في الظروف الحاليه من الاحتمالات العالية لأشكال النزاعات المسلحة في الحروب الإقليمية التي يمكن أن تستخدم فيها أنواع وأساليب غير تقليدية من النضال المسلح فإن نجاح القوات المسلحة يمكن أن يتحقق عن طريق القيام بأعمال قتالية مستقلة من قبل مفارز تعبوية صغيرة ( مجموعات ) منتشرة على مساحة
واسعة من الأرض بالتعاون مع تشكيلات المجموعات والإدارات المسلحة إلا خري .
لقد أثبتت التجارب بأن التنفيذ الفعال للمهام القتالية لهذه المفارز غير ممكن بدون استخدام أنظمة حديثة للتحكم والسيطرة على النيران ضمن الإعداد القتالي الفردي للقوات العامة .
تعتبر قوات المشاة المجهزة بقذائف النيران من العناصر الأساسية المكونة لمنظومة الاندحار الناري الداخلة في الإعداد القتالي للقوات العاملة ، وهذه القوات لها قدرة عالية على الحركة مع قصر زمن فتح النيران ، والضمانية وسهولة الاستخدام القتالي .
إن تحليل العمليات القتالية للمفارز المجهزة بقذاف عند تنفيذ العمليات المضادة للإرهاب في شمال القوقاز بينت ضرورة تفعيل الجهود بشان استكمال مجموعة كاملة من الإجراءات الهادفة لإعداد قوات مشاة جديدة مجهزة بقدائف .
ولهذا فقد تم في الفترة ما بين عامي ( 2000 ـ 2004 ) إجراء العديد من الاختبارات على مستوي الدولة وبعدها تم اعتماد استخدام عدد ستة من النماذج الجديدة منها قاذفات لهب نفاثة صغيرة الحجم ( MRO-D'3-1 ) و قاذفات لهب خفيفة للمشاة LPO- قاذفات لهب نفاثة CPO و قاذفة لهب نفاثة بمدي وقدرة عاليين - A RPO ومع هذا التطور لاعداد القذاف المذكورة أعلاه لفرص الرفع من القدرة القتالية للمفارز المجهزة بقاذفات اللهب فإن مسميات هذه القذاف كثيرة جداً إلي حد الإفراط وتحتاج إلي تدفيق . أضف إلي ذلك ونتيجة للأبحاث التي أجريت أثناء المناورات التعبوية الخاصة بالمفارز المسلحة بقذائف اللهب باستخدام النماذج الحديثة منها فقد تم ملاحظة العديد من العيوب الفنية التي تتطلب الإصلاح السريع : ومن أهم هذه العيوب : التطبيق غير الكامل للتأثير الناري والدخاني والاحراقي لجهد الطاقة عند تصميم القذيفة , وخصوصية تكون الرداد المستخدم لتجهيز خليط اللهب والمكونات النارية ، المستوى المنخفض لتوحيد النماذج على اساس المجموعات والدفعات مما يفسر ارتفاع تكاليف إنتاجها ومحدودية تصنيعها على دفعات بالكميات المطلوبة وبالتالي صعوبة وصولها الى القوات .
إن المسميات الكثيرة للقذائف صعبت بشكل جوهري إيجاد المكون الملائم للعتاد الحربي وإدارة وتدريب لقوات على استخدام النماذج الجديدة . من ضمن التوجيهات الهادفة لحل هذه المشكلة توجد دراسة لإمكانية إيجاد أسلوب منظم ومخطط للانتقال إلي قذاف من الجيل الجديد على أساس تطبيق مبدأ التوحيد وتطوير القذائف المتوفرة حاليا.
وفي هذه فإن الاهتمام الأكبر سوف ينصب على مسائل تأمين شروط الأمان أثناء الرماية بقاذفات القنابل وقاذفات اللهب الحارق خاصة الرماية من منشآت محدودة الحجم ، ووفقا للتعليمات الواردة في ( ارشادات التأمين المريح للقوات البرية ) فإن العامل الرئيسي العاكس للتأثيرات السلبية على قذائف اللهب أثناء الرماية هو الضغط الزائد المتحمل بشريا ووفقا لهذا الضغط الذي يتولد في الموقع الناري أثناء الرماية فإن القذائف تقسم على :-
- هجومية : لتأمين اجراء الرماية من منشآت محدودة الحجم .
- نفاثة : خاصة بالمشاة للرماية على مساحات مفتوحة .
استنادا لما تم توضيحه 'أعلاه من تقسيم القذائف إلى مجموعات ( منظومات جزئية ) حسب مستوي التأثيرات السلبية فقد تم الاتفاق أن يكون ذلك من أهم المتطلبات الأساسية الواجب توفرها في المنظومات المستقبلية للقذائف في الحروب القريبة المدى . إن مطابقة الواقع للأبحاث الهادفة لاستكمال منظومات قذائف اللهب الحارقة تؤكدها العمليات الواردة في " مفاهيم تطور الإعداد القتالي لأفراد القوات العامة في القوات البرية وقوات الإنزال الجوي في الفترة حتى 2016 وكذلك " 3 "وكذلك ( مفاهيم التكوين والاستخدام القتالي لوسائل قذف القنابل في الحروب المستقبلية وكذلك القذائف النفاثة الخاصة بالمشاة حتى سنة (2020 ) " 4 "
لتنفيذ الرماية لعناصر المشاة المجهزة بالقذائف وفقا للمتطلبات الواردة في المستندات المذكورة أعلاه فإنه يفترض إجراء كل أنواع الرماية بالقذائف على عيارين أساسيين اثنين:
( 5 ,72 ملم ـ للقذائف المخصصة لمعارك ، المدن 90 ملم ـ للقذائف ذات المواصفات القتالية العالية للرماية في الاماكن المفتوحة .
كما يفترض توحيد القذائف الدخانية والحارقة عن طريق احداث طلقات دخان حارقة مع تغيير طريقة انتقال مكونات الرماد الجوي والاحتراق الى الحالة القتالية ، اعداد جهاز تصويب واطلاق لجميع انواع القذائف المجهزة بها المشاة ، جهاز قياس المدى وكذلك اضافة جهاز التصويب والاطلاق الموحد كجزء من الاجزاء المحمولة لمعدات الاعداد القتالي الفردي .
أن مجموعة قذائف اللهب الموحدة المقترحة واجهزة التصويب والاطلاق وكذلك العربات القتالية للقوات المجهزة بمعدات الاطلاق المتعدد السبطانات يجب دراستها كمنظومة مستقبلية للتسليح بقذائف لهب حارقة للمعارك القريبة .
الجدول التالي يبين الطريقة الممكنة لتنظيم تعاون العناصر المستقبلية لمنظومة التسليح بقذائف اللهب الحارقة في المعارك القريبة وقائمة بالمهام التي يمكن تنفيذها
من هذاالمخطط يتبين أن أساس تكوين المنظومة المستقبلية للتسليح بقذائف اللهب الحارقة في المعارك القريبة هو تأمين إمكانية استخدام قوات المشاة مجهزة بقذائف موحدة موحدة كسلاح فردي ضمن الإعداد القتالي للقوات ,وكمعدة إطلاق متعدد السبطانات كسلاح مستقل أو ضمن عربات نقل عسكرية .
المرحلة التالية لتطوير منظومة التسليح بقذائف حارقة في المعارك القريبة تمكن توحيد قوات المشاة المجهزة بوسائل قذف للقنابل باستخدام منظومة موحدة للسيطرة على النيران , وكذلك توحيد عناصر تبين الهدف وتنفيذ الرماية . وبهذا وعلى أساس تحليل النواحي الفنية التعبوية لإعداد نماذج التسليح بقذائف اللهب الحارقة في ظروف المعارك الحديثة وخصوصيات تصميماتها فن الضروري وضع خطة لتوحيد منظومة قوات مشاة مجهزة بقذائف تأمين إمكانية استخدامها ضمن الإعداد القتالي للمعارك المستقبلية .
إن تطبيق هذا المقترح بتكوين نماذج مستقبلية للتسليح بقذائف حارقة يمكن إن يرفع بدرجة عالية فعالية تنفيذ المهام الملقاة على عاتق المفارز المجهزة بقاذفات اللهب وبالتالي حماية القوات المسلحة لروسيا الاتحادية .
ترجمة من ( مجلة الفكر العسكري الروسية - العدد 6 سنة 2008 )
الهوامش :
( 1 ) إيقوروف وآخرون ـ نتائج المرفقات العلمية القتالية لمفارز الكتائب التعبوية الخاصة والرماية القتالية . وزارة الدفاع الروسية 2004 . لتوحيد النماذج على أساس المجموعات والدفعات مما يفسر ارتفاع تكاليف أنتاجها ومحدودية تصنيعها على دف عات بالكميات المطلوبة وبالتالي صعوبة وصولها إلي القوات .
( 2 ) إرشادات بالدعم لتكوين المعدة القتالية .
( 3 ) تصورات تطور الإعداد القتالي لإفراد تخصصات القوات الرئيسية في القوات البرية وقوات الإنزال الجوي في الفترة حتى السنة 2016 . القوات المسلحة الروسية 2006 ( 4 ) تصورات التكوين والاستخدام القتالي لوسائل قذف القنابل في الحرب القريبة والقذائف النفاثة الخاصة بالمشاة حتى سنة 2020 .