تعرف الصواريخ البالستية بأنها تلك الصواريخ التي تتبع نظرية الطيران كمقذوفات في مسار يشبه المدار للوصول إلى هدفها المبرمج مسبقاً و الذي يتبع المسار المبرمج في مرحلة عمل المحرك الصاروخي فقط والمعروف بالطيران بواسطة الدفع و بعد إنطفاء محرك الصاروخ يستمر في الطيران كمقذوف حر متبعاً نظرية ميكانيكا الطيران الحر حتى سقوطه على الهدف
المحدد له ساهم التطور التقني في نشر تقنية الصواريخ قصيرةو متوسطة المدى حول العالم, و لكن لازالت الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى محصورة في دول معينة تسعي بإستمرار لتطوير تقنيات جديدة تمكنها من البقاء في طليعة مستخدمي الصواريخ بعيدة المدى. وبالرغم من مرور أكثر من ستة عقود على استخدام الصواريخ البالستية لا زالت هذه الصواريخ محط اهتمام عالمي.
عندما عرضت البيرو صاروخاً أعتقد أنه صاروخ شبيه بصاروخ سكود الروسي خلال مناورات اجريت فى 2007 تسبب ذلك في حصول ازمة دبلوماسية مع دول الجوار وخاصة مع كولومبيا صرح بعدها وزير الدفاع البيروفي بأن البيرو لا تملك اي صواريخ سكود أو أي نوع مشابه وإن ما تم عرضه في التدريبات كان عبارة عن مجسم لصاروخ ليس إلا .
في نهاية الاربعينات من القرن الماضي وخلال معظم سنوات الخمسينات كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي الدولتان الوحيدتان اللتان تملكان صواريخ استراتيجية في ترسانتهما ولكن في منتصف الستينات انشرت تلك التقنية بشكل سريع حتى وصل عدد الدول التي تمتلك صواريخ استراتيجية بالستية إلى 25 دولة فيما يعتقد أن 5 دول أخرى تمتلك تلك الصواريخ كما ان دولاً اخرى لم تعد تملك منظومات عاملة لصواريخ بالستية ومن هذا المجموع فقط 9 دول تمتلك صواريخ تعبوية مداها أقل من 300 كم و 10 دول أخرى تملك صواريخ ذات مدى 300 كم من نوع (سكود بي) أو ما يشابهه من نماذج مطورة ذات مديات أطول وبينما 7 دول أخرى إما أنها تحصلت عليها بطريقة (غير شرعية) أو أنها لم تعد تملك إمكانيات تشغيلها.
و بالحديث عن الصواريخ التي يتجاوز مداها 1000 كم ينخفض عدد المستخدمين بشكل كبير، فقط الصين و الهند و إيران و كوريا الشمالية والباكستان تملك صواريخ يتراوح مداها بين 1000 و 2500 كم. بينما تملك الصين و الهند و إسرائيل و الباكستان و السعودية صواريخ بالستية متوسطة المدى والتي يتراوح مداها بين 2500 و 5500 كم ، أما الصواريخ العابرة للقارات فهي موجود في الصين و فرنسا و بريطانيا و روسيا و أمريكا فقط.ب
بعض الدول كانت من مشغلي الصواريخ البالستية في الماضي من بينها 5 دول من دول حلف وارسو السابق قامت بإحالة صواريخ (SS-21) إلى التقاعد، في حين قامت 9 دول من مستخدمي (السكود بي) بالاستغناء عن منظومات صواريخها وتجدر الاشارة هنا إلى ان دول الاتحاد السوفييتي السابق قامت (بإعادة) رؤوس الصواريخ العابرة للقارات الى روسيا و (دمرت) المتبقي من الصواريخ.
الصواريخ البالستية يمكن ان تطور محلياً أو أن تورد من الخارج من المصنعين فهناك 9 من أصل 20 دولة تستخدم صواريخ تحت مدى 300 كم قامت باستيراد صواريخها من الخارج.
خيارات التطوير:
بينما لا يوجد نقص في مصدري الصواريخ من فئة سكود أو من فئة الصواريخ التعبوية قصيرة المدى، هناك نقص في مصادر الصواريخ الاستراتيجية بعيدة المدى ، ففي معظم الحالات الدول التى تسعي للحصول على صواريخ بمدي يتجاوز 500 كم تواجه خيار تطوير الصواريخ إما بإمكانياتها الذاتيه بالاعتماد على النفس أو بمساعدة خارجية.
و لكن هناك إستثناءان لهذه القاعدة فالسعودية التى كانت قادرة على شراء صواريخ (CSS-2) الصينية التي يبلغ مداها 2400 كم وكان ذلك سنة 1987م و بريطانيا التي إعتمدت على الولايات المتحدة لإمدادها بصواريخ بالستية تطلق من الغواصات و التى يمكنها حمل رؤوس نووية.
يوجد في العالم 12 مصنّعاً للصواريخ البالستية 5 منها فقط تعتمد على نفسها بالكامل فى التصميم و التصنيع في كل من الصين وإسرائيل وروسيا وتايوان والولايات المتحدة بينما تعد الهند الاقرب الي الانظمام لهذه الدول و هناك مجموعة أخرى من الدول مثل إيران وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية والباكستان وسوريا وتركيا مازالت تحتاج لبعض المساعدة الخارجية للوصول الى إنتاج الصواريخ. كما يصنف الخبراء مصر كدولة محتملة في مجال التطوير بينما تعد الارجنتين و البرازيل و العراق و ليبيا دول تخلت عن برامج التطوير في مجال الصواريخ البالستية.
باعت روسيا منظومات صواريخ سكود إلى كل من افغانستان و أذربيجان و روسيا البيضاء و أوكرانيا و بلغاريا و إيران و تشيكيا و مصرو المجر و العراق و ليبيا و بولندا و تركمنستان و الامارات و اليمن ستة من هذه الدول أصبحت فيما بعد من مصدري تقنية السكود.
بنت سوريا خط الانتاج الخاص بها وباعت صواريخ (سكود بي) لايران بينما امدت مصر كوريا الشمالية بصواريخ (سكود بي) (بحسب المصدر) و التي استخدمت تقنية الهندسة العكسية لانتاج صاروخ سكود المطور طويل المدى و المعروف بأسم (هواسونج) و التي بيعت فيما بعد لايران التي طورتها بعد ذلك إلى (شهاب 1 ) المطور من (سكود بي) و (شهاب 2 ) المطور من صاروخ (سكود دي) . إستخدمت العراق ما قبل الغزو (سكود بي) كصاروخ أساسي في ترسانتها من الصواريخ البالستية التي تم زيادة مداها تحت مسمى (الحسين).
تقوم شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية (IAI) بتسويق نوعين من الصواريخ القصيرة المدى التكتيكية و التى تشترك في نوعية التقنية المستخدمة فيهما. و هناك صاروخ (لورا) الذي يبلغ مداه الاقصى 280 كم و يمكنه حمل 400 كجم من المواد المتفجرة العادية أو 600 كجم من المواد المتفجرة الخارقة للتحصينات. تستطيع هذه الصواريخ الطيران بمناورات مبرمجة مسبقاً الهدف منها إخفاء موقع الاطلاق و من ثم الهبوط على هدفها بشكل عمودى للتقليل من فرص إكتشافها كما تقلل من نسبة الخطاْ في حساب الارتفاع المقاس بجهاز GPS.
قامت الصناعات الجوية الاسرائيلية (IAI) بالتعاون مع الصناعات العسكرية الاسرائيلية (IMI) بتطوير صواريخ بعيدة المدى مثل صواريخ (لورا) و التي تستخدم نظام التوجيه المعتمد على نظام INS/GPS و هو نظام يعمل على الملاحة بنظام تحديد الموقع العالمي و نظام الملاحة بالقصور الذاتي ، هذا الصاروخ المطور يستطيع حمل رأس حربي وزنه 100 كجم لمسافة 100 كم.
كما ان للصين أيضا نصيب من سوق تقنية الصواريخ في العالم من خلال صواريخ B-611/P-12 (CSS-X-11) و التي يبلغ مداها 150ـ 200 كم وهناك تقارير عديدة عن حصول باكستان على مساعدات اجنبية لإنتاج صواريخ (حتف 1) الذي يبلغ مداه من 70 إلى 100 كم و صاروخ (حتف 2) بمدى 180 كم و (حتف 3) بمدى 280 كم و الذي يعمل بالوقود الصلب. و كلها صواريخ عاملة و لكنها لم تصدر خارج باكستان.
وهناك أيضاً الهند و التي لها تواجد قوى فى نادي الصواريخ بسلسلة صواريخ (Prithvi) ذات مدى 150 ـ 300 كم العاملة في الجيش الهندي بالتوازي مع صواريخ (Dhanush) البحرية و التي لم تستقطب اي طلبات شراء حتى الآن ربما بسبب إستخدامها لوقود سائل قابل للتخزين. كما ان الهند تملك كذلك صواريخ (Agni 1) بمدي يصل إلى 700 كم التي تسد الفجوة بين صاروخ (Prithvi) و صاروخ (Agni 2) ذو مدى 1000 كم.
العمود الفقري لقوة روسيا الصاروخية :
يتم الآن في روسيا العمل على عدة مشاريع لتطوير 4 غواصات حاملة للصواريخ النووية من فئة (دلتا 4) و التي سيتم إلحاقها بغواصتين تم تطويرهما لغرض تعزيز القوة الصاروخية الروسية.تضمن مشاريع التطوير إستبدال الصاروخ القديم من نوع (دلتا 4) على مراحل بالصاروخ المطور من نوع (سنيفا)(R-29RMU) و كلها صواريخ عابرة للقارات يمكن إطلاقها من منصات ثابتة أو متحركة برية و بحرية , حيث أوضح كبير المصممين في مكتب ماكييف للتصميم بأن الفرق الرئيسي بين الجيلين من الصواريخ هو في حجم صواريخ الدفع و الملاحة بواسطة الاقمار الاصطناعية و نظام حاسب آلي جديد كما تم تحسين مقاومة الصاروخ للتأثير السلبي للنبضات الكهرومغناطيسية و بتقنية غير معلومة لتدمير الصواريخ المضادة للصواريخ. كما ان القوة التدميرية للرأس النووي للصاروخ تصل إلى ما دون الطن و مايقرب من الطنين من المواد شديدة الانفجار.
و سعيا لزيادة قدرة صواريخ الغواصات النووية بدأ مركز أبحاث التقنيات الحرارية بتطوير صاروخ (بولافا) و الذي ذكرت مصادر صحفية أنه يعتمد بشكل كبير على التقنية المستخدمة في النموذج (توبول إم) كما ذكرت المصادر ان عملية التطوير لا تسير بشكل جيد و تعترضها بعض الصعوبات ، حيث تم تجريب الصاروخ (بولافا) 7 مرات منيت 4 منها بالفشل و حققت إثنتان من عمليات الاطلاق بعض النجاح. و يتوقع أن يتم إطلاق أول غواصة نووية تحمل 16 انبوبا لاطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات في 2010م أو في 2011م و ذلك في أحسن الظروف ، على أمل أن يتم تجهيز ثلاث غواصات بعدد 44 صاروخاً بحلول 2012 ف على ان يصل العدد إلى ثمانية بحلول العام 2017م.
الصواريخ الهندية العابرة للقارات:-
هناك تقارير مستمرة عن سعي الهند إلى إمتلاك صواريخ عابرة للقارات ، ولكن في المقابلة التلفزيونية مع مدير مركز البحث و التطوير العسكري الهندي في ديسمبر 2007م صرح المسئول الهندي بأن مدي 5000 ـ 6000 كم الذي تؤمنه صواريخنا يفي بالمتطلبات الدفاعية للدولة ، كما صرح بأن الهند ستجرب إطلاق صاروخ (Agni IV) مطور في الربع الاخير من عام 2008م.
كما صرح مدير المنظومات الاستراتيجية أن (Agni IV) سيطير بمميزات جديدة منها محركات صاروخية جديدة مصنوعة من المواد المركبة لتخفيف الوزن الامر الذي سيزيد من نسبة الدفع إلى الوزن بالاضافة إلى خاصية التسلل بتقنية غير معروفة.
أما عن نشاط كوريا الشمالية في نادى الصواريخ العابرة للقارات فيعد بطيئاًبالرغم من وجود بعض التجارب للصاروخ (دونج 1) الذي يصل مداه إلى 2000 كم و تم إضافة مرحلة ثألثة له ليصبح صاروخاً قادراً على حمل أقمار إصطناعية إلى الفضاء و قد فشل بحسب تقارير امريكية سنة 1998 ف بالوصول إلى المدار و لم تكرر التجربة لاحقاً.
كما ان هناك بعض التجارب على الصاروخ (دونج 2) و الذي يستخدم وقودا سائلا جديداً في مرحلتة الاولى و الذي يتوقع ان يصل مداه إلى 6000 كم حيث تمت تجربة الاطلاق الاولى في يوليو 2007 ف بفقدان الصاروخ بعد 42 ثانية من الاطلاق في حين لم تحاول كوريا إجراء تجربة ثانية بعد فشل تجربة الاطلاق الاولى.