المسلح تحاور العقيد دكتور مهندس/ ابراهيم عمر رحومة
المسلح : كيف بدأت فكرة هذا البحث؟
ـ بدأت الفكرة بإجراء دراسة شاملة عن مدى امكانية الاستفادة من الطاقة الشمسية كمصدر للطاقة بدل من الطاقة التقليدية المعتمدة على محركات الاحتراق الداخلي او البطاريات التي تكون دائما في حاجة الى الشحن مما يقلل من كفاة استخدامها حيث شملت الدراسة مراجعة للمشاكل الناتجة عن النقص في امدادات الطاقة في المناطق النائية و المشاكل الناتجة عن عدم توفر مصادر دائمة لشحن البطاريات
حيث ان العديد من الوحدات تستخدم مولدات كهربائية تعمل بالوقود الذي قد يصعب توفيره في اوقات محددة و بما ان ليبيا تتمتع بسطوع للشمس يعتبر الاكبر في العالم فاننا رأينا انه من المفيذ النظر في امكانية وضع حلول للمشاكل التقنية التي تواجه وحدات الشعب المسلح من خلال هذه التقنية , و كمثال على امكانية تطبيق هذه الافكار رأينا ان نبدأ العمل على السيارة الكهربائية التي تم تحويلها من سيارة تعمل يالبنزين الى سيارة تعمل بالطاقة الشمسية.
المسلح: ماهي مراحل تحويل السيارة العادية الى سيارة كهربائية؟
ـ عملية تحويل السيارة العادية الى سيارة كهربائية تمر بمجموعة من المراحل وهي:
المــــرحلة الاولـــــــى :
يتم في هذه المرحلة عمل دراسة مبدئية للسيارة المراد تحويرها من حيث الحجم والغرض من الاستعمال ونوع مغير السرعات ومجموعة من الاشياء الاخرى الضرورية لعملية التحوير
المـــــــرحلة الثانية :
يتم في هذه المرحلة الاستغناء عن كل ماله علاقة بمحرك الاحتراق الداخلي ومن ذلك محرك السيارة بالكامل مشتملا على باديء الحركة للمحرك وشاحن النضيدة، كما يتم الاستغناء عن خزان الوقود وانبوب العادم ومبرد المياه ومصفيات الوقود والهواء.
المرحـــــــــلة الثالثة:
ويتم في هذه المرحلة استبدال ذلك بمنظومة للسيارات الكهربائية محتوية على محرك كهربي ومتحكم للمحرك الكهربي وفاصل رئيسي ووسيلة لتغيير سرعة المحرك. كما يتم اضافة مجموعة من النضائد لتغذية المحرك.
المرحـــــــــلة الرابعة :
يتم في هذه المرحلة استكمال عملية التحويل وذلك بتركيب نظام لمراقبة أداء السيارةيتكون من اجهزة قياس وعدادات خاصة بذلك.
المسلح : ماهي الفوائد المرجوة من عملية التحويل؟
- جدير بالذكر ان اهمية السيارات الكهربائية تكمن في التغلب على المشاكل المصاحبة لاستعمال السيارات التقليدية، التقنية والبيئية والاقتصادية، و من مزايا البحث والتطوير في هذا المجال أن:
1- كفاءة السيارة الكهربائية أكبر من كفاءة سيارة محرك الاحتراق الداخلي.
2- السيارة الكهربائية من التقنيات الصديقة للبيئة فهي لاتطلق أي عوادم على الاطلاق.
3- عدم الحاجة للوقوف بمحطات الوقود مما يوفر الوقت والمال.
4- اقتصاديا افضل فتكلفة الكهرباء أرخص من تكلفة الوقود للسير نفس المسافة.
5- قلة مكونات منظومة المحرك الكهربي وبالتالي تقليل الاعطاب وسهولة الصيانة.
المسلح - بأعتبار أن المشروع تم انجازه في كلية الهندسة العسكرية وبعضكم مهندسين عسكريين، مامدى امكانية الاستفادة من هذه التقنية في التطبيقات العسكرية؟
- السيارات الكهربائية من التطبيقات المفيدة جدا في المجال العسكري فهي توفر مركبات عديمة الصوت ولاتحتاج الى وقود وقليلة الاعطاب نظرا لقة المكونات وسهلة الصيانة وقد تم بالفعل استعمالها في بعض الجيوش. و الامر المهم انها لا تحتاج الى التزود بالطاقة اي انها ستستمر في العمل بشكل مستمر من خلال الطاقة الشمسية.
المسلح: ماهي التكاليف المبدئية لعملية التحويل؟ وكيف يمكن خفضها؟
- التكاليف تختلف وفقا لنوع السيارة وقوة المحرك والمدى المطلوب وعموما تتراوح من 5000 الى 15000 دينار ليبي. وبالامكان خفض هذه التكاليف بزيادة عدد المركبات المراد تشغيلها بالكهرباء وكذلك بالبحث والتطوير في مكونات منظومة المحرك الكهربي لتوطين التقنية والتمكن منها محليا وبالتالي الاستغناء عن الحاجة لاستيراد المكونات غالية الثمن من الخارج.
المسلح : بأعتبار أن الفريق البحثي الذي ترأسه متخصص في الطاقة البديلة، كيف يمكن الاستفادة من هذه التقنيات في خدمة وحدات الشعب المسلح المختلفة؟
- من المعلوم ان معظم دول العالم اصبحت تطور في منظومة الجيوش التقليدية وتتجه لما يعرف بالجيوش الحديثة وهي الجيوش التي يزود افرادها بالمعدات والاجهزة المطورة علميا لزيادة فاعلية الجنود وتقليل عدد الافراد، وما الطاقة الشمسية الا أحد تلك التقنيات والتي اصبحت جزء لا يتجزأ من تجهيزات القوات القتالية الحديثة، واستعمالاتها كثيرة ومنها تشغيل المحطات الرادارية الميدانية وتوفير الكهرباء لنقاط المراقبة وتشغيل أجهزة الاتصالات وتوفير الكهرباء للاستعمالات المختلفة للمعسكرات والوحدات المتمركزة في المناطق النائية وتشغيل مضخات المياه السطحية والغاطسة. ولايخفى على احد ان ليبيا تتمتع باشعاع شمسي يعد الاعلى في العالم مما جعل أنظار الدول تتجه لصحراءنا الغنية بالشمس للاستفادة من هذه الطاقة الهائلة ومنها مشروع الاتحاد الاوروبي الاخير والذي يطمح لتوليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية في دول شمال افريقيا وتصديرها للدول الاوروبية لتغطية جزء من الاحتياجات.
المسلح : ما المشاريع القادمة للفريق البحثي في هذا المجال؟
- بالاضافة الى الاستمرار في تطوير السيارة الكهربائية صديقة البيئة، نحن نسعى للقيام بمجموعة من المشاريع والتي تعود على أفراد مجتمعنا بالنفع الكثير ومن أهمها تصنيع أول سخان مياه شمسي متكامل في ليبيا ومن المواد المتوفرة بالسوق المحلي مما يوفر في استهلاك الطاقة الكهربائية ويساعد في التحول الى مجتمع واعي لتحديات العصرالمتمثلة في نقص امدادات الطاقة العالمية والتلوث البيئي.
المسلح : كلمة أخيرة؟
-اننا بهذا العمل نسعى لإظهار امكانيات كلية الهندسة العسكرية العلمية البحثية ونطمح لنشر ثقافة المواصلات النظيفة الصديقة للبيئة بين افراد المجتمع للرقي بمجتمعنا الجماهيري ليواكب آخر تطورات ومستجدات التقنية في هذا المجال وذلك من خلال نشر هذا النوع من السيارات في المدن المزدحمة كبديل للسيارات التقليدية للإقلال من التلوث البيئي الناتج من عوادم السيارات العاملة بالوقود. يبحث الإنسان دوماً عن مصادر جديدة للطاقة لتغطية احتياجاته المتزايدة في تطبيقات الحياة المتطورة التي يعيشها، ومن عيوب مصادر الطاقة الحالية نضوبها وعدم استقرار أسعارها والتأثير السلبي لاستخدامها على البيئة، وقد تنبّه الإنسان لإمكانية الاستفادة من أشعة الشمس والتي تتصف بأنها طاقة متجددة ودائمة لا تنضب والاهم من ذلك انها مجانية، وتمكننا من توليد الكهرباء حتى في المناطق النائية أو التي تعاني من انقطاع أو نقص التيار الكهربي، مما يجعل الطاقة الشمسية الخيار الأفضل على الإطلاق. ولهذا أضحت الطاقة الشمسية في عصرنا الحالي دخلاً قومياً للبلدان التي تتمتع بها حتى أنه في الدول والتي تعتبر من أكثر بلاد العالم غنىً بالنفط، تستخدم الطاقة الشمسية بشكل رئيسي وفعّال. وقد استخدمت الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء في تطبيقات عديدة منها الإنارة، ضخ وتحلية المياه، وتشغيل إشارات المرور وإنارة الشوارع، وتشغيل الأجهزة الكهربائية والأقمار الاصطناعية بل وحتى محطات الأبحاث الفضائية. وظهرت أهمية الطاقة الشمسية مجدداً كعامل مهم في الإقتصاد العالمي وفي الحفاظ على البيئة مع استخدامها لتوليد الكهرباء للسيارات الكهربية والاستغناء تدريجيا عن سيارات محركات الاحتراق الداخلي والتي تعمل بالبنزين او الديزل لمشاكلها التقنية والبيئية والاقتصادية.
إن هذا المشروع يعتبر من الاهداف الرئيسية لقسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة العسكرية والذي يسعى لتطوير أعضاء هيئة التدريس والرقي بمستواهم العلمي من خلال اجراء البحوث العلمية ومواكبة التطور التقني.
ولأن الفريق البحثي الذي نفذ هذا العمل بإمكانيات محدودة و بخبرات وطنية خالصة هو فريق عسكري متخصص فقد اعتمدت فلسفة هذا العمل و الرؤية المستقبلية له على مبدأ أساسي و هو المساهمة في خدمة القطاعات العسكرية في ليبيا بشكل مباشر و محاولة المساهمة في حل المشاكل و الصعوبات الناتجة عن استخدام المعدات و الاجهزة المعتمدة على ضرورة توفير مصدر للطاقة لها و بشكل مستمر و في مختلف الظروف و هو ما لا يمكن توفيره على الدوام.
المعدات و الاجهزة تتباين في حجمها و استخدامها فمن القواعد و المحطات المنتشرة في ربوع ليبيا في المناطق النائية لاسيما الصحراوية منها و التي لا تتوفر فيها مصادر الطاقة التقليدية و حتي المعدات الثقيلة من محطات رادار و بطاريات صواريخ و غيرها و حتي الاجهزة الصغيرة المحمولة من اجهزة اتصالات و تحديد موقع و غيرها الكثير.
و من خلال متابعة مجلة المسلح للنشاطات العلمية لوحدات الشعب المسلح كان لنا هذا اللقاء مع رئيس الفرق البحثي الذي قام بهذا العمل.
المسلح : هل لك ان تعرفنا على الفريق البحثي الذي قام بهذا الانجاز؟
- فريق العمل يشمل أعضاء هيئة تدريس ومهندسين وفنيين كلهم من منتسبي كلية الهندسة العسكرية وهم:-
1. عقيد دكتور مهندس: ابراهيم عمر رحومة (رئيس فريق البحــث - دكتوراه في مجال الطاقة الشمسية وخلايا الوقود).
2.مقدم مهندس: خالد علي مادي (ماجستير في مجال آلات كهربائية ) .
3.نقيب مهندس: فتحي ابوعجيلة ابوغفـة (مهندس ميكانيكــــــــي ).
4. نقيب مهندس: عبدالرحمن محمد الرابطي ( مهندس كهربائـي ) .
5. مهندس: الهادي محمد بلخيــر ( مهندس آلات تصنيع ) .
6. فنــــي: عادل علي المغبـــوب ( فني خراطــة).
{facebookpopup}