في الوقت الذي يشهد العالم تسارعاً رهيباً في إستخدام التقنيات الحديثة في التطبيقات العسكرية ومن بينها النقل الجوي العسكري لم تنتظر شركة الصناعات الجوية الدفاعية و الفضائية الأوربية (EADS) كثيراً حتي تأخذ لنفسها مكاناً في السباق المحموم نحو التواجد بقوة في سوق طائرات النقل العسكري الحديثة
و من خلال سعينا الي مواكبة و نقل ما يستجد من تقنيات وأخبار سنعرض لطائرة نقل عسكري في طريقها لأن ترى النور قريباً طائرة الآيرباص A-400M والتي سعي مصمموها إلى الإيفاء بكل متطلبات التصميم و التشغيل الحديثة و هو ما لا يتوفر بحسب كبير مصممي الشركة المنتجة في طائرات النقل العسكري العاملة حالياً و التي هى من نفس فئة طائرات الآيرباص الجديدة حتي تكون طائرة النقل العسكري ذات جدوي يجب أن تتوفر فيها مجموعة من المتطلبات هي:
- - قابلية الطيران لمسافات طويلة.
- - قابلية تشغيلها بأقل عدد من الافراد.
- - القدرة علي حمل حجم و وزن كبير من الحمولة.
- - الإستجابة السريعة و القدرة على الطيران بسرعات عالية.
- - الإعتماد الكلي علي المعدات المحمولة على متن الطائرات لإستخدامها في الشحن و التفريغ و التشغيل و الصيانة الخفيفة.
- - القدرة على الهبوط على المهابط القصيرة وغير الممهدة .
- - القدرة على الطيران بسرعة منخفضة لتسهيل اعمال الانزال الجوي للافراد و المعدات.
- - درجة إعتمادية عالية و القدرة على الطيران في مختلف الظروف و باقل الامكانيات و بأقل عدد من المشغلين.
- - و اخيراً و الأهم هو قلة التكاليف المبدئية و تكاليف التشغيل و الصيانة.
يمكن تعريف الطائرة بأنها ستكون خليفة طائرة C130 الشهيرة والتي تربعت على عرش طائرات النقل العسكري لعقود طويلة بالرغم من التحديث المستمر، إلا ان طائرة C130 أصبحت طائرة قديمة، فبداية دخولها للخدمة ترجع الى سنة 1956م و كان من اول مستخدميها سلاح الجو الامريكي وسلاح الجو البريطاني.
تم توضيف آخر ما توصلت إليه التقنية الحديثة في مجال الطيران لهذه الطائرة والتي تعد اكبر طائرة نقل عسكري صنعت في اوروبا فهي تتميز بإستخدام محركات توربينية متقدمة تحتوي على مراوح مصنوعة من مواد مركبة من الالياف الزجاجية الكربونية توفر المتانة والخفة كما أنه تم الاستعانة بالمواد المركبة لتصنيع أجزاء كبيرة من هيكلها. حجرة القيادة الزجاجية (Glass Cockpit) زودت بعدد من الشاشات تظهر بيانات المنظومات المختلفة و الملاحة، كما أن نظام التحكم في الطائرة يعتمد على نظام الطيران بالسلك كما هو الحال لكل طائرات الايرباص المدنية الحديثة كما يتميز نظام الهبوط بالقوة و القدرة على الهبوط في مهابط غير ممهدة كما ان العامل الاساسي الذي سعى إليه المصممون هو إنخفاض تكاليف التشغيل للطائرة بما في ذلك طاقمها الذي يتكون من عدد إثنين فقط من الطيارين ومشرف شحن جوي خلافاً للطائرات المستعملة اليوم لا سيما الشرقية منها و التي تعتمد على عدد كبير من افراد الطاقم لتشغيلها تم تجهيز الطائرة لتتمكن من التزود بالوقود في الجو كما أنها قد تستخدم كخزان وقود طائر للطائرات الاخرى.
وكما هو الحال في كل الصناعات الاوروبية إشتركت في تصميم وتصنيع الطائرة عدد من الدول الاوروبية هي فرنسا و ألمانيا و إيطاليا و أسبانيا و بريطانيا و تركيا و غيرها.
ونظراً لتكاليف التصميم و الانتاج أبقت شركة الصناعات الفضائية الاوروبية الباب مفتوحاً لمساهمات دول من خارج الاتحاد الاوروبي مثل جنوب افريقيا التي ستساهم ببناء اجزاء من الهيكل والتي اتفقت على شراء ثمانية طائرات من هذا الطراز.
تم تأجيل التحليق التجريبي الاول للطائرة حتى وقت لاحق من هذه السنة نظراً للتأجيلات المستمرة التي صاحبت إنتاج النموذج الاول نتيجة وجود بعض المشاكل في تصميم الجناح و الهيكل.
يعتمد المصممون علي نقطة مهمة جداً لضمان نجاح الطائرة و هي زيادة سعة النقل والمدى لنفس العدد من الطائرات القديمة التي سيتم إستبدالها سيتم إنتاج الطائرة الجديدة في عدة طرازات تتضمن الشحن الجوي ونقل الجنود والتزويد بالوقود في الجو والاستطلاع الالكتروني.
وبالرغم من أن الايرباص الجديدة عانت من مشاكل التأخير إلا أن هناك العديد من الطلبات من قبل أسلحة جو مختلفة في العالم لإقتنائها حتى أن عدد الطلبيات المؤكدة وصل إلى 192 طائرة و خاصة الدول التي ساهمت في تصميمها و إنتاجها، حيث يتوقع أن يتم تسليم أول الطائرات في 2010 ف مما يؤكد الثقة الكبيرة لتلك الدول في إمكانيات الطائرة و في مصمميها و سنعرض في الأعداد القادمة لمزيد من الأخبار عن تقدم تجارب الطائرة و نتابع عن كثب ردود الافعال بشأنها وعما إذا كانت فعلاً ستزيح الطائرة العجوز C130 أم لا .