رفعت بعثة بحرية علم روسيا فوق خمس جزر اكتشفت حديثا في القطب الشمالي، وذلك بعد ذوبان الجليد بفعل التغير المناخي الأخير، الذي أدى لارتفاع درجات الحرارة وتحويل مساحات جليدية شاسعة إلى أنهار من المياه الجليدية، كاشفاً عما كان مخبئاً تحت
الجليد طوال العقود السابقة وقال بيان لوزارة الدفاع الروسية ان الجزر الخمس الصغيرة تتراوح مساحتها ما بين 900 و54500 متر مربع، و تقع في خليج فيز قبالة الساحل الشمالي الشرقي لمنطقة نوفايا زيملا (الأرض الجديدة) التي تقسم بحري بارنتس وكارا في المحيط المتجمد الشمالي.
وذكرت وزارة الدفاع أنه تم رصد هذه الجزر من قبل الطالبة مارينا ميجونوفا، في عام 2016، وذلك أثناء تحليلها لبعض الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، خلال إعدادها لبحث تخرجها في إحدى جامعات العلوم البحرية.
وكانت هذه الجزر مخبأة في السابق تحت نهر نانسين المتجمد، والمعروف أيضاً باسم “فولكا”، وتعد جزءاً من أكبر ستار جليدي في أوروبا، حيث يغطي جزءاً كبيراً من جزيرة “نوفايا زيملا” الشمالية.
وكشف ذوبان الجليد في القطب الشمالي بسبب ارتفاع درجات حرارة الهواء والمحيط النقاب عن مناطق جديدة وغير معروفة، ففي الفترة ما بين عامي 2015-2018، لاحظت الخدمة الهيدروغرافية وجود أكثر من 30 جزيرة والعديد من الرؤوس البحرية والخلجان بالقرب من جزيرة “نوفايا زيملا” و”فرانز جوزيف لاند” لأول مرة من خلال مراقبة الأقمار الصناعية، ومن المتوقع العثور على المزيد منها في المستقبل القريب.
في أعقاب ذلك قامت روسيا بتوسيع وجودها في القطب الشمالي، وفتحت القواعد العسكرية وقامت ببناء كاسحات الجليد النووية لتعزيز الشحن على طول الطريق البحري الشمالي.
كما بدأت محطة الطاقة النووية الروسية العائمة رحلتها عبر المحيط المتجمد الشمالي لتوفير الحرارة والكهرباء لمدينة تعدين الذهب في منطقة “تشوكوتكا” النائية.
وعلى خطى وطرق المستكشفين الأوائل، قامت البعثة الاستكشافية في “نوفايا زيملا” و”أرض فرانز جوزيف” بجمع البيانات من أجل البحث العلمي، ورفع الأعلام الروسية على المواقع التاريخية وزيارة البنية التحتية العسكرية السوفيتية في القطب الشمالي، بما في ذلك محطة الأرصاد الجوية التي دمرها قارب نازي في عام 1943.
ومع وجود خمس أراضيها داخل الدائرة القطبية الشمالية، بدأت روسيا عملية البحث عن مزيد من الأراضي، مدعية أن التلال المرتفعة الموجودة تحت الماء تمنحها مساحة أخرى، تبلغ 1.2 مليون كم مربع من مساحة المحيط المتجمد الشمالي.
وقد اعترفت لجنة الأمم المتحدة المعنية بحدود الجرف القاري كجزء من المياه المحايدة في القطب الشمالي، على أنه استمرار للجرف الروسي.
وهذا التحركات الأخيرة الأكثر جرأة والأكثر استعراضا للقوة، للسيطرة على القطب الشمالي، تأتي بعد نحو 300 عام من بدء الاستكشافات الروسية للقطب الشمالي، حيث إن الحملات التي أمر بها بطرس الأكبر رسمت في البداية ساحل القطب المتجمد الشمالي لمسافة تصل إلى 24 ألف كم – مسافة الحدود البرية نفسها كاملة لروسيا.
أنشأت روسيا أول كاسحة جليد في العالم هي “يرماك”، قبل 120 عاما. في عام 1957، أنشأت أول كاسحة جليد تعمل بالطاقة النووية، باسم لينين. وكانت كاسحة الجليد أركتيكا أول كاسحة تصل إلى القطب المتجمد الشمالي عام 1977م.