قدمت وكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA الامريكية مشروع GXV-T الذى يضع حجر أساس جوهري للتكنلوجيا التى ستعتمد عليها المركبات القتالية المُستقبلية ويهدف مشروع Ground X- Vehicle Technologies ( يسمى اختصارا بـ GXV-T) إلى
تحسين القدرة على التنقل ورفع نسبة النجاة و السلامة مع الحفاظ على فعالية المركبة القتالية من دون تعديلها بتكديس الدروع على بدنها وذكر عدد من مهندسى المرحلة الثّانية للمشروع أن عدد احتمالات التكنلوجيا و التقنيات الرّائدة التى يمكن دمجها في العربة كبير جدّاً لتلبية أهداف المشروع.
كما قالت الرائدة أمبر ووكر مديرة برنامج GXV-T فى مكتب التكنلوجيا التكتيكية التابع لشركة DARPA: “نحن ننظر الى كيفية تعزيز القدرة على البقاء من خلال الضغط على قمرة القيادة و زيادة دور الطاقم فى مساعدة السّائق، و بالنسبة الى الحركة و التنقل، إتخذنا نهج مختلف جذري عن طريق تجنب زيادة الدروع و تطوير الخيارات للتحرك سريعا برشاقة عالية فى جميع التضاريس والبيئات”.
وقدمت الإختبارات (في آخر اختبار بشهر مايو فى مركز أبردين) ، لشركاء محتملين فى الخدمة العسكرية الإنتقالية فرصة لمراقبة التقدم التقنى فى برنامج GXV-T والذى يتضمن:
1- التنقل المحسن بشكل جذري وبطريقة جديدة
مشروع GXV-T يُصور العربات على أنها ستكون قادرة على العبور و التنقل ضمن 95 % من احتمالات التّضاريس الوعرة التى قد تعترض مسارها ، بما فى ذلك المُنحدرات و الإرتفاعات المُختلفة، و تشمل أيضا القُدرات الجديدة على تكنولوجيا ثورية “التحول من عجلات مدولبة إلى مُجنزرة” wheel-to-track و التعليق suspension ، ذلك يُمكِّن العربة من الوصول و السفر بشكل أسرع على الطرق الوعرة والطرق المعبدة مقارنة بالمركبات الأرضية الموجودة.
2- مسار عجلات قابل لإعادة التّشكيل Reconfigurable Wheel-Track (أو RWT)
وتسمح هذه التّكنلوجيا الجديدة للعربة بالتنقُّل على العجلات بسرعة كبيرة على الطرق الوعرة بنمط تحرك عجلات محدد و على الطرق المعبدة بنمط آخر ، حيث قام فريق من المركز الوطنى للهندسة الروبوتية بجامعة كارنيجي ميلون (CMU NREC) بتصميم تكنلوجيا العجلة التى تعيد تشكيل هيكلها، حيث تتحول العجلة المُستديرة الى شكل ثلاثي و العودة مرةً أخرى إلى الشكل المُستدير أثناء تحرّك المركبة بسرعة عالية ، من أجل تحسينات فورية للتنقّل التّكتيكي و القُدرة العالية على المناورة فى جميع التّضاريس المُمكنة.
3- وضع المحرك الكهربائي داخل محور العجلة
يُوفر وضع المُحركات (الذى يولد كل منهم قوة 100kW كيلو واط) داخل العجلات بشكل مُباشر العديد من الفوائد المُحتملة للمركبة القتالية ، مثل زيادة التّسارع المُتصاعد و القُدرة على المُناورة مع عزم دوران أمثل ، و زيادة الجر ، و الطاقة ، و السرعة العالية فى التضاريس الوعرة و الطرق المُعبدة، و فى عرض سابق شمل اختبارات على تكنلوجيا العربة المُستقبلية، قدمت شَركة QinetiQ نظاماً جديداً يشتمل على ثلاث مراحل ترسية للسّرعة و تصميم مُعقد للادارة الحرارية للمَركبة فى نظام صغير بما يكفِى لمُلائمة حافة 20 بوصة بقياس عسكرى.
4- نظام التعليق المتطرف متعدد الأوضاع (METS)
ويهدف نظام METS الذي تقدمه Pratt & Miller الى زيادة إمكانية التّنقل بسرعة عالية على التّضاريس الوَعرة مع الحِفاظ على السّيارة فى وضع مُستقيم و تقليل الشّعور بعدم الرّاحة لدى الرّكاب. و يتضمن نظام التّعليق فى العربة عجلات 20 بُوصة عسكرية قِياسية ، و نظام تعليق قصير مُتطور يتراوح من 4 الى 6 بوصات ، و نظام تعليق جديد عالى السّرعة يمتد حتى سِتة أقدام مع ارتفاع 42 بوصة الى 30 بوصة الى الأسفل.
وقد أظهرت العربة فى شهر ماي خلال الاختبارات قدرتها على التّعامل مع المُنحدرات و الدّرجات الحادّة من خلال تعديل التّعليق الهيدروليكي بشكل مُستقل على كُل عجلة في السيارة.
أجهزة الحماية والتجهيزات:
تَحتوي تَصميمات المَركبات القِتالية التّقليدية على نَوافذ صغيرة للجُنود تعمل على تحسين الحِماية، لكنها تحُدُّ من مُستوى الرُّؤية و قد تُعتبر خطراً على الرُّكاب فى حال تم استهدافها، ولذلك سعت الشّركة فى مشروع GXV-T الحُصول على حُلول جديدة عن طريق دمج العديد من أجهزة الإستشعار و التكنولوجيا الموجُودة على متن المَركبة لتَوفير درجة عالية من الوعى الظرفى بتغطية 360 درجة مع الحفاظ على العربة مُغلقة من دون الحاجة إلى تدخل الرّكاب، و بشكل مُفصّل تضمن هذه التقنيات:
1-نظام الوعي الظرفى بتغطية 360 درجة مع نوافذ إفتراضية
وقدّمت شركة Honeywell International قمرتها المُغلقة التى لا تحتوي على نوافذ، الأمر الذى يزيد من حِماية سَائقي العَربة، وتمّ تعويض الرُّؤية من الزجاج الأمامي بعدّة تِقنيات دَاخلية مِنها نظّارات عينية ثُلاثية الأبعاد ، ونظام تعقب بصري يعمل بالرّأس ، و شاشات عرض ذات دقّة عالية تُوفر رُؤية مُحيط العربة موزعة حول القائد لتُوفر ما هو أفضل من مُجرد النّظر إلى المَسار من الزُّجاج الأمامي كما فى العربات العادية.
2-نظام المنظورات الافتراضية لتحسين الخبرة البيئية Virtual Perspectives Augmenting Natural Experience أو V-PANE
عند تحرّك العَربات التّكتيكية بسُرعات عالية فى طُرق و مسارات غير معروفة ، تُوفر رُؤية محدودة و بيانات كثيرة لإتخاذ القرارات و التدابير خلال المسار ، لحل المُشكلة قدّمت شركة Raytheon BBN Technologies نظام V-PANE الذي ينقُل البيانات من عدّة كاميرات مُوزّعة على بدن العربة مع كاميرات أخرى من نوع LIDAR لإنشاء نموذج عرض ثلاثى الأبعاد للعَربة و مُحيطها فى الوقت الحقيقى خلال مَسارها عِند التنقُّل بسُرعات عالية، و حسب اختبارات المرحلة الثّانية أثبت النّظام كفاءةً عاليةً و أدى مهامّه على أكمل وجه.
3-نظام Off-Road Crew Augmentation أو ORCA الذي يُشبه القائد الآلي إلى حدٍّ ما
النظام تُقدمه جامعة كارنجي ميلون مجدداً CMU NREC technology، و يهدف هذا النّظام إلى التنبّؤ بأكثر الطّرق أماناً و مُلائمةً والأكثر اختصاراً للوقت للمسار خلال الوقت الحقيقى ، و فى بعض الحالات يَتحكّم النّظام بالعَربة لتقُود نَفسها بنَفسها لتحُول دون العوائق فى المسار التى قد لا ينتبه لها السّائق، و خلال اختبارات المرحلة الثّانية وجد فريق الإختبار أنّ الإستقلالية قد تحسّنت إما من سُرعة السيّارة أو من خطورة الموقف ، و أحيانا كلاهما، حيث استطاع السّائق التّجريبي أن يتجاوز كل العوائق بأقصر فترة زمنية مُمكنة من دُون التوقّف أو تَغيير المَسار ليَزيد زَمن إنهائه عن الوقت المُحدد.
وأضافت مُديرة المَشروع “أمبر وُوكر” مجدداً: إنّ شَركة DARPA مُتحمِّسة للتّقدم المُحرز حتّى الآن فى برنامج GXV-T و نَتطلع بشكل كبير الى العَمل مَع فُروع الخَدمات العَسكرية لنَقل هَذه التّقنيات الى بَاقي تِكنولوجيا المَركبات الارضية فى المُستقبل”.