مجلة ليبية متخصصة في الشؤون الدفاعية

أوكرانيا | تقرير استخباراتي أمريكي : الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وت هرب الوحدات الأوكرانية من بعض خطوط المواجهة مع الجيش الروسي.

أوكرانيا | تقرير استخباراتي أمريكي : الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وت هرب الوحدات الأوكرانية من بعض خطوط المواجهة مع الجيش الروسي.

أعلن ضابط الاستخبارات العسكرية الأمريكية السابق سكوت ريتر أن الجنود الأوكرانيين يفرون من ساحة المعركة في بعض قطاعات الجبهة تاركين أسلحتهم , وقال ريتر: "الوحدات الأوكرانية تلقي أسلحتها وتهرب في…

للمزيد

روسيا | الجيش الروسي يستعرض غنائمه من الدبابات والمعدات العسكرية الغربية  في حرب أوكرانيا بالعاصمة موسكو.

روسيا | الجيش الروسي يستعرض غنائمه من الدبابات والمعدات العسكرية الغربية في حرب أوكرانيا بالعاصمة موسكو.

أُقيم في العاصمة الروسية موسكو معرض للدبابات والمعدات العسكرية الغربية التي استولت عليها القوات الروسية في أوكرانيا، وقال الجيش الروسي إن المعرض يكشف أن المساعدات الغربية لن تمنعه من الانتصار…

للمزيد

ليبيا | بدء فعاليات الملتقى الأول لمدراء كليات ومعاهد الدفاع الوطني العربية العليا تحت شعار:

ليبيا | بدء فعاليات الملتقى الأول لمدراء كليات ومعاهد الدفاع الوطني العربية العليا تحت شعار: "الأمن القومي العربي - تحديات الواقع، ومآلات المستقبل".

برعاية من رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي، وبتنظيم من الأكاديمية الليبية العليا للدراسات الاستراتيجية، افتتحت الثلاثاء بمقر كلية الدفاع الوطني، فعاليات الملتقى الأول لمدراء كليات الدفاع الوطني، تحت شعار:- "الأمن…

للمزيد

باكستان | تنسحب من بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع استمرار القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

باكستان | تنسحب من بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية مع استمرار القتال في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

بعد مرور عشرين عاماً، ومع وجود أكثر من مائة ألف من العسكريين الباكستانيين الذين خدموا في بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فإن انتشار القوات الباكستانية يقترب من نهايته…

للمزيد

نتناول في هذا العدد حدثاً مهماً مرَّ بأمتنا العربية وهذا الحدث هو حرب يونيو 1967 وما تبعه من أحداث. ونحن إذ نكتب عن هذا الحدث بالرغم من الكم الهائل من الكتابات التي تناولته نهـدف إلـى فـهم تلـك الـدروس للإستـفادة ،مـع إيجـاز الأحـداث والتركيز على أهم النقاط حتى تعم الفائدة.

 بعـد إنتهاء العـدوان الثلاثي وجـلاء المعتدين وإتمام إنسحاب العدو الصهيوني من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ودخول القوات الدولية التابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحب منها العدو.

كان الأعداء متمثلين في ( الصهيونية وحلفائها ) غير راضيين عن نتائج حرب 1956 ومن هنا بدأ التخطيط لاستدراج مصر إلى حرب يتم إختيار توقيتها لتكون الضربة موجعة ، وهكذا كان .
تناول في هذا العدد حدثاً مهماً مرَّ بأمتنا العربية وهذا الحدث هو حرب يونيو 1967 وما تبعه من أحداث .
ونحن إذ نكتب عن هذا الحدث بالرغم من الكم الهائل من الكتابات التي تناولته نهـدف إلـى فـهم تلـك الـدروس للإستـفادة ، مـع إيجـاز الأحـداث والتركيز على أهم النقاط حتى تعم الفائدة .

بعـد إنتهاء العـدوان الثلاثي وجـلاء المعتدين وإتمام إنسحاب العدو الصهيوني من شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة ودخول القوات الدولية التابعة لـلأمم المتحدة (UNEF) إلى المناطق التي انسحب منها العدو 
كان الأعداء متمثلين في ( الصهيونية وحلفائها ) غير راضيين عن نتائج حرب 1956 ومن هنا بدأ التخطيط لاستدراج مصر إلى حرب يتم إختيار توقيتها لتكون الضربة موجعة ، وهكذا كان .
من ضمن المخطط أن بدأ الكيان الصهيوني سلسلة من الانتهاكات لإتفاقية الهدنة مع سورية، وذلك بتوسيع أراضيه على حساب المنطقة المنزوعة السلاح شرقي بحيرة طبريا.

وفـي شهـر نوفمبر 1966 قُتل 3 جنود صهاينة بانفجار لغم على خط الهدنة قرب قرية السموع بجنوبي الضفة الغربيـة بلـواء الخليـل الذي كان تابعا للأردن أنذاك فتدرع العدو بهذه الحجة وشنت قواته هجوماً على قرية السموع الحدودية ، وقد ورد في قرارات الأمم المتحدة عند إعلان وقف إطلاق النار عام 1948 في أحد شروطها أن تخلو الضفة الغربية من الأسلحة الثقيلة كالدبابات والمدفعية الثقيلة، إلا أن استخدام الصهاينة لهذه الأسلحة في هذه المعركة، جعل الأردن تعزز قواتها بأسلحة رادعة نسبياً كان ذلك في 20 من شـهر نوفمبـر 1966 تحســباً لأي هجوم صهيـوني آخر.

طوال الأشهر الأولى من عام 1967 كانت الجبهة السورية مع العدو الصهيوني متوترة تكرر إطلاق النار عدة مرات بين الجانبين .
كان الاتجاه العام داخل الكيان الصهيوني يميل للتصعيد العسكري مع سوريا ، ففي يوم 5 من شهر أبريل أعلن ليفي أشكول رئيس وزراء العدو "إن الكيان الصهيوني قرر تصعيد الموقف على الحدود السورية متدرعاً بعمليات الفدائيين الفلسطينيين وزاعماً بأن الطريق إلى دمشق مفتوح لكل الأحتمالات .

بعد التصعيد الأخير كانت كل التوقعات تقريباً ترجح بأن الحرب آتية لا محالة بين سوريا و العدو الصهيوني .
كما توصل الجانب المصري إلى نفس الاستنتاج ، حيث أكدت إستطلاعاته بأنه يوجد 11 لواءا صهيوني محتشداً على الجبهة السورية ، وفي 14 من شهر مايو أصدر المشير عبد الحكيم عامر أوامره بوضع جميع وحدات الجيش المصري على أهبة الاستعداد ، بسبب حشود العــــدو الصهيونـــــي المكثفة على الحدود مع سوريا ، وبدأت مصر بتكثيف تحركات قواتها في سيناء ، وهذه التحركات في أصلــها تحركــات دفاعــية تهدف لإظهار التضامن مع سوريا في وجه التهديدات الصهيونية ، و في يوم 16 من نفس الشهر طالبت مصر القوات الدولية الخروج من أراضيها ، للحفاظ على سلامتهم , و ذلك بسبب حالة التأهب التي عليها الجيش كما تم تركيز القوات على الحدود الشرقية إستعدادا لأي هجوم من قبل الكيان الصهيوني .

في 22 من شهر مايو أعلنت مصر إغلاق مضيق تيران أمام السفن الصهيونية ، وأعتبر العدو الصهيوني هذه الخطوة إعلان حرب وتمسك بها كحجة لشن عدوانه .
حرب 1967 أو ما درج على تسميتها بالنكسة هي الحرب الثالثة ضمن سلسلة الحروب بين العدو الصهيوني والعرب وقعـت أحداثــــها بيــن العـدو الصهيونـي ومصر وسوريا والأردن وانتهت بإستيلاء العـدو الصهيوني على القدس وقطاع غزة  و الضفة الغربية و سيناء و هضبة الجولان ولا أحد ممن عاصروا النكسة يستطيع أن يصف أو ينقل صورة حقيقية لحجم وفداحة الكارثة التي أصابت العرب بسبب هذه الحرب .

وأظهرت هذه الحرب الروح العدوانية وعدم الإلتزام بأي مواثيق أو إتفاقيات دولية حول الحرب وأسرى الحرب، تجلى ذلك في معاملة العدو الصهيوني لأسرى الحرب والذي سنورد تفاصيله من خلال هذا الموضوع .
كانت مصر تربطها بسورية معاهدة دفاع مشترك، عقدت في 4 نوفمبر 1966، ومن الطبيعي أن تتضامن مصر مع سورية في مواجهة التهديدات الصهيونية الصريحة لها بالحرب.
أخـذ الصهاينة في تصعيد تهديداتهم ، وفي 9 مايو 1967 قرر الكنيست الصهيوني ضرورة القيام بعملية حربية ضد سورية. وفي العاشر من نفس الشهر أرسل وزير خارجية الكيان الصهيوني إلى سفرائه في الخارج يطلب منهم العمل على إقناع الدول التي يعملون فيها بخطورة الموقف على الحدود السورية ، تمهيداً للغزو ، في يوم 12 مايو 1967، تبجح الإرهابي "إسحاق رابين" رئيس أركان الجيش الصهيوني قائلاً (أننا سنقوم بهجوم خاطف على سورية، وسنحتل دمشق لنسقط النظام ثم نعود ) وحينما شعرت سورية أن التهديدات الصهيونية هي تمهيد للعدوان عليها، سارعت بإبلاغ أعضاء مجلس الأمن بالموقف .

أعيد تشكيل القيادة "العليا للقوات المسلحة المصرية " عام 1966 برئاسة "المشير عبدالحكيم عامر"، الذي احتفظ دون باقي أعضاء مجلس قيادة الثورة بمنصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وكانت هذه القيادة هي المسؤولة عن التخطيط الإستراتيجي، وعن إصدار توجيهات العمليات الحربية والسيطرة على القوات المحاربة من خلال القيادات التي تتشكل . وتعتبـر هذه القيادة هي مركز القيادة الرئيسي ومكانها القاهرة، وحتى يوم 14 مايو1967 كانت القيـادة العليا فيما يختص بالعمليات الحربية على الجبهة الشرقية هي "القيادة العسكرية الشرقية والتي سميت عندما تأزم الموقف ولاح شبح الحرب في الأفق بقيـادة "الجيش الميداني" ولقد أنيط بهذه القيادة مهمة وضع الخطط الحربية للدفاع عن سيناء، وكذلك الخطط الهجومية في حالة التحول من الدفاع إلى الهجوم حسب تطور المعركة الدفاعية التي كـانت تعتبر المرحلة الافتتاحية للحرب مع العدو الصهيوني.

قامت ( القيادة العسكرية الشرقية ) بوضع الخطة الدفاعية عن سيناء والتي أخذت الاسم الرمزي "قاهر" وصدقت عليها القيادة العليا وتم التحشد الرئيسي للقوات المصرية في سيناء بهدف معلن وهو مساعدة سورية في حالة اعتداء من قوات العدو عليها طبقاً لمعاهدة الدفاع المشترك وكـان التحشـد فـي صـورة مظاهـرة عسكرية، حيث تعمدت القيادة المصرية أن تخترق القوات المتجهة إلى سيناء بعض شوارع القاهرة الرئيسية لتعلن عن توجهها أمـاَّ سوريـة والأردن، فلـم تتخـذ مـن الإجـراءات الدفاعيـة مـا يتناسـب مـع الموقــف ، وعـلى الجانـب الإستراتيـجي كانت إجراءات التنسيق العربي - العربي ليست بالمستـوى االمطلوب .

كالعادة أصدر "أوثانت" السكرتير العام للأمم المتحدة تصريحاً يلقي فيه اللوم على "منظمة فتح" لأن عملياتها تؤدي إلى إشعال الموقف بين سورية والصهاينة وطلـب المنـدوب السـوري اجتـماع المجموعة العربية في الأمم المتحدة للتباحث في الإجراء الذي يمكن أن يتخذ.
خصص العدو الصهيوني 183 طائرة مقاتلة/ قاذفة لشن الضربة الجوية، بالإضافة لمقاتلات الحماية ، وقد كانت خطة الهجوم الجوي كالتالي.

يهاجم النسق الأول على امتداد 75 دقيقة القواعد الجوية والمطارات المصرية في وقت واحد على قدر الإمكان، وعلى موجات متلاحقة، على أن تعطى الأسبقية لضرب الممرات بقنابل خاصة، وقنابل زمنية لإعاقة أعمال الإصلاح في الأجزاء الحساسة منها وذات التأثير الكبير للمهابط الرئيسية والممرات الفرعية، ثم تدمر باقي الطائرات والأهداف داخل المطارات.
وأكدت الخطة، على عدم تشتيت الجهود ضد وسائل الدفاع الجوي، أو الدخول في معارك جوية، ويتم التركيز فقط على تدمير المطارات.

في الوقت نفسه، كان هناك ارتباطاً تاماً بين نجاح الضربة الجوية في تنفيذ مهامها والبدء بالقيام بالحملة البرية، بحيث إذا فشلت الضربة، كان من المحتمل إلغاء الهجوم البري من الأساس. كذلك تم أختيار أنسب توقيت لشن الضربة الجوية، بحيث يتيح ضوء النهار الفرصة لإحداث أكبر تأثير ، لكي يتمكن الطيران من التعرف على الأهداف بسهولة.

تسلسل الأحداث
اليوم الأول 5 يونيو قبل الهجوم الجوي قامت قوات صهيونية بهجوم في الساعة السابعة والنصف صباحاً على المحور الأوسط بسيناء وأحتلت موقعاً متقدماً في منطقة "أم بسيس" الأمامية، وقـد سبق ذلــك تحركات في أتجاه العوجة ليلة 5 يونيو ولم تبلغ القيادة العليا في مصر، بل علم بها قائد المنطقة الشرقية ظهراً بعد فوات الأوان وكان الرد عليها مبكراً كفيلاً بتغيير الموقف.
الضربة الجوية قام طيران العدو في الساعة 8.45 دقيقة صباح يوم الاثنين لمدة ثلاث ساعات بغارات جوية على القواعد الجوية والمطارات في سيناء والدلتا والقاهرة ووادي النيل في ثلاث موجات الأولى 174 طائرة والثانية 161 والثالثة 157 بإجمالي 492 غارة دمرت فيها 25 مطاراً حربياً وما لا يقل عن 85% من طائرات مصر وهي جاثمة على الأرض.

وطبقا لبيانات من المراقبين العسكريين تم تدمير 209 طائرة من أصل 340 طائرة مصرية ، ورداً علـى الضربة الجويـة الصهيونية قامت طائرات من سلاح الجو الأردني بقصف مطار قرب كفار سركن، أما الطيران السوري فقد قصف مصافي البترول في حيفا وقاعدة مجيدو الجوية الصهيونية، بينما قصفت القوات العراقية جوا بلدة ناتانيا على ساحل البحر المتوسط، أما العدو الصهيوني فلم يكتفي بقصف السلاح الجوي المصري بل قصف عدة مطارات أردنية ومطارات سورية ومنها مطارالدمير ودمشق.
أنطلقت في أعقاب الضربة الجوية الصهيونية مباشرة وفي الساعة 9.15 تشكيلات القوات البرية الصهيونية لتخترق الحد الأمامي للجبهة المصرية في سيناء بثلاث مجموعات عمليات، وفي ساعة متأخرة من المساء أستــــطاع العدو بهجومه على المحاور الثلاثة الشمالي والأوسط والجنوبي تدمير فرقتي مشاة النسق الأول، السابعة والثانية، التي كان يرتكز عليها النظام الدفاعي المصري .

الجبهة الأردنية
قصفت القوات الأردنية الساعة 11 صباحاً بالمدفعية مدن تل أبيب والقدس وعبرت جنوب القدس، وقام الطيران الأردني بقصف عدة مطارات صهيونية، وهنا تحول القصف الجوي الصهيوني بعد أن قضى على القوات الجوية المصرية إلى الجبهة والمطارات الأردنية وقام بتدمير طائرات الأردن، وأصبحت الأردن بدون قوات جوية تقريباً بينما قامت القوات الصهيونية بعد الظهر بهجوم على الضفة الغربية وعزلت القدس عن الضفة ووصلت إلى جنين.

الجبهة السورية
قصف جوي ومدفعي متبادل بين الجانبين ومحاولة اختراق من جانب الجيش السوري .

اليوم الثاني 6 يونيو
الجبهة المصرية

صباح اليوم السادس من شهر يونيو سقطت العريش وأنفتح المحور لشمالي أمام القوات الصهيونية المدرعة.وكانت مهمة الطيران الصهيوني طوال اليوم هي تثبيت الوحدات المدرعة في الممرات الجبلية وفي مساء اليوم نفسه أذاع الكيان الصهيوني أن عناصر قواته وصلت إلي قناة السويس مما أصاب الجيش المصري بالأحباط فيما أطلق عليه الغرب الحرب الخاطفة.

وفـي مسـاء نفـس اليوم تمكن الصهاينة مـن الأستيـلاء علـى مدينتـي غـزة وخان يونس.
وكان نائب القائد الأعلى للقوات المصرية المشير عبد الحكيم عامر قد أصدر في الساعة الخامسة من بعد الظهر، أمرا بالانسحاب العام لجميع قوات سيناء إلى غرب قناة السويس .
وتم تنفيذ الإنسحاب بصورة عشوائية وبدون تنظيم وكان له أثراً سلبياً على أداء الجيش وعلى مسار الحرب بصفة عامة .
أما على الصعيد الدبلوماسي الدولي فقد فصدر قرار مجلس الأمن رقم 233 بوقف إطلاق النار وهو ما كان يعني حينها إقرارا دولياً باحتلال الصهاينة أراضي مصرية وحرمان مصر من حقها في إستعادتها .
اليوم الثالث 7 يونيو كان على القوات المصرية وسط سيناء مواجهة المجهول ، وظهرت في هذا اليوم  الذي تركزت فيه العمليات على الجبهة المصرية مع وقف إطلاق النار على الجبهة الأردنية بوادر الانهيار التام للقوات المصريـة وأقتـرب وصـول القـوات الصهيونية إلى قناة السويس.
على الجبهة الأردنية تم أحتلال القدس حيث وصلت القوات الصهيونية في العاشرة صباحا إلى حائط البراق وأكملت سيطرتها مساء على كامل المدينة، وعلى تمام الساعة الثامنة مساءً صدر قرار مجلس الأمن رقم 234 للتأكيد على وقف إطلاق النار .
اليوم الرابع 8 يونيو  قصف العـدو الصهيوني السفينة الأميركية ليبرتي الساعـــة 1.54 ظـهراً، وهـــو أمــر لا يزال يثير جدلاً حتى اليوم هل حصل الهجوم عمدا أم خطأ.

الجبهة المصرية

مع قرب وصول العدوإلى قناة السويس بدآت الاستعدادات للدفاع عن القاهرة من مدخـلي السويس والإسماعيلية ، وجرى حديث بين السوفيات والرئيس المصري جمال عبد الناصر عن وقف القتال على الجبهة المصرية في الوقت الذي شكلت فيه الوحدات المصرية المدرعة المتبقية سدا دفاعيا وسط سيناء، ولكن مع قبول مصر وقف إطلاق النار كانت قد انهارت الدفاعات المصرية المتبقية شرق القناة وبدأ الارتداد العام وأزدادت حدة الانسحاب العشوائي من سيناء.

الجبهة السورية إستمــرار الاشتباكــات بالمدفعية والدبابات اليوم الخامس 9 يونيو

الجبهة المصرية

قامت القوات الصهيونية باحتلال كامل لشبه جزيرة سيناء حتى شرم الشيخ باستثناء الخط من رأس العش شمالاً حتى شرق بور فؤاد الذي ظل تحت سيطرة القوات المصرية.
وصدر قرار مجلس الأمن رقم 235 للتأكيد على وقف إطلاق النار، بينما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر في أعقاب هذه الخسارة تنحيه عن السلطة، في خطابه المشهور يوم : 9 / 6 / 1967، والذي سرد فيه مؤامرة امريكا وتحالفها مع الصهاينة وأعترف بأن حجم الهزيمة لم يكن متوقعاً وأعلن بكل شجاعة تحمله المسئولية الكاملة للهزيمة ولكن لا الشعب المصري ولا الشعب العربي تقبل تنحي عبدالناصر وخرجت مظاهرات شعبية عارمة ترفض قبول تنحي الرئيس وطالبت بعودته ونزولاً عند رغبة الشعب قبل عبدالناصر بالعــدول عــــن قــــــراره وقـال ســوف أبـقى حتــى تنتهـي الفتـرة التي نتمكن فيها مــــن أن نزيــــل أثـــار العــدوان وفــي نفــــــس اليـــــوم أعلــــــــن المشيـر عبد الحكيــــم عامر ووزير الحربية شمس بدران أعتزالهما .

الجبهة السورية

بدأ في هذا اليوم الهجوم الصهيوني على سوريا واخترق الدفاعات السورية شمالاً وواصلت القوات الصهيونية اختراقها للدفاعات السورية على طول الجبهة في الجولان ووصلت إلى القنيطرة، فأعلنت سوريا قبولها وقف إطلاق النيران الساعة السادسة والنصف مساء من ذلك اليوم. وقف العمليات العسكرية
صــدر قـــرار مجلــــس الأمن 236 الساعة الرابعة والنصف من يوم 11 يونيو ونص على إدانة أي تحرك للقوات بعد يوم 10 يونيو ... وهكذا خسر العرب في هذه الحرب المزيد من الأراضي لصالح الكيان المغتصب، أما الخسائر الميدانية والعسكرية للحرب فغالب بياناتها قد تضاربـــت ولا تجد لها أحصائيـــة دقيقة.

جرائم العدو
تم الكشف عن العديد من الجرائم أهمها مجزرة وقعت فى 7 يونيو 1967 فى منجم فحم المغارة حيث قتلت القوات الصهيونية حوالى 272 من المهندسين والعمال المصريين العاملين فى هذا المنجم ، كما تعمد الصهاينة فى 15 يوليو 1967 قتل 366 من المدنيين فى حى الثلاثين بالإسماعيلية , وصرح عدد من الأسرى المصرييـــن عام  1967 عن ظروف اعتقالهم وتعذيبهم وكيف كانت القوات الصهيونية تطلق النار عليهم عشوائيا لمجرد أنهم يتحركون فى معسكرات الأسر فى بئر سبع , ،وذكر أسير آخر إنه تم أسره فى منطقة تمادة بعد أن قتل الجيش الصهيوني أمامه 45 أسيراً مصرياً ، وهناك بعض المراقبين ذكروا بأن عدد الأسرى الذين تم قتلهم فى معسكرات الأسر أو بعد القبض عليهم يصل إلى الألآف .

الأسباب المباشرة لإخفاق الجيوش العربية

كان للتفوق الصهيوني في معاركه راجعاً إلى عدة أسباب منها:
ـ غياب الخطط العسكرية الحربية على مستوى القيادة العربية الموحدة .
ـ الاستعداد الصهيوني المبكر والمُبيت بالتعاون مع الغرب.
ـ استخدام الصهاينة عنصر المفاجأة في ضرب القوات العربية، حيث لم يتوقع العرب الهجوم في هذا التوقيت خاصة بعد التأكيدات الأمريكية والسوفيتية بأن لايكونوا البادئين بالضربة ، مما أفقد العرب توازنهم وسبب لهم الخسائر الفادحة
ـ تسلح الصهاينة بأفضل الأسلحة الغربية الحديثة وخاصة سلاح الطيران الصهيوني الذي سيطر على ـ ميادين القتال في جبهات مختلفة.
ـ مساندة الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية للكيان الصهيوني عسكرياً واقتصادياً.
ـ كما ساهمت القواعد العسكرية الأجنبية الموجودة في ليبيا ، في مساعدة الصهاينة 

تداعيات الحرب

لعل من أسوأ نتائج الحرب خسارة العرب للقدس وقطاع غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان، وتحطم معنويات الجيوش العربية وأسلحتها وبعد اجراء المحاكمات لمتسببي الفشل العسكري وبعد مضي فترة من الزمن اخذت تتكشف الحقائق عن إخفاق القائد العام للقوات المسلحة المشير عبد الحكيم عامر في وضع الخطط وتنفيذها بالشكل الصحيح .

حرب الإستنزاف
عندما خمدت نيران حرب 1967، كان هناك العديد من الصور تعكس أبعاد الحرب ونتائجها، التي أخدت أسم "النكسة".
فالصورة الأولى كانت تمثل ( الجندي التائه فـي الصحـراء ) و مطـاردة طائـرات العدو لفلول الجيش وهو منسحب فوق رمال سيناء حتى تقضي عليه ومدى ما يلاقيه هذا الجندي من عذاب قبل أن يستشهد .

والصورة الثانية هي للضفة الغربية للقناة حيث يظهر شتات الجيش، الذي عاد منسحباً من سيناء.
الصورة الثالثة للضفة الشرقية للقناة حيث يقف جنود صهاينة، في صلف وغرور وزهو لا يمكن تصوره ، ويعلن وزير الدفاع الإسرائيلي في تبجح لا مثيل له أرقام هواتف مكتبه، ليتمكن القادة العرب من الاتصال به، ليتفضل عليهم بالسلام . والصورة الرابعة هي للجماهير العربية وهـي فـي حالـة ذهـول الصدمة، وأمتدت أبصارهم إلى آفاق المجهول بعد رفض الشعب المصري والعربي للهزيمة، وبعد ثبات الموقف على كل الجبهات.
وقد حدد عبدالناصر فيما بعد إستراتيجية المرحلة، والتي تلخصت،إعادة التنظيم وإنقـــاذ ما يمكـــن إنـــقاده فـــــي سينـــــاء وإعادة تقييم الموقف، والتشاور مع الأطراف المعنية لتوحيد الجهود وإعادة البناء، والتخطيط للجهد المستقبلي كما أصدر الرئيس أمراً بضرورة تجنب "الاستفزاز" على الجبهة، بأي ثمن، "حتى لا تُعـطى للعـدو الفرصـة ، لكـي يقـوم بإختـراق إيـقاف النيـران والتأثيـر في المنشآت الاقتصادية والحيوية في مصـر.

المتغيرات السياسية على المستويين العالمي والإقليمي لقد بدأ الجهد السياسي المصري والعربي منذ انتهاء حرب 1967 لمواجهة الموقف المتدهور الذي نشأ نتيجة لهذه الحرب، إذ احتل الصهاينة أراضي عربية جديدة تعادل ثلاثة أمثال مساحتها، وظهرت كقوة استعمارية، تعتمد على تفوقها العسكري على الدول العربية في احتلال مزيد من الأراضي العربية وتشريد حوالي مليون فلسطيني من أرضهم. كان العمل السياسي العربي له أهمية خاصة في ذلك الوقت، لأن العمل العسكـري لـم يكـن متاحاً. وخلال عام 1967، وقع حدثان سياسيان هامان أحدهما على المستوى العربي وهو "مؤتمر القمة العربي في الخرطوم" والثاني علـى المستوى الدولي وهو صدور القرار الرقم 242 عن مجلس الأمن.
وكان لهـما تأثيـراً مباشـراً فـي تطـور العمـل الوطنـي والقومـي، فـي المراحــــل التالية من الصراع ، كان عقد مؤتمر القمة العربي في الخرطوم، علامة بارزة على طريق تعاون الدول العربية لإزالة آثار العدوان. فقد تقرر في هذا المؤتمر تقديم الدعم الكامل لدول المواجهة .وصل العرب إلى قناعة تامة بعد مؤتمر الخرطوم، بأن مؤتمرات القمة العربية يمكن أن تلعب دوراً سياسياً مهماً في المرحلة التالية.

وبالرجوع إلى قرار وقف إطلاق النيران فـي حـرب 1967، نجده قراراً فريداً وغريباً ، حيث اعترضت الولايات المتحدة الأمريكية على أن يقترن "بعودة القوات المتحاربة إلى الخطوط التي بدأت منها الحرب"وهو دليل لا يقبل للنقاش بأن الصهاينة لايعمل ، بمفرده بل وراءه قوى عظمى تسانده وتنحاز تماماً لنصرته ضد مصالح العرب عموماً. ومن هنا تزايدت خيبة الأمل العربي في النوايا الأمريكية وسياساتها.
وعلى الرغم من ذلك، ونتيجة لعدوان الصهاينة في حرب1967، فقد تصورت الولايات المتحدة بأنها صاحبة اليد الأولى في المنطقة، وأنها نجحت في تحقيق أهدافها الإستراتيجية ، بعودة مصر إلى داخل حدودهـا، والقضاء على زعامة مصر وجمال عبد الناصر، وإضعاف قدراته وضرب حركة عدم الانحياز بضربة قاصمة، وتحجيم دور بعض الدول التقدمية ومنها مصر ، و أصبح الكيان الصهيونـي الحليـف الرئيسي للولايات المتحدة، والجهة التي يمكن أن تعتمد عليها من أجل تحقيق أهدافها ومصالحها بالمنطقة .

ولكن صمود الشعب المصري ووقوفه وراء قيادته وتمسكه وإصراره على ترجيع الأرض وإتخاد مبدى ما أخد بالقوة لايسترد إلاَّ بالقوة خيب أمال أمريكا وحليفتها فقد كان الأعتقاد السائد بأن عبدالناصر سيستجدى الصلح والسلام مع الصهاينة ولكـن العكـس هـو الـذي حدث ، وأيضاً لوقوف الدول العربية والدول الصديقة بجانب نصرة الحق ساهم في رفع معنويات الجندي العربي .
وبرزت أهمية وضرورة توحيد جهودهم والعودة إلى العمل الجماعي، وكانت نقطة البداية هي تحديد أهداف النضال في المرحلة التالية، والتي تتمثل في تنقية الخلافات العربية واتخاذ الخطوات لدعم الإعـداد العسكـري مـن أجـل إزالـة آثار عدوان 1967.

كان مؤتمر القمة بالخرطوم عام 1967 والتي عقدت يوم 29 أغسطس في العاصمة السودانية الخرطوم بعد الحرب ، وحضرتها جميع الدول العربية باستثناء سورية ، كان الإعداد للمؤتمرفي جو صعب مليء بالإنفعالات.

وجاء الرد من قبل الجماهير العربية المتمثلة في الشعب العربي في السودان عندما خرج كالطوفان لإستقبال الرئيس جمال عبد الناصـر وتحيتــه والهتاف له فـي ادراك غريـزي بأن عبد الناصر أصبح رمزاً للصمود والنضال، وبمجرد أن هبطت طائرة عبدالناصر على أرض المطار حتى اقتحمت الجماهير كل الحواجز وهم يهتفون بحياة عبد الناصر مطالبين بالثأر من الصهاينة وتحرير الأرض ، ولم تشهد الخرطوم في تاريخها كله من قبل مثل هذا الطوفان البشري الملتف حول زعيم لم ينحني للهزيمة ولم يستسلم في أحلك الظروف ، ذلك لأن الجماهير العربية مقتنعة بأن الهزيمة كانت نتيجة مؤامرة دولية كبرى دبرتها الولايات المتحدة الأميركية مستخدمة الصهاينة لإيقاف المد الثوري التحرري العربي والقضاء على أماني الأمة العربية وحريتها والتمسك برمز نضالها واصرارها على تحدي الهزيمة.‏

ومن أهم القرارات التي أنبثقت عن المؤتمر :
ـ اللاءات الثلاث: لا صلح ولا تفـاوض ولا اعتراف بالعدو الصهيوني.
ـ العمــــل الجــــدي لإزالـــة آثار العدوان
ـ إعادة الحقوق المشروعة لشعب فلسطين، وإنشاء دولته على أرضه.
ـ إستئناف تصدير النفط إلى الخار ج.
ـ سرعة تصفية القواعد الأجنبية في البلاد العربية .
ومع أن القرارات تلبي بعض مطالب الجماهير العربية إلاَّ أن الوضع العربي لم يكن ، مستقراً في تلك المرحلة، بل كان يموج في درجات متعددة من الغليان.

ـ ففي العراق، قامت ثورة والتي عرفت بثورة "تموز" يوليو 1968 .

ـ وفي السودان، قامت ثورة الجيش ، لتطيح بنظام الحكم في السودان وتتولى السلطة، في 25 مايو 1969.

كما تغيرت عدة أمور في المنطقة العربية وأصبحت الرغبة في تحرير الأرض ورد الأعتبار للجندي العربي هو الهدف ، ومن هنا ظهرت عدة ملاحم على الساحة العربية تؤكد قوة المقاتل العربي وبأنه لايقل مقدرة أو شجاعة من غيره بل يتفوق عليهم بإيمانه وقضيته العادلة .

بعد النصر الزائف الذي تحصل عليه العدو الصهيوني عن طريق المؤامرة الدولية التي جمعت العديد من الأطراف ، أخد العدو في التطاول ومحاولة ضم المزيد من الأرض إلى كيانه وأتجهت أنظاره صوب الأردن طامعاً في الضفة الشرقية لنهر الأردن بعدما سيطر على الضفة الغربية منه .
معركة الكرامة
وقعت معركة الكرامة في 21 مارس 1968 بعدما حاولت قوات الجيش الصهيوني احتلال الضفة الشرقية من نهر الأردن ،وقد عبرت النهر فعلا من عدة محاور وتحت غطاء جوي كثيف. فتصدت لها قوات الجيش الأردني والفدائيين الفلسطنيين على طول جبــــهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.

وفي قرية الكرامة التحم الجيش الأردني بالفدائيين وأبناء العشائر الأردنية من سكان تلك المنطقة ، في قتال شرس بالسلاح الأبيض مـع العـدو الصهيونـي في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة.
وقد استمرت المعركة أكثر من 16 سـاعة، مـما أضـطر الصهايـنة علـى الانسحاب الكامـل مـن أرض المعركـة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم وتمكنت القوات الأردنية في هذه المعركة من تحقيق النصر ومنع الصهاينة من تحقيق أهدافهم .

بدء المعركة

لقد استطاعت القوات الأردنية وخاصة سلاح المدفعية وقف عبور القوات الصهيونية و تمكنت القوات المدافعة خلالها من تدمير عدد من دبابات العدو وإيقاع الخسائر بين صفوفه وإجباره على التراجع ، عندها حاولت قوات العدو إقامة جسور إضافية للعبور للضفة الشرقية ، ولكنها فشلت بسبب كثافة القصف المدفعي على مواقع العبور، ثم كررت اندفاعها ثانية وتحت ستار من نيران الجو والمدفعية إلا إنه تم افشال الهجوم ايضاً وعند الظهيرة صدرت الأوامر للصهاينة بالانسحاب والتراجع غرب النهر تاركين خسائرهم بالأرواح والمعدات.

الإنزال الصهيوني في بلدة الكرامة

عملية الإنزال التي قام بها العدو الصهيوني شرقـي بلـدة الكرامـة كانـت الغاية منها تخفيف الضغط على قواته التي عبرت شرقـي النـهر بالإضافـة لتدميـر البلدة خاصة عندما لم تتمكن من الدفع بأية قوات جديدة عبر الجسور نظرا لتدميرها من قبل سلاح المدفعية الاردني ، وبالفعل صب العدو جام غضبه وحقده على البلدة وقام بتدمير البلدة بعد أن اشتبكوا معه الفدائيين الذين لم ينسحبوا من البلدة رغم الفارق الشاسع في ميزان القوة ، ولقدسجل لهم التاريخ دورهم البطولــي بأنهم قاوموا واستشهدوا جميعا في بلدة الكرامة بأحرف من نور .

إنسحاب القوات الصهيونية

فشل العدو تماماً في هذه المعركة دون أن يحقق أياً من أهدافه على جميع الأصعدة وخرج من المعركة خاسراً مادياً ومعنوياً خســـــارة لـــــم تكـــــن فــــــي الحسبـــان وصـدرت الأوامر الصهيونية بالانسحاب حوالي الساعة 15.00 بعد أن رفضت الأردن ، وقف إطلاق النار رغم كل الضغوطات الدولية.
وأستغرقت عملية الانسحاب تسع ساعات نظراً للصعوبة التي عاناها الصهاينة في التراجع وبفضل ع القصف المركز من جانب القوات الأردنية ، والعمليات الخاصة من قبل الفدائيين الفلسطنيين وهذا دليل كافـي علــى أن المقاتل العربي لا تنقصه لا الحنكة ولا الشجاعة في سبيل الوصول إلى مبتغاه .

حرب الإستنزاف

أن أول المهام التي أهتمت بها القيادة المصرية بعد النكسة هو البناء و إعادة الثقة للمقاتل المصري، ورفع معنوياته، حتى يكون قادراً على القتال ، في ساعة الصفر.
كذلك، كان لابد من إعادة الثقة التي اهتزت بين الشعب والجيش.
كذلك، كان لا بدّ من الإسراع في بناء خط دفاعي على الضفة الغربية للقناة، يصبح ركيزة أساسيـة للدفـاع عن مصر، ثم الانطلاق منه نحو تحرير الأرض.
كانت هنـاك إشتباكات كثيرة ، خلال حرب الإستنزاف ولكننا سنورد أهمها والتي كانت أساساً لرفع الروح المعنوية ومسح وهم تفوق الصهاينة على العرب ، وهذه الإشتباكات تتمثل في:ــ

معركة رأس العش

والتي وقعت في شهر يوليو، وقد كانت هذه المعركة، على الرغم من محدوديتها ، جسراً وصل به المقاتل العربي إلى الاقتناع بإمكانية تحقيق النصر كما ساهمت في رفع الروح المعنوية بحيث أصبحت حديث الناس .


أحداث المعركة
في الساعات الأولى من يوم 1 من شهر يوليو 1967 ، وبعد ثلاثة أسابيع من النكسة ، تقدمت قوة مدرعة صهيونية على أمتداد الضفة الشرقية لقناة السويس من القنطرة شرق في إتجاه الشمال بغرض الوصول إلى ضاحية بور فؤاد المواجهة لمدينة بورسعيد على الجانب الآخر للقناة كان الهدف أحتلال بـور فـؤاد ، وهي المنطقة الوحيدة في سيناء التي لم يحتلها الصهاينة ، وفي حالة أحتلالها يتمكن العدو من تهديد بورسعيد ووضعها تحت رحمته وعندما وصلت القوات الصهيونية إلى منطقة رأس العش جنوب بور فؤاد وجدت قوة مصرية محدودة من قوات الصاعقة عددها ثلاثون مقاتلا مزودين بالأسلحة الخفيفة ، في حين كانت القوة الصهيونية تتكون من عشر دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكيـة فـي عربـات نصف مجنزرة وحين هاجم العدو الموقع المصري تصدت لهم القوة الموجودة وتشبثت بمواقعها بصلابة وتمكنت من تدمير ثلاث دبابات معادية.
وهنا فوجئت قوات العدو بالمقاومة العنيفة للقوات المصرية التي أنزلت بها خسائر كبيرة في المعدات والأفراد أجبرتها على التراجع جنوباً.
لم يكتفي العدو بالهجوم الأول بل عاود الهجوم مرة أخرى، إلا انه فشل في اقتحام الموقع بالمواجهة أو الالتفاف وكانت النتيجة تدمير بعض العربات نصف المجنزرة وزيادة خسائر أفراد العدو ، مما اضطره للانسحاب.
بعد هذه الهزيمة لم يحاول العدو بعد ذلك محاولة أحتلال بور فؤاد مرة أخرى وظلت في أيدي القوات المصرية حتى قيام حرب أكتوبر 1973، وهكذا أصبحت مدينة بور سعيد وميناؤها بعيدين عن التهديد المباشر للعدو الصهيوني .

تدمير الرصيف البحري في ايلات

بعد الإغارة الناجحة التي قام بها أفراد الضفادع البشرية على ميناء ايلات يومي 15 - 16 من شهر نوفمبر 1969 أصيب الصهاينة برعب شديد وصدرت التعليمات للسفينتين "بيت شيفع" و"بات يام" بعدم المبيت ليلا بأي من المواني الصهيونية حتى يتفادوا غارات الضفادع البشرية المصرية وكان على تلك السفـــن الإبحار طــوال فتـــرة الليل مما لا يعطي الفرصة لمهاجمتها وإغراقها لكن شاء القدر شيئا آخر فأثناء تفريغ بعض المعدات والألغام التي قامت بنقلها السفينة "بيت شيفع" من شرم الشيخ إلى ايلات وأثناء إنزال إحدى العربات المدرعة التي كانت محملة بكمية كبيرة من الذخائر حدث بها انفجار أدى إلى مقتل أكثر من 60 فـردا مـن القـوات الصهيونيـة علـى رصيف ايلات الحربي وتلف شديد في الباب الأمامي للسفينة الذي يعمل هيدروليكيا وكان لابد من إصلاح هذا الباب حتى تتمكن السفينة من الإبحار.

وصلت من الاستطلاع المصري في العقبة إلى القيادة المصرية معلومات تفيد بأن السفينة بيت شيفع راسية على الرصيف الحربي ويجري العمل في إصلاحها على مدار الساعة وفي تقديرهم أن عمليــة الإصـلاح ســوف تستغــرق من 5 إلى 7 أيام وبدأ على الفور التخطيط لعملية إغارة جديدة على ميناء ايلات الحربي بهدف تدمير سفينة الإنزال "بيت شيفع" ، صدرت التعليمات لدراسة تفاصيل العملية على الطبيعية وبعد استطلاع منطقة تلقت المجموعة المكلفة بالتعليمات النهائية طبقا لآخر معلومات عن ميناء ايلات ومكان إرساء كل من ناقلة الجنود "بيت شيفع" وكذلك السفينة المسلحة "بات يام" كما تم تحديد خط سير الاقتراب وخط سير العودة بدأ التنفيذ بنزول المجموعة الأولى إلى البحـــر من نقطـــة الانطـلاق وهدفـها ناقلـة الجنود "بيت شيفع" وتلتها المجموعة الثانية وهدفها السفينة الصهيونية المسلحة "بات يام" ووصلت المجموعتان إلى مسافة حوالي مائة متر من الأهداف وأنفصلت المجموعة الثانية وأتجهت إلى هدفها وهى السفينة "بات يام" التي كانت في ذلك الوقت تقف على رصيف الميناء الحربي على مسافة عشرين متر أمام الناقلة "بيت شيفع" ووصلت المجموعة الثانية إلى هدفها في الساعة الحادية عشرة وخمس وخمسين دقيقة قبل منتصف الليل وتمكن الفريق من تنفيذ مهمته على أكمل وجه ثم بـدأ الانسـحاب خــارج المينــــاء أمـاَّ المجموعة الأخرى فأخذت طريقها إلى "بيت شيفع" التي كانت محاطة بسياج قوي من الحراسة وأكملت المسافة إلى الهدف وجرى تثبيت الألغام وضبط توقيت الانفجار.
وفي حوالي الساعة الثانية من صباح السادس من شهر فبراير 1970 أنفجرت الألغام في السفينة "بات يام" وغرقت على الفور، أما السفينة "بيت شيفع" فنتيجة لانفجار وغرق السفينة "بات يام" قبل انفجار الألغام في "بيت شيفع" فقد أعطاها ذلك الوقت لكي تتحرك إلى منطقة ضحلة بالميناء وأصيبت بأضرار كبيرة ، هذه العملية تركت أثارا فادحة للغاية في صفوف العدو.

من هنا نشأت فكرة عملية أخرى حيث وصلت المعلومات من المخابرات الحربية تفيد بأن ناقلة الجنود "بيت شيفع" قد تم إصلاحها بعد التدمير الذي أصابها أثناء عملية الإغارة الثانية على ميناء ايلات غير أنها كبقية السفن تغادر الميناء كل ليلة وتعود إلية في الصـــباح وكان لابد من إيجاد وسيلة لتعطيل "بيت شيفع" عن الإبحار وإرغامها على قضاء ليلتها في ميناء ايلات ولو لليلة واحدة حتى يمكن مهاجمتها وإغراقها.
وتلخصت الفكرة في وضع لغمين كبيرين يحتوى كل منهما على مائه وخمسين كيلو جرام من المتفجرات أسفل الرصيف الحربي الذي ترسو عليه ناقلة الجنود "بيت شيفع" عند دخولها إلى الميناء صباح كل يوم فيتم وضع اللغمين منتصف الليل ويضبط جهاز التفجير لكي يتم الانفجار عند الساعة الثانية عشر ظهرا ففي هذا الوقت لابد وان تكون "بيت شيفع" راسية بجوار الرصيف ، وتحدد يوم السبت 14 من شهر مايو 1970 موعداً لتنفيذ العملية وفعلا تم وضع اللغمين كمرحلة أولى في ألاماكن السابق تحديدها ولكن اللغم الأول انفجر مبكرا عن موعده في الساعة السابعة وخمس وثلاثين دقيقة من صباح يوم 15 مايو وفى الوقت نفسه تأخر وصول الناقلة "بيت شيفــع" أي أن الناقلة الأخرى وصلت بعد الموعد المحدد لوصولها بحوالي ست ساعات، أما اللغم الثاني فانفجر في الساعة التاسعة والنصف من صباح يوم 15 وعلى الرغم من أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها إلا إنها حققت بعض الأهداف الأخرى فقد زعزعت ثقة العدو وشوهدت عملية إنتشـال جثـث كثيـرة مـن لأفراد ضفادعهم البشرية الذين كانوا يعملون وقت حدوث الانفجار ، كما شوهدت أكثر من ست عربات إسعاف تنقل الجرحى والمصابين .

إغراق المدمرة إيلات
في 21 من شهر أكتوبر، تم إغراق المدمرة إيلات حيث أستخدام فيها الجيش المصري صواريخ سطح/سطح وهذه العملية أرهبت العدو وشعر من خلالـها أن مصـر مازلـت النـد القـوي والخطير على كيانه .
لقد إشتركت "المدمرة إيلات" فى العدوان الثلاثى على مصر ، وكذلك فى حرب 1967 ، وسرعان ما تقدم الكيان الصهيوني تحت نشوة النصر الزائف وغرور القوة بدفع بعض قطعه البحرية لإختـراق الميـاه الإقليميـة المصريـة فـي منطقة بورسعيد فى محاولة لإظهار القوة البحرية ، وأستمر الصهاينة فى إختراقهم للميـاه الإقليميـة المصريــة حتى جاء يوم 5 ف ـ يونيو وتفجرت الأزمة ، ففى الساعة الحادية عشرة من صباح ذلك اليوم صدرت الأوامر بخروج زورقين من زوارق الطوربيد المصرية فى مهمة استطلاعية أمام شاطئ بورسعيد وفى أثناء مهمتهما أبلغا عن وجود وحدات بحـرية صهيونيـة تتكـون من المدمرة "إيلات" وثلاثة لنشات طوربيد فى المياه المصرية وكانت الأوامر للقطع المصرية تنص على عدم العمليات الإستطلاعية وبدون الدخول في إشتباك مع العدو.
الا أن العدو أكتشف وجود الزورقين المصريين فأطلق عليهما النار فى الحال فدمر زورق ولم يتمكن من تدمير الزورق الآخر الذى كان فى إمكانه الإنسحاب بزورقه .. إلا أنه أراد الثأر لرفاقه فأمر بتجهيز الصواريخ إستعدادا للاشتباك غير أن العدو سارع بإطلاق النيران على الـزورق فأستشـهد ضابـط إطـلاق الصواريخ ،وعلى الفور قرر آمر الزورق القيام بعمل إستشهادي فوجه زورقه فى إتجـاه المدمـرة ليصطــدم بـها ، وتــم له ما أراد وأستشهد طاقم الزورق في مشهد بطولي ، ونتج عن هذه المعركة إصابة المدمرة "إيلات" باصابات كبيرة ولكن أمكن سحبها الى ميناء أسدود حيث تم إصلاحها..هذه المعركة ساهمت فى رفع الروح المعنوية لجنود البحرية المصرية بعد اصلاح المدمرة "إيلات" عادت مرة أخرى بكل غرور تستعرض أمام شواطىء بورسعيد قرب المياه الإقليمية وتحت أبصار رجال البحرية المتربصين للثأر منها ، وفى يوم 21 أكتوبر تم رصدها بواسطة أجهزة الإستطلاع البحرية وعلى الفور انطلقت الزوارق الصاروخية لمتابعتها وتدميرها.

وأثناء عودة المدمرة مرة أخرى قادمة من الإتجاه الشمالى الشرقى لبورسعيد لتقترب من المياه الإقليمية المصرية على تمام الساعة الخامسة مساء ، صدرت الأوامر من قائد البحرية لقائد قاعدة بورسعيد بتدمير المدمرة "إيلات" فور إختراقها للمياه المصرية وعدم اعطائها أي فرصة للهروب.
بعـد رصـد الهـدف أصـدر آمـر الزورق أوامره باتخاذ تشكيل الهجوم واطلاق الصاروخ رقم واحد فأصاب المدمرة فى وسطها وبعد دقيقتين صدر الأمر بإطلاق الصاروخ الثانى ليصيب الهدف إصابة مباشرة ليحوله إلى كتلة من النيران المشتعلة وهكذا غاصت المدمرة وأختفت نهائياً من على شاشات الردار ، أصبح ذكرى إغراق المدمرة إيلات عيدا للبحرية المصرية.

أهم أهداف حرب الإستنزاف 
الأهداف العامة
أ ـ سرعة بناء القوات المسلحة والمصرية وتدريب كوادرها وتجهيزهم بأحدث المعدات .
ب ـ تحريك القضية وإيقاظ ذاكرة العالم بأن منطقة الشرق الأوسط لا تزال ساخنة وأن الشعب العربي يرفض الأمر الواقـــع
وأنه يصر على تحرير أرضه، وأن الخط الذي وصلت إليه قوات العدو لن يكون أبداً خط هدنة جديد.
ج ـ منع الولايات المتحدة والصهاينة من فرض الأمــــر الواقع، من خـــلال احتلال
الأراضي العربية، وإحباط همم الشعوب في استعادة هذه الأراضي.
د ـ تحفيـز الـدول الصديـــقة لسرعــة إمـــداد مصــر بأسلحـــة متقدمــــة تحقــق القـدرة عـلى تحريــر الأرض وإحــــداث تــــوازن في القوة مـع العـــدو
هـ ـ القدرة على تعبئة الشعور الوطني والجبهة الداخلية خلف القوات المسلحة.


الأهداف العسكرية
أ ـ منع العدو من القيام بالاستطلاع بمختلف أنواعه، البري والبحري والجوي.
ب ـ منع تحركات العدو على الضفة الشرقية للقناة وتدمير أي أرتال يمكن رصدها هناك.
ج ـ منع العدو من إقامــة منشآت هندسية أو تحصينات ميدانية، وتدمير ما ينجح في إقامته منها أولاً بأول.
د ـ إسكات بطاريات مدفعية العدو ومصادر نيرانه البرية.
هـ ـ إرهاق العدو وإيقاع أشد الخسائر.

Pin It

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive
 

 

 

المتواجدون بالموقع

1371 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

خدمة التغذية الأخبارية لمجلة المسلح

 

 

 

 

 

  

قائمة البريد

أشترك فى القائمة البريدية لأستقبال جديد المجلة

 

كلمة رئيس التحرير

جيش بلادي

جيش بلادي

من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة…

للمزيد

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31

 

 

كلمة مدير التحرير

على هامش الذكرى...

على هامش الذكرى...

الحياة مليئة بالتجارب التي غالبا ما تترك آثارا عميقة في دنيا الشعوب، إذ ليس غريبا…

للمزيد