ختتام أول دورة إستراتجية للبنية التحتية الأمنية لقوات الحرس الوطني تقام من قبل الأرما دي كارابينيري
(الحرس الوطني الإيطالي) بالتعاون مع وزارة الدفاع الليبية
الأرما دي كارابينيري كانت أول قوات الجيش الايطالي التي تنفذ مشروعاً مشتركاً مع القوات المسلحة لليبيا الجديدة الحرة.
البرنامج قد تم تصميمه وفقاً لمتطلبات الدولة الليبية الجديدة علماً بأنها قد خرجت حديثاً من الثورة التي ابتدأت في أول سنة 2011 (اندلعت في17 فبراير الشرارة الأولى للثورة في شرق البلاد، وفي 20 أغسطس تم تحرير العاصمة الليبية طرابلس، وفي 20 أكتوبر مقتل الدكتاتور القذافي) وقد جاء هذا المشروع تلبية للرغبة الملحة في إعادة تفعيل المؤسسات الداخلية لكي تتمكن الدولة من استرجاع مكانتها وهيبتها.
نتيجة لهذا الوضع من خلال التعاون الوثيق بين الأرمادي كارابينيري
ووزارة الدفاع الإيطالية والحكومة الليبية الانتقالية تم عقد دورة تدريبية تخصصية للقيادات المستقبلية في مؤسسات فرض القانون الليبية والقوات المسلحة، وذلك في مجال
البرامج والأساليب المتقدمة والمتطورة التي يتم تطويرها والعمل بها من قبل الأرمادي كارابينيري والتي تم تنفيذها في الـ CoESPU (مركز التميز لثبات وحدات الشرطة) الموجود بفتشينزا بأيطاليا، المركز المسؤول على توفير هذا النوع من التدريب.على الرغم من بعض الصعوبات التي
ظهرت خلال المرحلة الأولى للبرنامج والتي تتعلق بالأساس باللغة فقد تم تذليل هذه الصعاب بفضل تواجد ضابط مسؤول تابع للأرمادي كارابينيري وكوادره العاملة في ليبيا، وفي 29 أغسطس استقلت أول مجموعة مكونة من ثلاثين ضابطاً طائرة عسكرية
أقلعت من مطار طرابلس العسكري متجهة إلى فيتشنزا بإيطاليا.
وتم استقبال الضباط الليبيين في مقر الـ CoESPU بالثكنات الرئيسية في فيتشنزا من قبل قيادة الأركان المكونة من المدير ورئيس قسم التدريب ورئيس قسم البحوث والدراسات، وبحضور مجموعة من متحدثي اللغة العربية لغرض الترجمة تابعين
للأرمادي كارابينيري.
وقد كانت هذه من الخصوصيات المتعلقة بمشروع التدريب؛ لأن المترجمين قد تم اختيارهم مباشرة من ضباط الأرمادي كارابينيري اعتماداً على القدرات اللغوية والخبرات الاحترافية السابقة، والغرض من ذلك توفير تدريب عملي لقوات الحرس الوطني وأنماط الثقافة لصالح المرشدين الليبيين، وبفضل المترجمين تم تجاوز الحواجز الثقافية
واللغوية، وإضافة لذلك فقد تم تكليف الفريق للإشراف على المجموعة، ومن خلال تواجدهم المباشر المتواصل معهم فقد تم تقديم المساعدة في احتياجاتهم اليومية.
و من ضمن الأهداف والمنهج المبني على مدى الدورة التي سميت بـ (درب المدرب) أنه تم تزويد قادة الجيش الليبي المستقبلين كباراً وصغاراً بفكر ثقافي وتدريب قوي عند عودتهم لوطنهم؛ لكي يمثلوا قدرة عملية تهدف إلى تطوير قدرات وطاقات الشرطة والجيش.
نظمت الدورة على جدول مكون من 10 أسابيع لغرض تزويدهم بالمعلومات حول مواضيع ذات شقين: تزويدهم بالمعلومات حول مواضيع فرض القانون بحرفية، وذلك لنشرها بين زملائهم في ليبيا، والشق الثاني تعزيز عقلية جديدة نحو التدريب وإعداد القادة العسكريين في المستقبل.
وبتفصيل أكثر: فالعملية التدريبية تم تطويرها لصقل مهارات الرماية العملية ومهارات فنون الدفاع عن النفس.
تضمنت الدورة عدة دروس عملية تحاكي مواقف حقيقية متعلقة بالسيطرة على الأراضي، تم تنفيذها من خلال عملية محاكاة تكونت من دوريات وآليات نقاط تفتيش المركبات وإدارة المظاهرات والحفاظ على الأمن العام، وأيضاً اشتملت على محاضرات في علوم نفسية وسلوكيات المتظاهرين والحشود.
اعتبرت الست الأسابيع الأولى من البرنامج مرحلة عامة تم خلالها إنهاء المقرر الأساسي، ومن خلالها تم تقييم الأفراد وتقسيمهم إلى مجموعتين فرعيتين وذلك للأسابيع الأربعة الأخيرة، وتوزيعهم على برنامج خاص مدة الأسابيع الأربعة الأخيرة مقسم ألى قسمين:
القسم الأول: يهتم بمستوى الإدارة العليا وتقنيات الشرطة في المواقف
والبيئات الحساسة، مما أهلهم كمدربين.
القسم الثاني: يتعلق بحماية الأفراد والمواقع الحساسة تحت تهديدات الخطر، وبذلك تم منحهم صفة مدربي الحماية ومهارات الرماية.
ذلك إلى جانب النقاشات التخصصية المهنية وعدد من الدروس الأساسية حول مواضيع تطبيق وحماية حقوق الإنسان، ومواضيع ذات أهمية كبيرة لشعب تم كبته على طول 42 سنة، كذلك حول التهديدات الإرهابية المتواجدة باستمرار وفقاً للتغيرات الجيوإستراتيجية الناجمة عما يسمى بـ(الربيع العربي) حيث ظهرت فرصة للفكر المتطرف العنيف العالمي للظهور، وتحديداً ضمن المجتمع الليبي الجديد، وقد تم تسليط الضوء على هذه المسائل من قبل فريق المترجمين والمدربين التابعين لـ CoESPU بالإضافة إلى خبراء ليبين تم إرسالهم تحديدا لمواجهة هذه المسائل.
انتهت الدورة في الرابع والعشرين من أكتوبر تزامناً مع عيد الأضحى المبارك، وقد لاقت استحسان المسؤولين الليبيين، وذلك خلال ثلاث مناسبات مختلفة عندما جاء والي فيتشنزا لمراقبة تطبيقات المشاركين، وفي هذه المناسبة أتيحت الفرصة للضيوف الخاصين لتقدير روح المثابرة لدى الأفراد الليبيين، وحرصهم الدائم على المعرفة والفهم لتحقيق الأهداف المخطط لها، علاوة على ذلك فقد سمح هذا وبأسلوب سكان حوض البحر المتوسط بالالتزام والاستعداد من المدربين الايطاليين والمتدربين الليبيين للتغلب على بعض المشاكل التي برزت خلال المراحل العملية من الدورة، ونتيجة لذلك تكونت علاقة عمل وتعاون على كافة المستويات بمستوى عال.
الأرمادي كارابينيري من خلال المدربين والموظفين في
الـ CoESPU يسرها أن تعبر عن كامل تقديرها للنتائج التي تم تحقيقها من خلال الدورة التدريبية تعزيزاً للتعاون بين كافة قطاعات البلدين.
وهذه تعتبر بداية فقط لمستقبل من التعاون المثمر الذي سوف يكون مبادرة لتحقيق أهداف جديدة، ونتشرف بالأسهام في بناء دولة حرة وديمقراطية في ليبيا.