تعمل القوة الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإسلامي الإيراني على توسيع شبكتها من رادارات الإنذار المبكر "غدير" فوق الأفق بشكل مطرد، مع تحديد مواقع بناء جديدة في شمال غرب البلاد بالقرب من تبريز وعلى طول ساحل الخليج العربي
تشير هذه التطورات، التي سلط عليها محللو استخبارات المصادر المفتوحة الضوء مؤخرًا باستخدام صور الأقمار الصناعية من خرائط جوجل وجوجل إيرث، إلى جهود طهران المستمرة لتعزيز دفاعاتها الجوية ضد التهديدات المحتملة، وخاصة من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
تُمثل الرادارات، المُصممة لكشف الطائرات الهجومية وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية القادمة على مسافات بعيدة، ترقيةً هامةً للبنية التحتية العسكرية الإيرانية.
مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، يُمكن لهذه المنشآت أن تُعيد تشكيل الحسابات الاستراتيجية لأي دولة تُفكر في شنّ عمل عسكري ضد إيران، كما تُثير تساؤلاتٍ حول قدراتها الحقيقية وتداعياتها الأوسع على المنطقة.
لا يُعدّ نظام رادار "غدير" غريبًا على المشهد الدفاعي الإيراني. كُشف النقاب عنه لأول مرة عام 2011 خلال مناورات الرسول الأعظم 6 العسكرية، ودخل الخدمة رسميًا من قِبل الحرس الثوري الإسلامي عام 2012.
طُوّر نظام "غدير" محليًا من قِبل منظمة جهاد الاكتفاء الذاتي التابعة لقوة الحرس الثوري الإسلامي الجوية، وهو رادار ثلاثي الأبعاد بمصفوفة طورية، بمدى مُعلن يبلغ 1100 كيلومتر - أكثر من 680 ميلًا - لكشف الصواريخ الباليستية، و600 كيلومتر - حوالي 373 ميلًا - للطائرات.
زعم مسؤولون إيرانيون، بمن فيهم العميد فرزاد إسماعيلي، قائد قوات الدفاع الجوي التابعة للحرس الثوري الإيراني آنذاك، أن النظام قادر على تتبع طائرات الشبح وصواريخ كروز، وحتى الطائرات الصغيرة بدون طيار، بفضل قدرته على رصد الترددات الرنانة ومراقبة الأهداف على ارتفاعات تصل إلى 300 كيلومتر.
في تصريح أدلى به للصحفيين في طهران عام 2014، أكد إسماعيلي على مرونته، مشيرًا إلى أن النظام "يقاوم الحرب الإلكترونية بشكل جيد" ولديه "فرصة ضئيلة" للكشف عنه أو تدميره بواسطة الصواريخ المضادة للرادار، وفقًا لما ذكرته وكالة أنباء فارس التابعة للدولة الإيرانية.
هذا المزيج من الكشف بعيد المدى ومقاومة التشويش المزعومة يجعله حجر الزاوية في جهود إيران لحماية مجالها الجوي.
ما يميز نظام غدير عن العديد من أنظمة الرادار التقليدية هو قدرته على رصد التهديدات عبر الأفق، مما يسمح له برصد التهديدات التي تتجاوز انحناء الأرض. على عكس الرادارات ذات خط البصر، والتي تكون محدودة بالتضاريس والمسافة، فإن أنظمة ما وراء الأفق ترتد الموجات الراديوية من الغلاف الأيوني لرؤية الأهداف على بعد مئات أو حتى آلاف الأميال.
يعمل نظام غدير في نطاق التردد العالي، الذي يُحتمل أن يكون حول طول موجي يبلغ 6 أمتار، مما يُعزز قدرته على رصد الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض أو الأجسام الشبحية التي قد تتجنب أنظمة الموجات الأقصر. للمقارنة، تستخدم الولايات المتحدة رادار AN/FPS-118 فوق الأفق، وهو جزء من نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية، والذي يمكنه اكتشاف الأهداف على مسافات تتجاوز 3000 كيلومتر.
يتميز رادار Rezonans-N الروسي، وهو رادار فوق الأفق آخر، بمدى مماثل، وقد تم تصديره إلى دول مثل إيران، حيث يُكمل أنظمة محلية مثل غدير.
في حين أن الرادار الإيراني قد لا يُضاهي مدى نظيره الأمريكي، إلا أن تصميمه يبدو مُصممًا لمواجهة تهديدات مُحددة - وتحديدًا طائرات الشبح مثل F-35 وصواريخ كروز منخفضة الارتفاع - التي يُمكن أن يُطلقها الخصوم في المنطقة.
إن التطور التقني لنظام غدير مثير للإعجاب، لكن مواقع نشره تكشف الكثير عن أولويات إيران الاستراتيجية. يقع الموقع الجديد شمال غرب تبريز، والذي حدده المحللون جغرافيًا عند الإحداثيات 38.756697 و44.955930، في محافظة أذربيجان الغربية، وهي منطقة جبلية وعرة قرب الحدود مع تركيا والعراق.
يستغل هذا الموقع الارتفاع الشاهق للمنطقة - يتجاوز بعض المواقع 2200 متر - لتوسيع مدى رؤية الرادار، مع وضعه أيضًا لرصد التهديدات من الغرب، وهو اتجاه محتمل للغارات الجوية الأمريكية أو الإسرائيلية.
على طول الخليج العربي، تنتشر منشآت غدير إضافية على طول الساحل، لحماية ممرات الشحن الحيوية والبنية التحتية النفطية التي تُعدّ شرايين حيوية اقتصادية وأهدافًا محتملة. هذه المواقع الجنوبية، التي تم تحديدها في صور الأقمار الصناعية التي شاركها باحثو OSINT مثل @obretix على X، تقع في مواقع استراتيجية لرصد التهديدات البحرية، مثل الطائرات التي تُطلقها حاملات الطائرات أو صواريخ توماهوك من السفن الحربية الأمريكية في الخليج.
تُشكل هذه المواقع معًا قوسًا دفاعيًا، يتكامل مع شبكة الدفاع الجوي الإيرانية الأوسع، والتي تشمل أنظمة S-300 الروسية وبطاريات صواريخ محلية الصنع.
يعمل نظام غدير في نطاق التردد العالي، الذي يُحتمل أن يكون حول طول موجي يبلغ 6 أمتار، مما يُعزز قدرته على رصد الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض أو الأجسام الشبحية التي قد تتجنب أنظمة الموجات الأقصر. للمقارنة، تستخدم الولايات المتحدة رادار AN/FPS-118 فوق الأفق، وهو جزء من نظام الإنذار المبكر بالصواريخ الباليستية، والذي يمكنه اكتشاف الأهداف على مسافات تتجاوز 3000 كيلومتر.
يتميز رادار Rezonans-N الروسي، وهو رادار فوق الأفق آخر، بمدى مماثل، وقد تم تصديره إلى دول مثل إيران، حيث يُكمل أنظمة محلية مثل غدير.
في حين أن الرادار الإيراني قد لا يُضاهي مدى نظيره الأمريكي، إلا أن تصميمه يبدو مُصممًا لمواجهة تهديدات مُحددة - وتحديدًا طائرات الشبح مثل F-35 وصواريخ كروز منخفضة الارتفاع - التي يُمكن أن يُطلقها الخصوم في المنطقة.
إن التطور التقني لرادار غدير مثير للإعجاب، لكن مواقع نشره تكشف الكثير عن أولويات إيران الاستراتيجية. يقع الموقع الجديد شمال غرب تبريز، والذي حدده المحللون جغرافيًا عند الإحداثيات 38.756697 و44.955930، في محافظة أذربيجان الغربية، وهي منطقة جبلية وعرة قرب الحدود مع تركيا والعراق.
يستغل هذا الموقع الارتفاع الشاهق للمنطقة - يتجاوز بعض المواقع 2200 متر - لتوسيع مدى رؤية الرادار، مع وضعه أيضًا لرصد التهديدات من الغرب، وهو اتجاه محتمل للغارات الجوية الأمريكية أو الإسرائيلية.
على طول الخليج العربي، تنتشر منشآت غدير إضافية على طول الساحل، لحماية ممرات الشحن الحيوية والبنية التحتية النفطية التي تُعدّ شرايين حيوية اقتصادية وأهدافًا محتملة. هذه المواقع الجنوبية، التي تم تحديدها في صور الأقمار الصناعية التي شاركها باحثو OSINT مثل @obretix على X، تقع في مواقع استراتيجية لرصد التهديدات البحرية، مثل الطائرات التي تُطلقها حاملات الطائرات أو صواريخ توماهوك من السفن الحربية الأمريكية في الخليج.
تُشكل هذه المواقع معًا قوسًا دفاعيًا، يتكامل مع شبكة الدفاع الجوي الإيرانية الأوسع، والتي تشمل أنظمة S-300 الروسية وبطاريات صواريخ محلية الصنع.