالتعاون مع البحرية في العمل علي اطلاق هذا المشروع للوجود .
وهكذا منذ 1915 توصلوا إلي إنتاج أول نموذج لهذا المشروع ذو جنازير ملفوفة وبمحرك من نوع (دا مبلر) قوة 105 حصان وبسرعة متوسطة تبلغ 5 . 6 كلم /ساعة , ومزود برشاشتين أو برشاشة واحدة مع مدفع (40 ملم ) , وتبقي المشكله الوحيده الذي تواجهه هذه العربة هو الجنازير وكيفية تغييرها .
لقد أعطي المشروع النهائي لنوع من العربات علي شكل غير متناسق ذو صوت قوي يحتوي علي جنازير ملفوفة وبانتفاخيين علي جانبيه يخرج منهما رشاشتين أو رشاشة و مدفع (57 ملم ) كانت هذه العربة المصفحة لها سماكة هيكل يبلغ 10 ملم .
هذه الإله أو الوسيلة سميت أول الأمر (الأم الكبيرة ) وقد تحركت لأول مرة فوق جنازيرها يوم 16 يناير 1916 وقد طلب منها للتصنيع 100 عربة علي أساس هذا التصميم تحت أسم(tank mk 1)
وفي شهر أغسطس من نفس السنة ثم تسليم القطعة الأولي إلي التسليح العسكري البريطاني .
استعمال الدبابة في الحرب العالمية الأولي
في 15 سبتمبر 1916 , رغم عدم التدريب الكامل للطوا قم فقد تم إرسال 32 دبابة ضد القطاعات الألمانية ضمن المعارك التي جرت في (سومي ) .وعلي عكس ما بدأ وليست فقط من جانب الخبراء ولكن حتى من جانب الحلفاء الفرنسيين ,فالقيادة البريطانية العليا لم تنتـظر للحـصول عـلي العـدد الكافـي مـن الدبابات تستخدمها مع بعضها في نفس الوقت وبعـد أمتـار قليلـة مـن قاعـدة انطلاقها تم تدميرما لا يقل عن 50% من هذه الدبابات , حتى تلك التي وصلت قطاعات العدو، وبرغم الرعب الذي بدأ ينتشر بين أفراد المدفعية الألمانية , الأمر الذي تسبب في الأعداد الكبيرة من الأسرى ورغم كل هذا لم تكن النتائج حاسمة .
في نفس الوقت كانت القيادة العليا الفرنسية منكبه علي موديلات أخري لدبابات جديدة , ظهر من بينها نوع له برج يلف ويدور في كل الاتجاهات عرف باسم (Renaultft-17 ) ,بينما قام الألمان بطرح تصميمهم الخاص الذي يشبه كثيرا اللمسات الفنية للموديلات البريطانية . لقد أخذت هذه الدبابة أسم (A7V ) ,مأخوذا هذا الاسم من الأحرف الأولي للجنة السرية الخاصة المكلفة بدراسة هذا التصميم . ولكن قبل أن تصبح الدبابة الألمانية مستعملة في (17 ديسمبر 1917) .
أظهرت الدبابة قيمتها التكتيكية في معركة (كامبراي) . في هذه المعركة لأول مرة يتم أستخدم الدبابات بأعداد جماعية حيث قامت في 20 نوفمبر بهجوم أستخدم فيه 400 دبابة علي جبهة طولها 8 كيلو متر . هذا الهجوم لم يتبعه أي قصف مدفعي وقد تفاجأ القادة الألمان الذين استغربوا لهذا المشهد الذي توالت فيه الدبابات بإشكالها المخيفة التي أرعبت جنود المدفعية , هذه المعركة علمت القادة العسكريين شيئين مهمين ،أن الدبابات يجب أن تستعمل في المعركة بأعداد كافية، وأن المدفعية يجب أن تشترك وتتعاون مع الدبابات.
عقب مجريات معركة كامبراي لم يتمكن المدافعون من إعادة الخطوط إلي وضعها السابق إلا بعد أن عزلوا الدبابات عن المدفعية (علي الدبابات أن تتوقف غلي الأهداف في انتظار المدفعية التي وصلت بتأخير يتجاوز 3 ساعات عن موعد وصول الدبابات ) ، ثم وصل بعدها قادة القطاعات وعندما وجدوا أن نيران العدو شديدة أعطوا الأوامر الدبابات بالتضاعف في أعدادها وقد استمرت المعركة لستة أيام أخري ولكنها قد أصبحت أخيراً معركة بين المشاة والمدفعية :بينما قامت الدبابات بفتح ثغرة لم يتم الاستفادة منها .
وهكذا أصبح واضحا أن الدبابات باتت عنصرا أساسيا لتقوية الهدف الحربي . وحتى نهاية الحرب تم تطوير أفكار جديدة لثوضفيها فى ميدان المعركة. في نفس الوقت كان الألمان قد أرسلوا بدباباتهم إلي الجبهة , وقد شهد يوم 14 أبريل 1918 أول تصادم للدبابات في التاريخ وذلك في المناطق القريبة من (villers -Bretonneux أن أصل هذا الصدام هو نوع من المعارك التقابلية , في الحقيقة كان الآمر الألماني يرتب لهجوم مدبر فقط لجعل الطريق الضيقة المؤدية ( Villers-Bretonneux ) تحت مرمي المدفعية ولدعم المشاة أرسل 15 دبابة (A7V ) لدعمهم . لقد التقت مجموعة مكونة من 3 دبابات ألمانية مع مجموعة (Tankmkiv ) الانجليزية التي يوجد واحد منها فقط مجهز بمدافع دخل مباشرة في تبادل للنار مع العدو الألماني مدمرا إحداها بسرعة قياسية من خلال إطلاقه علي بعد (350 متر ) , بينما كان الاثنان الآخران مختبيين وقد انسحبا قبل أي اصطدام مع العدو وهذه أول واقعة يتم فيها تدمير دبابة بواسطة دبابة أخري . وفي تتابع مجريات هذه المعركة عندما اشتبكت بقية الدبابات الألمانية احدث بعض الخسائر في صفوف الدبابات البريطانية ، لم تشترك الدبابات في معارك الحرب العالمية الأولي علي الجبهة الإيطالية لان هذه الجبهة كانت تنحصر في المناطق الجبلية . وأن الدبابات الوحيدة التي كانت متواجدة في إيطاليا عند نهاية الحرب كانـت 7 من نوع (RenavltfT-17 ) في مدينة فيرونا وتستعمل للتدريب فقط.
المواصفات العامة لدبابة
الحرب العالميـة الأولــى
إن الدبابات المستعملة في الحرب العالمية الأولي كانت من أولي العربات من النوع التي ظهرت في الميدان المعركة أي أنها تعتبر شيئا حديثا .
وقد لوحظ سريعا الفرق بين نوعين من الدبابات : دبابات ثقيلة ( خصصت لمساندة المشاة , أي أنها تسير بنفس مستوي سير المشاة ) ودبابات خفيفة (خصصت أساسا لكسب النجاح , أي أن سرعتها ثماتل سرعة الخيالة ). وعموما فإن محركها يشتغل بالوقود (بقوة 100 إلي 150 حصانا ميكانيكيا بالنسبة للدبابات البريطانية أو الألمانية أما الدبابات الفرنسية فقوة محركها لا تتعدي 35 إلي 90 حصانا ) . أما سماكة هيكلها فتتراوح مابين 6 إلي 30 ملم للدبابات الثقيلة , وكانت كلها موثقة بالمسامير بينما نظام التعليق فيها لا يوجد , تستعمل جنازير ملفوفة أو معا ليق للجر . بينما كان تسليحها فـي صناديـــق جانبيــة إلــى أن أصبحـت عــام 1917 ذات أبــــراج دوارة مثــــــــل ( RenavltfT-17 ) وقـد كـان العـيار الرئيسي لمدفعية الدبابة الثقيلة من 57 إلي 75 ملم بينما الدبابات الخفيفة تكون مزودة بمدافع ذات عيار أقل أوبرشاشات .
تطور الآراء في استخدام الدبابة
حالما انتهت الحرب العالمية الأولي تم تدمير الدبابات التي استولت عليها القوات أثناء المعارك أما الدبابات التي كسبت المعركة فقد استهلكت ولم تعد صالحة سواء من جانب المعنوي أو الجانب الاقتصادي . ولهذا السبب فخلال الأشهر التي تلث الحرب تم تسريح الجنود و تخفيف نفقات التسليح إلي أدني حد . وبالرغم ما أن المناخ أصبح غير ملائم إلا أن بعض المفكرين وخصوصا الإنجليز استمروا في دراساتهم علي الدبابة كنظام خاص بالتسليح كوحدة تكنولوجية متكاملة .
أشرف علي هذه الدراسات العقيد (فوللر) والنقيب ( ليدل هارت ) في بريطانيا العظمي . وكذلك من فرنسا العقيدين (إيتيان والعقيد ديمول ) . ومن أمريكا الماريشال (بيرشنغ ) والمهندس (كريستي ) .
كل هذه الأحداث أدت إلي تزاحم الآراء وتطورها وأدت إلي الدفع بالتطورات التقنية إلي استخدام الدبابة المتطورة جدا ولم تلق أي معارضة من قبل المذهب العسكري للقادة الكبار في بريطانيا وفرنسا الذين يعتبرون دائما أن الدبابة هي وسيلة مساندة للمشاة أو الخيالة . بينما توقفت تلك الدراسات في الجانب الأمريكي نهائيا حتى مطلع العام 1936 ماعدا بعض المشاريع البسيطة المنفصلة التي ضل يطورها (كريستي ) . الذي توصل إلي تطوير نظام جديد يتم فيه استبدال الجنازير بعجلات ذات أقطار كبيرة ,سارع السوفيت إلي استخدامها في دبابات (BT ) ثم لاحقا من الانجليز منذ بداية الحرب العالمية الثانية وما بعد .
في ايطاليا كانت الأفكار التي تدور حول استخدام الدبابة ( و مايتعلق بها من تطوير ) خضعت لعدة تحويرات لتلائم الظروف الخاصة لجغرافية شبه الجزيرة الإيطالية وخصوصا لأراضيها الجبلية (التي جرت فوقها معظم أحداث الحرب العالمية الأولي ) مدفوعين بتطوير دبابات خفيفة , رغم أن أول دبابة متوسطة ظهرت بعد بداية الحرب العالمية الثانية .
أفكار القيادات العليا في استخدام الدبابة تظل الدبابة في منظور القيادات العليا التي جاءت قبل الحرب العالمية الثانية , هي أداة مساندة للمشاة والخيالة : أي أنها لم تلق اهتماما كبيراً في تحركاتها التكتيكية إستراتيجيتها المهمة أكثر من هذا لقد كانت العقيدة العسكرية آنذاك تقسم الدبابة إلي نوعين : "الدبابة الثقيلة " للمشاة "و الدبابات المهاجمة " أي السريعة تصاحب الخالية . هذا التميز يدل علي قلة الفهم الأساسي لتوظيف الدبابة , ويظهر عدم الفهم هذا خاصة بقوة ضمن المحيط العسكري الفرنسي والانجليزي , والخطأ الأفدح من ذلك هو حصر مهمة هذه الدبابات ضمن كتيبة المشاة والفرسان , ولهذا فأن أمر استخدامها متى وكيف يعود إلي أوامر هذه الوحدات . لقد تم تصميم الدبابة الثقيلة لمقاتلة المشاة الأعداء , لقد كانت مغلفة بمعادن ثقيلة , وبطيئة الحركة ومجهزة برشاشات ومدافع ذات عيار صغير . ألي جانب الفرسان والدبابات الثقيلة كان يجب أن تشترك الدبابات الخفيفة مشكلة أفواجا مستقلة عن باقي التشكيلات المسلحة في عمل استطلاعي يكسب النصر : كان هذا النوع سريعا جدا ولكن تنقصه الحماية والتسليح الكافي . وفي الختام , وخاصة عند منتصف الثلاثينات , لم تكن الدبابات بالمستوي الكافي الذي يؤهلها لدخول المعارك . فقط في ذلك الوقت تنبهت بريطانيا العظمي لذلك الخطأ وبدأت بعد تأخير كبير بتعويضها بدبابات مصفحة مجربة تسمح بالتحريك حسب نظرية (فوللر) حتى تستمر في الدعم والمساندة أثناء التشغيل بين قطاعات دبابات المشاة والدبابات الخفيفة . وعلي العكس من ذلك فقد فضلت فرنسا أن تمنح الثقة في خط ( ما جينو ) أفضل من أن تكون دفاعا متحركا ,يعرضها إلي خسائر مأساوية خلال عدة سنوات لاحقة .
نظريـات توظيـف الدبابـات البريطانية وتطوير الدبابات في ألمانيا
لقد كانت كل نظريات " فوللر " تعتمد علي تطوير التحركات التكتيكية للمشاة الأمان التي تتوقع استخدام المشاة لخلق اختراقات محلية وبجب أن يتم ذلك مباشرة قبل وصول أي دعم علي عين المكان . هذا التكتيك قد أظهر جدواه علي الأقل في ثلاث معارك جرت في ظروف مختلفة جدا فبما بينها , ولكن تظل هذه المادي راسخة في الذاكرة لما جري في كل من :ـ
ريــغا ( 1917 ),,كابوريتــو (1917 ) , مارنــا (1918 ) .
لقد كانت المدفعيـــة المستخدمة مدروسة جيداً من ( فوللر وليدل هارت )، الذين اقترحا تكتيكيا يسمي (النهر الملآن ) ، الذي يعتمد علي مبادئ مماثلة .
إن غياب الدبابة دفعت كلا الدارسين إلي تركيز تجاربهم علي الآلة الجديدة التي تخضع تماما للنظريات المطورة , وبينوا الطرق اللاحقة في استخدام هذا السلاح الجديد الذي ثمثل في النقاط التالية :
1 ـ يجب أن تستخدم الدبابات في مجموعات كبيرة أي يجب أن تقسم إلي قطاعات متزامنة تحتوي علي الدبابات فقط (القطاعات المجنزرة ).
مــع الأخـذ فـي الأعتبــار أن الدبابـــات يجب أن تشترك وتتعاون مع باقــي الأسلحة ( وخصوصا المشاة والمدفعية ) أن هذين الآخرين يجب أن يكون لهما نفس حركية الدبابات .
2 ـ إن تشتغل هذه الآراء المتضاربة للقيادات العليا لم تلقي حضا لا في بريطانيا ولا في فرنسا , ولكن الذي ركز عليها وعلي هذا الأساس تطور هذا السلاح المصفح كانت المانيا . إن معاهدة (فرساي ) منعـت ألمانيــا من امتلاك الدبابات ، ومع مرور الزمن وبدفع من الجنزال (فون سيكت ) , بدأ " الرايخ شويهر " في التطوير من خارج ألمانيا لتلك الأسلحة التي حرمت علي ألمانيــا في تلـــك المعاهــدة ، وهـكذأستــغل الدولــة الجديــدة وهي الاتحاد السوفيتي كشريك لتطوير (البانزر) (panzer ) وهذا هو الاسم الألماني لدبابة مختصرا من اســم الضابــــط (Panzerkampfwqen) أي عربة مصفحة للقتال ، وبالتوازي مع نفس الفترة فقد قام بمناورات ميدانية جعل فيها الجزارات الزراعية تمثل دور الدبابات في التدريبات , لغرض الفهم الجيد لاستخدام هذه الوسيلة الجديدة في ميدان المعركة .
وبعد فتره قليلة من أحالة الضابط (سيكت) عـلي التقاعـــد كانـــت جمهوريــة وايــــمار ( Weimar ) قد انتهت وحل محلها الرايخ الثالث الذي أصبح فيه ( أدولف هتلر ) هو المستشار .
في عام 1935 قام هتلر بالفاء معاهدة (فرساي) ومن تلك اللحظة بدأ التطوير الفعلي لهذا السلاح المصفح . وتحت دفع من الجنرال (غودريان) , المنظر الجديد للمبادئ الجديدة للعربات الألمانية في كتابه Achtunopanzer ـ أنتبه للبانزر .
بـدأ إنتـاج نوعيـن من الدبابات الخفيفة (المـزودة برشاشات)، ونوعين آخرين لدبابات متوسطة ( pzkpfw iii ) و (pzkpwiv) الذين يجمعان بين الحركية الجيدة والمتانة الكافية لسلاح لا يزال يعتبر عربة مساندة للمشاة ولهذا مستقبل مأمول في التطوير والتحسين ثم في أكتوبر 1935 تم تجهيز 3 فرق مصفحة مع علامة جيدة بين الدبابات والمشاة حيث جهزت بعدها عام 1937 خمس فرق أخري . تحركت هذه الفرق سنة 1939 ضد بولندا وعام 1940 ضد فرنسا مظهرة الإمكانية الكبرى والمقدرة الفائقة لما يمكن أن تفعله الدبابات في الحروب الخاطفة والتي سميت " "بحرب البرق ".
وبالخصوص عند تحليل مجربات أحداث هذه الحرب في فرنسا عام 1940 نلاحظ أن التفاوت الألماني لم يكن في عدد الدبابات أو في قيمتها التقنية ولكن كان في الفكرة الجيدة والتخطيط الدقيق في استخدام هذه الدبابات ضمن الهيكلية لكل القطاعات الأخرى الأمر الذي يسخر هذا العنصر الجديد بين أيدي الضباط الذين أعطيت لهم الصلاحيات الواسعة في التحريك والتخطيط للمعارك .
نظريات استخدام الدبابة في الاتحاد السوفيتي
إن كل النظريات المطبقة في الاتحاد السوفيتي تعود أساسا إلي الامتيازات السائدة , رغم أن الدبابات السوفيتية كانت خلال الأعوام العشرين خفيفة جداً أو مزودة ببرجين أو أكثر تجعلها غير قادرة علي الحركة ,هكذا قام بعدها المارشال (توشاسفيسكيج ) بالعثور علي الكنز المفقود عند تعاونه مع (الرايخ شويهر ) الألماني في تطوير نظرياته في استخدام الدبابة مستند ا في نظرياته علي الأفكار في الزمن الثوري : الحرب في العمق (التي أصبحت في أعوام الثمانينات القاعدة النظرية لحرب جو أرض 2000 في الولايات المتحدة ) .
باعتبار أن الحرب المستقبلية هي اختراق القوة الإلية للعدو في العمق ولهذا يجب أن تصنيع وحدات مصفحة كبيرة تسخر خصيصا للعمل علي جبهات القتالية (هكذا أصبح لتوشا سيفسكيج المعتقد أن الساحات الواسعة المدروسة من روسيا : فإن مثل هذه العمليات تبدو صعبة جدا علي أراضي أرويا لوسطي ) .هذا يتطلب تعاونا محدودا بين القوات المصفحة و الطيران التكتيكي ,سواء للعمل علي منع الخطوط العدو من الدعم , أو للعمل علي مخالفة وإظهار الفرق للقوات المدرعة العدو .
المشاريع الخاصة بالدبابة التي تم تطويرها (نجحت في الاستمرار علي أساس التطويرات الميكانيكية لكريستي )واستمر البحث والتطوير علي قدم وساق . في 1941 كانت روسيا قد أنتجت الدبابات المطورة علي أساس نظرية " توشا سيفسكيج " وكانت منها الدبابة الثقيلة (KV1 ) والدبابة المتوسطة ( T34 ).
المواصفات والخصائص العامة للدبابة بين الحربين العالميتـــن
عند بداية الحرب العالمية الثانية كانت الدبابات قد تطورت ووصلت إلي مرحلة تجعلها تشكل الخطوط العامة لمظهر الدبابة الحديثة المعروفة في وقتنا الحالي (رغم مواصفاتها الفنية البسيطة ) , إن هذه الدبابات التي بدأت الحرب كانت مشكلة من قضبان مسطحة , بينما بدأت تظهر علي التصاميم الجديدة علي مكاتب الرسم التعليق بواسطة القضبان التي يمكن ثنيها .
نظرا للعديد من الإشكال التي ظهرت عليها الدبابات والتي بدأت في إعطاء خطوط عامة نصلح للتعريف بكل الدبابات لتلك الحقبة , علي كل حال فقد أصبحت عملية الإنتاج عموما تضمن محركات تشغيل بالوقود من نوع البنزين (الوحيدة التي تصنع محركات تشغيل بالديزل هي روسيا علي دباباتها المتوسطة والثقيلة ) التي تصل حتى 500 حصان , مركبة عموماً داخل الجزء الخلفي لهذه الوسيلة .
لقد زودت الدبابات ببرج يوجد فيه السلاح الرئيسي , الذي يتنوع من الرشاشات إلي المدافع القصيرة بعيار 75 ملم . إلي هذه الدبابات ذات البرج الواحد , طورت في روسيا دبابات أخرى متعددة الأبراج (حتى 5 أبراج على دبابة T-35 ) وكل منها مزود بمدفع ورشاشات إن استخدام تسليح رئيسي في هذه الدبابات كان مقصور على (B-1-bis ) الفرنسية والايطالية (M11/39) .
أما فيما يخص الأمان والحماية، كان كل هيكل الدبابة مثبتا بالمسامير وبمرور الزمن بدأت تظهر أولى الأنواع التي حل فيها اللحام محل المسامير ( مثلاً على الدبابات الألمانية وخصوصاً (Pzkpfw 1 ).
أن الهياكل المثبتة بالمسامير أو بالبراغي تشكل خطرا كبيراً على طاقمها مع النظر أنه لو أصيبت هذه الدبابة بقذيفة حتى وأن لم تخترقها، يكفي أن ينفصل منها جزراً ليحدث ضرر كبيراً داخل قمره الطاقم إضافة إلى أن عملية الربط بالمسامير والبراغي تحد من سماكة الهيكل وتزيد حملاً فوق وزنها الكبير
الحرب العالمية الثانية
بعد فترة قليلة من بدء عملية ( بربروسا) التقت الدبابات (فيرماخت) بالدبابات الروسية (T-34 )، كل الدبابات المتواجدة في ميدان المعركة خلال الحرب العالمية الثانية أصبحت في مرمى النيران .
أصبحت بعدها (T-34 ) هي الرمز الفعلي لثورة في النظرية والتكنولوجيا التي دفعت الدبابة في المعركة كمثل مطور تحت أسم (خزان القتال الرئيسي - MBY ) (Maim Battle Tank ) من ذلك الوقت إلى يومنا هذا .
أن ما كـان ثــورة بالفـــعل في هذه الدبابة (T-34 ) هو الاتزان والموازنة بين الحركية والحماية والتسلح الذي يوفر لها التفوق بكل جدارة وكسب المعركة ضد أي وسيلة مشابهة لها .
هذه المواصفات الجيدة التي يعود الفصل فيها إلى اعتماد نظريات وأبحاث (كريستي) ،(التي تسمح باستعمال الجنازير عريضة ذات علاقة بالسرعة العالية حتى وإن كانت محدودة نوعاً ما ) وكذلك الدرع الذي يغطيها الــــذي يسمــح بالانحــناء والانعـــــــطاف ( الذي يسمح بمحدودية السماكة ما يخفف من وزنها العام ) هذه الصفات احتفظت بها الدبابات السوفيتية حتى التسعينات من القرن الماضي إن غياب ( T-34) كانت مفاجأة سيئة لـ (OKW) الذي شيئا فشيئا أجاب بمشروع مفيد وعلى نفس الخط الذي اعتبره البعض الأفضل في الدبابات للحرب العالمية الثانية من النوع (Pzkpfw v Panther) هذه الدبابة تبدو محدودة الصلاحية لصعوبة تصنيعها وخصوصاً خلال المجموعات الأولى مع أنه لم تحز على الثقة الكافية .
إن التفصيل الجماعي للدبابات الألمانية ظل محل نقاش حتى الآن وخصوصاً أمام دبابة مثل (Panther) ، فالدبابات الثقيلة مثل (Tiger - Konigtiger) يشكل حجمها الكبير عائقاً لحركتها التي لا تناسب نوع التسلح التي عليها (فكلاهما مزود بمدافع 88 ملم و75 ملم للــ Panther ) ولا توجد أي دبابة للحلفاء الغربيين يمكنها أن تتعامل مع هذه الدبابات الثقيلة، بينما تتواجد في الجبهة الدبابات (JS2 - JS3) JS التي تمتاز بحماية كبيرة وتسلح مماثل ومقدرة فائقة على التحرك .
ظلت الولايات المتحدة طيلة فترة الحرب العالمية الثانية غير قادرة على إنتاج دبابة قادرة على منافسة الــ Panther ولكن فرقها المدرعة قد بلغت مستوى كاف يضمن أمثل استخدام بين الدول في الحرب .
أن الفرقة المدرعة الأمريكية كانت في الواقع على أحسن تنظيم تجمع بين القدرة النارية الفائقة مع المقدرة العالية على التحرك سواء ضمن عناصر المدرعات أو ضمن مجموعة المشاة وهي مركبة فوق عربات أو فوق عربات نصف مجنزرة، هكذا يمكنها أن تبلغ تحركاً تكتيكياً أو استراتيجياً أعلى بكثير من تلك التي تملكها باقي الدول الأخرى الداخلة في الحرب .
أن الدبابة الأكثر أهمية التي صنعتها الولايات المتحدة كانت (M4 Sherman ) والتي تعتبر الدبابة الأكثر تصنيعاً نظراً للأعداد الهائلة التي صنعت منها خلال الحرب .
وكذلك أعطى منها الكثير للحلفاء مثل بريطانيا والاتحاد السوفيتي وفرنسا .
وبالتوازي مع تطور الدبابات خلال مجريات الحرب العالمية الثانية تطورت بالمقابل الأسلحة الموجهة ضد هذه الدبابات .
فقد انتقلت المدفعية المضادة للدبابات من استخدام العيار 40 ملم إلى العيار 90 ملم ، ومع مرور الزمن كان التطور الأكثر وسطي ) .هذا يتطلب تعاونا محدودا بين القوات المصفحة و الطيران التكتيكي ,سواء للعمل علي منع الخطوط العدو من الدعم , أو للعمل علي مخالفة وإظهار الفرق للقوات المدرعة العدو .
المشاريع الخاصة بالدبابة التي تم تطويرها (نجحت في الاستمرار علي أساس التطويرات الميكانيكية لكريستي )واستمر البحث والتطوير علي قدم وساق . في 1941 كانت روسيا قد أنتجت الدبابات المطورة علي أساس نظرية " توشا سيفسكيج " وكانت منها الدبابة الثقيلة (KV1) والدبابة المتوسطة (T- 34) .
المواصفات والخصائص العامة للدبابة بين الحربين العالميتـــن
عند بداية الحرب العالمية الثانية كانت الدبابات قد تطورت ووصلت إلي مرحلة تجعلها تشكل الخطوط العامة لمظهر الدبابة الحديثة المعروفة في وقتنا الحالي (رغم مواصفاتها الفنية البسيطة ) , إن هذه الدبابات التي بدأت الحرب كانت مشكلة من قضبان مسطحة , بينما بدأت تظهر علي التصاميم الجديدة علي مكاتب الرسم التعليق بواسطة القضبان التي يمكن ثنيها .
نظرا للعديد من الإشكال التي ظهرت عليها الدبابات والتي بدأت في إعطاء خطوط عامة نصلح للتعريف بكل الدبابات لتلك الحقبة , علي كل حال فقد أصبحت عملية الإنتاج عموما تضمن محركات تشغيل بالوقود من نوع البنزين (الوحيدة التي تصنع محركات تشغيل بالديزل هي روسيا علي دباباتها المتوسطة والثقيلة ) التي تصل حتى 500 حصان , مركبة عموماً داخل الجزء الخلفي لهذه الوسيلة .
لقد زودت الدبابات ببرج يوجد فيه السلاح الرئيسي , الذي يتنوع من الرشاشات إلي المدافع القصيرة بعيار 75 ملم . إلي هذه الدبابات ذات البرج الواحد , طورت في روسيا دبابات أخرى متعددة الأبراج (حتى 5 أبراج على دبابة T-35 ) وكل منها مزود بمدفع ورشاشات إن استخدام تسليح رئيسي في هذه الدبابات كان مقصور على (B-1-bis ) الفرنسية والايطالية (M11/39) .
أن الاستخدام العملي في ميادين المعارك أظهر المحدودية الكبيرة لجدوى الدبابة الخفيفة الغير قادرة على تحمل مواجهة النيران الآتية من العربات المدرعة من نفس النوع ، وكذلك الدبابات الثقيلة الغير قادرة على مسايرة الأنواع المتطورة الأسرع منها بكثير التي ظهرت خلال الأعوام الأولى للحرب من قبل بداية الحرب اختفت بعض الأنواع مثل دبابات ( تانكيت) أو الدبابات الخفيفة جداً والمزودة برشاشات فقط، أما الجيوش الوحيدة التي لازالت لديها مثل هذه الدبابات في الخدمة هم البريطانيون (Tankettemk vi) والإيطاليون (L 3/35 ) .
أما فيما يخص الأمان والحماية، كان كل هيكل الدبابة مثبتا بالمسامير وبمرور الزمن بدأت تظهر أولى الأنواع التي حل فيها اللحام محل المسامير ( مثلاً على الدبابات الألمانية وخصوصاً (Pzkpfw 1 ).
أن الهياكل المثبتة بالمسامير أو بالبراغي تشكل خطرا كبيراً على طاقمها مع النظر أنه لو أصيبت هذه الدبابة بقذيفة حتى وأن لم تخترقها، يكفي أن ينفصل منها جزراً ليحدث ضرر كبيراً داخل قمره الطاقم إضافة إلى أن عملية الربط بالمسامير والبراغي تحد من سماكة الهيكل وتزيد حملاً فوق وزنها الكبير
ظلت الولايات المتحدة طيلة فترة الحرب العالمية الثانية غير قادرة على إنتاج دبابة قادرة على منافسة الــ Panther ولكن فرقها المدرعة قد بلغت مستوى كاف يضمن أمثل استخدام بين الدول في الحرب .
أن الفرقة المدرعة الأمريكية كانت في الواقع على أحسن تنظيم تجمع بين القدرة النارية الفائقة مع المقدرة العالية على التحرك سواء ضمن عناصر المدرعات أو ضمن مجموعة المشاة وهي مركبة فوق عربات أو فوق عربات نصف مجنزرة، هكذا يمكنها أن تبلغ تحركاً تكتيكياً أو استراتيجياً أعلى بكثير من تلك التي تملكها باقي الدول الأخرى الداخلة في الحرب .
أن الدبابة الأكثر أهمية التي صنعتها الولايات المتحدة كانت (M4 Sherman ) والتي تعتبر الدبابة الأكثر تصنيعاً نظراً للأعداد الهائلة التي صنعت منها خلال الحرب .
وكذلك أعطى منها الكثير للحلفاء مثل بريطانيا والاتحاد السوفيتي وفرنسا .
وبالتوازي مع تطور الدبابات خلال مجريات الحرب العالمية الثانية تطورت بالمقابل الأسلحة الموجهة ضد هذه الدبابات .
فقد انتقلت المدفعية المضادة للدبابات من استخدام العيار 40 ملم إلى العيار 90 ملم ، ومع مرور الزمن كان التطور الأكثر أساوية هو ما حصل في سلاح المشاة المضاد للدبابات، الذي أنتقل من البنادق ضد الدبابات عند بداية الحرب إلى سلاح ذو ذخيرة كبيرة مثل البازوكا (أمريكية) أو البانزرفاوست (الألمانية) وهذا التطور هو الذي دفع بكل قوة للعمل على تطوير الدبابات في السنوات اللاحقة .
لقد استخدمت الدبابات عملياً طوال أيام الحرب، ومن المعارك الرئيسية التي سجلت الحضور البارز للدبابات من كلى الجانبين تم تسجيله وحفظها في تقارير خاصة : وهذه المعارك هي :-
ـ بيضافـــــــم - 1941 في ليبيــا .
ـ عمليــــة الكروسيدر - 1941 .
ـ عين الغزالة - 1942 في ليبــيا .
ـ العالمين - 1942 . في مصــر .
ـ القصرين - 1943 . في تونس .
ـ معركة كورســـــــك - 1943 .
ـ عملية بغريشــــــــن - 1944 .
ـ معركـة الأردين 44-1945 .
الصفات الرئيسية للدبابة عند نهايــة الحرب العالمية الثانية
وإن الدبابات خلال السنوات 1940 إلى 1945 تعرضت لعدة تطورات بقيت غير موازية لأي مرحلة آخري بينما كانت خلال بداية الحرب العالمية الثانية دخلت عدة تحويرات على شكلها وظلت تحتفظ بها في المرحلة التالية وهكذا خلال الحرب تم تطوير عدة مواصفات جعلتها تتحول إلى نظام سلاح عملي لا يمكن إستبدالة أو إبعاده عن ميادين المعارك الحديثة .
وضلت المحركات تعمل بالبنزين مع ميزتين مهمتين ومختلفتين كانت الدبابات اٌيطالية M13/40 و M14/41 لديها محركات ديـزل ذات 125 حصـان للــ 145 - M13/40 حصان لـM14/41 بمقدرة غير كافية عند لقاء أي دبابات أخرى في تلك المرحلـة ( أمـا Pzkpfw 111 كان لديـها محركـات ضعـف الإيطالية ) أما الدبابات الأخرى التي لديها محركات ديزل كانت الدبابات الروسية، وبالخصوص (T-34) المزودة بمحرك قدرية 500 حصان و( K V 1 ـ بمحرك 550 حصان , إن الحصول علي محرك يتطلب دورانا أقل من محرك البنزين وعملية احتراق أقل بكثير في الاشتعال كان مرغوبا جدا من قبل المصممين السوفييت لإنتاج دبابة كانت عند ظهورها تعتبـــر جيلاً متقدما عن كل سابقاتها .
في الولايات المتحدة كان المستعمل من الوقود هو البنزين فقط . ولهذا فقد 000. 8 قطعة من (M 4 A 2) Sherman , ولم يستعملها الجيش الأمريكي . لقد كانت الهياكل ملحومة بالكامل معوضة الطريقة السابقة في التثبيت بالمسامير أو البراغي . وتظل بعض الحالات للحماية مثبتة بواسطة الكبس بالدق . وقد أبعدت كل الحاميــــات المضافة كـما في ( V G AV SF PZK BFW I و H ) لقد كان التسليح الأساسي للدبابات المتوسطة قد أصبح قياسا موحدا عيار 122 ملم , أما الحوامل السفلي كانت بقضبان قابلـة للانثناء , سواء عند الألمان أو السوفييت فقد اختاروا الموديل ( Chrislie ) ذو العجلات الكبيرة الدوارة . كانت الدبابات الخفيفة قد استخدمت تكتيكيا فقط للاستطلاع (وخصوصا الجيش الأمريكي ) بينما استبدلها البريطانيون والألمان بعربات مصفحة . وظلت الدبابات المتوسطة تنفد كل المهام المطلوبة من الدبابة بينما ظلت الدبابات الثقيلة خلال الحرب تتحرك بالتماثل مع العربات المجنزرة في تكامل الدور بينهما مع الدبابات المتوسطة في أداء الدور الموكل للدبابة القتالية .
أن ما استخلصه الخبراء من الأداء المتكامل للدبابة لا يتحقق إلا ذا امتلكت مواصفات محددة تمكنها الدخول في القتال مقابل أي عربات مساوية لها وفي إمكانيات وظروف جيدة تجعلها تكسب الصراع . وبعبارات أخري فالدبابة يجب أن تمتاز بالمقدرة الكافية للحركة السريعة لمهاجمة أي دبابة أخري محدودة نو عاما ) , وفي حالة ما دخلت مرحلة الهجوم , يجب أن يكون هيكلها بالصلابة والسماكة الكافيين لمقاومة ضربات المدفعية المماثلة التي تحملها .
هذا النوع من الدبابات أطلق عليه الانجليز اسم ( MBT (Main pattle Tamk وعلـى هـذا المنـوال تقريـبا أتجهــت كـل الصناعات للدبابات منذ السبعينات فما بعد الحرب العالمية الثانية اختفت من الوجود كل من المدفعية المضادة للدبابات ومطاردات الدبابات ذاتية الحركة ,باعتبار أن مثل هذه المهمات السابقة يمكن أن تــقوم بها (MBT ) بكل جدارة وتفوق حيث لم تعد أبدا عربة تخصص لنوع معين ولكنها أصبحت متعددة الأغراض .
أما فيما يخص تشكيل الهيكلية للقوات المدرعة ، عمليا تسعـي كل الـدول المشتركة في حلف الناتو تجعل فرفها المدرعة تماثل تلك الأمريكية . وفعلا فان الفرق المدرعة التابعة للناتو لها فوجان من الدبابات , فوج تابع للمشاة وفوج للمدفعية , أما فوج المشاة فكان ميكانيكيا وفوج المدفعية كان ذاتي الحركة .
فيــما يخص الفرق المدرعة الأمريكية (خلال الحرب العالمية الثانية ) تعتبر في حد ذاتها شيئا معقدا , باعتبار أن لها العدد الإضافي الزائد من الدبابات نسبة إلي المشاة , وهكذا فإن معدل ارتفاع القدرة النارية مع مقدرة المشاة علي التحريك والمناورة خلال الأعوام السبعينات والثمانينات تعمل علي توازن التركيبة الكبرى لكل الوحدات . في مجال معاهدة وارسو كانت كل القطاعات الأخرى لها تقريبا نفس القوة النارية التي يمتلكها الناتو , غير أن لهم تشكليه أقل بقليل من ذلك , بسبب عدد الأشخاص القياديين وكذلك الوحدات الخدمية المتواجدة .
أما فيما يخص طرق توظيف القوات المدرعة , كان المعتقد السائد عند الناتو هو استخدامها الجزئي قبل المشاة بينما في المعتقد السوفييتي هو استخدامها بأعداد كبيرة وجماعي لهذه الدبابات .
تطوير الدبابات بعد الحرب العالمية الثانية
لقد تميزت الدبابات التي صنعت بعد الحرب العالمية الثانية بصفات تقنية مختلفة . لقد نظم التحريك فوق عجلات ذات أقطار كبيرة مع وجود القضبان الحديدية العريضة القابلة للانثــناء للتحمـيل ( مـن نـوع حمـالات Christie ) للدبابات السوفيتية ، أما الدبابات الغربية فقد تميزت بقضبان تحميل قابلة للانثناء مع عجلات صغيرة الأقطار مع عجلات صغيرة أخري تلف عليها الجنازير .
أما العيار المدفعي القياسي في محيط وارسو أصبحت مـن 105 ملـم إلي 120 ملم أما في معاهدة وارسو فالعيار هو 125 ملم .
منذ السبعينات بدأت كل الدبابات تستعمل الديزل كوقود لمحركاتها أو الوقود المخلوط . أدت التطورات الأساسية التي حصلت خلال أعوام السبعينات , أولا إلي استخدام الهياكل المفرغة ثملا حقا إلي استخدام الهياكل الفعالة ضد الطلاقات المتفجرة . من مرحلة الهياكل المفرغة انتقلت بعدها إلي الهياكل المشكلة من مستخلصات من عدة معادن مختلفة . مثل الحديد والسيراميك .
إن القائمة المبنية لاحقا تشمل باختصار أهم الأنواع الرئيسية من دبابات ( M BT ) التي تمت صناعتها مابين نهاية الحرب العالمية الثانية إلي غاية العام 1990, ومبين إلي جانبها بين الأقواس الدولة المصنعة :
سنتوريون وشيفتاين ـ ( بريطانيا ) .
المجموعة ليوبارد 1 ـ ليوبارد 2 ـ ( ألمانيا ) 30 ـ A M X ـ ( فرنسا ) .
سترايد زفاغن 103 ـ (سويسرا ) , وبكل تأكيد تعتبر هذه الدبابة ذات شكل مميز جدا في تلك المرحلة .
ميركافا ـ (اسرائيل ) , قادرة علي نقل مجموعة من المشاة بكل حماية .
55 / 54 ـ T ـ ( روسية ) .
- T - 62 ( روسية .
72 ـ T ـ (روسية ) .
80 ـ T ـ ( روسية ) . إلي جانب دبابة ( M B T ) أن لها مهام عدة فالدبابة الخفيفة التي تطورت أساسا أو لها المقدرة البرمائية ( P T - 76 ) , أو أنها قادرة علي إمكانية نقلها جوا .
( SCORPION - F V 101 ) .
( Sherida n M 551 ) .
التطورات الحديثة المعاصرة
خلال العشرين سنة الأخيرة تعرضت الدبابة إلي تطويرات مذهلة , في كان الخطر الماثل قد زال للحظة ولكن الصدامات بهذه العربات المصفحة قد ظهر من جديد وخاصة بين بعض القوي النحلية ( مثل حروب يوغوسلافيا السابقة ) أو الصراعات والصدامات الغير متطابقة وغير متوازنة مثل (حربي الخليج ) . هذه الأحداث قد إعطيت دفعاً لعمليات تطوير الدبابات التي ظهر منها في النهاية المشاريع التي كان قد بدأت في الثمانينات مثل ( أبرامز M 1 ) .
( الأمريكية ) التي كان مشروعها قد بدأ منذ السبعينات , أما دبابة ( ليوبارد 2 ) هي نسخة محسنة عن ( ليوبارد 1 ) و الفرنسية ( لكليرك ) , والروسية ( T -90 ) حتى وإن كان في الحقيقة يعتبر هذا النوع الأخير مطورا عن ( T - 72 ) .
في إيطاليا وفي مجال تطوير العربات الحربية الوطنية تم تطوير الدبابة ( أرييتي ) .
رغم كل هذا , يلاحظ عدة محاولات متواصلة : وهي التحسينات المتكررة للأسلحة المضادة للدبابات التي تجعل الأفكار المنصبة علي خامات الهياكل تلاقي صعوبات شديدة في إيجاد المعدن الذي يوفر الحماية المناسبة لطاقم الدبابات : هذه الهياكل الحديدية الفعالة , التي تعتبر الأساسية في المقاومة ضد القذائف المتفجرة , لحماية هذه العربات ولو جزئيا , حتى ولو لمقاومة الإصابة الأولي دون الإصابات اللاحقة , وتتحمل المخاطر إلي جانب وحدات المشاة القريبة منها .
ولهذا السبب باعتبار أن 80 % من القذائف المضادة للدروع تأتي أعلي من 120 ـ 130 سم في الارتفاع , وهكذا سعت كل محاولات التطوير والتحوير للدبابة للتخفيض والتقليل من ارتفاعها لتصبح صعبة الإصابة بالقذاف العالية .
زيــــادة عيار التسليــــح الأساسي ( 120 ملم
تزويدها بسلاح رئيسي من مدفعية ذات قذائف مجنحة .
تزويدها بمحركات تربينية ( وقود مخلوط ).
احتواءها علي هيكل حديدي قوي أو حماية فعالة في الجزء الأمامي .
خلال النصف الثاني من القرن 20 , إضافة إلي الصراعات التقليدية استعملت فيها معدات إستراتجية والتقليدية , حصلت كذلك صراعات " بقوة منخفضة " تدل علي أن أحد الجانبين في الصراع يتمتع عن استخدام الخيارات الإستراتيجية التقليدية ( المعركة الحاسمة ) للدخول في الحرب تعتمد علي الاستنزاف البطيء لقوات العدو بمعني سياسيا أكثر منه عسكريا . بينما تظل هذه الصراعات مهيمنة طوال كل المرحلة الممتدة من 1945 إلي غاية 1989 تحت قناع يخفي وجهي الجانين من وجهة المعتقد السائد خلال الفترة التي هيمنت عليها ظلال الحرب الباردة , التي امتصت كل التوترات للتحليلات التي تجري حتى لا تحصل الحرب العسكرية .
بعد نهاية معاهدة وارسو , أبدت كل المحاور استعدادها لإبراز خطر القوة لهذه المرحلة الجديدة و في هذا الوضع الجديد. إن مثل هذه الصراعات لا تصبح فيها الدبابات الحل المثالي ( لان دبابة M B T هي مناسبة فقط في الصدامات بوسائل مشابهة لها وعلي بعد لا يزيد عن 2000 متر ولهذا ظهرت الحاجة لامتلاك وسائل أخري تضمن حماية الطواقم في محيط " مغلق " , قد يكون مشكلا من طرف للمدن أو مناطق غابات .
هذا المشكل في الحقيقة لا يعتبر أمرا جديدا ويكفي أن نرجح إلي الحرب العالمية الثانية حيث استخدمت الدبابة في مدينة ستالينغراد أو في برلين , وهكذا كان الجواب المباشر هو الاقتراح الذي ينصح بالعودة إلي الدبابة الخفيفة ( أكثر حركيه رغم تسليحها الأقل من M B T ولهذا فإن العودة فقط إلي مثل هذه الوسائل غير ممكنه لمثل ما كانت سابقا لتجارب برلين وخلال حرب ( 1973) التي كانـت فيـها الصواريـخ المضادة للعربات المدرعة ذات الدور الأبراز في الحرب . إذا يجب علي التصاميم الخاصة بالعربات المدرعة المستقبلية ( التي ستعمل في مثل هذه الأجواء وفي هذه الأوضاع ) ضرورة الأخذ في الاعتبار أن تكون هياكلها مركبة ( تشتمل علي دروع شبهام ودروع واقية ) , لحماية هذه الوسيلة .
هندسة الدراسات المفصلـة والعميقة في التصميم الدبابات
منذ البدايات الأولي كانت الدبابة وسيلة غير مريحة لأن متطلبات الراحة للطاقم علي متنه تتعارض مع محدودية الحجم والوزن بالاعتبار أن الدبابة ما هي إلا عبارة عن مجرد سلاح إذا يجب أن تكون لها الكفاية القتالية التي لا يجب أن تنخفض عن قيمتها المحددة . من جانب آخر وخاصة بسبب محدودية المساحة الفاضية بداخلها المخصصة لتحريك طاقمها , فالدبابة دائما تحتاج إلي دراسة جذرية معمقة لوضع جدرانها وآلاتها المركبة بالداخل والخارج حيث تسمح لأي فرد من الطاقم أن يقوم بمهامه دون يعوق تحركه بقية الطاقم من الأفراد الآخرين .
في دبابـات الحـرب العالمـية الأولـى كـان الطاقم المكلف بالعمل عليها يحتوي علي أعــداد كبيـرة فكان علي الدبابة البريطانية M K I عدد 8 أفراد , وعلى M K IV -7 أفراد , وعلى A 7V حوالي 18 فردا .
باعتبار أن حجرة القتال لا يتعدي قياسيها 10 متر2 , يظهر جليا أن المجال المخصص لكل فـرد مـن M K I بـها نـظام طـرد للـدخان الصادر من المحرك ومن الأسلحة المركبة عليها كان لها تأثيرات بالغة ويجب أن يتم النظر في إعادة تصميمها من الصفر وخاصة في دبابة MKIV, ورغم ذلك فقد هذا المشكل بدون حل.
خلال المرحلة التي تفصل بين الحربين العالميين , حصلت بعض التطويرات علي مثل هذه العربات التي أصبح فيها عدد أفراد الطواقم يتكون من 4 ألي 5 رجال إذا ما استبعدنا الخزانات والمحركات مع الأبراج المتعددة في ( T - 35 ) . في الواقع تظل الراحة للطواقم العاملة عليها لم تحصل علي أي نوع من التطور . في الحالات الخطيرة تحمل الإصابات بعيدا عن الدبابة خوفا من خط إنفجار براميل البنزين المعلقة علي جوانبها أحول البرج التي قد تتسبب في انفجار الذخيرة بفعل ارتفاع حرارتها الناتجة من المحركات . وهكذا يبقي الطاقم في ظروف صعبة وغير مريحة سواء داخل الهيكل أو داخل البرج .
حتى وإن كانت العلاقة النسبية بين الخسائر وعدد الرجال في هذه المدرعات يمكن مقارنته إن لم يكن أعلى من ذلك الذي عند المشاة . وبفحص الصور الخاصة بمدرعات تلك الحقبة , نلاحظ أن كل العناصر التي ليست مهمة جدا كانت تحمل خارج الدبابة , علي البدن أو علي الأبراج , الشيء الذي يحد من فاعليتها في المناورة السريعة في حالة حدوث هجوم من قبل الأعداء . ولاحقا خلال الحرب العامية الثانية , رغم تتابع الدراسات التي تخص راحة الطاقم وخاصة في الساحة الغربية , ظلت الدبابات علي حالتها الأولي في عدم توفير سبل الراحة لطواقمها . مرة أخري وخلال السبعينات , كانت متطلبات الطواقم تعتبر ليست من الأولويات عند التصميم , رغم أن زيادة ولو بعض السنتيمترات في الارتفاع كانت تمثل ميزة كبري في التصميمات . فقط لدي الجيل الأخير من M B T تم توسيع الأبراج قليلا أعطي مجالا أوسع للحركة داخل هذه الوسيلة ذات الأبواب المقفلة لفترات طويلة , مع الوضع في الاعتبار كذلك إمكانية التحرك والعمل حتى في مناطق ملوثة بــ N B C وكفترات طويلة نسبيا .