ابحاثها من الممكن ان تغير من فهمنا للاساسيات العلمية كما عرفناها. احد الاشياء التي تقوم بها العقول العبقرية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا – بالاضافة الى الربط بين طبيعة هذا الكون والخيال العلمي هو اعطاء اذنات مزاولة الطيران للطائرات المصنعة حديثا للحكومات الفدرالية. ذات صباحا بارد التحقت صابرينا باسترسكي بالجامعة تطلب فيه الحصول على اذن مزاولة الطيران لطائرة ذات محرك واحد قامت بتصنيعها.
في البداية كان يعتقد انه عمل كالاعمال التجارية المعتادة الا ان من قام بتصنيع الطائرة وتقدم للحصول على هذا الاذن, هي فتاة ذات شعر مشتت و عينان واسعتان وعمرها لم يتجاوز الاربعة عشر ربيعا ليس هذا فقط بل وقد قامت بالطيران بمفردها. تقول بيقي اودين السكرتيرة التنفيذية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في ذالك الوقت " لم استطع تصديق ذلك " ليس لصغر السن فقط بل ولانها فتاه.
الان 2016 والفتايات الموهوبات لسن نادرات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا; على الاقل نصف العدد من الفتايات. ولكن هناك شئ حول باسترسكي والذي جعل اودين لا يتوقف عند مساعدتها في الحصول على الترخيص بل ساهم في شد انتباه افضل اساتذة الجامعة لها. الان وبعد ثماني سنوات اصبحت باسترسكي نحيفة فارعة الطول وعمرها 22 عاما, وهي الان متخرجة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وطالبة دكتوراة في جامعة هارفرد الامريكية والتي يملأها الشغف بعالم الفيزياء. وهي الان تستكشف احد اهم التحديات والمسائل الصعبة في الفيزياء. كما فعل سابقا كل من ستيفين هوكينغ و البرت انشتاين (والذي مر على نظريته "النسبية" 100 عام). فهي تغوص بابحاثها في الثقوب السوداء, وطبيعة الجاذبية وزمن الفضاء. وبالتحديد فهي تحاول التركيز على فهم ظاهرة الجاذبية من خلال محاولة لشرحها في اطار الميكانيكا الكمية. الاكتشافات في هذا المجال من الممكن ان تغير فهمنا وبشكل كبير الى الكيفية التي يعمل بها الكون.
ولقد شدت انتباه بعض المع العاملين في وكالة ناسا الامريكية جيف بيزوس مؤسس موقع امازون الالكتروني, وشركة التطوير والصناعات الفضائية بلو اورجن وحيث وعدها بالعمل معهم عندما تكون جاهزة. ولقد سُئل بيزوس مؤخرا ما اذ مايزال العرض قائما فرد " يا الاهي ! نعم "
ربما لا تكون قد سمعت بـ باسترسكي ما لم تكن من المهتمين والمشجعين لعلوم الفيزياء و مطلع على ورقتيها البحثيتين
Semiclassical Virasoro Symmetry of the Quantum Gravity S-Matrix
Low's Subleading Soft Theorem as a Symmetry of QED
حول الطرق التي تحاول بها فهم شكل الفضاء والجاذبية وهما اول ورقتين كتبتهما
هي من الجيل الاول لامريكيين من اصل كوبي ولدت في ضواحي شيكاغو, ليس لها صفحة على الفيسبوك او لينكد إن او انستجرام وليس لها هاتف ذكي. ولكنها تقوم بانتظام بتحديث موقعها المسمى PhysicsGirl والذي يحتوي على قائمة طويلة من الانجازات. من بينها: Spotting Elegance Within The Chaos "اكتشاف الأناقة في الفوضى."
برزت باسترسكي من بين عدد من خريجي الفيزياء حديثا في الولايات المتحدة حيث كان هناك 7329 في عام 2013م، أي ضعف ماكان عليه عام 1999م 3178، وفقا للمعهد الأمريكي للفيزياء. وقال نعمة اركاني حامد، أستاذ برينستون والحائز على جائزة اساسيات الفيزياء 3 مليون دولار، انه سمع "أشياء رائعة" عن باسترسكي من المشرف عليها في هارفرد الأستاذ أندرو سترومنغر، الذي هو على وشك أن ينشر ورقة مع نجم الفيزياء هوكينغ .وقالت أنها تلقت أيضا مئات الآلاف من الدولارات في شكل منح من مؤسسة هيرتز، ومؤسسة سميث والمؤسسة الوطنية للعلوم.
وعلى الرغم من سيرتها الذاتية المثيرة للإعجاب، الا ان باسترسكي كانت مدرجة على قائمة الانتظار الطويلة عندما تقدمت بطلبها لأول مرة. كان كل من الاستاذ الين هاقرتي والاستاذ ايرل مورمان خائفين. شكرا لـ اودين التي ارتهما فيديو باسترسكي وهي تصنع طائرتها. قال الاستاذ هاقرتي "بعد مشاهدتنا للفيديو بقت افواهنا مفتوحة من الدهشة". "لديها إمكانات غير متوقعة." وكلا الاستاذين راهنا عليها، وقالت انها قبلت في النهاية، وتخرجت بمتوسط درجات 5.00، وهي أعلى درجة ممكنة في المدرسة.
تتحدث باسترسكي (وحيدة عائلتها) بشئ من الحرج وهي تكتب رسائلها بالبريد الالكتروني وتزينها بالوجوه المبتسمة وعلامات التعجب. وتقول إن لديها عدد قليل من الأصدقاء المقربين ولم يكن لها صديق، لم تشرب الكحول أو السجائر. وتقول باسترسكي "فانا احبذ ان ابقي منتبهة، وحمد لله اننى معروفة بما فعلت وليس بما لم افعل."