تعمل صربيا على إعادة تقييم سلاسل الإمداد العسكرية الخاصة بها، وتواجه تحدي البحث عن مصادر جديدة لصيانة وشراء الأسلحة والمعدات العسكرية , بالاعتماد بشكل كبير على التكنولوجيا السوفيتية والروسية، تعتمد البلاد على مجموعة متنوعة
من الأنظمة السوفيتية والروسية، من طائرات ميج-29 المقاتلة إلى دبابات تي-72، بالإضافة إلى أنظمة الدفاع الجوي الحديثة مثل "بانتسير". ومع ذلك، ونظراً للوضع الجيوسياسي العالمي الحالي، لم يعد بإمكان صربيا الاعتماد على روسيا كمورد أساسي لها.
كشف الجنرال ميلان مويسيلوفيتش، رئيس أركان القوات المسلحة الصربية أن الحالة الحالية لسوق الأسلحة الدولية أجبرت البلاد على البحث عن حلول جديدة ومبتكرة للحصول على المكونات الضرورية.
وأوضح الجنرال أن "الحصول على أسلحة من روسيا لم يعد خيارًا واقعيًا". وعلى الرغم من ذلك، تمكنت صربيا من الحفاظ على سلاسل توريد فعالة للمكونات الرئيسية من خلال الجهود الدبلوماسية والشراكات التجارية مع دول أخرى تعتمد على التقنيات السوفيتية أو الروسية.
تواجه صربيا تحديات كبيرة في الحفاظ على طائرات ميج-29، حيث لم تعد روسيا، موردها التقليدي لقطع الغيار، مصدرًا موثوقًا به. ومع ذلك، هناك حلول محددة يمكن للبلاد النظر فيها. الخيار الأكثر وضوحًا هو التعاون مع إسرائيل، التي تعمل على تحديث طائرات ميج-29 لمختلف البلدان، بما في ذلك الهند وإثيوبيا، لسنوات.
تقدم شركات إسرائيلية مثل IAI [صناعات الفضاء الإسرائيلية] و Elbit Systems ترقيات لا تعمل فقط على تجديد إلكترونيات ومحركات طائرة ميج-29، بل تضيف أيضًا أنظمة جديدة للتحكم في الأسلحة، مما يعزز قدراتها القتالية بشكل كبير.
إن إسرائيل لديها خبرة في تكييف المقاتلات الروسية مع المعايير الحديثة وقد أثبتت أنها قادرة على توفير قطع الغيار وحزم الترقية التي تطيل عمر الطائرة وتحسن فعاليتها.
إن مثل هذا الترقية لن يوفر لصربيا قطع الغيار اللازمة فحسب بل وأيضاً الفرصة لدمج التقنيات الجديدة التي من شأنها أن تجعل ميج-29 متوافقة مع الأنظمة الأكثر حداثة.
وهناك خيار آخر يمكن لصربيا أن تفكر فيه وهو التعاون مع بيلاروسيا، التي تقدم أيضاً خدمات تحديث ميج-29 ودعم المعدات العسكرية الروسية.
إن الشركات البيلاروسية أقرب جغرافياً وسياسياً إلى صربيا، ولديها القدرة على توفير الأجزاء والخدمات المتعلقة بالطائرات المقاتلة الروسية. كما أن بيلاروسيا دولة لها تاريخ طويل في صيانة الأسلحة السوفييتية والروسية، مما يجعل التعاون معها خياراً منطقياً.
وأخيراً، هناك حل محتمل آخر لصربيا وهو اللجوء إلى الشركات الخاصة المتخصصة في صيانة وترقية التكنولوجيا العسكرية القديمة.
وتقدم شركات مثل Aviation Technology Group [ATG] في الولايات المتحدة وFlight Global في المملكة المتحدة حلولاً لمواصلة تشغيل الطائرات المقاتلة القديمة.
تستطيع هذه الشركات توفير قطع الغيار والترقيات التي تسمح لصربيا بالحفاظ على طائرات ميج-29 الخاصة بها في الخدمة لسنوات عديدة أخرى.
لذلك، على الرغم من أن روسيا لم تعد مصدرًا موثوقًا للصيانة، فإن صربيا لديها عدة خيارات للحصول على قطع الغيار والترقيات لطائراتها ميج-29.
إسرائيل وبيلاروسيا والشركات الخاصة هي طرق محتملة يمكنها ضمان الجاهزية التشغيلية لطائرات صربيا وتعزيز قدراتها القتالية.
يتكون أسطول ميج-29 الصربي من 14 طائرة، تشكل العمود الفقري لقدرات الدفاع الجوي للبلاد. تم تصنيع هذه الطائرات في الاتحاد السوفييتي في الثمانينيات، وخضعت لترقيات كبيرة في عامي 2009 و2017 بمساعدة من روسيا وبيلاروسيا.
في حين تتوتر علاقتها بروسيا بشكل متزايد، تسعى البلاد بنشاط إلى إقامة شراكات دولية جديدة، بهدف تحديث وتجديد ترسانتها لضمان استعداد الجيش للصراعات المستقبلية.
كما يشير الجنرال مويسيلوفيتش، كان اعتماد صربيا الطويل الأمد على روسيا محوريًا في تسليح البلاد، ولكن الآن يجب عليها إعادة النظر في استراتيجياتها وتنويع مصادر إمدادها.
في الوقت نفسه، لا تفوت صربيا الفرصة لتعزيز علاقاتها الدولية، مما سيوفر لها قنوات جديدة للحصول على الأجزاء والمكونات التي تحتاجها. تواجه صربيا تحديًا كبيرًا - كيفية التنقل عبر هذه الفترة من عدم اليقين مع الحفاظ على قوتها العسكرية واستقلالها الاستراتيجي.
في خضم التحولات السياسية العالمية السريعة وغير المتوقعة، سيتعين على الجيش الصربي الخضوع لمرحلة انتقالية معقدة، حيث ستلعب التكنولوجيا العسكرية والدبلوماسية دورًا رئيسيًا في تأمين الموارد اللازمة لحماية الأمن الوطني.