أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إكمال ليبيا التخلص من آخر كمية متبقية لديها من المواد المرتبطة بالأسلحة الكيميائية، وقد أشاد مدير عام المنظمة بهذ الخطوة التي تحققت من خلال إتلاف كمية تعادل 500 طن من السلائف الكيميائية، في مرفق خاص لتدمير النفايات في مونستر بألمانيا. وكانت هذه الكمية قد رحلت من ليبيا خلال شهر سبتمبر 2016، على متن سفينة دانماركية إلى ألمانيا للغرض المشار إليه.
هذا وكانت ليبيا قد انضمت لاتفاقية الأسلحة الكيميائية في عام 2004، ومنذ انضمامها اعتزمت التخلص من جميع مفردات مخزونها الكيميائي، وفقا لأحكام الإتفاقية. ومع نهاية سنة 2010، كانت عمليات التخلص من غاز الخردل قد ابتدأت بموقع الرواغة في منطقة الجفرة.. وشهدت هذه الأنشطة تقدما متميزا خلال سنة 2013، وهو ما أدى إلى إكمال تدمير هذا الغاز والذخائر المليئة به على نحو واف، مع حلول سنة 2014، وذلك في خطوة باتت معها الأراضي الليبية خالية تماما من كافة أشكال الأسلحة الكيميائية القابلة للإستخدام.
إلى ذلك وفي غضون السنوات الآنفة الذكر وصولا إلى سنة 2016، كانت أشواط هامة قد قطعت على صعيد إتلاف بعض الأنواع من السلائف الكيميائية، وهي عبارة عن مواد ترتبط بتصنيع أصناف من الغازات السامة الحربية. بيد أن الوضع الذي آل إليه برنامج التخلص جرّاء الحالة الإستثنائية الراهنة في البلاد والصعوبات التكنولوجية، كان في مجمله قد شكل تحدّيات جمّة تعذّرت معها سبل المضي قدما في برنامج التخلص والوفاء بالأجل المخطط إتمام التدمير بحلوله.
وتحسّبا لأي تطوّرات خطيرة يمكن أن تترتّب جرّاء استمرار بقاء هذا المخزون في الأراضي الليبية، لذا فقد باتت هناك حاجة ملحة للمسارعة إلى اتخاذ تدابير إستباقية للحيلولة دون نشوء أي مضاعفات محتملة غير محمودة العواقب.. وتأسيسا على ذلك لجأت ليبيا إلى طلب المساعدة من المجتمع الدولي.. وبمقتضى سلسة من القرارات الصادرة عن المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تمخض عنها صدور قرار دولي من مجلس الأمن، تم السماح بموجبه بنقل المخزون المتبقّي لدى ليبيا وترحيله عن طريق البحر إلى خارج أراضيها للتخلّص منه وفقا للمعايير المعتمدة دوليا في إتلاف النفايات.
هذا وفي وقت قصير لاحق ستصدر شهادة من مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تؤكد أن ليبيا قد أنتهت من تدمير كافة موجودات ترسانتها الكيميائية، وأنها قد أوفت بكافة الإلتزامات التي كانت مترتبة عليها بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية كدولة حائزة.