طالبت محكمة العدل الدولية روسيا بوقف فوري لكل العمليات العسكرية في أوكرانيا، سواء التي تتم بأيدي القوات الروسية أو أي مجموعات تحت إمرتها وقالت رئيسة المحكمة جوان دونوهيو: "على الاتحاد الروسي أن يوقف على الفور عمليات عسكرية
بدأها يوم 24 فبراير على أراض أوكرانية", ويعتبر ذلك إجراء مؤقتًا، لحين صدور الحكم النهائي في القضية، والذي قد يستغرق سنينا وعبّرت المحكمة الأعلى في الأمم المتحدة عن "عميق قلقها" إزاء استخدام موسكو للقوة.
وقالت دنوهيو: "تشعر المحكمة بقلق بالغ إزاء استخدام الاتحاد الروسي للقوة بما يثير مسائل بالغة الخطورة في القانون الدولي".
وكانت الحكومة الأوكرانية، بعد أيام من الاجتياح، قد أقامت دعوى قضائية ضد روسيا، قائلة إن الأخيرة لجأت إلى الزعم بأن أوكرانيا كانت ترتكب جرائم إبادة في إقليم دونباس لكي تبرر الاجتياح ثم طالبت كييف المحكمة باتخاذ تدابير مؤقتة وبمطالبة روسيا "بالتعليق الفوري للعمليات العسكرية".
وقال ممثل أوكرانيا في محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي: "يجب إيقاف روسيا، وثمة دور على المحكمة القيام به في هذا الصدد".
وكانت روسيا تجاهلت جلسات استماع عقدتها محكمة العدل الدولية يومَي السابع والثامن من مارس ، بدعوى "عدم اختصاص المحكمة", كما تبرر موسكو استخدامها للقوة في أوكرانيا، قائلة إن ذلك يأتي "في إطار الدفاع عن النفس" , وتعتبر الأحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية في لاهاي ملزمة لكن بلا سلطة تنفيذية.
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قرار المحكمة بأنه "انتصار كامل" على روسيا.
وجاء قرار محكمة العدل في وقت ناهزت فيه أعداد اللاجئين النازحين من أوكرانيا ثلاثة ملايين، ووسط تكثيف القوات الروسية من هجماتها على أحياء سكنية في العاصمة كييف.
في الوقت ذاته، أعلنت أوكرانيا عن رغبتها في أن تقوم قوات دولية على ضمان أمنها، بعد أن رفضت مقترحات روسية باتخاذ موقف محايد على غرار النمسا أو السويد.
وفي قضية منفصلة، كان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، قد زار أوكرانيا في إطار تحقيق حول جرائم حرب محتملة وجرائم ضد الإنسانية , وكان خان قد أعلن عن فتح تحقيق فوري في جرائم حرب محتملة ارتكبتها روسيا في أوكرانيا، استجابة لطلب عدد غير مسبوق من الدول الأعضاء في المحكمة.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنّت بأغلبية ساحقة قرارا يطالب "روسيا" بالانسحاب "الفوري" من أوكرانيا، في توبيخ قوي للاجتياح الروسي من قبل الغالبية العظمى من دول العالم.
وبعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء الاجتياح الروسي، اتهمت أوكرانيا، يوم الأربعاء، قوات روسية بتنفيذ مزيد من الهجمات القاتلة ضد مدنيين.
وفي ماريوبول جنوب شرقي البلاد، قالت السلطات الأوكرانية إن قوات روسية قصفت مسرحا في المدينة كان يستخدم كملجأ للمدنيين وقال سيرغي أورلوف، نائب عمدة المدينة لبي بي سي، إن أكثر من ألف شخص كانوا داخل المسرح عند تعرضه للقصف الروسي ولم يتم التحقق بشكل مستقل من ذلك.
وفي ماريوبول أيضا، قال الجيش الأوكراني إن روسيا فتحت النار على موكب للمدنيين النازحين من المدينة حيث ظل الناس محاصرين لأسابيع تحت قصف روسي مكثف وتحاصر قوات روسية مدينة ماريوبول وتقصفها بشكل مستمر منذ أسابيع ودعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المساعدة لدعم الوصول إلى المدنيين المحاصرين.
وأفادت وسائل إعلام أوكرانية بأن عشرة أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم بينما كانوا يصطفون للحصول على الخبز في مدينة تشرنيهيف شمالي البلاد وأظهرت لقطات مصورة، تم التحقق من صحتها، جثثا مطروحة في أحد الشوارع وأفادت تقارير بتعرض ثاني أكبر المدن الأوكرانية خاركيف لقصف روسي شديد.