بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أصاب الصناعات العسكرية السوفيتية بعض الانتكاسات خاصة من حيث التصنيع أو التطوير ، حيث كان نظام الدفاع الجوي السائد خلال الفترة السوفيتية هي أنظمـــة ( سام )
وهي صواريخ أرض - جو ، سام 2 ، سام 6 ، وسام 9 وبعد عدة سنوات قامت روسيـــــــا بالعمل على تنشيط صناعتها العسكرية والاهتمام بها لما لها من أهمية في تفعيل الاقتصاد الروســــــــي وأيضاً من أجل العمل على عودة روسيا إلى العالم من جديد وقد حققت روسيا بذلك ما تريده وازدهرت صناعاتها العسكرية وفي جميع المجالات البرية - الجوية - البحرية ، وكذلك الدفاعات الجوية وتعتـبر المنظومة 300- S هي الأساس في تصنيع منظومات دفاع جوي لها قدرة على التعامل مع الطائراتــــــ الحديثة بدلاً من منظومات سام السابقة ، حيث تمتاز هذه بسرعة عالية جداً ولا تستطيـع وسائل الدفاع الجوي ( سام ) على التعامل مع هذه الطائرات وقد قسم العمل بين عدة شركات وكلــــــــ شركة تقوم بجزء من العمل المطلوب وبذلك استطاعت روسيا أن تقوم بصنع منظومات لها القدرة على التعامل مع جميع أنواع الطائرات ، وكذلك الرمي ضد الأهداف الجوية وأيضاً ضد السفن .
وقد تم تطوير هذه المنظومات بحيث أصبح لها القدرة على التعامل مع جميع الأهداف الجوية والبحريـة والأرضية وبدرجة عالية من الدقة وقد تم تجهيز هذه المنظومات بمنظومة رمي قادرة على إطلاق الصواريخ وفي زمن قليل جداً قد يصل إلى الثواني وهذا يمكن هذه المنظومات بالتعامل مع الطائرات الحديثة ذات السرعــات العاليــة وأيضاً تم تزويد هذه المنظومات بنظام IFF وهو النظام المعروف بقدرته على تمييز العــدو مـن الصديــق ، علـماً بـأن كل منظومة تم إدخالها معدات تستطيع التعامل مع الأهداف التي تطلق عليها ونظراً لحاجة روسيا إلى نظام دفاع جوي قادر على التعامل مع الأهداف الجوية الحديثة وقع اختيـــــار وزارة الدفاع الروسية على نظام ( V300- S- 81 K9 ) ليكون النظام الرئيسي المستخدم في مجال الوسائل المضادة للطائرات المعادية ، وكذلك التعامل مع الأهداف الاستراتيجية ويمكن لهذا النظـام رمــي مقذوفات موجهة ونظراً لتزويد هذه المنظومة بأجهزة سيطرة على الصاروخ بعد انطلاقه مـن قاعدة الإطلاق ، علماً بأن هذه المنظومة لها القدرة على التعامل مع الصواريخ المعادية والتي ترمى مـن قبل العـدو على الأهــداف المحميـة من قبل المنظومة ( V300- S- 81 K9 ) .
وقد تم إعداد هذه المنظومة بصواريخ متوسطة المدى وصواريخ بعيدة المدى ولكل نوع من هــذه الصواريخ منظومة خاصة به يتم إطلاق الصاروخ منها وقد ازدادت أهمية إطلاق الصواريخ بمدايـات مختلفة متوسطة وبعيدة ، حيث يمكننا ذلك من التعامل مع الأهداف البعيدة المدى ومتوسطة المـدى وبدقة متناهية حيث ازدادت أهمية هذه الصواريخ في الحروب وبالإمكان اعتمادها في الخطــط التكتيكية وكذلك الخطط الاستراتيجية للدفاع ضد التهديدات والناتجة من الطائرات الحديثة الصنع والتي تمتاز بتطوير هائل في أعدادها للقيام بعمليات هجومية على الأهداف المختلفة بفضل ما تملكه هـذه الطائرات من إمكانيات هائلة لتدمير الأهداف .
الشركة المنتجة لهذه المنظومة :
هي شركة ( CONCERNANTEy ) وقد قامت هذه الشركة بإجراء تعديل على المنظومة وخاصة من حيث مدى الاشتباك وأصبحت تحمل الاسم ( VM300- S ) وقد ازداد مدى الاشتبـاك ليصل إلى 200 كم ويعتبر هذا أوسع مدى اشتباك .
وأيضاً قامت روسيا بإنشاء مجموعة تحويل وتصنيع للأنظمة الدفاعية وهي المجموعة التي تجمــــــــع الشركات الروسية لإنتاج أنظمة الدفاع الجوي وكذلك تجهيز نظام الإطلاق بالإضافة إلى نظام التجهيز والإعداد وأخذت هذه الشركات الروسية مهمة التدريب على هذه المنظومات ويوفر هذا النظام تدريــب متكامل لأنظمة ( 300- S- ALMaZ ) والمعروفة لدى حلف الناتو باسم GRUMPLE- 10- SA أي نظام صواريخ سطح - جو للارتفاعات العالية وهذه الصواريخ تطلق من السفن بحيث يتم تزويدهـا بقواعد لإطلاق هذه الصواريخ وكذلك تقوم هذه الشركة بإجراء تحديث نظام سام والمستخدم في السابق لدى روسيا ولدى بعض دول العالم وتم تزويد أنظمة سام القديمة بنظام متكامل للقيادة والسيطرة .
وتعتبر المنظومة ( V300- S- 81 K9 ) من أفضل أنظمة ( سام ) الروسية مبيعاً حيث تم بيعه إلــــى عدة دول ومن بينها الصين - اليونان - الهند بالإضافة إلى عدة دول بشرق أوربا ويقال أن إيران تقـوم بمحاولات للحصول على هذه النظام لما له من أهمية في حماية المنشآت النووية الإيرانية على حسب ما جاء في التقرير العسكري والصادر من مصادر روسية .
وتقوم الشركات الروسية بإجراء تطوير وإنتاج عدة نماذج من هذه المنظومة حيث يوجد منها ما يحمــل على مقطورات وأخرى على السفن .
ولقد صمم نظام الصواريخ ( 300- S ) منذ سنة 1969 ف ليرمي الصواريخ التالية :
1.الصاروخ ( P300- S ) وهذا الصاروخ يستخدم للدفاع الجوي الاستراتيجي .
2.الصاروخ ( V300- S ) وهذا الصاروخ يستخدم للدفاع الجوي التكتيكي .
3.الصاروخ ( F300- S ) وهذا الصاروخ يستخدم بواسطة الأساطيل البحرية .
وكان الهدف من إنتاج هذه الصواريخ للعمل كوسائط مضادة للطائرات ذات الأجيال الحديثة جداً حيث أن الطائرات الحديثة أصبحت تشكل تهديداً مباشراً ولسبب سرعتها العالية جداً وقد تم تزويدها بأنظمـة رادار حديثة لها القدرة على الكشف على الصواريخ ومواقعها بحيث تستطيع تدميرها ولكن أنظمـة ( 300- S ) لها القدرة على التعامل مع هذه الطائرات وأيضاً لتقليل التهديدات التي تشكلها الطائراتــــــ الحديثة وبالتالي شكلت هذه الأنظمة الثلاثة عماد الدفاع الجوي للاتحاد السوفيتي سابقاً وبم يتم تسليـــــح أي دولة بها ماعدا الدول الحليفة وقد تم صنع إعداد هائلة منها حيث كان يوجد منها سنة 1969 ف نحو ( 2800 ) قاذف صاروخي تقريباً من نوع ( 300- S ) موضوعة بالخدمة لدى القوات المسلحــــــــــة الروسية في ذلك الوقت .
وقد قامت مؤسسة ( ALMaZ ) بالبدء في بناء المنظومة ( P300- S ) وهو نظام خاص للدفـاع الجوي الاستراتيجي البعيد المدى والذي تم الانتهاء من بنائه سنة 1980 ف واشتقت من هذا النظام عدة نماذج ومن هذه النماذج النموذج البحري والذي يطلق الصاروخ ( F300- S ) من السفن البحريـة حيث تم تزويدها بقواعد لإطلاق مثل هذا الصاروخ وكذلك النموذج ( V300- S ) وهو صـاروخ لغرض الرمي التكتيكي وتطلق جميع هذه الصواريخ بقاعدة برملية الشكل حيث يتم اشتعاله خـارج الأنبوب وعلى بعد 25 متر منه وهذه تعتبر مسافة الأمان ويستطيع الرادار المستخدم مع الصـاروخ ( F300- S ) كشف الأهداف على بعد 38 كم بحيث لا تزيد مسافة مقطع الهدف عن 0. 1 م2 وأيضـاُ هدف أخر بمسافة مقاطعة متر وربع واحد لطائرة تقليدية على بعد 52 كم ، علماً بأن سرعة الصـاروخ القصوى تبلغ 1967 متر في الثانية ومداه الأقصى 33 كم ونتيجة للتطوير المستمر لهذه المنظومات حتى وصلت نتائج هذا التطوير إلى المنظومة ( 1 MV300- S- 81 K9 ) وهي الأكثر فعالية وبهــــا ميزات عدة أهمها أجهزة كمبيوتر فائقة التطور وهوائي مصنوع بتقنية الوحدات المستقلة بالإضافة إلـى قدرة مناورة يتخذها ويعتمد في أسلوب توجيهه للصواريخ نظام حديث حيث يعتمد هذا النظام علــــــــى إدخال المعلومات إلى كمبيوتر الرادار ومت تم يقوم الكمبيوتر إلى نقل هذه المعلومات إلى مستشعــر توجيه الصاروخ والذي يتألف من مرحلة واحدة بالإضافة إلى إجراء تحسينات عدة تجعله في موقع القدرة على المنافسة العالمية في مجال الصواريــخ المضادة للطائرات والمنتجة من عدة دول في العالم .
أما بالنسبة لمجمع ( ANTEy ) أضاف قدرات اندماجية في أنظمة الدفاع الجوي بما في ذلك تزويـــــد العربات القتالية الحاملة للمنظومة بأحداث المعدات وهي تعمل بنظام ( iff ) وهو تمييز العدو مـــــــــن الصديق وتبعاً للمعايير المستخدمة في حلف الناتو وأكثر من ذلك يمكن بإجراء تحوير بسيط قيام العربة القتالية بإطلاق وتوجيه الأهداف الجوية بنظام ( SAMAN ) التي صنعت على أساس الهدف القتالـــي العضوي الخاص بالمجمع ويمكن للهدف الطائر الطيران لمسافة من 15 - 20 كم بحيث يتمكن مــــــن تمثيل مختلف الأهداف الجوية الحديثة وتوفر عملية التحديث والتطوير إمكانية تدمير الهدف وتوسيــــع مدى النيران إلى أكثر من 40 % وبعد إجراء عدة تجارب والرمي بهذه المنظومة عدة مرات تراكمــت الخبرات خاصة عندما تم استخدام هذا النظام في العمليات الحربية وقد قامت مجموعة كونسون أنثــــى في العام 1986 ف بجمع المنظومة تور ( TOR ) سام 15 وقد أخذ اسم ( 1 M- TOR ) ( تور- م1) بعد إجراء تحديثه في عام 1991 ف وهو منظومة صاروخية سطح - جو ويعتبر اليوم من أفضـل أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى حيث يمتلك خواص ومنها الاشتباك مع الأهداف الطائرة بمــدى يبلغ 12 كم وتدميرها على ارتفاعات تتراوح بين 10 متر و 000. 10 متر فأن النظـام تور - م1 ( 1M- TOR ) بع عدد ( 1 ) من القدرات الفنية الممتازة والتي تم تطويرها في شركة مجموعـة كونسون أنثى ومن هذه القدرات المميزة الإطلاق العمودي للصواريخ والمسح الإلكتروني فـــــي تعقب الهدف بواسطة الرادار وبدرجة عالية من الدقة في العمليات القتالية وتسمح هذه المزايا بتوفير درجـات عالية أيضاً من المناعة الصوتية مع القدرة على الاشتباك مع هدفين إضافة إلى العمل بفاعلية وتناغــــم مع عناصر المراقبة البصرية العضوية وتعتبر هذه المزايا مهمة جداً عند مقاومة الطائرات الحديثـة المعادية ، حيث أن هذه المنظومات بما تملكه من مزايا قتالية تمكنها من القضاء على هذه الطائرات وقد قامت روسيا أيضاً بتطوير هذه المنظومة وتم تصنيع المنظومة ( PMU300- S ) وزودت بالصاروخ ( 1 PMU 300- S ) وهذا الصاروخ يعتبر من الصواريخ المتطورة جداً وهو يشبه في نظرية عملـه صاروخ باتريوت الأمريكي ويتمتع الصاروخ ( 1 PMU 300- S ) بإمكانية إسقاط الطائرات المقاتلة وبدقة متناهية جداً وبالإمكان استخدامه أيضاً ضد الصواريخ البلستية وكذلك الصواريخ الجوالة ولــــــه القدرة على التعامل مع أهداف على ارتفاع من 10 متر إلى 33000 متر وتحلق بسرعة حتـى 000. 10 كم/ ساعة وتستطيع المنظومة الواحدة إطلاق عدد ( 3 ) صاروخ في الثانية وترمى عـــــــدة أهداف في وقت واحد والرادارات المزودة بها هذه المنظومة لها القدرة أن تستطيع كشف جسم بحجــــم 25 سم مربع وعلى بعد 250 كم .
وأيضاً مزودة بمجموعة أجهزة تصويب وإطلاق وسيطرة لهذه المنظومة 1M- TOR للرمي مــــــــع الدبابات وعربات القتال المدرعة بزاوية أفقية أي أن المنظومة مجهزة للعمل المزدوج :
أولاً قاذف مضاد للأهداف الجوية وأيضاً للعمل كقاذف للرمي ضد الأهداف الأرضية
الاستخدام التعبوي للنظام V300- S :
يستخدم على مستوى لواء في النظام الروسي ويتكون من ثلاث بطاريات لرمي الصواريــخ وبطارية قيادة وبطارية سيطرة نموذج ( E6 M83 ) مع استخدام رادار ثلاثـي الأبـعاد طويل المـدى نمـوذج ( E6 N64 ) وبإمكان هذا النموذج من الرادارات متابعة 100 هدف وعلى مسافة 300 كـم ويمكن تأمين اتصال اللواء برادار مراقبة نموذج ( 6 D36 ) وتتكون البطارية من رادار لإضـاءة الأهداف والتوجيه نموذج ( E6 N3 ) وعربة السيطرة على الرماية وتتكون البطارية من قاذف العـــدد ( 4 ) صواريخ وعربة شحن للصواريخ ويمكن للنظام أن يشتبك مع ستة أهداف جوية أو ثلاثـة صواريخ بالستية في نفس الوقت كما يمكن من إطلاق 12 صاروخاً في خلال 5 ثواني بالإضافة إلـى إمكانية الاشتباك مع الأهداف التي ترمى بزوايا انخفاض .