من المعلوم انه يوجد هناك العديد من الأسس والمبادئ الهامة التى من خلالها يتم انشاء الجيوش الذكية، ومن أهم تلك الأسس هى عملية البحث عن مقومات وأولويات تلك الجيوش واستخراجها، ومن ثم نقلها، إضافة إلى تحديد عناصرها ومعرفه مفاهيمها،
ولا يجب أيضاً نسيان القيام بتحديد خصومها من خلال وافر المعلومات واتساعها، وفى حالة نجاح تلك الأسس والمبادئ، فإنه بالتالى سوف يصبح بإمكان القيادة العسكرية لها ترك الأنظمه العتيقه من الاسلحه التى قد عفى عليها الزمن وولى دبره ليبتعد عنها دون رجعه، علماً بأن الأسلحه الذكية والعاملين عليها من الرجال الأكفاء والمدربين عليها تدريباً عالياً، هم فى الأساس مفتاح السر فى انجاح ما يمتلكونه من أسلحة ذكية ذات خصائص غير تقليديه .ى الحرب العالمية الثانية، تدمير هدف حيوى يحتاج الى مائة طائره، والف قنبله !
ومن المؤكد ان الأسلحه الذكية باتت تمثل قوه تدميرية كبيرة الأهمية، تتسابق على اقتنائها معظم الجيوش وذلك على الرغم من تكاليفها العاليه، فبالإضافة الى قدراتها التدميرية وحسن أداءها وتميزها، فهى أيضاً تتمتع بخواص القيام بتوجيهها ناحية أهدافها بدقه بالغة تحسد عليها! فضلا عن سرعتها الكبيره التى زادت عن سرعة الصوت، مما جعلت أهدافها تقف أمامها مكتوفة الأيدى وعاجزه تماماً عن المراوغه أو الهروب منها استعداداً للتدمير .
ولقد باتت الصواريخ بالأخص تتزايد قوتها التدميرية، وذلك فى حالة مقارنتها بالصواريخ أو القذائف الموجهه فى الحرب العالميه الثانيه ( 1939 - 1945م )، فعلى سبيل المثال كانت الحاجه اللازمه لأجل تدمير هدف حيوى مثل أحد الجسور يحتاج الى ما يزيد عن مائة طائره، ليقوم ذلك العدد من الطائرات بأسقاط ما يزيد عن الف قنبلة من النوع الثقيل العيار، وكان لزاماً على المهاجمين ضرب المنطقه كلها لا الهدف !، وأما فى حرب فيتنام، فقد كان يتطلب قصف أحد الأهداف المماثله السابق ذكرها يحتاج الى نحو 50 طائره وهكذا .
أدق تعريف لمفهوم الجيش الذكى:
وفى تعريف أدق وأقرب توضيحاً لمفهوم الجيش الذكى، فهو يعنى تركيز تلك النظرية على تقليص دور القوات البرية لصالح القوات الجوية، على أن يكون للقوات الجوية دور رئيسيً ومحوري فى معركة الجيش الذكى صغير الحجم، بحيث يراعى امتلاكه سلاحاً جوياً متطوراً من الناحيه التقنيه.
وعلى أن يكون للطيران أو السلاح الجوى القدره على القيام بتنفيذ الضربات الاستباقيه على النقاط الحساسه للقوات المعاديه، مع إفقادها عوامل التفوق والقوه فى الساعات الأولى من المعركه، وذلك كله لن يتأتى إلا من خلال امتلاك وسائل جويه متمثله فى طائرات وصواريخ هجوميه يكون لها القدره الكبيره على اختراق الدفاعات الجويه المعاديه، والوصول إلى أهدافها وإلحاق افدح الخسائر بها.
علاوة على كل تلك وذاك، يجب اعتمادها على مجموعات متنوعه من أنظمة الحرب الإليكترونيه، وأنظمة القياده والسيطره، فضلاً عن الذخائر المتنوعة الأحجام والامكانيات والتى تتناسب مع المهام المطلوبه منها، إضافة الى توفر التدريب العملى المتطور لرفع كفاءة كل أفراد سلاح الجو من طيارين أو فنيين.
وأما فى الحرب البريه، فيكون التركيز على القوات الخاصه بشكل واسع، مع إمدادها بأحدث أجهزة العمليات الخاصه من مناظير رؤيه ليليه واسلحه مضاده للدروع والطائرات القتاليه أو الطوافات، مع الأسلحه الفرديه المتطوره، علاوة على القدره على توصيل تلك القوات خلف خطوط العدو وايضاً القدره على استعادتها مرة أخرى من داخل أراضى العدو عقب تأدية مهامها.
كما تعتمد النظرية على الهجوم الجانبى والالتفاف حول الدفاعات المعاديه ومناوشتها بقوات مدرعه قليله، ثم يلى ذلك الاشتراك مع الطيران والمدفعيه بتدمير المواقع المعاديه، كما يسمح الحجم الصغير للقوات البريه بتغطية فعاله من وسائل الدفاع الجوى الصديق.
واما فى مجال الحرب البحريه ، فتعتمد النظريه سالفة الذكر على امتلاك قطع بحريه صاروخيه سريعه وصغيرة الحجم يصعب كشفها او ملاحقتها، مع زيادة مدى النيران الصاروخيه بها، وكذلك نشر انظمه صاروخيه للدفاع الساحلى ارض/ سطح، للعمل كسلاح فعال للدفاع البحرى والساحلى، دون التهاون فى دور القطع البحريه الكبيره ومن أهمها حاملات الطائرات التى تعرف بـ ( المطارات العائمه )، ومما لا شك فيه ان القوات الجويه فى حالة تعاونها مع القوات البحريه وكذلك الغواصات، وفرق الضفادع البشريه سينتج عن ذلك أدوار هامه فى حالة التنسيق فيما بينهم، ويتطلب هذا النوع من إدارة المعركه تنسيقاً بين كل الأسلحه، او ما يعرف بمعركة الأسلحه المشتركه، والتى تتطلب أجهزه استخباراتيه عالية اليقظه لكى تضمن وصول المعلومات الدقيقه والآنيه عن أية تحركات او نوايا سيئه للعدو، وأيضاً معرفة كافة التغيرات التى قد يجريها العدو على تشكيلاته المقاتله، وتسمح أيضاً هذه النظريه للجيوش والدول الصغيره بإلحاق الهزيمه بدول أخرى كبرى .
برامج صغيرة الحجم لحفظ معطيات مبرمجه على الأسلحه الذكيه.
والجدير بالذكر أن الاسلحه الذكيه أو الأسلحه دقيقة التوجيه سواً الصواريخ أو حتى القنابل باتت تعتمد فى الأساس على العديد والعديد من مختلف التقنيات المتطوره، مثل البرامج الحاسوبيه والدوائر الإليكترونيه المعقده عالية السرعات مروراً بالذكاء الاصطناعى وأشعة الليزر والالياف الضوئيه، انتهاءاً بأنظمة الملاحه الدقيقه .
هذا وتعتمد الأسلحه الذكيه على أجهزة الكمبيوتر فائقة الأداء والسرعات، مع الأنظمه الصغيره الحجم التى جرى برمجتها من نظم الذاكره لأجل حفظ معطيات مبرمجه، كما تم تطوير برامج خاصه بالصواريخ الدقيقه والتى هى أحد أساسيات الأسلحه الذكيه بإستخدام تقنيات الذكاء الصناعى، على أن يجرى اختبار على أدائها فى كافة الأحوال الجويه، ومن اكثر نظم التوجيه المستقبليه من حيث التنوع والتعقيد، الاسلحه التى تعتمد على فكرة أن السلاح نفسه يمكنه أخذ صور سريعه للمشاهد الأرضيه عند مروره أعلاها لحظياً، ومن ثم يقوم الباحث فى الرادار الموجود فيه على معالجة الصور الراداريه التى تختلف عن بعضها لمقارنتها بالصور السابق تخزينها رقمياً .
تعريف نظام التحكم فى الاسلحه الذكية:
ومن ناحية تعريف نظام التحكم فى الاسلحه الذكيه، فهو يعنى القدره على توجيه السلاح من نقطة الاطلاق وحتى الهدف المطلوب فى نهاية المسار ، وذلك بالطبع دون النظر الى نوعية السلاح ، فإن عملية التحكم فيه يمكن تحقيقها بواسطة مجموعه من النظم الفرعيه التى تشمل أهم المبادئ مثل نظامى التوجيه والتحكم والاستشعار ن بعد، وذلك لتعقيد الظروف التى تحيط بالهدف من نظم الاتصالات التى قد توفر قدرات متنوعه يمكن استغلالها فى المجالات الدفاعيه .
وتشمل تلك الإجراءات أجهزة الاستشعار الصغيره التى تعمل فى مجال واسع من تصاعد الترددات وتوفير أداء متميز لاستخدامها مع نظام البحث، ولقد تم تدعيم الإنفاق العسكرى على الأجهزه المناظره التى تعمل بالأشعه تحت الحمراء، الذى يهدف اولاً الى استغلال التقنيه فى المجالات الصناعيه مما يسهل توفير المكونات التى يمكن استخدامها مع النظم الدفاعيه للتوجيه، ولقد وفرت أنظمة الاقمار الصناعيه الملاحيه إمكانية تحديد المواقع بدقه عاليه، بحيث يصبح فى الإمكان استغلال ذلك مع نظم التوجيه باستخدام أجهزة الاستقبال التى تتمتع بالقوه والمتانه التقنيه .
وقد جرى تطوير البرامج الخاصه بالاسلحه دقيقة التوجيه باستخدام تقنيات الذكاء الصناعى، على أن يتم اختبارها فى كافة الأحوال ومختلف الظروف، مع القيام بتحديد فترة عملها دون تهاون أو كسل أو حتى تواكل، كما تستخدم تكنولوجيا الصور الرقميه ثلاثية الأبعاد من كافة الأوجه ولكافة الأهداف الممكنه مثل الطائرات أو المدرعات أو حتى القطع البحريه بمختلف أنواعها وأحجامها.
ومن الممكن أن يستدعى الأمر تغيير البرمجه فى الميدان القتالى نتيجة لتغير الظروف والأوضاع فى مسارح العمليات، وهذا الأمر بات حتمياً، لأن الأسلحه الذكيه تعمل تلقائياً ويكون عليها اتخاذ قراراتها الذكيه، الأمر الذى يؤكد صعوبة ودقة تطوير مثل تلك البرامج على الدوام.
الأسلحه الذكيه، لا تستخدم الا من خلال الجيوش الذكيه:
هذا وتؤكد فكرة إنشاء الجيش الذكي صغير الحجم عظيم القدرات، على أهمية القيمه النوعيه للقاده وللقوات معاً وذلك يعتبر أحد أهم الأسس التى يبُنى عليها الجيش الذكى أينما كان، لما هو معروف من أن النصر والنجاح فى المعارك لا يتحقق إللا من خلال المقاتلين الأشداء نفسياً وبدنياً، ومن خلال الاسلحه الذكيه التى لا تستخدم الا من من خلال الجيوش الذكيه فقط.
والأسلحه الذكيه لا تشكل إلا جزءاً من مقومات نجاح الجيش الذكى فى ميدان القتال المستقبلى، هذا وتتطلب الاتجاهات الحديثه السعى لزيادة التطور الذى حدث فى مجال تعقيد الأسلحه، وأن تتوافر العناصر من المستويات البشريه المستخدمه للأسلحه الذكيه والقائمه دوماً على صيانتها ورعايتها، ومن جهة اخرى تقوم العديد من الدول بوضع برامجها وخططها البشريه على اساس انه يجب توفير درجات عاليه من حيث التدريب المستمر للفرد كماً وكيفاً، مما يجعله على الدوام فرداً قادراً على التعامل مع التطور التقنى الذى بات معمماً على مستوى العديد من نظم الاسلحه التى تقع بين يديه، وأمكنه التعامل معها والتحكم فيها والسيطره عليها، وهنا تبرز أهمية القيمه النوعيه من اتساع مسرح العمليات من الناحيه الجغرافيه والذى يجب على الجيش الذكى استعداده للعمل فيه، فى حين تقل اعداد القوات والآليات تدريجياً.
وبالمقارنه فى حالة مناظرة حجم القوات التى استخدمت فى مناطق المعارك نجد أنها تقل مع مرور الوقت، ففى الحرب العالميه الأولى على سبيل المثال، بات من الواضح أن إحدى الفرق العسكريه التى يقارب عددها من خمسة عشر الف جندى كانت تستطيع التمركز فى مساحه تقارب خمسه وعشرين ميلاً مربعاً، وأما فى الوقت الحالى فإن احتياج تلك الفرقه العسكريه من التمركز واحتلال الاراضى لها لا تقل عن مائة ميل ! وذلك لأن عملية تحرك القوات الآن باتت تتسم بالسرعه على الأرض، ويتم ذلك فى وحدات قتاليه صغيره، ولن يكون هناك احتياج إلى ما كان يعرف عسكرياً فى فترة الحرب العالميه الأولى بخط المواجهه .
المعلومات والتصنيع العسكري والحرب الإليكترونيه أهم أسس بناء الجيش الذكى:
ويأتى الحديث عن أهم أسس بناء الجيش الذكى الذى بات يتسم بالصغر، ألا وهو عامل الإستفاده من تقنية توفير المعلومات، التى من خلالها يجرى تزويد الجندى فيها بقدرات كبيره للغايه، قد تساعده على إيجاد عوامل النصر والنجاح فى كافة اعماله وبالاخص جانب التنظيم، وذلك اسلوب يتمكن الجندى فيه من أن يشارك فى صنع المعلومات ومعالجتها، الأمر الذى يتيح له إداره فاعله وناجحه كى يستخدمها فى القضاء على أية عقبات من الممكن أن تظهر فى طريقه مستقبلاً.
كما إن عملية الاستفاده من التقدم التقنى فى مجال التصنيع العسكرى، باتت ايضاً من أحد أهم الأسس فى بناء الجيوش الذكيه التى تتناسب مهامها مع فترة القرن الواحد والعشرين، لأن الصناعات العسكريه فى تطور دائم، وهى تستخدم كل ما هو مستحدث علمياً، لوضعه فى الموضع الذى يتناسب مع المتطلبات الفنيه والتكتيكيه والبيئيه لكافة أفرع القوات المسلحه، ومن الملاحظ والمؤكد أن تلك المتطلبات هى التى تحتم على القاده العسكرين والمفكرين وواضعى النظريات، الى ابتكار الخطط والنظريات الجديده التى تتناسب مع حجم وتقنيات الأسلحه الذكيه.
وقد اكدت معظم صراعات القرن العشرين أن النصر كان صديقاً حميماً للطرف الذى يملك أكبر القواعد والطاقات الصناعيه، لان التفوق التقنى لأعداد محدوده جزئياًً من نظم الأسلحه كان دائماً متفوقاً على الطرف الآخر الذى يمتلك أعداداً أضخم وأكثر عدداً من نظم الأسلحه، ولكنها على العكس كانت نظماً اقل تقنيه، كما إنه من المتوقع أن تتسبب الصراعات المستقبليه فى إخراج كميات هائله وعالية الضخامه من وافر الاحتياجات العسكريه، ولذلك فإنه يصبح من الأجدى أن يتم توفير القدره على عمليات إعادة الإمداد بالأحتياجات، فضلاً عن تطوير أداء نظم الأسلحه الذى قد يصبح من اهم العوامل الحيويه لحسم المعركه لصالح طرفاً على اخر.
ثم تأتى مرحلة الاعتماد على وسائل الحرب الإليكترونيه التى تعتمد عليها الجيوش الذكيه الصغيره، وهى التى تتبنى فكرة الجيش الذكى، لأن كافة المعدات القتاليه بدءاً من الأسلحه الجويه الى البريه إنتهاء بالأسلحه البحريه ووسائل وأنظمة الدفاع الجوى، كلها جميعاً ودون استثناء تحتاج باستمرار الى أحدث وسائل الحرب الإليكترونيه، الامر الذى نتج عنه استخدام أوسع فى نطاق الترددات فى أجهزة الرادار المحموله جواً،أو الأرضيه، أو التى توضع على القطع البحريه.
اعتماد الجيش الذكى على تقنية الإخفاء:
بات من الواضح إن الجيش الذكى يعتمد فى بدايته على تقنية الإخفاء، لأن الأهميه القصوى فى إخفاء الأسلحه فى ظل مسارح قتاليه مليئه بالعديد والعديد من أجهزة المراقبه والمستشعرات المختلفه الأنواع والمهام باتت أمراً هاما للغايه ولا يمكن الاستغناء عنه أبداً، لأن قدرة أى طرف على إخفاء معداته من أمام أعين الطرف الآخر هى أمر يعتمد عليه فى إنجاح أية مهمه قتاليه، وعلى سبيل المثال فإننا نجد أن شباك التمويه الحديثه أثبتت نجاحا بنسبه كبيره للغايه فى أن تموه الأهداف وأن تخفيها أمام معدات الرصد الباعثه للأشعه تحت الحمراء أو الليزريه، وللعلم فإن الهدف الأساسي من تقنية الإخفاء تكمن فى خلق طرائق وأساليب تؤدى إلى جعل الطرفين على حد سواء ( المهاجم - المدافع ) على حاله غير مرئيه فى إطار النطاقين الكهرومغناطيسى أو الكهروضوئى .
هذا لأن تلك الشباك الخداعيه تدمج المواقع والأهداف الحقيقيه داخل الطبيعه الأرضيه التى تحاط بها من كل الجوانب، الامر الذى يؤدى الى أن تظهر تلك الأهداف دون اختلاف عن المنطقه التى حولها سوى بنسبة لا تزيد عن 5 % فقط، لتزداد الصعوبه على المهاجم فى كشفه للهدف، وبذلك يضيع الوقت ويذهب سدى على المهاجم، كما أن ذلك يؤدى إلى استنزاف اسلحته وكل مجهوداته فى إمكان تحقيقه أدنى نجاحات أو أية ضربات تذكر.
وعملية التخفى لا يمكن أن تصبح كاملة، ولكنها فى حد ذاتها تؤدى الى تأخير لحظة اكتشاف أحد الأطراف للأهداف التى بحوزة الطرف الاخر، ومن خلال ذلك يصبح على الجندى الذكى الاستفاده من ذلك التأخير بأى حال وبأكبر درجه ممكنه، حيث أن امتداد تقنية الاخفاء لكى تشمل الصواريخ الأرضيه ومنصاتها إضافة إلى السفن القتاليه والمدرعات كذلك والمدفعيه على مختلف انواعها وأحجامها، الأمر الذى يؤدى إلى تشتيت المستشعرات الباحثه ويجعلها فاقده لوعيها ويقلل من كفاءتها واستمراريتها على العمل.
اعتماد الجيوش الذكيه على الأسلحة والذخائر الذكية:
إن اعتماد الجيوش الذكيه على الأسلحه والذخائر الذكيه المتطوره يمثل أحد أسس بنائها، وتتميز الأجيال الحديثه من رؤوس الذخائر الذكيه المتطوره بالقدره والفاعليه ضد كافة الأهداف، وبالأخص تلك الأهداف المحميه أو المحصنه بطريقه جيده، وفى تلك الحاله يتولى حاسب التوجيه القيام بتنبيه جهاز التفجير بنوع الهدف المطلوب الأصطدام به، كما أنه يوجد أنواع عديده من الذخائر الذكيه ثبت تطورها والتأكد من ذكاءها الفعلى من ناحية مستشعرات التوجيه التى تؤدى الى اصابة أهدافها بدقه كبيره.
وقد اعتمد مفهوم فلسفة صنع واستخدام الأسلحه الذكيه المسماه (Smart weapon) على وجوب عمل تلك الأسلحه على تحقيق مفهوم الجمع بين قوة عبوة النسف للمقذوف وبين دقة الإيصال المخوله له، والتى تتولى توصيله الى نهاية مساره (هدفه) الذى جرى تحديده آنفاً وفى كل الاحوال الجويه المستقره أو السيئه على حد سواء.
ومن أجل ذلك، فقد تم تنويع وتجهيز تلك القذائف الذكيه بما يؤمن لها القدره العاليه على التعامل مع بيانات الهدف وايضاً مع الظروف المحيطة به كما أنها يجب أن تعمل ايضاً كجزء من منظومة متكامله لكل منها عناصرها المطلوبه، التى من الطبيعى أن تؤمن متطلبات عمل السلاح لتحقيق اكبر قدر من النجاح، والذى هو الغرض الأساسى لتأدية المهمه.
وتعتبر الذخائر الذكيه هى الشغل الشاغل وأساس أنظمة تسليح الجيوش الذكيه، كما إنها دوماً واقعه تحت حاله من التطوير والتحديث، والذى يشمل كافة جوانب عملها من دقة الإصابه والمدى وآلية ونظام التحكم، وكذلك قدرتها العاليه على الوصول الى أهدافها منقضه عليها لتدمرهاً تدميراً.
وايا كانت الذخائر الذكيه بعيدة المدى أوقصيره أو حتى متوسطة المدى، ومهما كانت نوعياتها مضاده للطائرات كالصواريخ جو - جو او جو - ارض، او مضاده للسفن كالصواريخ ارض - سطح، او مضاده للأهداف البريه مثل القذائف المضاده للدروع، إلا أنها باتت تشكل أداه لا يمكن لاى قوات تعمل بمفهوم نظرية الجيش الذكى الصغير أن تستغنى عنها أو حتى تتهاون فى امتلاكها بأى حال من الأحوال، لأن تلك الذخائر باتت تحتل مكانه أولى ومتقدمه فى تجهيز تلك الجيوش التى تكون مضطره إلى الاستغناء عن الذخائر التقليديه فى الكثير من الأحيان، وهو الأمر الذى يؤدى بالتالى إلى تخفيف الأعباء اللوجستيه عن الجيوش التى تعمل على ذلك.
من مفاهيم الجيوش الذكيه:
الحرب بدون دماء او خسائر بشريه !
إن أحد المفاهيم الذكيه التى تعمل بها تلك الجيوش، هى اختيار نوعية الاصابه المطلوبه فى الهدف والتى سبق للجيش الأمريكى العمل بها تحت مسمى أسلحة ( الحرب النظيفه ) !، وذلك لا يتأتى إلا من خلال استخدام أجيال جديدة من الأسلحة التى تستهدف فى المقام الأول شل حركة العدو بالكامل او على الأقل تعطيله حركياً لفتره مؤقته تكفى لإنجاز المهام المطلوبه ، وقد اطلق الجيش الأمريكان على تلك النوعيه من الأسلحه بأنها (أسلحه غير قاتله) ثم خرج الامريكين لاحقاً بتعريف اوضح لها ليطلق عليها بالنظم المصممه خصيصاً وفى الاساس لتستخدم فى شل قدرة افراد العدو او تعطيل حركتهم مؤقتاً مع ايقاف عمل الاعتده القتاليه التى فى حوزتهم ، مع تقليل عمليات القتل أو الاصابات المستديمه والتى تترك اثارها على الجنود حتى عقب انتهاء المعارك ، مع تقليل اصابة الابنيه كذلك ، ويعود تفكير القاده الى تطوير تلك الأنواع من الأسلحه الغير قاتله إلى وجود افراد مدنيين فى ميادين القتال، وهم دوماً على غير صله بالعمليات العسكريه .
ومن أهم الأسلحه التى تعطل وتشل الحركه ولكن دون احداث تدمير أو إراقة الدماء، (المهدئات) التى تشبه الرذاذ والتى تنشر فى الهواء وهى تحتوى على مواد كيمائيه معينه نشطه للتأثير على حواس الانسان فتقل حركته تدريجياً إلى أن تتوقف نهائياً، اضافة الى المهدئات التى تخدر جندى العدو، والأدوات المزوده بشحنات كهربائيه ولكن غير مضره لمن تقع عليه، كما توجد أنواع أخرى من المواد اللزجه سريعة التماسك والجفاف التى تعطل حركة المركبات وأنظمة السير والجر بها، سواء من المحركات أو أجهزة الدفع الموجوده فى المركبات العسكريه، ولا يمكن نسيان الشباك أو الحواجز والرغاوى التى تشل حركة جنود العدو على الفور وأيضا جرى التركيز على تصويب الأشعه الليزريه بطريقه مكثفه فى جميع الاتجاهات لإحداث العمى المؤقت الذى قد يستمر دقائق لا أكثر للهدف الموصوبه نحوه.
السعى نحو امتلاك أسلحة الردع وإيجاد الإداره الذكية:
والجدير بالذكر إن مفهوم الجيش الذكى الصغير بات فى احتياج إلى أسلحه فعاله من أسلحة الردع التخويفيه، ذات القدره على ردع الاعداء ومنعهم من مجرد ابداء الافكار فى السماح بحدوث المواجهه العسكريه من اساسها، وهو بذلك فى غير احتياج الى تكوين قوات عسكريه تقليديه كبيره الاحجام أو الموارد، والمعلوم إن أسلحة الردع تشتمل على الأسلحه الكيميائيه والبيولوجيه وأيضاً النوويه، مثل القذائف النوويه صغيرة العيار والطويله المدى كالرؤوس النوويه المحموله على صواريخ أو من خلال الطائرات والقاذفات الاستراتيجيه
ولا ينبغى نسيان أن تلك الأسلحه تطورت إمكانياتها كثيراً وزادت قدراتها التدميريه أضعافاً عن تلك التى سبق استخدمها من قبل الطيران الأمريكى قبيل نهاية الحرب العالميه الثانيه فوق مدينتى هيروشيما ونجازاكى اليابانيتين، كما أنه كذلك فقد زادت الدول المصنعه لها وزادت ايضاً وسائل ايصالها الى اهدافها .
وتعتبر احد اسس بناء الجيش الذكى هى تلك الاداره الذكيه للموارد البشريه ، والتى تعد من الناحية العمليه عاملاً هاماً ورئيسياً فى عملية التخطيط الاجماليه فى الجيش الصغير ، لان القوات التى تتمكن من تحقيق التوازن الصحيح بين عاملى ( التقنيه والموارد البشريه) تعتبر قواتاً مكتوب لها النجاح فى نهاية المطاف، كما إن توفير الامكانيات والقدرات الكليه للآليات والمعدات العسكريه تؤدى حتماً إلى جعلها قدرات مضاعفه مكتمله القوه والبنيان.
وفى حالة ما اذا اردنا الحديث عن عامل التجنيد والذى يتكلف مبالغ لا تحصى بالاضافه الى ما يجب توفيره لأؤلئك المجندين من المأوى والملبس والمواد التموينيه الاخرى، مع التدريب المكلف من الناحيه الماديه والوقت الطويل، الى الرعايه الصحيه فكل تلك العوامل التى تجعل الجيوش تعتمد على مئات الآلاف من المجندين سوف تؤول درجة تدريبها فى النهايه الى الضعف والوهن المتمثل فى انخفاض خفة الحركه وعدم القدره على اجراء المناوره، وهى فى الأساس أهم عوامل كسب المعركه، لذا يجب التخلى عن تلك الأعداد من المجندين والاعتماد على أعداد أقل ولكن بمستوى تدريبى أكبر وأعظم شأناً، لانه طبيعياً فى مقابل الأعداد الكبيره من المجندين فلسوف يقابله بالتالى قصر مدة التجنيد والتى سوف تقلل من كفاءتهم التدريبيه، والاجدر ان تعتمد الجيوش الذكيه الصغيره في أساس تكوينها على اعداد المتطوعين اكثر من اعتمادها على المجندين والتى سوف تنتهى مدة خدمتهم ويسرحون من الخدمه حالياً أو لاحقاً
{facebookpopup}