في غضون الإجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد بالقاهرة مساء يوم أول أمس السبت 9 ديسمبر 2017، أدان مجلس جامعة الدول العربية قرار الإدارة الأمريكية إعلان مدينة القدس عاصمة لإسرائيل واعتزامها نقل سفارتها إلى القدس، معتبرا أن هذا القرار مرفوضا بشكل قطعي ويعد انتهاكا للقانون الدولي
وللشرعية الدولية. وقد تمخض عن هذا الإجتماع ثمانية قرارات توجز في سياق الفقرات التالية:
- التأكيد على التمسك بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمدينة القدس؛ التي تؤكد في مجملها أن جميع الإجراءات والقرارات الأحادية التي تستهدف تغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم في مدينة القدس أو فرض واقع جديد عليها هي تدابير لاغية وباطلة، وتشكل خرقاً صريحاً للاتفاقات الموقعة والتي نصت على عدم اتخاذ أي خطوات من شأنها الإجحاف بنتائج مفاوضات الوضع النهائي بما فيها القدس وعدم استباقها، والتي تؤكد أن القدس قضية من قضايا الوضع النهائي.
- مطالبة الولايات المتحدة بإلغاء قرارها حول القدس والعمل مع المجتمع الدولي على إلزام دولة الكيان الإسرائيلي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وإنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ سنة 1967، وذلك من خلال حل سلمي يضمن قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية واعتبار ذلك سبيلاً أوحد ولا بديل عنه لإنهاء الصراع.
- دعوة جميع الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما دعا المجلس إلى العمل على استصدار قرار من مجلس الأمن يؤكد أن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية ولا يشكل أي أثر قانوني على الإطلاق.
- التوصية بتشكيل لجنة منبثقة من لجنة مبادرة السلام العربية للعمل مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية على الحدّ من التبعات السياسية للقرار الأمريكي الجائر حول الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ومواجهة آثاره، وإبراز خطورة هذا القرار في ضوء المكانة الوطنية والتاريخية والدينية للقدس بالنسبة للمسلمين والمسيحيين على امتداد العالمين العربي والإسلامي.
- العمل مع المجتمع الدولي على إطلاق جهود فاعلة ومنهجية بهدف الضغط على دولة الإحتلال الإسرائيلي ودعوتها للالتزام بقرارات الشرعية الدولية، ووقف كل الخطوات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض خصوصا بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين وعلى حل الصراع على أساس حل الدولتين.
- التنسيق على أساس هذا القرار مع منظمة المؤتمر الإسلامي وأمانتها العامة، وتكليف الأمانة العامة للجامعة بالتنسيق لتسيير حملة إعلامية دولية تشرح خطورة القرار الأمريكي وتكشف الممارسات الإسرائيلية في القدس وأثرها في تفريغ المدينة المقدسة من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين وتهديد المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتؤكد الوضع القانوني للقدس كمدينة محتلة على أن يتم توفير الموارد المالية اللازمة لتمويل هذا الجهد من الدول الأعضاء.
- التوصية بزيادة موارد صندوق القدس والأقصى وفقا لقمة عمان في دورتها العادية) 28) دعماً لصمود الشعب الفلسطيني، وعلى وجه الخصوص المقدسيين الأبطال المرابطين على أرضهم والمتمسكين بمبادئهم، مع التأكيد على التمسك بالسلام على أساس حل الدولتين وفقاً للمرجعيات الدولية المعتمدة ومبادرة السلام العربية خياراً استراتيجياً ودعوة المجتمع الدولي للتحرك بشكل فعال لتحقيق هذا الحل.
إبقاء اجتماعات مجلس الجامعة العربية في حالة انعقاد والعودة للاجتماع في موعد أقصاه شهر واحد من الآن لتقييم الوضع والإتفاق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في الأردن بصفته رئيسا للدورة الحالية للقمة العربية.