توصل فريق الرئيس الأميركي إلى حزمة عقوبات لمعاقبة تركيا جراء إصرارها على حصولها على نظام دفاع صاروخي روسي وتلقيها أجزاء من النظام، الجمعة، حيث سيتم التخطيط لإعلان خطتها في هذا الشأن خلال الأيام المقبلة، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر
ووفقا لما أورد موقع "بلومبرغ" عن مطلعين على هذا الأمر، فقد اختارت الإدارة الأميركية واحدة من 3 حزم من الإجراءات الموضوعة "لإحداث درجات متفاوتة من الألم" ضد تركيا بموجب قانون مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات، دون تحديد المجموعة التي وقع عليها الاختيار، مع العلم أن الخطة تحتاج إلى موافقة دونالد ترامب.
وقال أحد المطلعين إن النية هي الإعلان عن العقوبات أواخر الأسبوع المقبل، مشيرا إلى أن الإدارة الأميركية تريد الانتظار إلى ما بعد ذكرى المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 2016، التي تصادف الاثنين 15 يوليو، ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتجنب إثارة مزيد من التكهنات بأن الولايات المتحدة كانت مسؤولة عنها، كما يزعم أنصار أردوغان.
وبحسب الأشخاص المطلعين، الذين طالبوا عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية المسألة، فقد تم وضع الخطة بعد أيام من المناقشات بين مسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي، الذي قالوا إن الخطة تنتظر توقيع ترامب وكبار مستشاريه.
ووفقا لموقع بلومبرغ الإخباري، فقد رفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية التعليق على هذه الأنباء.
يشار إلى أن تركيا بدأت الجمعة في استلام أجزاء من منظومة "إس 400" الصاروخية الروسية الصنع، التي قالت الولايات المتحدة إنها تهدد برنامج التسليح الأكثر تكلفة في البنتاغون للخطر، أي الطائرة المقاتلة من طراز "أف 35" التي تقوم شركة لوكهيد مارتن بتصنيعها.
وحولت تركيا أنظارها إلى منظومة الدفاع الصاروخي الروسية بعد فشلها في التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن تزويدها بأنظمة دفاعية (منظومة باتريوت) وفق الشروط التركية.
وتجعل عمليات استلام المنظومة الروسية من شبه المؤكد أن يخضع الاقتصاد التركي، الذي يعاني بالفعل خلال الآونة الأخيرة، إلى إجراءات عقابية أميركية، إذ بموجب قانون العقوبات الأميركي، وبمجرد التصديق على عملية الاستلام، فإنه يتحتم على ترامب أن يختار ما لا يقل عن 5 من أصل 12 عقوبة مختلفة، تتراوح بين خفيفة إلى قاسية، بموجب قانون العقوبات.
وبحسب مسؤول مطلع على المداولات، طلب عدم الكشف عن هويته، فقد كانت الإدارة الأميركية تدرس موعد معاقبة تركيا.
يشار إلى أن العلاقة بين واشنطن وأنقرة تدهورت منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا، حيث أحبط الدعم الأميركي للمسلحين الأكراد تركيا، التي تعتبر المجموعة امتدادا للانفصاليين الذين تقاتلهم في بلادهم، كما انتقد أردوغان الولايات المتحدة لعدم تسليمها غولن، المتهم بأنه يقف وراء المحاولة الانقلابية.
والجمعة، قال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة مارك إسبر إن موقف واشنطن هو أن أنقرة لا يمكنها امتلاك طائرات "إف 35" ومنظومة "إس 400"، وهذا الموقف "لم يتغير".