تفيد التقارير أن الفلبين تدرس خيارات لشراء نظام صواريخ أرض-أرض، مع اهتمام خاص بنظام صواريخ تايفون متوسطة المدى المصنعة في الولايات المتحدة. يُعرف نظام تايفون بتنوعه ومداه التشغيلي، والذي طورته شركة لوكهيد مارتن، ويمثل خطوة
حاسمة في تعزيز القدرات الدفاعية للفلبين وسط التوترات الإقليمية المتزايدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. وبينما يسعى الجيش الفلبيني إلى تحديث قواته، فإن الاستحواذ المحتمل على نظام تايفون يتماشى مع الأولويات الاستراتيجية لموازنة التهديدات في المناطق البحرية المتنازع عليها.
ويأتي اهتمام الفلبين بنظام تايفون وسط تأكيدات متزايدة من جانب الجهات الفاعلة الإقليمية في بحر الصين الجنوبي. ويوفر نظام تايفون للقدرات متوسطة المدى، بمداه التشغيلي الكبير، قدرة محسنة على ردع التوغلات المعادية وتوفير "فقاعة" وقائية فوق المناطق البحرية المتنازع عليها. ومن شأن هذه القدرة أن تمثل تعزيزًا ملحوظًا لترسانة الصواريخ والمدفعية الحالية في الفلبين، بما يتماشى مع هدف البلاد لتعزيز الدفاع الإقليمي.
يُطلق على Typhon أيضًا نظام القدرة متوسطة المدى، وهو عبارة عن منصة صواريخ متطورة يتم إطلاقها من الأرض وقادرة على نشر صاروخ اعتراضي من طراز Standard Missile-6 (SM-6). تم تصميم SM-6 في البداية للاستخدام البحري، ويوفر مدى يتجاوز 482 كم (300 ميل) ويمكنه التعامل مع مجموعة متنوعة من التهديدات، بما في ذلك الطائرات والصواريخ وحتى السفن في البحر. إن قدرة منصة Typhon MRC على إطلاق هذه الصواريخ من وحدة متنقلة أرضية تعمل على تعزيز قدرات الهجوم البري بعيد المدى القابلة للتكيف بشكل كبير للدول الشريكة.
يُعرف صاروخ Typhon MRC SM-6 بقدراته الممتدة المدى ومتعددة المهام، بما في ذلك خيارات الدفاع الجوي ومكافحة السفن والهجوم البري الدقيق، مع مدى تشغيلي يتجاوز 370 كيلومترًا (230 ميلاً). يمكن لهذا الصاروخ اعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية والتهديدات البحرية، مما يوفر طبقة دفاعية صلبة ضد بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني. يتوافق نظام Typhon أيضًا مع صاروخ SM-2، وفي المستقبل، يمكن أن يدمج ذخائر أكثر تقدمًا مثل الصاروخ الموجه ذو المدى الممتد (ERGM) أو الصاروخ الضارب الدقيق (PrSM)، والذي يوفر ما يصل إلى 500 كيلومتر (310 ميل) من مدى الضربة، وهو مثالي لاستهداف الأصول عالية القيمة وتعزيز قدرة الفلبين على تأمين حدودها البحرية.
وبالنظر إلى المستقبل، قد يسمح التصميم المعياري لنظام تايفون باستيعاب صاروخ كروز توماهوك، مما يزيد من مداه إلى ما بين 500 و1500 كيلومتر (310 إلى 930 ميلاً). ومن شأن هذه القدرة أن توفر للفلبين خيارًا قويًا لضربات بعيدة المدى، مما يتيح شن هجمات دقيقة على أهداف استراتيجية في عمق المناطق المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. ومن خلال إضافة صواريخ توماهوك أو صواريخ بعيدة المدى مماثلة، فإن نظام تايفون MRC سوف يتحول إلى منصة قوية ومتعددة المسارح، مما يعزز قوة الردع الفلبينية ويمنحها نطاقًا غير مسبوق في الأمن الإقليمي.
نشرت الولايات المتحدة نظام تايفون للقدرات متوسطة المدى في الفلبين في أكتوبر 2023 كجزء من التدريبات العسكرية المشتركة. ويمثل هذا النشر أول استخدام عملي لنظام تايفون للقدرات متوسطة المدى على الأراضي الفلبينية وأثبت استراتيجيًا قدرات النظام على الانتشار السريع في ظروف العالم الحقيقي. وعززت هذه الوحدات في المواقع الحرجة قدرة الفلبين على حماية مصالحها البحرية ووفرت وجودًا رادعًا ملموسًا في المناطق المتنازع عليها. كما سمح هذا الانتشار المؤقت للقوات المسلحة الفلبينية بالتدريب جنبًا إلى جنب مع القوات الأمريكية، واكتساب خبرة عملية في تشغيل نظام تايفون وتعظيم التوافق بين القوات المسلحة للبلدين.
في سبتمبر/أيلول 2024، نشرت وكالة رويترز تقريرا يفيد بأن الولايات المتحدة ليس لديها خطط فورية لسحب نظام تايفون إم آر سي من الفلبين، على الرغم من المطالبات الصينية بإزالته. ووفقا لمصادر مطلعة على الأمر، فإن الولايات المتحدة تقيم بنشاط جدوى النظام في صراع إقليمي محتمل، مما يعكس اهتمام واشنطن بإنشاء وجود دفاعي مستقر وطويل الأمد في المنطقة. وعلى الرغم من الضغوط الدبلوماسية، فإن هذا الانتشار الموسع يؤكد التزام الولايات المتحدة بدعم الدول الحليفة مثل الفلبين وتعزيز الأمن الجماعي في مواجهة التهديدات المتصاعدة في بحر الصين الجنوبي.
إن استحواذ الفلبين على نظام تايفون إم آر سي من شأنه أن يمثل تعميقا للعلاقات الدفاعية مع الولايات المتحدة، وذلك بالبناء على اتفاقية التعاون الدفاعي المعزز (EDCA) التي تسمح بوجود أكبر للقوات الأمريكية في الفلبين. مع استراتيجية واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تؤكد على التحالفات القوية والشراكات الدفاعية، فإن نشر أنظمة تايفون داخل الفلبين يمكن أن يكون بمثابة أصل محوري في موقف الأمن الأمريكي الأوسع في المنطقة.
وبينما تتطلع الفلبين إلى الحصول على نظام تايفون متوسط المدى، فإنها تقف على أهبة الاستعداد لإضافة تحولية إلى بنيتها التحتية الدفاعية. ومن خلال الحصول على نظام تايفون متوسط المدى، يمكن للفلبين تعزيز سيادتها في المناطق المتنازع عليها وتعزيز قدرتها على حماية المجالات البحرية ضد التهديدات الناشئة. وتؤكد هذه الخطوة على التزام الفلبين بالاستقرار الإقليمي، مع تحديث الدفاع باعتباره حجر الزاوية في سياستها الأمنية الوطنية.