من الواضح أن الهدف الرئيسي من التفجيرات النووية هو تجربة وتطوير الأسلحة النووية واختبار فعالتيها. هذه التجارب تساعد الدول على تحسين تصميم الأسلحة وضمان عملها بشكل صحيح عند الحاجة, وتستخدم هذه التفجيرات أحيانًا كنوع من استعراض القوة حيث تسعى الدول إلى إظهار قدراتها النووية كوسيلة
للردع، مما يمنع الدول الأخرى من التفكير في الهجوم أو التصعيد العسكري ضدها. ومن جهة أخرى يمكن لهذا النوع من التفجيرات أن يوفر بيانات ملموسة وواضحة حول الفيزياء النووية والتفاعلات المختلفة التي تترتب عن آثار الحرب النووية وتحسين المعرفة العملية والتقنية ذات العلاقة بهذا المجال.
ومن جهة أخرى يمكن أن تساعد هذه التجارب أيضا في مجال الدفاع السلبي من خلال اختبار فعالية الأنظمة الدفاعية ضد الهجمات النووية، مثل الدروع الواقية وتكنولوجيا رصد وقياس الإشعاع.
لكن هذا لا يعني أن التفجيرات النووية لا يقتصر تنفيذها على الأغراض العسكرية فقط، فهناك تفجيرات من هذا القبيل ترتبط بأغراض مدنية.
التفجيرات النووية السلمية وأغراضها:
التفجيرات النووية السلمية (PNEs) هي التفجيرات التي تُجرى لأغراض غير عسكرية وقد بدأت هذه الفكرة في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حيث كانت الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة والإتحاد السوفييتي تسعى لاستخدام الطاقة النووية في مشاريع مدنية. وعلى الرغم من أن التفجيرات النووية السلمية كانت تُعتبر وسيلة مبتكرة للإستخدامات التنموية، إلا أن المخاطر البيئية والصحية الكبيرة جعلت هذا الإستخدام محدوداً للغاية.
ففي بعض الحالات، يتم استخدام التفجيرات النووية لأغراض مثل حفر القنوات أو استخراج الموارد الطبيعية، ويمكن تلخيص هذه الأغراض في النقاط التالية:
- حفر القنوات والموانئ: استخدام التفجيرات النووية لإنشاء ممرات مائية جديدة.
- توليد الكهرباء: استخدام الحرارة الناتجة عن التفجيرات النووية لتوليد الطاقة.
- التعدين: استخدام التفجيرات لاستخراج المعادن من الأرض.
- التكسير الهيدروليكي: استخدام التفجيرات لتحسين استخراج النفط والغاز.
ومن أمثلة ذلك أن الولايات المتحدة بدأت في الستينيات برنامج بلوشر " لاستخدام التفجيرات النووية في مشاريع مثل حفر القنوات والموانئ. أمّا الإتحاد السوفييتي فقد أجرى من جهته العديد من التفجيرات النووية السلمية لأغراض مثل إنشاء خزانات المياه وتعدين المعادن.
خصائص ومحاذير التفجيرات النووية:
- قوة التفجير: تختلف قوة التفجيرات حسب الغرض منها، لكنها عادة ما تكون أقل من التفجيرات النووية الموجهة لأغراض عسكرية.
- التأثير البيئي: يمكن أن تكون التفجيرات النووية السلمية أقل تدميراً من التفجيرات العسكرية، لكنها لا تزال تحمل مخاطر كبيرة.
- التلوث الإشعاعي: يمكن أن تسبب التفجيرات النووية تلوثاً إشعاعياً طويل الأمد.
- الأضرار البيئية: قد تؤدي هذه التفجيرات إلى تدمير البيئة المحلية وتلوث المياه والتربة.
- المخاطر الصحية: التعرض للإشعاع يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة للسكان المحليين.
- التلوث الإشعاعي: يمكن أن يستمر هذا التلوث لعدة عقود، مما يؤثر على الحياة البرية والنباتات والبشر.
- تدمير البيئة: يمكن أن تؤدي التفجيرات إلى تغييرات جذرية في التضاريس وتدمير الموائل الطبيعية.
ويُذكر أن أكبر تفجير نووي سلمي حدث كان في كازاخستان بالإتحاد السوفييتي سابقًا وذلك في يناير 1965، ويُعرف هذا التفجير باسم تشاغان " Chagan وكان الهدف منه إنشاء خزان مائي عملاق. وبلغت قوة التفجير حوالي 140 كيلوطن، مما أدى إلى تكوين بحيرة اصطناعية كبيرة.
وفي الوقت الحالي، لا تُستخدم التفجيرات النووية السلمية بشكل واسع، على الرغم من أن الفكرة كانت شائعة في الخمسينيات والستينيات، ذلك أن المخاطر البيئية والصحية الكبيرة المرتبطة بها أدت إلى تراجع استخدامها. وساهمت في الحد من هذه الممارسات المعاهدات الدولية مثل معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBT)،التي تحظر جميع التفجيرات النووية، سواء كانت لأغراض عسكرية أو سلمية. بالإضافة إلى ذلك، كانت التكنولوجيا والبدائل الأكثر أماناً وفعالية قد جعلت من التفجيرات النووية السلمية خياراً غير مرغوب فيه.