تحدثنا في الاعداد الماضية عن المقذوفات الموجهة والمسيرة وتعرفنا على ما هي هذه المقذوفات الموجهـة والمسيرة وكذلك مكوناتها والغرض من استخدامها وما هي الفوائد المرجوة عند استخدامها ، وكذلك أنواعها وطرق توجيهها نحو الهدف الذي يتم الرمي عليه .
ولقد أصبحت المقذوفات الموجهة والمسيرة المصدر الرئيسي لبعض الجيوش والتي تمتلكها وأصبحت مصدر الرعب للبلاد التي لا تملك هذه المقذوفات ، حيث بالإمكان الحصول على التدمير المناسب على الأهداف التي ترمى عليها هذه المقذوفات ومن هنا أصبح لزاماً على الدول المنتجة لهذه المقذوفـــات أن تصنع وسائل مضادة لها بحيث تمكنها من تدميرها وهي في الجو أي قبل انفجارها على الأهداف المصوبة نحوها .
وقد قامت الدول المنتجة لهذه المقذوفات بأخذ زمام المبادرة لكي نتمكن من تدمير هذه المقذوفات وهـي في الجو حيث أصبحت الدول الكبرى ذات الصناعات العسكرية الاستراتيجيـة تمتلك مقذوفــات بعيـدة المدى ذات رؤوس هيدروجينية وذرية ونووية لاستخدامها كإحدى الوسائل الهجومية في أي حربـ مقبلة على أن يتم أعداد قواعد تطلق منها هذه المقذوفات من داخل أراضيها إلى أي مكان في العالم لذلك كـان يجب من أيجاد وسائل مضادة وفعالة يمكن بها الحد من التأثير الخطير الذي تحدثه هذه المقذوفات وقد قامت الدول المصنعة لهذه المقذوفات بصناعة مقذوفات مضادة لها القدرة على تصدي لهذه المقذوفـات أي بتفجيرها في الجو على أن تستخدم هذه المقذوفات كمقذوفات مضادة للصواريخ أو المقذوفات التــي تطلق من العدو .
قد أخذ الباحثون والخبراء في البحث حـول إمكانيـة تصنيـع مثـل هـذه المقذوفات وأستمر العمل بدون كلـل أو ملل وتم تأمين المبالغ اللازمة لهذه الأبحاث وقد كان للولايات المتحدة السبق في ذلك حيث أخذت الأبحاث إلى اتجاهين اتجاه من قبل الجيش والأخر من قبل القوات الجويـة ، حيـث مثـل هـذه الصناعـات تتطلـب بحـوثاً علمية عميقة وضرورة من تعاون هذه الجهات في تذليل المصاعب الواحدة تلـو الأخـرى خاصـة الفنيـة منها وللحصول على مقذوف صاروخي يؤدي هذه المهمة وهي الدفاع ضد المقذوفات الصاروخية البعيدة المدى المعادية بحيث أن يتوفر إلى جانبه وسيلة معقدة من أجهزة الرادار للاستكشاف والكشف والإنذار والتتبع وكذلك أجهزة التتبع للمقذوف الصاروخي والقاذف وطرق المراجعة وتدوين البيانات اللازمة والمشكلة في تدمير رأس متقدمة في الجو ليس في اكتشافهـا مبكراً فحسب ولكن أيضاً في تمييزها من بين عدد من الأجسام التي تطلق للخداع أو التمويه لذلك يجب حساب مسارها من البداية حتى يمكن تحديد الهدف ثم إطلاق المقذوف المضاد المحتمل أن تسير القذيفة المضادة في اتجاه عكسي والهدف منها هو ملاقاة الرأس المدمرة لتفجيرها في خط مرور المقذوفـ القادم أو تعطيل وسيلة تفجـيره على أبعد مسافة تمكنه من الهدف الذي تم الرمي عليه . ويجب أن يحتوي المقذوف المضاد على عدد من المهام تتعلق بالبحث أو الكشف وكذلك التتبع والملاقاة والتدمير وأول وأهم منطقة هي منطقة الاكتشاف لأنه بدون اكتشاف المقذوف الصاروخي والقادم بسرعة كافية تصبح بقية المهام غير ذات جدوى أي أن عامل سرعة كشف المقـذوف المعـادي هـو مـن أهـم المعطيات التي يجب عند تصنيع المقذوفات المضادة أن تؤخذ بعين الاعتبار وعند تنفيذ خطة الدفاع يجب أن يوضع في الاعتبار توفير الوقت لتجهيز المقذوف المضاد وإطلاقه حتى المقذوفات ذات الوقود الصلب تحتاج أيضاً إلى مثل هذا الوقت للتجهيز والإطلاق ، علماً بأنه توجد عدة أجزاء فرعية مثل أجهـزة التوجيه والتحكم والأمان والمفجر وهذه الأمور كلها تحتـاج إلى المراجـعة والتفتيـش والتدقيق قبل الإطلاق مباشرة على أن يتم ذلك في سهولة ويسر ودون تعقيد على أن يتم في سرعة وزمن قصـير جداًلا يتعدى الدقائق وعند استلام الأوامر بتجهيز المقذوف للإطلاق يجب قبل ذلـك أن يتم إجـراء عمليات حسابية وهي معقدة على أن يتم ذلك في سرعة عالية وهذه العمليات تحتوي على سرعة المقذوف المعادي وكذلك الزمن اللازم لانفجاره ونقطة انفجاره مع إمكانية معرفة الهدف الذي تم رمي المقذوف عليه وتوقيت رمايته واتجاهـه وبذلـك تستطيـع تجهيز المقذوف المضاد بمثل هذه العوامل وهـي السرعة - الاتجاه - التوقيت - الارتفاع وبذلك نستطيع حذف المقذوف المضاد على المقذوف المعـادي وبذلك نضمن حدوث تصادم ويتم تفجير المقذوف المعادي في الجو قبـل سقوطـه علـى الهـدف مع العلم أن خلال المراحل الأخيرة للطيران تزداد سرعة المقذوف حتى أن السرعة قبل دخول طبقات الجو مباشرة تصل إلى أعلى معدل لها ففي حالة المقذوف المتوسط نجدها تصل إلـى 000. 15 قـدم / ثانية وفي المـقذوف عابر القارات نجدها 000. 22 قدم / ثانية وكذلك يقترب المقذوف متوسط المدى على زاوية أكبر من المقذوف عابر القارات في 38 درجة في الأولى و 27 درجة في الثانية .
ولذلك تعتبر مشكلة اكتشاف المقذوف المعادي من الأشياء الصعبة وهي الغرض منها لتحديد المقذوف المعادي مبكراً على قدر الإمكان بحيث بالإمكان الاستعداد له ومن هنا تتضح أهمية الوقـت حيث لـه أهمية كبيرة نظراً لأن سرعة المقذوف المعادي المتوسط المدى هو 170 ميل/ دقيقة وقد تصل إلى أسرع من ذلك وعلى حسب المناخ السائد عند الإطلاق وفي طبقات الجو العليا وفي المقذوف العابــــــر للقارات تصل سرعته حتى 250 ميل / دقيقة قابلة للزيادة .
ومـن هنـا تطلـب السرعـة اللازمة لاكتشاف المقذوف المعادي للاستعداد لإطلاق المقذوف المضاد لـــــــه ومن هنا يتطلب تجهيز قواعد الإطلاق بمعدات مراقبة أمامية لكشف هذا المقذوف ومراحل وجـــود المقذوف في الجو يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مراحل هي:-
- مرحلة الطيران أثناء فترة الدفع .
- مرحلة الطيران الحر .
- مرحلة دخول طبقات الجو العليا .
وحيث أن سطح الأرض منحن وأن معظم أنواع أجهزة الرادار تتمشى مع خط النظر فهذا يعنـــــي أن المقذوف يمكنه الاختفاء خلف المنحني الأرضي حيث تكون قد اتخذت طريقها إلى الهدف إذا كان جهاز الرادار في مكان قريب من منطقة الهدف . فمثلاً لو أخذنا بلدين بعيدين عن بعضهما ويريد أحدهما أن يطلق مقذوفات صاروخية على الأخـــر فهذا يتطلب من الدولة الأخرى أن تجهز نفسها بوسائل إنذار مبكرة لمعرفة اتجاه هذه القذائف وفي هذه الحالة يجب أن تقوم الدولة المدافعة عن نفسها بأن تتحالف مع دول أخرى قريبة لإنشاء أجهزة رصد وإنذار مبكر على أن يتم استخدام أجهزة إنذار ذات مديات بعيدة وعن طريق هذه الرادارات يتم اكتشاف المقذوفات الصاروخية المعادية وبالإمكان التعامل معها وهو ما يجري حالياً بين الولايات المتحدة ودول أوروبا الشرقية حيث تطلب الولايات المتحدة من هذه الدول إمكانية نصب قواعد صاروخية وأيضاً معدات كشف وإنذار للقيام باعتراض أي مقذوفات تصدر من دولة أخرى وقد تقدمت الوسائل المستخدمة في كشف المقذوفات المعادية وتم صنع معدات كشف ورصد يصل مداها إلى أبعد من 3000 ميــل وعـن طريقــها بالإمكان اكتشاف قذائف صاروخية عابرة للقارات بعد إطلاقها مع أحتمال الاستفادة من الخط الأيوني الناتج عن ارتفاع الصاروخ في طبقات الجو ومن ناحيـة أخـرى فنجـد أن الـدول التي تستخـدم هذا النـوع من المقذوفات الصاروخية إلى ضرورة تأمين أكثر من قاعدة لاكتشافها بعد إطلاقها وعن طريق هذه القواعد يتم معرفة اتجاه وسرعة وتوقيت هذه المقذوفات وبهذا يتم إطـلاق المـقذوفات المعـترضة لتفجيـر المقذوفـات الصاروخيـة في الجو .
ولكن توجد هناك بعض الوسائل التي يمكن بواسطتها عرقلة وسائل الإنذار المبكر ومن هذه الوسائـــــل إطلاق قذائف متوسطة المدى قبل أطلاق القذائف العابرة للقارات مما يؤدي إلى حدوث خطأ في تتبــــع القذيفة الحقيقية ويتم أيضاً استخدام الغواصات في إطلاق المقذوفات المتوسطة المدى مما يجعل الوقت غير كاف لإطلاق المقذوفات المضادة ولمنع الهجوم بالمقذوفات المتوسطة المدى والتي تطلق من الغواصات أمكن أيجاد وسيلة مؤثرة وهي عبارة عن أجهزة تنصت توضع في أغلفة خاصة مــن البلاستيك وتوضع في الماء على مسافات بعيدة من الشاطئ كما تتصل هذه الأجهزة بالشاطئ عـن طريق كابلات بحرية على أن، تكون متصلة بالمحطات المشرفة على هذه الأجهزة وتقوم هذه الأجهـزة بكشف الغواصات المعادية أيضاً وعلى مسافات بعيدة جداً وتتصل مع بعضها البعض بواسطة أجهـــزة الكترونية وهذه الأجهزة متصل أيضاً بقواعـد إطـلاق المقذوفـات ا لصاروخية المضادة للغواصات وتدميرها وبذلك تعوقها عن الاقتراب إلى المدى اللازم للمقذوفات المتوسطة المدى وأيضاً بالإمكان استخدام المقذوفات البعيدة المدى التي يمكنها الدوران حول الأرض للتغلب على العمق الدفاعي وفــي هذه الحالة يمكن تغيير مسار المقذوفات المضادة لمقابلة أي مقذوف معادي وتدميره ولكن لازالت هناك بعض المشاكل التي تعيق هذا الواجب للمقذوفات المضادة في البداية وحتى وقت قريب ثم التغلب علـى هذه المشاكل وتمكن هذه المشاكل في أجهزة التوجيه وكذلك أجهزة الدفع حيث تم استخدام أجهزة توجيه ذات قدرة عالية على التوجيه وكذلك تم إجراء تعديـلات لأجهـزة دفع المقذوفاـت المضادة ، وبذلك أصبحت أجهزة التوجيه قادرة على توجيه المقذوفات المضادة للمقذوفات المعادية في أي اتجاه بواقـع 360ْ وبالإطلاع على النشرات التي تم إصدارها بخصوص الرادار الحديث يمكنها اكتشاف المقذوفات المعادية من على مسافة أكثر من 3000 ميل ويستطيع الرادار متابعة هذه القذائف منذ إطلاقها وحتى أثناء تواجدها في الجو ثم يعطي هذه المعلومات إلى الأجهزة الحاسبة والتي يمكنها من أن تحدد مســـار المقذوف المعادي بكل دقــة .
ويجب أن يتم أعطاء المعلومات بأقصى سرعة ممكنة وفي أقل وقت ممكن وهذا يتطلب تنظيماً وأجهزة حاسبة على درجة عالية من الإتقان والدقة وهو ما تؤفره أجهزة الكومبيوتـر الآن وإذا أفترضنــا اكتشاف مقذوف معادي بعيد المدى وفي الوقت المناسب عند إطلاقها من قاعدتها وجدنا أنه ليس أمــــام أجهزة الدفاع من الوقت لا يزيد عن 30 دقيقة للعمل وفي خلال هذا الوقت يكون أول واجب بعد اكتشاف المقذوف هو تتبعه بواسطة أجهزة الرادار وتحديد مسارها حيث توجد مسارات متشابهـــة للمقذوفات بعيدة المدى ولهذا يحتاج المسار إلى مراقبة منفصلة وقد يحتاج هذا الواجب لإتمامه إلى خمس دقائق وفي نفس الوقت بحيث أن تكون المقذوفات المضادة والتي سوف يتعرض للمقذوف المعادي جاهزاً وعملية تجهيز المقذوف المفترض للمقذوف المعادي لا تزيد عن خمس دقائق وتستغرق عملية التفتيش لمدة خمس دقائق أخرى وفي نهاية المرحلة يكون قد مر زمن قدره عشر دقائق على إطلاق المقذوف المعادي والعابــر للقارات تصل فيها إلى حوالي أقصى ارتفاع لها وهو 700 ميل مـن سطـح الأرض .
وإذا تم إطلاق المقذوف المضاد في مسار عكسي سوف يتم التقابل بعد مرور عشرة دقائق أخـــــــــرى أي بعد مرور عشرين دقيقة على إطلاق المقذوف المعادي ويكون بعدها عن منطقة الهدف حوالــــــــي 2000 ميل ومثل هذا التلاقي يعتبر مثالياً بالنسبة للرؤوس الذرية والهيدروجينية حيث تنفجر الرأس أو تدمر الرأس في طبقات الجو العليا وعلى بعد كاف من الهدف .
ويتم حماية الرأس الذري بوسائل مختلفة ضد المقذوفات المضادة وهذه الحماية أن تكون بأجسام للتمويه من المقذوف الأصلي أو عن طريق إطلاق قذائف تطلق مثل إطلاق المقذوف الحقيقي أو عــــن طريق عواكس الرادار حيث توضع طيرانها في الجو ثم تقوم أجهزة الرادار بإعطاء هذه البيانات إلـــى الأجهزة الحاسبة التي تقوم بدورها بتحديد مسار المقذوفات المعادية بكل دقة مع مراعاة أن إعطاء هـذه المعلومات بحيث يتم بأقصى سرعة وهذا يتطلب تنظيماً دقيقاً وأجهزة حواسب على درجة عالية مـــــن الإتقان والدقة وإذا أفترض اكتشاف المقذوف المعادي بعيد المدى في الوقت المناسب عند إطلاقه مــــن قاعدته وجدنا أنه ليس أمام أجهزة الدفاع من الوقت سوى 30 دقيقة للعمل في خلال هذا الوقت يتـم اكتشاف المقذوف المعادي ويتم تتبعه بواسطة أجهزة الرادار وتحديد مسارها نظراً لأن هناك مســارات متشابهة لمقذوفات بعيدة المدى ولهذا يحتاج تحديد المسار إلى مراقبة منفصلة وقد يحتاج هذا الواجــــب لإنجازه إلى خمسة دقائق وفي الوقت نفسه يكون المقذوف المضاد للمقذوف المعادي جاهزاً بحيث يجري عليه التفتيش النهائي كما سبق ذكره في مقدمة القذيفة أو مؤخرتها وإذا روعي بعد انفصال الرأس الذري عن المقذوف المهاجم تفجير جسم المقذوف الصاروخي الذي يحتوي على خزانات الوقود وأجهزة الدفع والجسم بواسطة عبوة منفجرة صغيرة إلى عدة أجـزاء فـأن هـذه الأجـزاء تنتـشر فـي مساحات تقـدر بي 30 × 30 ميل وفي مسارات مختلفة تساعد على اختفاء مسار الرأس الذرية . وقد يعتمد على تمييز الطريقة التي تخترق بها الأجسام الطبقة الجوية فالرأس تتبع مساراً مميزاً بينمــــا الأجسام الأخرى تتبع مسارات لها مقاومة عالية وعلى أي حال فأن مثل هذه الأجسام قد تجعل من الضروري تأخير إطلاق المقذوف المضاد حتى يمكن تمييز الرأس الذرية وتحت هذه الظروف فـأن تلاقي المقذوف المضاد للرأس سوف يتم في مكان قريب إلى الهدف ولكن هذا التلاقي وأثناء دخـول القشرة الهوئية مخاطرة فقد يؤدي هذا التلاقي القريب إلى تفجير الرأس لأنه يجوز أنه يكون المفجر قــد ضبط على أساس التفجير عند تغيير الاتجاه مثلاً نظر لارتفاع درجة الحرارة بسبب دخول القذيفـة المضادة إلى طبقات الجو العليا وفي هذه الحالة قد تصل الإشعاعات الناتجة عن الانفجار إلى منطقـــــة الهدف ولو أنه ليست هناك خسارة ناتجة عن الحرارة المباشرة والتفريغ الناتج عن الانفجار والــــرأس المهاجمة تتبع هبوطاً حاداً نحو الهدف حتى تدخل القشرة الهوائية ثم ينحني المسار بحدة وتسقط الـرأس رأسياً تقريباً على الهدف ولنعد من جديد إلى تحـديد الأمـور التي يجـب مراعاتها والأخذ بها عنـد التعامل مع المقذوفات الصاروخيـة المضـادة للمقـذوفات الصاروخية المعادية وهي :-
1. التصميم
عند التفكير في مقاومة المقذوفات الصاروخية يجب أن يتم ذلك بامتلاك مقذوفات صاروخية تحتوي على تقنية عالية جداً وتضاهي تقنية المقذوفات الصاروخية المعادية وتعتمد هذه التقنية على رادار أرضي خاص لكشف الهدف وتتبعه ويتم ذلك بمسح دائرة قطرها لا يقل عن 80 كم فما فوق وعلى هذه المسافة لا يكون المقذوف الصاروخي المعادي مرئياً بالعين المجردة وهنا بإمكان النظـام الآلي للصاروخ المفترض أن يطلق صاروخ مضاد اتجاه الصاروخ المعادي (المهاجـم ) ويفجـره قبـل أن يصـل المقـذوف الصاروخـي المعـادي إلى هدفه مع العلم أن المقذوف الصاروخي المعادي تصل سرعته إلى 2 كم / ثانية وهذا يعني وجود وقت كافي للمقذوف الصاروخي للقيام بهذا الاعتراض وهذا يتم بمجرد كشف المقذوف الصاروخي المعادي على شاشة الرادار .
والمقذوفات الصاروخية يصل وزنها في الوقت الحالي حتى طن ويحمل على منصة إطـلاق تـدور بزاويـة 360ْ وتحمل هذه المنصة على عربة مزودة برادار على شكل هوائي للعمل على كشفـ المقذوف الصاروخي المنطلق من قبل العدو وتعتمد العربة المحملة لمنصة إطلاق المقذوف الصاروخـي المعترض على مولد طاقة كهربائية بقوة لا تقل عن 150 كيلو وات وهذه الطاقة تقوم بتزويد الرادار وأجهزة التحكم بالطاقة الكهربائية اللازمة . ولزيادة القدرة النارية للمقذوفات الصاروخية المعترضة يتم صنع منصة إطلاق تحمل بعدد قد يصـــــل إلى 16 صاروخ وذلك لتعويض المقذوفات الصاروخية التي تطلق على المقذوفات المعادية على أن يتم إعادة إملاء منصة إطـلاق المقـذوفات الصـاروخية لتعويض المقذوفات الصاروخية التي تم إطلاقهــا وهذا يتم آليا وفي أسرع وقت ممكن .
ولو نظرنا إلى المقذوفات الصاروخية المعترضة نجد أغلبها تتكون من الآتــــــي :-
- لا يقل طوله عن 5 أمتار وقد يزيد وهذا ناتج على كمية المواد المتفجرة وكذلـك الأجـهزة اللازمـة وأجنـحة التوجيه .
- وزن الصاروخ يتراوح ما بين 900 إلى 1000 كجم .
- وزن المادة المتفجرة حتى 90 كجم .
- قطر الصاروخ في حدود 40 سم .
- يتم تزويد منصة الإطلاق بعدد ( 4 ) مقذوف صاروخي .
ينطلق المقذوف الصاروخي معترضاً المقذوف الصاروخي وينفجر في الجو وينتج عن هذا الانفجار شظايا التي تقوم بالارتطام بالهدف ولا يتم الاصطدام به وهذا كان في بداية صنع المقذوفات الصاروخية المعترضة ومن نـوع هـذه المقذوفـات الصـاروخية صـاروخ الباتريوت علامة 2 - PAC وينتج عن ذلـك عدم تدمير المقذوفات الصاروخية المعادية بالكامل ومن هنا استمرت الأبحاث والتجارب وتم صنع مقذوفات صاروخية معترضة تم إجراء تحسينات عليها مما مكنها في تدمير المقذوفات الصاروخية المعادية تدميراً كامـلاً ومـن أمثـلة هـذه المقذوفـات الصاروخية صاروخ الباتريوت علامة . 3 - PAC فهو نفـس طول الصاروخ 2- PAC تقريباً ولكن أخف وزنا حيث وزنه 312 كجم منها 73 كجم من المـواد المتفجرة وقطره 25 سم وهذا يمكن منصة الإطلاق على حمل عدد (16) صاروخاً لزيادة القـدرة النارية لهذه المقذوفات الصاروخية . ويعمل هذا المقذوف الصاروخي المعترض علامة 3- PAC على تفجير الصاروخ المعادي في الجـــو وذلك بالتصادم معه بعيداً عن الأرض وهذا ما أدى إلى اعتماده كنظام حماية حيث أن الصواريخ السابقة كانت مهمتها أن ينفجر بالقرب من المقذوف الصاروخي المعتدي ويعتمد على الشظايا الناتجـة من هـذا الصـاروخ عـلى إصابـة المقذوفات الصاروخية المعادية وهذا هو الفارق بين المقذوف الصاروخـي باتريـوت علامـــــــــة 2- PAC وباتريوت علامة 3- APC وهو يعتبر فارقاً رئيسياً بيــن الاثنين وهذا النظام الأخير لا يوجد إلا فـي هـذا النـوع مـن المقذوفـات الصاروخيـة المعترضـة حيـث تــــــم تزويد المقذوف الصاروخي باتريوت علامة 3- PAC بنظام رادار خاص ليتمكن المقذوف الصاروخي من توجيه نفسه في اتجاه الهدف ليصطدم به ويدمره .
منصة الإطلاق ( للصواريخ باتريوت علامة 3- PAC ) :
تحتوي منصة الإطلاق على ( 16 ) قاذفة تحمل صواريخ باتريوت وكل قاذفة متصلة مع نظــام تحكم من خلال الألياف الضوئية أو من خلال الاتصال اللاسلكي ونظام التحكم هو الذي يرسل تعليماتـ إطلاق الصواريخ وعند إطلاق أي صاروخ من منصة الإطلاق تتحرك ذراع هيدروكلوريكية لتحملــ صاروخ بديل مكان الصاروخ الذي تم إطلاقه وبذلك تكون الجاهزية القتالية باستمرار مستعدة في كـــل لحظة .
وتحتوي كل منصة إطلاق على مصدر تغذية كهربائية كما أنه ليس بالضرورة أن تكون المنصة فــي اتجاه المقذوف الصاروخي المعتدي حيث يتم توجيه الصاروخ المعترض بعد إطلاقه .
نظام الـــرادار :
كل منصة إطلاق تحتوي على رادار ذي طاقة عالية حيث يمكن أن تقوم بمسح مدى يصل قطـره إلى 100 كيلو متر وهذا يلعب دوراً رئيسياً في مسح الجو لاكتشـاف أي صـواريخ معاديـة كما يحدد الرادار مسار وسرعة الصاروخ المعتدي ويقوم الرادار أيضاً بإرسال الإشارات الاليكترونية للتعـــرف على الصاروخ القادم وتحديد أن كان صاروخ معادي أم صاروخ صديق وهذا ناتج من نظام التشقــــير الخاص بين الأسلحة الصديقة ورادار الباتريوت وهذا النظام يستخدم أيضاً مع الصواريخ أرض - جـو مثل صاروخ ستينغر وهو صاروخ يطلق من الكتف ويقوم أيضاً نظام الرادار بصاروخ الباتريوت بتتبع مسار الصاروخ بعد إطلاقه ويقوم بتوجيهه إلى الهدف.
والرادار المستخدم مع الصاروخ الباتريوت علامة 3- PAC يحتوي على تكنولوجيا تعتمد على نظـــام هوائي متطور حيث يمكن لهذا النظام من تتبع مسار 100 هدف والتحكم في مسار عدد ( 9 ) صواريخ باتريوت في نفس الوقت .
نظام التحكــــم :
يقوم نظام التحكم الالكتروني بدور الوسيط بين نظام الرادار ومنصة الإطلاق ونظام التحكم هـو عبارة عن جهاز كمبيوتر متصل مع نظام الرادار ومع منصة الإطلاق ومزود ببرامج التحكم والتوجيـه ويتكون طاقم جهاز التحكم من 3 أفراد في حالة الطوارئ وفي الأغلب يتم وضع النظام في حالة التحكم الآلي وهنا يقوم النظام بأخذ المعلومات من الرادار وبناء على المعلومات التي يحللها نظام التحكم ويتــم الحكم على المقذوف الصاروخي المهاجم أن كان من العدو أو مقذوف صاروخي صديق ويتم بعد ذلــك تفعيل منصة الإطلاق لإطلاق المقذوف الصاروخي في حالة المقذوف الصاروخي معادي وفي حالــــة وجود أكثر من منصة إطلاق فأن نظام التحكم يؤمن الاتصال بين هذه المنصات بعضها البعض ومـع المنصة الرئيسية .
فكرة عمل منظومة الباتريوت حسب نوع النظام من النوع 2- PAC أو 3- PAC .
أ- نظام 2- PAC :
ويعمل هذا النظام من خلال الرادار حيث يقوم بمسح السماء وعند رصد هدف ما يقوم المستخـدم أو نظام التحكم الآلي بإرسال الإشارات الالكترونية الخاصة لتحديد ما إذا كان ذلك الهدف عــــدواً أو صديقاً فإذا ما تبين أن الهدف عدو يقوم نظام التحكم الآلي بتوجيه مبدئي لمنصة الإطلاق ويطلــق الصاروخ الباتريوت
من المنصة ويبق الصاروخ متصل مع نظام الرادار لتوجيهه إلى الهدف من خلال قيام الرادار بإضاءة الهدف بواسطة شعاع ليزري ليتمكن الصاروخ من التقاط الضوء المنعكس عـن الهدف ليتتبعه ومن تم ينفجر عند أقرب نقطة تلاقي بين الصاروخ والهدف
ب- نظام 3- PAC :
نظــام الصـــاروخ الباتريـــوت علامة 3- PAC يختلف تماماً عن النظام باتريوت 2- PAC حيثـ أن الباتريوت 3- PAC مـزود بمستقـبل رادار وكمبيوتر للتحكم في توجه الاروخ الباتريوت اتجــاه الهدف وهنا على الباتريوت أن يصطدم مباشرة بالهدف من خـلال قيـام رادار الصـاروخ باستقبـال المعلومات من رادار المنصة وعليه يقـوم كمبيوتر الصاروخ بالتحكم بأجنـحة التوجيـه ليصل صـاروخ الباتريوت إلى الهدف ويصطدم به مباشرة.
وبدراسة المقذوفات الصاروخية المتواجدة في دول عديدة تحتوي على نفس الفكرة السابقة وهي إطـلاق مقذوفات صاروخية في السماء على أن لا يتم اصطدامها بالهدف مباشرة وأن تنفجـر بجـواره وهو نفـس نظام الباتريوت 2- PAC وقد تصل أيضاً دول العالم المصنعة إلى المقذوفات الصاروخية المضــادة للمقذوفات الصاروخية المعادية وبنفس طريقة الباتريوت 3- PAC .
ومن هنا نجد أن التطور في صنع المقذوفات الصاروخية الصديقة والمعادية سوف يؤدي بالتفكــير عشرات المرات بل مئات المرات دول العالم في عدم الدخول في معارك ولهذا فأن الدول الكبــرى سوف لا تزج نفسها في أي حرب قادمة قبل أن يكون لديها إمكانيات ضخمة وأعداد كبيرة مــن الصواريخ عابرة القارات متوسطة المدى ذات الرؤوس الذرية والهيدروجينية والنووية بحيث يتوفـر عدد من هذه الصواريخ لكل هدف من الأهداف للتأكد من تدميرها والقضاء عليها والتغلب على وسائــل الدفاع التي يملكها العدو ضد هذه المقذوفات الصاروخية مع ضرورة من تجنيد جميـع الإمكانيـات لإحـراز النصر باستخدام هذه الأسلحة المدمرة.
ولشن هجوم فعال وحاسم بالصواريخ عابرة القارات يجب أن يكون هناك عدد كافي منها لتدمير مواقـع دفاعات العدو عن المدن والقواعد ووسائل الاتصال وكذلك المعلومات والتي يجب تدميرها مـن أول لحظة عند بدء الهجوم ويشمل أيضاً مراكز القيادة والتوجيه ومواقع الكشف ومواقع القواذفـ الصاروخية المعادية والعابرة للقارات وكذلك الغواصات في البحر والطائرات في الجو وهذا يتطلب توجيه عام بالطائرات والأسلحـة الصاروخيـة المـضادة للغواصات والمقذوفات المتوسطة المدى لذلك نجد أن نظـــام الدفاع ضد المقذوفات الصاروخية المهاجمة يجب أن يكـون عنـصر أساسيـاً فـي الاستراتيجية العامــة للدفاع وفي خطة الدفاع ضد كل أنواع الهجمات المتوقعة . وللدفاع المثالي المؤثر ضد المقذوفات الصاروخية عابرة القارات يتطلب ضرورة إطلاق المقذوفاتـ الصاروخية المضادة مباشرة وعند اكتشاف المقذوفات الصاروخية المعادية وبهذا تسير القذيفة المضادة في مسار عكس ثم تغذي بالمعلومات الخاصة بالتمييز أثناء طيرانها في الجو ولكن هناك صعوبة واحدة لها خطورتها وهي أن الرأس الذرية للمقذوف الصاروخي المضاد التي يسير في مسار عكس سوفــ تصل في النهاية إلى مكان الإطلاق في قاعدة العدو فإذا كان الإنذار خاطئا فيجب في هذه الحالة سرعة تدمير المقذوف الصاروخي المضاد وهذا يتم بمعرفة القاعدة التي أطلقته على بعد كافي قبل اكتشافــه بواسطة العدو وألا سيقوم هو باتخاذ الإجراءات المضادة بسرعة وقد ينتج عن هذا العمل الذي أساسـه الإنذار الخاطئ عمليات واسعة المدى لها خطورتها . مما سبق يتضح لنا أنه ليس هناك حتى الآن دفاع حاسم ضد المقذوفات الصاروخية العابرة للقارات كما أن استخدام المقذوفات الصاروخية المضادة يحتاج إلى كثير من اليقظة والدقة والحكمة مع السرعـــة في العمل وهذه كلها عوامل متناقضة يصعب مراعاتها سويا وفي أن واحد وفي جميع الأحـوال فــأن السـلاح الوحيـد الـذي يستطيع أن يتصدى للمقذوفات الصاروخية العابرة للقارات هي المقذوفاتــ الصاروخية المضادة لها.