كـان لـدى الكيـان الصهيونـي سربـان من طائرات F16 A استلمت حديثا على عدة مراحل منها أول أربع طائرات أستلمت بواسطة طيارين أمريكيين وشعارات أمريكية، وكان بعض من الطيارين الصهاينة قد تدربوا على استخدام هذه الطائرات في قاعدة (اوتاه) بالولايات المتحدة الامريكية .
كان احد هؤلاء الطيارين الطيار المقاتل المقدم دوق وهو آمر لسرب f16A الاول ،استدعى واعطى بعض المعلومات عن المهمة ولكن فيما يتعلق بالتحضير لطلعة جوية من المتوقع القيام بها وهى فى حدود 580 ميلاً .
اخد دوف ينظر الى الخارطة ويتفحص الاهداف والتى ربما تثير اهتمامه ولم يجد شيئا ذا قيمة كبيرة وقال فى قرارة نفسه ربما يكون هدفاً ما شمال سوريا ...!!!!، كان دوف وسربه متمركزين فى قاعدة جوية قريبة من القدس تعرف باسم (رامات ديفيد ) وتوجد بها ايضا طائرات F 15 المتخصصة فى القتال الجوى أساساً.
المسافة بين دمشق والقاعدة الصهيونية لا تتجاوز 68 ميل والهدف الجديد بعيد جدا فما هو ترى وأين يوجد ؟..
إعادة التدريب والهجوم على ارتفاعات منخفضـة جـدا أخـد الكثيـر مـن الوقـت والطيـارون لـم يتدربـوا عـلى الطيـران المنخفض لمدة ساعتين او اكثر ناهيك عن ان طائرات F16 لا تمتلك خزانات وقود اضافية تركب تحت بطنها ( جسمها ) 300غالون مما يزيد في مدى الطائرة ولهذا ينظر الطيارون الصهاينة إلي طياري حاملات الطائرات الامريكية بنظرة أعجاب كبيرة حيث يقومون بالطيران البعيد والتزود بالوقود فى الجو فى اسوأ الأحوال الجوية ومن ثم والعودة والنزول على متن مدرج يسبح فى البحر (حاملة الطائرات) قصير جدا وبكميات وقود لا تذكر.
الكيان الصهيوني بلد صغير وضيق حيث يبلغ طوله 210 ميل وعرضه 45 ميل لاغير ومساحته تساوى تقريبا مساحة ولاية (ماساسوشتس) الامريكية .
كان الكيان الصهيوني لايزال يحتل شبه جزيرة سيناء والتى استولى عليها اثناء حرب عام 1967 ف والتى سيتم اعادتها الى مصر قبل 1982 بعد إتفاقية كامب ديفيد وسيناء عبارة عن صحراء فسيحة وقد اعطت لإسرائيل الفرصة في التدريب سواء الارضى أو الجوى .
وصلت خمس طائرات F16 اضافية من أمريكا فى سبتمبر لتضاف إلى الأربع طائرات الأولى فيصبح العدد ألان تسع طائرات ، في أواخر شهر الفاتح ـ سبتمبر 1980 اجتمع كل من :
العقيد طيار إسحاق أمر اللواء الجوى بقاعدة رامات ديفيد ،وأمر القاعدة رامات ديفيد ، والمقدم طيار دوف أمر السرب الأول لطائرات F16A.
والمقدم طيار دون أمر السرب الثاني لطائرات F16A .
مع رئيس فرع التخطيط للعمليات في السلاح الجوى الصهيوني ولأول مرة اطلع قادة التشكيلات الثلاثة على نوع الهدف الذي يجب أن يتم تدميره ، وقبل هذا لم يكن يعلم عن الهدف إلا مجموعة قليلة من القيادات في السلاح الجوى الصهيوني والآن علم به الطيارون الثلاثة أما بقية من سيشترك في عملية التنفيذ من الطيارين فلم ولن يعلموا شيئاً عن الوجهة حتى موعد التلقين للطلعة والتي كان مقررا لها يوم 10/5/1980 ثم الغيت .
اندهش الطيارون مما سمعوا فهم لم يتعودوا على تنفيذ مثل هذه الطلعات البعيدة والطيران اليها على ارتفاع منخفض (100 قدم )يعادل (30 متر") الا فى حرب الاستنزاف مع مصر سنوات 1969 حتى 1971 وبطائرات مختلفة عن ما يوجد حاليا .
القرار الان :-
كيف سيتم التخطيط للهجوم ؟
نوع السلاح المستخدم ؟
الاجراءات .
وسيلة الحصول على ادق المعلومات .
المسار الذي يجب أن يتخذ لتجنب كشف الرادارات العراقية توقيت الهجوم .
أحسن زوايا للانقضاض (الهجوم )
عدد الطائرات التي تستخدم...... الخ انكب المهندسون والفنيون على طائراتهم ليقوم كل منهم بمهمته على أكمل وجه وتتمثل في فحص جميع منظومات التسليح ودوائر الكهرباء .
تم اختيار سرب المقدم دوف وهو السرب الأول للقيام بالعملية ونظرا لخبرته في مجال الطيران وتجربته فان دوف أيضا قد يشارك في العملية ، لما سلف فان الهجوم كان متوقعا في نوفمبر 1980.
أما دان أمر السرب الثاني فقد أصر على إشراك سربه أيضاً في العملية وتحصل على الموافقة بعد الكثير من الإلحاح .
تم إجراء مناقشات بين الطيارين وهيئة العمليات والاستخبارات للتنسيق للغارة ،التخطيط كان مرسوما بحيث تمت دراسة صور منشآت التويثه والتى تم الحصول عليها بصورة سرية من قبل الفزيائيين والعلماء الاخرين (فرنسيون ،ايطاليون ) بكل تأني وذلك لتحديد احسن مكان يتم فيه رمى والقاء القنابل لجعل المفاعل غير ذى جدوى واعتبر ان بقية المنشات بدون وجود المفاعل لا تشكل اية اهمية .
تم قياس قبة المفاعل لاختيار نوع السلاح الـذي سيستخـدم بحيــث كـــان هنـاك قاش حول استخدام القنابل الذكية (SMART BOMBS) والتى هى اصـلا GBU- 15 وتنتجـها شـركة روكويل ويمكن ان ترمي هذه القنابل من مسافات بعيدة عن الهدف وذلك باستخدام اجهزة التحكم عن بعد بواسطة الكاميرا التلفزيونية ولكن ماذا لو حدث خطا فى التوجيه ؟
اصابة الهدف يجب ان تكون 100% من الهجوم الاول لذلك فان قنابل 2000 رطل عادية نوع شديدة الانفجار MK- 84 ستكون هى الاسلم وتحدث اقصى تاثير.
ولهذا قالوا:
نستطيع ان تستخدم طائرات متفوقة وقنابل عادية او طائرات عادية وقنابل ذكية ولكن لا نحتاج للاثنين معاً، طائرات متفوقة وقنابل ذكية وهذا التعبير استخدمه احد الطيارين .
تم الاتفاق على استخدام قنابل 2000 رطل لتدمير المفاعل واتخذت تحوطات إضافية أثناء التعامل مع القنابل 2000 رطل من حيث شكلها وجنيحات التوجيه تفاديا لاى خطا يحدث وهذه القنابل دقة إصابـتها مـن +10 :15 قـدم أي (+ 5 متر ) ويمكن أن تزود بصمام تفجير (لحظي أو متأخر ) شظايا القنبلة سوف ترتفع إلى 2800 قدم في خلال 9 ثوان من الانفجار ثم تنزل للأسفل 1000 قدم خلال 22 ثانية وتختفي خلال 27 ثانية وتنتشر أفقيا لمسافة 3400 قدم .
وللتأكد من أن القنابل شديدة الانفجار نوع MK- 84 ستؤدى الغرض التقى مجموعة من العلماءالصهاينة باخصائى البناء في مؤسسة الأنظمة النووية في الولايات المتحدة والتي تنظم وتصدر رخص استخدام الطاقة النووية كما تقوم بحماية الصحة العامة وسلامة البيئة في أمريكا .
الاجتماع كان يوم 9/10/1980 ف وقد تمت مناقشة الاستجابة الديناميكية للأنظمة الفرعية للمفاعل بعد الانفجار وكان السؤال المطروح هو ماذا سيحدث إذا اخترقت شحنة متفجرة مقدارها 1000 كجم/2000رطل الحواجز الإسمنتية وتفجرت بعد الاختراق داخل قبة المفاعل .ولم يوضح الصهاينة نواياهم للأمريكان بحيث هل هم يريدون أن يفجروا مفاعلاً أم يريـدون أن يعلـموا مـاذا لـو تمـت مهاجــمة مفاعلـهم تحت الأرض
وهذا اللقاء تم بدون اى تنسيق مع وزارة الخارجية الأمريكية كما كان متبعا .
تم اختيار نوع السلاح وهو قنابل انزلاقية وزن 2000 رطل شديدة الانفجار وتم التأكيد على نوع الطائرات المستخدمة وهى بلا شك طائرة F 16 A وترك الباقي للطيارين مثل اختيار خط السير والارتفـاع وكيفيـة الهجـوم والتوقيـت الصباحي أو المسائي وتحوطات الأمان أثناء رمى القنابل بحيث أن الشظايا المتفجرة يجب أن لا تؤثر على باقي الطائرات المهاجمة ولهذا تم اختيار مصهر( Delay fuze ) FUSE نوع متأخر ( والذي يسمح للقنبلة أن تخترق المفاعل وحسب التوقيت يتم تشغيله وبعدها يتم الانفجار لكي يسمح بمرور جميع الطائرات المهاجمة وكذلك يعطى دقة في التصويب ( تسديد ) على الهدف ، أما زوايا الانقضاض فكانت أحسن زاوية لرمى القنابل بالنسبة لطائرة F 16 هي ما بين 45:30 درجة وهى تعطى أفضل نتيجة لاختراق القبة الخراسانية والانفجار داخلها وتدميرها .
تمت مناقشة كافة النقاط وخاصة فيما يتعلق برمي القنابل وكان من المفترض أن من 4:2 قنابل كافية لتدمير قّبة المفاعل وما تحتويه فما بالك بإشراك 8 طائرات F 16 لكل طائرة 2 قنبلة اى أن مجموع ما سيتم إلقائه على المفاعل عدد 16 قنبلة اى أن 32000رطل أو 16000 كجم من المواد المتفجرة ستلقي على المفاعل وهذا كفيل بمسح المفاعل من الوجود .
كانـت أكثـر تدريبـات الطيارين الصهاينة على رماية قنابل نوع BDU- 33 وهى قنابل تزن 33 رطل اى 16 كجم وتقوم بتمثيل دور القنابل الحقيقية وعندما تنفجر ينبعث منها دخان فسفوري ابيض مما يمكن الطيار والمراقب والأرضى من أن يشاهدوا بأعينهم مكان سقوط القنبلة. وكذلك كانت هناك حالات تم التدريب فيها على رمى القنابل الحقيقية نوع 2000 رطل (MK- 84) في صحراء سيناء ولكنها لم تكن كثيرة ومع انه لم يكن احد من الطيارين المشاركين في التدريب باستثناء قادة التشكيلات الثلاثة وهم دوف ودون وإسحاق يعلمون شيئاً عن مكان الهدف حتى وقت التلقين للطلعة فإنهم قاموا جميعا بالتدريب على الرمي بالقنابل من الانقضاض على رادار في صحراء النقب وكان هذا يمثل قبة المفاعل.
كان الاهتمام واضحا بكيفية الهجوم من الانقضاض بزوايا 30:45 درجة مع راعاة السلامة لباقي الطائرات المهاجمة لما ستحدثه القنبلة الأولى من انفجار يترتب عليه خروج شظايا ودخان وأتربة قد تصل إلى ارتفاع 3800 قدم اى أكثر من كيلو متر مما يترتب عليه عدم مشاركة باقي الطائرات في الهجوم أو نتيجة الشظايا ربما تصاب إحدى التشكيلات المهاجمة.
وعلى هذا فان ارتفاع الخروج من الهجوم سيكون أكثر 3800 قدم ناهيك عن أنه سيكون أكثر أماناً للطائرات من المضادات الأرضية العراقية بحيث قدّرالصهاينة بأن الإنفجار سيكون داخل القبة الخراسانية للمفاعل وعلى هذا فان القبة الخراسانية ستحوى الانفجار بنسبة 50% اى أن مرور الطائرات حتى وان تم بارتفاع اقل مـن المسـموح بـه فهـو لـن يؤثـر على الطائرات وكانت هذه هي وسيلة الأمان الحقيقي للطائرات .
بالإضافة إلى الاخد في الاعتبار أسلحة المضادات الأرضية العراقية في حالة كشفـها للطائـرات المهاجـمة وهـي في مجملها مدافع م/ط وصواريخ محمولة على الكتف إضافة إلى منصات إطلاق صواريـخ راداريـة وطائـرات مقاتـلة متمركزة قرب بغداد وعلى العموم فان خوف الطيارين الصهايينه من وسائل الدفاع الجوى العراقي لديه ما يبرره ففي حرب سنة 1967 ف خسر الكيان الصهيوني أكثر من 40 طائرة جميعها تم إسقاطها بوسائط م/ط ولم تخسر آية طائرة بواسطة الصواريخ.
ودققوا في أرقام الخسائر الأمريكية في حرب فيتنام والتي استمرت عشرة سنوات (1964 .1974 ) فكانت كالاتى :
70% خسائر بواسطة نيران م /ط .
15% خسائر بواسطة صواريخ سام .
6% خسائر بواسطة طائرات الميج .
9% خسائر متفرقة (أسباب فنية وطيرانية ).
وقــدر الصهاينــة أن طائراتهـــم مثقـــــلة بالقنابــل و علـــيه سيكــــــون مـن الصـعب علـــى الطياريــــــــن ان ينـــاوروا لتفـــادى الصواريخ ومـــدافع م/ ط في حالة تم اكتشافهم قبل الغارة وكانت الخسائر فيما سبق تحدث على ارتفاعات بين 4500:1500 قدم وعلى مسافة 25 ميل من الهدف وهى المنطقة التي يجب أن تكون فيها الطائرة جاهزة لتنفيذ عملية الهجوم .
إذا عنصر المفاجأة أو المباغتة يجب أن يكون متوفراً في هذه العملية وإلا فأن العواقب ستكون وخيمة .
تقارير استخباراتية :
سببت التقارير الواردة من الاستخبارات عن أن الدفاعات العراقية حول منطقة المفاعل كثيرة ومشددة نظرا لحالة الحرب القائمة فقد كانت تتمثل في وجود مواقع م/ط ( عربات شيكا )ومدافع م / ط متفرقة منها المحمولة على عربات ومنها الثابتة بالإضافة إلى مواقع صواريخ نوع سام وكذلك وجود شبكات بها بالونات يتم رفعها إلى أعلي بمجرد كشف أي هدف بإتجاه المفاعل لكي يجبر الهدف على الارتفاع إلى أعلى ليتم التعامل معه حسب الحالة .
- وكل هذه القواعد بها طائرات مقاتلة جاهزة للإقلاع في اى لحظة.
وعلى هذا النحو من الخوف قام الصهاينة بتعديل طائراتهم f-16A وذلك بإضافة بالونات حرارية ورقائق معدنية ترمي وقت الحاجة إليها لتموية الصواريخ الارضية .
مغامرة على حساب كمية الوقود : تمت عملية حساب كمية الوقود للطائرات المثقلة بحمولات خارجية وهي طائرات F-16A وتتمثل في عدد 2 خزانات خارجية وعدد 2 قنابل وزن 2000 رطل لكل قنبلـــة أما طائــرات F-15 المرافقة لطائرات F-16A فكانت كمية وقودها كافية في أسوأ الظروف. قدر الصهاينة أن كمية الوقود المتبقية مباشرة أثناء الهجوم ستكون في حدود 9000 باوند ووقود العودة سيكون في حدود 6000 باوند من مكان المفاعل وهي كمية تكاد تكون غير كافية للرجوع ولكن إفترض الاسرائيلون عدم خوض طائراتهم من نوع F-16A أي اشتباك جوي مع الطائرات العراقية المتربصة بهم وترك الأمر لطائرات F-15 وقدروا أيضاً أن الرجـوع سيـكون عن طريق أقصر من مسار الذهاب وأن العودة ستكون على ارتفاع عالي جداً مع عدم وجود قنابل وقذف خزانات الاجنحة مما يؤهل الطائرة للرجوع بسلام نظراً لإنعدام المقاومة الهوائية لها وبذلك يتم الاقتصاد في كمية صرف الوقود . شركة جنرال ديناميكي قامت بتجربة F-16A بدون قنابل وبدون صواريخ وعلى ارتفاع عالي فوجدت أن الزمن ساعتين و 55 دقيقة هي أقصي حد لهذه الطائرة أما زمن هذه الطلعة الي المفاعل سيكون : 10 :3 ثلاث ساعات وعشرة دقائق بوجود خزانات خارجية وعدد 2 قنابل وارتفاع منخفض . السلاح الجوي الإسرائيلي كان سيقوم بتعليم الشركة المصنعة ماذا يمكن لطائرة F-16A أن تقوم بعمله فعلاً .
حدث خلاف بين قدامي الطيارين والاحدث سناً في عدة نقاط فقال أحدهم " لماذا نترك الرتبة هي التي تقود عندما تكون الكفاءه قادرة على تأدية العمل أفضل - وهي عبارة قالها طيار أمريكي في حرب فيتنام .
أختيار الطيارين عندما صدرت الاوامر لطياري F-16A للبدء في التدريب على الملاحة المنخفضة بدأ كل من دوف ودان والجنرال إيفري في عملية تصنيف وفحص طياري F-16A الذين شعروا أنهـم أحسـن مـن يـؤدي المهـمة .
أداء الطيارين في سماء لبنان كان له دور كبيـر فـي عمليـة الاختيـار هـذه ومثـل كـل العمليـات المهـمة فـي السـلاح الجـوي الصهيوني فإن 10% من الطيارين يجب أن يكونوا من الطيارين الجدد والذين تم اختيارهم بالاضافة الي دوف ودان .
كانوا : صمويل - جوزيف - أموس - بن - جبرائيل والمبتدئ أودي .
بالإضافة الي عدد 2 آخرين . وكانت رتبهم تتفاوت بين مقدم ونقيب وبعد اختيار المجموعة تم إعتمادها من قبل الجنرال إيفري ولجنة الهجومات في السلاح الجوي الإسرائيلي ولكن عندما تم إعلام قادة الأسراب وآمر القاعدة بالغرض من الطلعة فإن السياسة تدخلت في الاختيار النهائي للطيارين .
آمر اللواء الجوي العقيد إسحاق أصّر على أن يشارك في الطلعة وكأقدم شخص في القاعدة (رأمات ديفيد) التي تتمركز فيها f-16 فإنه كان بإستطاعته أن يزيح أحد الطيارين الجدد بكل سهولة .
إسحاق كان شخصاً محنكاً و ذا خبرة في ثلاث حروب صهيونية سابقة وماضية كان مشرفاً وهو الذي جعله آمراً للواء الجوي ولم يكن لديه مايكسبه من هذه الطلعة ولم يكن حتي متمكنا من طائرة f-16A ولكنه قرر أن يشارك بدلاً من نقيب طيار شاب وماهر ومتمكن من طائرة f-16A والذي يسمي " بن " أستاء كثيراً من الطيارين القدامي الذين كانوا يريدون أن يضعوا أنفسهم على حسابه وتم إخراجه من التشكيل ليصبح الطيار الاحتياطي رقم ( 1 ) في هذه العملية . العقيد اسحاق أمضي أسابيع إضافية للتدريب على طائرة f-16A ليصل الي مستوي باقي مجموعة الغارة من الكفاءة وكان سيطير كمشكل رقم ( 2 ) للمقدم " دان " مما جعل دان يقوم بطلعات إضافية لمساعدة إسحاق . وكأقدم شخص في المجموعة فإن العقيد أسحاق كان يستطيع أن ينال شرف قيادة التشكيل ولكن في الحقيقة فإن كل من المقدم دوف والمقدم دان هما اللذان قاما بمعظم العمل والتخطيط مع باقي المجموعة بينما كان اسحاق يقوم بعملة المعتاد في اللواء الجوي كآمراً له .
وعلى الرغم من أن كل مايتعلق بالغارة كان من أكثر الامور سرية في التاريخ العسكري الاسرائيلي إلا أن تصاريف القدر كان لها دوراً غريباً .
سكرتيرة بيغن الشخصية بحكم عملها كانت طبعاً لديها علم بالعملية التي ستقع كان لديها إحساس خاص بالقلق . إبنها صامويل كان من أحسن الطيارين على طائرة f-16A وعلمت أنه سيتم إختياره لتنفيذ الطلعة قبل أن يعلم هو بمدة طويلة . مشاعر الامومة كانت تتحرك داخل قلبها بعنف وتهتز مع كل مناقشة للتحضير للطلعـة والتـي كانــت تطلـــع عليـــها بحكـــم عملهـا بمكتــــب رئيـــس الوزراء بيغن وعـــلى الرغــــم مــــن هــذا فقـــد كانـــت تتابــع عملهــا ومسئولياتها بكل همة وسرية ونشاط . فهي تعلم أن أمن اسرائيل كان في الرهان حتي وإن كان هذا سيكلف حياة إبنها صامويل .
{facebookpopup}