أعلن وزير القوات الجوية الأميركية فرانك كيندال، خلال قمة "بوليتيكو" الدفاعية السنوية، الثلاثاء الماضي، بعض التفاصيل الجديدة للمشروع شديد السرية ضمن مبادرة "الهيمنة الجوية" للجيل القادم NGAD ويشمل برنامج NGAD طائرات مرافقة
ذاتية التحكم، وأسلحة جديدة كالصاروخ التكتيكي المتقدم السري AIM-260، ومن بين ما تحدث عنه الجهات المشاركة فيه، وكيفية تمويل المشروع، بالإضافة إلى سيطرة البرنامج على إنتاج الطائرات المسيرة القتالية المعاونة للمقاتلات المستقبلية.
وقال كيندال إنه في عام 2014، عندما كان يشغل منصب رئيس شؤون الاستحواذ والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية، جرى تكليفه بإجراء دراسة بقيادة وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة "داربا" تسمى "مبادرة الهيمنة".
وأوضح أن تلك الدراسة "استمرت لنحو عام، وأوصت بمجموعة من الأنظمة، لمرافقة المقاتلة التي ستحل محل الطائرة F-22"، مضيفاً أنه "في عام 2015، بدأنا برنامج الهيمنة الجوية للجيل القادم X-planes، بتمويل قدره نحو مليار دولار، مقسماً على 3 جهات بالتساوي، الثلث ينفق على وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية (داربا)، وثلث على القوات الجوية، وثلث على البحرية".
ولفت إلى أن هذا البرنامج "أنتج بعض النماذج الأولية التي نجحت في توضيح التقنيات التي نحتاجها"، مستخدماً صيغة الجمع، في إشارة إلى وجود تصميمات تنافسية في تلك المرحلة من المشروع.
ومع ذلك، لم يكشف كيندال عن عدد التصاميم، لكن مصادر في الصناعة قالت إن شركتي "بوينج" و"لوكهيد مارتن" شاركتا في برنامج NGAD، إذ قالت القوات الجوية إنها تتوقع التعاقد على البرنامج في عام 2024، الذي سبق أن قال عنه كيندال إنه سيكلف "مئات الملايين" من الدولارات لكل طائرة.
وأشار كيندال إلى أن برنامج NGAD "مزيج من الطائرات المأهولة والمسيرة التي ستتمتع ببعض الخصائص التقنية التي أظهرنا أنه يمكن تحقيقها"، دون أن يوضح بالتفصيل ما هي التقنيات الجديدة التي تم استكشافها، لكن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قالت في السابق إن مستوى التخفي في NGAD تحسن من حيث الحجم مقارنة بطائرات F-22 وF-35.
بدوره، كشف المدير التنفيذي السابق لشؤون الاستحواذ في القوات الجوية، ويل روبر في عام 2020، أن نموذجاً أولياً لطائرات NGAD حلَّق بالفعل، لكنه لم يوضح عدد الطائرات، أو إذا كانت في إطار طائرات X-planes.
وتشير كلمة X-planes عموماً إلى الطائرات التي تستكشف تقنيات جديدة لم يتم طرحها سابقاً على منصة جوية، في حين يشير مصطلح Y-plane عادة إلى نموذج أولي لمنصة معينة يُجرى إنتاجها بالفعل، لكن مع إضافة بعض التحسينات.
واختار البنتاجون الطائرة F-35 في ختام مسابقة X-plane بين شركتيْ "لوكهيد مارتن"، التي تقدم الطائرة X-35، و "بوينج" التي عرضت الطائرة X-32، إذ تجمع طائرات X بين الطيران فرط الصوتي وقدرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي والتخفي، بالإضافة إلى تقنيات التصنيع الجديدة.
وتعتمد الطائرات المعاونة على التقدم الذي أحرزته جهود البنتاجون وشركائها الآخرون في برامج مثل Skyborg التابع للقوات الجوية، وتقنية تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لقيادة المقاتلات الخاصة ببرنامج Air Combat Evolution التابع لـ "داربا"، وبرنامج Ghost Bat MQ-28 الذي تتعاون فيه شركة "بوينج" الأميركية مع أستراليا.
ومن المقرر أن يتلقى برنامج الطائرات القتالية المعاونة CCA تمويلاً بقيمة 5.8 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، ووصفه كيندال بأنه "أحد أهم البرامج التي أنتظر الموافقة على تمويلها".
وقال كيندال إن الإنتاج سيأتي في نهاية دورة الخمس سنوات، أي في السنة المالية 2028 تقريباً "إذا تمكنا من البدء"، في إشارة إلى التأخير في بدء البرنامج الجديد نتيجة التحديات التي تواجه تمويل الحكومة.
وغطى المؤتمر أيضاً، موقع Breaking Defense، الذي أشار إلى ما ذكره كيندال أن "مجموعة الأنظمة التي تخطط لها القوات الجوية، تشمل أسلحة جديدة مثل الصاروخ التكتيكي المتقدم المشترك JATM، والذي ستبدأ الخدمة في إنتاجه خلال السنوات القليلة المقبلة".
ولفت كيندال إلى أن برنامج الطائرات القتالية المعاونة ينتظر الموافقة على مشروع قانون الدفاع المالي لعام 2024، حيث طلبت القوات الجوية في موازنة العام المقبل، تخصيص مبلغ 392 مليون دولار لبرنامج المسيرات.