يتناول المؤلف في هذه المخطوط أهم المعارك الجوية منذ بداية ركوب الجو حتى أولى الحروب في القرن الحادي والعشرين. وذلك في سرد تاريخي لأهم المعارك الجوية، يأتي الكتاب في: مقدمة ومدخل ثم تسلسل لأهم المعارك الجوية من وجهة نظر الكاتب ، بدأها بمعركة بيرل هاربر الشهيرة وانتهاء بالحرب في أفغانستان مروراً بحرب فيتنام وجولات الصراع العربي الصهيوني عام 1967،
1973ومعركة بيروت وحرب الخليج ويتوقف عند احتلال العراق.
يورد الكاتب أن السبب الذي حدى به إلى أعداد هذا المخطوط هو يقينه بأن القراءة للمعارك السابقة والدروس المستفادة هي التي تصنع القادة وأن دراسة هذه المعارك تساعد ضابط الدفاع الجوي في توسيع مداركه والبحث عن الأسباب الرئيسية لنجاح تلك الضربات أو أسباب صدها مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الزمني في تطوير الآلة والوقت الذي وقعت فيه المعارك.
التاريخ العسكري بعد موضوعاً حيوياً تثقيفيا للضباط من مختلف الرتب وبه تتم المقارنة والتحليل للمعارك واستخلاص الدروس .
وتحقيقاً لهذا الغرض يقول الكاتب أنه اختار مجموعة من المعارك الجوية المهمة وقام بعرضها ووصف سير أحداثها تاركاً للقارئ استنباط الدروس المستفادة .
يتناول المؤلف الضربة الجوية الإسرائيلية عام 1967 بشيئ من التفصيل من حيث التوقيت والمراحل ويورد رسماً تخطيطياً لمراحل العملية .
ثم يتطرق إلى عملية ضرب المفاعل النووي العراقي { أويزراك } من قبل السلاح الجوي الصهيوني حيث يعطي فكرة كاملة عن مراحل العملية وإعداد الطائرات التي شاركت في العملية .
ويتكلم عن اجتياح بيروت عام 1982 ويورد بعض المواجهات التي حدثت بالرغم من التباين الواضح في الإمكانات ، حيث لم تمتلك المقاومة سوى أسلحة متواضعة تمثل في المضادات الأرضية تشمل بعض المدافع 57 ملم وصواريخ سام 7 ، والرشاشات 14,5ملم.
أما عن الغارة الأمريكية على ليبيا عام 1986 فيعطيها الكاتب شئاً من التفصيل حيث يورد الأسباب الظاهرة والأسباب الخفية ثم يورد إعداد الطائرات المشاركة ومراحل العملية والأماكن التي استهدفت بالقصف مع مخططات لاماكن انطلاق الطائرات وخط سيرها .
ثم يختم بحرب الخليج ويتناولها موضحاً الدول المشاركة والأسلحة والضربات الجوية التي تمت مع خلاصة للعمليات ويورد مقارنة بين الأسلحة للدول المشاركة في التحالف مقارنة بالقوات العراقية ويورد مواصفات للمعدات والأسلحة المستخدمة من قبل الجانبين.
ويورد دروساً من حرب البلقان، ويذكر إنها تختلف عن الحروب السابقة لكونها :
أول حرب بعد تفكك الإتحاد السوفيتي ، وأن مسرحها وسط أوروبا ،وأنها أول حرب يقوم بها حلف الناتو مند إنشائها قبل 50 سنة وإنها آخر حروب القرن العشرين والمدة التي استغرقتها . كما يتناول المؤلف 75 يوما من الضربات الجوية استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة الموجودة في حلف الناتو ويذكر في الخاتمة بعض الدروس المستفادة من هذه المعارك يوجزها:
إنشاء خطوط دفاعية صلبة من الصواريخ بعيدة ومتوسطة ألمدي.
الاعتماد على منصات صواريخ متحركة.
تجهيز غرف عمليات ثابتة ومتحركة.
تأمين كشف راداري مبكر .
وصول المعلومات إلى مراكز القيادة بالسرعة المطلوبة .
أما عن حرب افغانستان فيعتبرها أولي حروب القرن وإنها حرب ضد شخص متهم بتفجير برجي التجارة في (نيويورك وواشنطن) ثم يسرد الأسباب الحقيقية للحرب من وجهة نظره ، والإجراءات التي تمت من تهيئة الرأي العام نفسياً لقبول هذه الحرب ، وحجم وإمكانيات الدعاية المستخدمة لذلك ، ومراحل هذه العملية وأنواع الأسلحة الصواريخ والقنابل التي استخدمت والعديد منها لأول مرة ، حيث تم تجربتها وفقا لطبيعة الأرض مسرح العمليات .
ويذكر في نهاية المحظوظ المراجع التي اعتمد عليها في إعداد مادة هذا الكتاب .
هذا الكتاب لازال مخطوطاً لم تتم طباعته بعد، وهو جهد علمي لابأس به,. تفتقر المكتبة العسكرية إليه ،ونشير إلى أن المؤلف متخصص في الدفاع الجوى وهو ما يضيف إلى الكتاب أهمية ومصداقية . وقد شكلت له لجنة علمية لدراسته وتقييمه وأوصت بطباعته , ويشير تاريخ إعداد المخطوط إلى عام 2002 ، أي ما يقرب من 6 سنوات إلى الآن .