أعلن الحلف الأطلسي مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 14 بجروح في عملية تفجير وقعت في وقت مبكر في 12 نوفمبر في قاعدة باغرام، أكبر قاعدة عسكرية أميركية في أفغانستان، وتبنتها حركة طالبان، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس وقع الاعتداء على قاعدة باغرام، فيما تكثف حركة طالبان هجوماتها في كل أنحاء البلاد قبل فصل الشتاء
الذي عادة ما يشكل هدنة على صعيد المعارك وقال الحلف الأطلسي في بيان “تم تفجير عبوة ناسفة في قاعدة باغرام الجوية وقتل أربعة أشخاص في الهجوم وأصيب 14 بجروح” بدون تحديد جنسيات الضحايا. وتابع البيان “إننا نعالج الجرحى وفتحنا تحقيقاً”، وفق فرانس برس.
هذا وتبنى المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد الاعتداء الذي استهدف القاعدة المحاطة بتدابير أمنية مشددة، مؤكداً سقوط “العديد من الضحايا في صفوف المحتل الأميركي”، بعيد الساعة 5،30 (1،00 ت غ).
من جهته أعلن وحيد صديقي المتحدث باسم مكتب حاكم ولاية باروان حيث تقع باغرام، أن انتحاريا فجر نفسه قرب قاعة طعام داخل القاعدة. وقال لوكالة فرانس برس “نجهل هوية الضحايا لكن المهاجم كان من الموظفين الأفغان في القاعدة”.
ويشير الانفجار إلى تدهور الوضع الأمني في أفغانستان بعد حوالى عامين على إعلان الحلف الأطلسي نهاية العمليات القتالية في أفغانستان، وفي وقت تواجه القوات الأفغانية صعوبة في قتالها مع المتمردين الإسلاميين.
ومنذ انسحاب القسم الأكبر من القوات الغربية أواخر 2014، ما زال ينتشر أكثر من 12 ألف جندي غربي نحو عشرة آلاف منهم أميركيون في افغانستان في إطار عملية “الدعم الحازم” لتدريب ودعم القوات الأفغانية في مواجهة المتمردين الإسلاميين، وخصوصاً في شرق البلادووجه الجنرال جون نيكولسون الذي يقود عملية الحلف الأطلسي في افغانستان، “تعازيه الحارة” إلى عائلات الضحايا.
والأسبوع الماضي، قتل ستة اشخاص واصيب اكثر من مئة آخرين في هجوم تبنته حركة طالبان على القنصلية الأميركية في مزار الشريف، شمال افغانستان، “رداً” على مقتل مدنيين في قصف قام به الحلف الأطلسي الأسبوع الماضي.
وفي ديسمبر الماضي، فجر انتحاري على دراجة نارية نفسه قرب القاعدة ما أدى إلى مقتل ستة طيارين أميركيين، في أحد الهجمات الأكثر دموية ضد العسكريين الأجانب في افغانستان عام 2015.
يذكر أن كثافة هذه الهجومات ازدادت بعد أيام على الانتخابات الرئاسية الأميركية.وبالكاد تطرق المتنافسون في الانتخابات الرئاسية الأميركية الى الوضع في افغانستان، حتى لو أنها تشكل واحدا من الملفات الملحة التي يتعين على الرئيس الجديد الاهتمام بها وسيرث الرئيس المنتخب دونالد ترامب اطول حرب تخوضها الولايات المتحدة ولا يظهر في الأفق أي حل لها.
وإذا كان التدخل العسكري الكبير الذي بدأ بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة قد انتهى رسمياً أواخر 2014، فقد اضطر باراك أوباما الذي انتخب في 2008 بناء على وعد بانهاء حربي العراق وافغانستان، الى تصحيح الجدول الزمني لانسحاب القوات، مراراً.