أختتمت أمس الثلاثاء فعاليات مؤتمر «التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط» على هامش معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع «BIDEC»، بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، وستتم خلالها مناقشة القضايا الرئيسية والخاصة بالتحالفات العسكرية في المنطقة. ويتم تنظيم المؤتمر بالشراكة مع التحالف الإسلامي
العسكري لمحاربة الإرهاب، والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ومشاركين من أهم التحالفات العسكرية الدولية مثل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى جانب ممثلين من أهم مراكز الفكر الدولية. ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الدور المتكامل للتحالفات العسكرية في محاربة المنظمات الإرهابية المتطرفة مثل «داعش» و«حزب الله» و«الجماعات الانقلابية اليمنية» التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين، كما سيسلط الضوء على الصلة بين السياسة والدبلوماسية والعمل العسكري، وبالإضافة إلى ذلك، ستركز الجلسات على التحديات التي تواجهها العمليات المشتركة وهياكل القيادة المركزية والقيود السياسية والدبلوماسية التي تعترض عملية وضع آلية دفاع جماعي فعالة.
تحدث في جلسة انطلاقة اعمال مؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الاوسط 2017 قائد الحرس الوطني، رئيس معرض ومؤتمر البحرين الدولي للدفاع سمو العميد الركن الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ورئيس مجلس امناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، رئيس مؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الاوسط الدكتور الشيخ عبدالله بن احمد آل خليفة، والقائد العسكري للتحالف الاسلامي العسكري لمحاربة الارهاب الجنرال رحيل شريف والجنرال ويسلي كلارك القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي والرئيس المشارك لمؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط .
ومن ضمن المتحدثين السفير رونالد نيومان سفير الولايات المتحدة الأمريكية السابق لدى أفغانستان رئيس الأكاديمية الأمريكية للدبلوماسية والدكتور بيتر روبرتس مدير العلوم العسكرية بالمعهد الملكي للخدمة العسكرية المتحدة بالمملكة المتحدة وقائد القوات البحرية المركزية الأمريكية قائد الأسطول الخامس الأدميرال جون اكوالينو والعقيد طيار الركن تركي بن صالح المالكي المتحدث الرسمي للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن والسيد ديفيد ريتشاردز القائد العام السابق للقوات المسلحة البريطانية والجنرال زوبير محمود حيات رئيس هيئة الأركان المشتركة لجمهورية باكستان الإسلامية والفريق أول تان سري رجا محمد أفندي بن رجا محمد نور القائد العام للقوات المسلحة الماليزية والسيد ديفيد ريتشاردز القائد العام السابق للقوات المسلحة البريطانية وقائد سلاح الجو الملكي البحريني واللواء الركن طيار الشيخ حمد بن عبدالله آل خليفة والدكتور دانيال بالتروسايتس وهو زميل غير مقيم كلية الدفاع الوطني بالإمارات العربية المتحدة والسيد روبرت هاروود الرئيس التنفيذي لشركة لوكهيد مارتن للصناعات العسكرية في دولة الإمارات العربية المتحدة والجنرال داتو سحيمي بن محمد زوكي الرئيس التنفيذي للمعهد الماليزي للدفاع والأمن.
اتفق المشاركون في الجلسة الرابعة من مؤتمر التحالفات العسكرية في الشرق الأوسط بعنوان «النتائج وصياغة السياسات» على أن ما يواجهه العالم حاليا من تهديدات متعددة ومختلفة الأشكال يتطلب تحالفات وتنسيقا قويا على مختلف الأصعدة والمستويات والقطاعات. فقد أكد الفريق الركن محمود فريحات رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية أن ظاهرة الإرهاب والتطرف أصبحت عابرة للحدود وتهدد الأمم والاستقرار الإقليمي، وأن القضاء على الإرهاب يتطلب جهدا دوليا مشتركا على جميع المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية.
وأشار إلى ضرورة بذل الجهود والسعي إلى تعزيز فكر الوسطية والاعتدال وعكس صورة الإسلام الصحيحة، مؤكدًا أهمية التحالفات العسكرية لمحاربة الإرهاب وتطوير الرؤية والاستراتيجية المشتركة لحماية مجتمعاتنا من هذا الخطر.
ولفت إلى أن تنظيم داعش اكتسب مع مرور الزمن القدرة على إعادة التشكل والظهور بأسماء مختلفة، مستغلا الطائفية والجهل والفقر بالإضافة إلى التغرير بالشباب المسلم واستغلاله، مضيفا أن الفضاء الإلكتروني أصبح مجالا خصبا تستغله الجماعات الإرهابية في تحقيق أهدافها ونشر أفكارها، لذلك يجب علينا وضع الآليات المناسبة لمواجهة تلك الأمور.
بدوره أشار الجنرال داتو سحيمي بن محمد زوكي الرئيس التنفيذي للمعهد الماليزي للدفاع والأمن أن التغيرات المستمرة في التكنولوجيات قد خلقت تهديدا أمنيا غير مسبوق عالميا، وهذه التحديات أصبح يجب التعامل معها بطرق مختلفة، مشيرًا إلى أن عبور الإرهاب من مكان إلى آخر أصبح أمر يهدد كل دول العالم، وهذا ما نشاهده من داعش التي أصبح لديها بصمة عالمية وأظهرت قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية في عديد من المناطق وتجنيد عديد من الأشخاص على مستوى العالم.
وذكر أن التحالفات العسكرية من أجل مكافحة الإرهاب والتطرف هي أهم أداة لمجابهة مثل هذه الجماعات، كما يجب التركيز على محاربة الإرهاب من خلال محاربة الأفكار المتطرفة، ومن أجل ذلك يجب أن يكون هناك اتحاد وتعاون بين الدول، عبر بناء القدرات للأعضاء في التحالفات ومشاركة المعلومات والتكنولوجيات.
وأشار إلى أن مركز الملك سلمان للسلم الدولي الذي تم إنشاؤه في ماليزيا أقيم من أجل مكافحة الخطاب الإرهابي وتعزيز مبادئ الوسطية في السياق الحديث؛ إذ إن الإسلام هو دين التسامح وقبول الآخر، مضيفا أن عديدا من الجماعات الإرهابية تقوم بنشر أفكار مختلفة متجاهلة تعاليم الإسلام السمحة.
وشدد على ضرورة الوقوف أمام تمويل الإرهاب والعمل على تعزيز ورفع الوعي الخاص بشرعية الأموال التي تنتقل من مكان إلى آخر، وأن يكون هناك إنفاق على البحث والتطوير، وأن نقوم بإنشاء ما يسمى الجيش الإلكتروني من أجل مواجهة هجمات القرصنة والهجمات الإلكترونية وحروب الجيل الرابع.
بدوره أوضح اللواء أركان حرب طيار هشام الحلبي المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية المصرية أن المنطقة تمر بمرحلة صعبة في تاريخها، وذلك في ظل وجود مزيد من التهديدات التقليدية كوجود دولة نووية في المنطقة وأيضا وجود مشروع لدولة نووية يلوح في الأفق، وأيضا وجود تهديدات غير تقليدية أهمها الإرهاب، بالإضافة إلى تهديدات أخرى مثل التهديدات السيبرانية، وهي خطر يلوح في الأفق.
وبين أن تلك التهديدات تحتاج إلى تنسيق عالٍ بين دول العالم لمواجهتها، مضيفا أن تلك التهديدات لا توجه فقط إلى القوات المسلحة في الدول بل أيضا هي موجهة إلى المجتمعات، وبالتالي تؤثر على النسيج الاجتماعي للمنطقة بأكملها، وبالتالي من الصعب على دولة أن تواجه هذه التهديدات منفردة.
من جهته، قال البروفيسور محمد بن حمو رئيس المركز الغربي للدراسات الاستراتيجية إن العمل الجماعي أصبح أمرا ضروريا؛ نظرًا إلى أننا نواجه تهديدا شموليا يستوجب ردا جماعيا، فنحن في مرحلة جديدة تغيرت فيها كثير من المفاهيم ومفهوم الحرب والعدو تغير، وبالتالي هذا يستوجب أن نواجه هذا العدو الشمولي بتنسيق قوي بين مختلف الأطراف؛ لأننا في مواجهة الإرهاب مثلا نؤمن بأن أهم عمل يمكن إنجازه هو العمل الاستخباراتي، فنحن أمام عدو له قدرة كبيرة على اجتياز الحدود، وبالتالي السياسات الوطنية الانفرادية وحدها لا تكفي.