تنهي القوات المسلحة الروسية عامها التدريبي 2017م بما يزيد عن 8000 فعالية من المشاريع والمناورات والتدريبات القتالية حسب ما أفاد به المركز الإعلامي لوزارة الدفاع الروسية وهذا الرقم أعتقد بأنه رقم غير مسبوق ومن خلاله يتضح حجم التدريب الذي تتلقاه قوات الجيش الروسي بمختلف صنوفه وتشكيلاته
والذي ينتج تجارب عملية وثراءاً معرفياً غزيراً وخبرة كبيرة تنم عن المستوى الذي وصلت إليه هذه القوات ويأتي ذلك وفقاً للمرسومين الصادرين عن الرئاسة الروسية في أيار 2012م (رقمي 603 و604 تاريخ 7 أيار 2012م) بشأن تطوير القوات المسلحة الروسية على المدى الطويل وتنفيذاً لما ورد فيهما من تعليمات كان على الجيش الجيش الروسي دخول المستوى الجديد الذي يسمح بتحقيق الأمن العسكري لروسيا بحلول 2020م.
وخلال هذه السنوات إنطلقت ورشة شملت كل فروع القوات المسلحة الروسية لتحديث وتطوير أسلحة ووحدات الجيش الروسي بما يضمن تحقيق التفوق النوعي بعتاد متقدم حديث يتم تصميمه وتصنيعه بأيدي روسية وبأفكار جديدة تلائم المرحلة الحالية والقادمة والتطور الكبير الذي شمل مفاهيم الحرب الحديثة وخلال تلك المرحلة الحاسمة أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً رئاسياً بتعيين الفريق أول سيرغي شويغو وزيراً للدفاع في روسيا الذي تولى قيادة تلك المرحلة بإقتدار بالغ حقق فيها تقدماً كبيراً وملحوظاً للقوات المسلحة الروسية ولتحقيق المهام المكلفة بالقائد الأعلى تم وضع خطة انجازات وزارة الدفاع الروسية حتى 2020م.
وبمناسبة إنتهاء العام التدريبي عقد وزير الدفاع الروسي إجتماعاً عبر الفيديو مع قادة القوات المسلحة الروسية في المركز القومي لإدارة الدفاع لروسيا الإتحادية حيث جرى اجتماع عبر الفيديو مع قادة القوات المسلحة الروسية تحت إشراف وزير الدفاع الروسي جنرال الجيش سيرغي شويغو.
حيث أكملت القوات الروسية ما يزيد عن 8000 فعالية ومشروع تدريب ومناورة مشتركة وأنهت بذلك عملية تدريب لأكثر من 77500 خبير عسكري لصالح القوات المسلحة الروسية في القطع والوحدات العسكرية التدريبية بمستوى تدريب عالي في مشاريع تدريبية ومناورات بمستويات مختلفة بما في ذلك مشروع "زاباد-2017" الإستراتيجي.
وإجتازت تمارين قياسية بشكل "جيد" و"ممتاز" بالمقارنة مع السنة الماضية بمقدار مرة ونصف" وبعد قترة التدريب كانت هناك 29 وحدة قتالية تحمل إسم الوحدة الضاربة" وحالياً هناك 261 تشكيلاً وقطعة عسكرية تطالب بمنح الإسم عن جدارة وإستحقاق وهذا الإسم تتنافس وحدات الجيش الروسي للحصول عليه لأنه بمثابة شهادة بالمستوي القتالي والتعبوي العالي الذي يصل إليه حامله .
إجمالاً تعتبر روسيا حالياً ثاني أكبر قوة عسكرية بعد الولايات المتحدة، وفقا للتقييم الإجمالي السنوي من حيث القوة الضاربة للجيش، والرابعة من حيث الإنفاق العسكري ولكن يبدو أن ذلك لا يرضيهم بالقدر الكافي فهم يطمحون لأن يكونوا في الترتيب الأول وبفارق نقاط عديدة عن الآخرين.
ولمتابعة تنفيذ المراسم التنظيمية وخطط التحديث للحيش الروسي عقد إجتماعاً مفتوحاً حضره ممثلو وسائل الإعلام لمتابعة أنشطة القوات المسلحة وكيفية تنفيذ مهام أمن الدولة خلال هذا الإجتماع الموسع نوقشت وضعت أربعة محاور رئيسية لمناقشة الأمور ذات الطابع الإستراتيجي حيث نوُقشت زيادة إعداد الأقمار الفضائية العسكرية وعن الطريقة التي ستتبع لإنضمام أقمار حديثة لزيادة القدرات القتالية لدى أنواع وصنوف القوات في تنفيذ المهام المكلفة لها".
وركزت المحور الثاني على إنتاج أجهزة ملاحة وكشف راداري أ-100 ووفقاً لخطة العمل سيبدأ وصول طائرات أ-100 إلى القوات إبتداء من 2020م وكذلك العمل على توفير أجهزة تسديد للمقاتلات المتعددة الإستخدام ومن المخطط له أن يتم توفير تلك الأجهزة قبل نهاية العام الحالي وقد تمت كل العمليات وفقا لجدول العمل المخطط له مسبقاً .
وكذلك بحث برامج إنتاج وإنشاء صواريخ حاملة ثقيلة من نوع "بروتون-إم" ومجموعة "أنغارا" الصاروخية الفضائية لصالح وزارة الدفاع الروسية والجدير بالذكر أن مركز حرونيتشيق مكلف بتنفيذ هذا المهمة
في هذه السنة وقد حقق وصول صاروخي "روكوت" ومحركي "بريز-أم" إلى القوات الصاروخية تفوق نوعي كبير ومن المخطط تزويد القوات المسلحة بصاروخي "بروتون-إم" قبل نهاية السنة الحالية.
وعن القوات البرية نوقش أيضاَ كيفية تحقيق متطلبات الدفاع الحكومية من العربات بمصنع إنتاج السيارات بكورغان وقد حقق المصنع خلال السنة الجارية تزويد القوات البرية وقوات الإنزال الجوي بما يزيد عن 500 قطعة من معدات قتالية وفيما بينها عربات بي إم بي – 3 وعربات بريم-إل المدرعة للإخلاء والصيانة والاصلاح وعربات بي إم دي-4إم القتالية للإنزال الجوي وناقلات بي تي إر – إم دي إم المتطورة.
وكل ذلك يأتي موافقاً للبرنامج الزمني الخاص بتكليف رؤساء هيئات الإدارة العسكرية بمهام عملياتية وفقاَ لمجالات مسؤولياتهم.
وتهدف برامج التحديث للجيش الروسي وبرنامج التسلح الجديد لسنوات 2018 إلى 2025 إلى تطوير أسلحة عالية دقة وروبوتات ومركبات غير مأهولة لتأمين الإستطلاع لأعمال القتال وأجهزة الملاحة والطيران بدون طيار وكذلك ظهور أنواع جديدة من الأسلحة التي ستغير استراتيجية وتكتيك الكفاح المسلح بحلول 2025-2026.
تحصلت القوات الروسية على فرصة كبيرة لإظهار قدرات أسلحتها وفاعليتها العالية واستدامتها في سير الأفعال القتالية في سوريا وفي المقام الأول ما يتعلق بالمعدات الجوية وأسلحة دقة عالية ذات مدى بعيد ورفعت فعاليات تطوير القوات المسلحة وازدياد نوعية فعاليات التدريب القتالي والعملياتي وانجازات العملية في سوريا الشعور بالاعتزاز بالخدمة العسكرية بشكل كبير.
وستساهم هذه المعدلات لوزارة الدفاع الروسية في تزود القوات بنماذج الأسلحة الحديثة والمعدات الى مستوى 70% بحلول 2020م.
وكذلك سمح نظام المراقبة الخاص بالتسليح على تحقيق خطة انجازات وزارة الدفاع الروسية حتى 2020م بتحسين الأوضاع في البناء غير المنجز وإلغاء تأخيرات إنشاء البنية التحتية العسكرية تقريبا التي كانت بحلول 2012م.
واليوم معدلات البناء هي أعلى بـ 12 مرة مما كانت عليه خلال السنوات 2009-2011م. وسنويا يتم تشغيل 3 آلاف مبنى جديد في المتوسط وتتجاوز مساحتها 2 مليون متر مربع كمقرات جديدة للوحدات التي أستحدثت وما يوفر كل ذلك من فرص عمل مختلفة .
وأهتمت وزارة الدفاع الروسية بتطوير أراضي مناطق القطب الشمالي حيث يتم تشييد قواعد عسكرية جديدة وحتى نهاية السنة الحالية سيتم تشغيل منشأتين متكاملتين إضافيتين في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لروسيا الاتحادية في أرخبيل فرنسوا جوزيف جزر سيبيريا الجديدة.
وسيساهم ذلك في تحقيق المراقبة على الطريق البحري الشمالي وأمن الأنشطة الاقتصادية لروسيا في منطقة القطب الشمالي وكذلك إرسال تعزيزات القوات الى المحور الاستراتيجي المحدد عند الاقتضاء.
" وكانت مجلة The National Interest الأميركية، قد كشفت في تقرير لها عن أقوى وأحدث أنواع الأسلحة، التي يحوزها الجيش الروسي واستعرض التقرير، أعده الخبير نيكولاس مايرس، استنادا إلى نتائج مناورات "الغرب-2017" التي أجريت في سبتمبر الماضي،وأستعرض أنواع الأسلحة الروسية الجديدة الضاربة التي قد تشكل أخطر تهديد - بالنظر لإمكاناتها ودقتها وكفائتها القتالية العالية - في حال اندلاع حرب مع موسكو وهي :
- منظومة الدفاع الجوي "إس-400 تريومف".
- منظومة "اسكندر-إم"الصاروخية.
- منظومة "بال – إي" الساحلية ذاتية الحركة للصواريخ المضادة للسفن.
- صواريخ "كاليبر" المجنحة متعددة المهام.
- منظومة صاروخ "سارمات" العابرة للقارات.
- مروحية "كا – 35"
- روبوت "أوران 9" الضارب.
- دبابة "تي – 14" (أرماتا) .
- ناقلة الأفراد المدرعة "بي تي–3 أف" .
- مدافع الهاوتزر كواليستا أي في .
المقاتلات الإستراتيجية تي يو 160 "بلاك جالك" و تي يو 22 ام 3 "باك فاير".
-الفرقاطة ادميرال جورشكوف ADMIRAL GORSHKOV.
- منظومات الدفاع الجوي S-400- S-500
وأشار التقرير إلى أن التقدم التكنولوجي العسكري الحقيقي للجيش الروسي، علاوة على المنظومات المذكورة التي قد أظهرت فعاليتها خلال الحملة الروسية ضد الإرهابيين في سوريا، هو عرض منظومات الاستطلاع الإلكتروني المتطورة، لا سيما طائرات بدون طيار ومنظومة "ستريليتس" الإلكترونية والتي تستخدم نظام "غلوناس" للملاحة الفضائية.
وتوصل الخبير إلى استنتاج مفاده بأن استخدام هذه الأسلحة بنجاح في مناورات "الغرب-2017" يعكس بوضوح قدرات الجيش الروسي العملياتية الواسعة، مرجحا أن تعول موسكو على هذه الأنواع من الأسلحة في تخطيطها العسكري في غضون السنوات المقبلة."
وكان جنرال الجيش شويغو وزير الدفاع الروسي قد حدد الخطوط العريضة لمسئولية وزارته في أن "الهدف هو ضمان تسليم 905 دبابة ومدرعة، وإدخال 170 طائرة جديدة ومحدّثة إلى الخدمة في القوات الجوية وطيران البحرية، وتسليح 4 أفواج صواريخ مضادة للطيران بأنظمة S-400، وإدخال 8 سفن سطح و9 زوارق قتالية إلى الخدمة في البحرية، وتسليم أربعة أنظمة بال وباستيون إلى قوات الدفاع الساحلي، وإدخال ثلاث محطات رادار إلى الخدمة"، قكل ذلك سيكون قبل نهاية العام 2017م.
وبحسب التقارير فإن قدرة الجيش الروسي والأساطيل القتالية قد زادت أضعاف ما كانت عليه خلال 5 سنوات بشكل كبير وحتى عام 2020م يتوجب على القوات الروسية تنفيذ العديد من المهام الأولوية:
- ازدياد القدرات القتالية لتجمعات القوات في الاتجاهات الرئيسية وفقا للخطط الموافقة.
- الحفاظ على معدلات إعادة تزود الجيش والأسطول.
- تأمين المراقبة على استخدام الأموال المرصدة في إطار متطلبات التسلح الحكومية.
- تعزيز القدرات القتالية للقوات النووية الاستراتيجية ومواصلة تحسين نظام التأمين الشامل والإدارة العسكرية.
- تطوير القوات غير النووية الاستراتيجية وحماية مصالح روسيا القومية.
- تطوير أنواع القوات المسلحة الروسية بشكل متوازن والاهتمام الخاص بتزويد الجيش والأسطول البحري والجوي بأسلحة الدقة العالية ووسائل مكافحتها ومنظومات الاتصالات الحديثة والاستطلاع والإدارة والحرب اللاسلكية.
- مواصلة تحسين تدريب القوات وتشغيل أجهزة المحاكاة ذات التكنولوجيا العالية وكذلك أساليب حديثة لتعليم وفقا للخبرة المكتسبة من الحرب في سوريا.
- الإهتمام بالتمارين والمناورات والتدريبات المزمع إقامتها خلال العام القادم لصالح حماية مصالح روسيا القومية في الشرق الأقصى مثل مشروع "فوستوك- الشرق 2018" وكان من المخطط إجراؤه في السنة الماضية.
من كل ما سبق من بيانات وعرض للإمكانات القتالية الروسية وماصاحبها من ومناورات ومشاريع تدريبية يتضح حجم التطور والتحديث الكبير الذي ساد وحدات وأفرع القوات المسلحة الروسية والتي زادت أضعافاً كثيرة عن السابق وأكتسبت خبرات عملياتية كبيرة من خلال العمليات الجارية في سوريا والسؤال الملح هنا ما الذي تجهز له روسيا وقواتها المسلحة بقدراتها العسكرية العملانية التي ستتفوق وفق هذا التحديث على أكبر جيوش العالم وفي نظري حتى على دول حلف الناتو نفسها والتي يحذر ساستها وخبراؤها العسكريين من تنامي القدرة العسكرية الروسية بشكل أصبح يهدد مستقبل الحلف الأطلسي وأمن أوروبا وبرزت تقارير غربية عدة صدر آخرها تقرير صدر عن هيئة إستشارية هولندية أكدت فيه على أن الناتو يفتقر للتجهيزات العسكرية للدفاع عن أعضائه بوجه أي عدوان، وسط شكوك حول إستمرار وحدته خاصة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما قد يسمح لروسيا باستغلال نقاط ضعفه.
وحذر التقرير الذي يحمل عنوان "مستقبل الحلف الأطلسي وأمن أوروبا" من أن مناطق مثل دول البلطيق لا تتمتع بحماية كافية حالياً، وأن روسيا يمكن أن تستغل نقاط الضعف تلك وإن الوحدات العسكرية المنتشرة على الجانب الشرقي للحلف في دول مثل ليتوانيا وبولندا يتعين تعزيزها بشكل كبير وأن على الحلف الأطلسي أن يفكر في نشر نوع من الألوية المتناوبة لحماية الحدود الشرقية لدول الحلف لدرء المخاوف بشأن التهديد الذي تواجهه المناطق الشرقية للحلف منذ ضم روسيا للقرم في 2014م