أعربت الولايات المتحدة عن قلقها العميق إزاء التقارير التي تفيد بانتهاكات وقف إطلاق النار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، ودعت إلى وقف التصعيد الفوري من جانب الدولتين المتورطتين. وعلى وجه التحديد، حثت الولايات المتحدة رواندا على
سحب جميع أفراد ومعدات قوة الدفاع الرواندية، بما في ذلك أنظمة الصواريخ أرض-جو، من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وفي بيان صادر عن مكتب الشؤون الأفريقية بالولايات المتحدة، تم التأكيد على ضرورة أن "تتوقف رواندا عن تعطيل نظام تحديد المواقع العالمي" في المنطقة، مسلطًا الضوء على التأثير السلبي لهذه الاضطرابات على العمليات العسكرية والمدنية داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية. بالإضافة إلى ذلك، دعت الولايات المتحدة جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى التوقف عن دعم القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة متمردة كانت تاريخيًا سببًا في تأجيج التوترات بين البلدين.
لقد عانت منطقة شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية من صراع مستمر بسبب المصالح المتضاربة والمظالم التاريخية ووجود العديد من الجماعات المسلحة. ويؤكد هذا النداء الأخير من الولايات المتحدة على القلق الدبلوماسي المتصاعد بشأن الاستقرار الإقليمي، والذي أصبح معرضًا للخطر بشكل متزايد مع كل انتهاك لوقف إطلاق النار.
لقد تكثف الوجود العسكري الرواندي في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السنوات الأخيرة، وهو ما بررته كيغالي بأنه ضروري لتأمين حدودها من التهديدات التي تشكلها الجماعات المسلحة العاملة داخل جمهورية الكونغو الديمقراطية، وخاصة القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة ميليشيات مرتبطة بالإبادة الجماعية في رواندا. ومع ذلك، فإن جمهورية الكونغو الديمقراطية والعديد من المراقبين الإقليميين والدوليين ينظرون إلى نشر رواندا باعتباره خرقاً للسيادة الكونغولية وعاملاً مزعزعاً للاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل.
وفي أكتوبر ، استأنفت جماعة إم 23 المتمردة، التي اتُهمت بتلقي الدعم من رواندا، هجومها، فاستولت على عدة مناطق واشتبكت مع القوات المسلحة الكونغولية والجماعات المسلحة المتحالفة معها. وقد أدانت أنجولا مؤخرا احتلال إم 23 لإحدى البلدات في أوائل أكتوبر ، ووصفته بأنه "انتهاك صارخ" لوقف إطلاق النار.
وقد أدت التقارير عن المعدات العسكرية الرواندية المتقدمة، بما في ذلك الصواريخ أرض-جو وتعطل نظام تحديد المواقع العالمي، إلى تفاقم المخاوف، حيث اتهمت جمهورية الكونغو الديمقراطية رواندا بالتعدي على سلامة أراضيها. كما يزعم المسؤولون الكونغوليون أن الوجود العسكري الرواندي أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث تجد المجتمعات المحلية نفسها في كثير من الأحيان عالقة في تبادل إطلاق النار بين الجماعات المسلحة المختلفة والقوات العسكرية الأجنبية.