يتطلب التخطيط لمواجهة الحروب القيام بأمور كثيرة أولا يجب الادراك والاقتناع بوجود المخاطر وتانيا إدراك المؤسسات والمجتمعات وصانعي القرار بأهمية إدارة اعلامية للحرب وثالتا ضمان تطبيق الخطة الاعلامية بقوانين مسنه واختيار لجنه تقوم بتنفيذها
مفهوم التخطيط الاعلامي: هو وضع خطة عملية لمواجهة الازمات والكوارث المحتملة في المستقبل بهدف مقاومتها والحيلولة دون تفاقم آثارها السلبية، أو على الاقل التخفيف من حدتها.
مراحل التخطيط الاعلامي العسكري:
- الاعلام العسكري والحرب النفسية: لقد صاحبت الحروب العسكرية حروب نفسية منذ أقدم العصور ومثال ذلك ما كان يشيعه التتار عن أنفسهم من أن خيولهم سوابق وجنودهم صواعق وعددهم كالرمال، مما أوقع الفزع والرعب في قلوب الأمم التي واجهتهم عسكريا، وذلك لأنها هزمت سياسيا ونفسيا قبل المواجهة.
مفهوم الحرب النفسية: هو ممارسة التأثير النفسي وذلك بغرض تقوية وتدعيم الروح المعنوية لأفراد الامة من مدنيين وعسكريين وتحطيم الروح المعنوية لأفراد العدو.
اساليب الحرب النفسية: تستخدم الحرب النفسية اساليب مختلفة وذلك للتأثير على العواطف واتجاهات الجماهير والعسكريين ومن هذه الأساليب ما يلي:
- الاشاعة: هي عبارة عن كلام صادر من جهة ما يقصد به نشر أشياء موجودة فعلا، وغير مرغوب بسماعها، وإظهار شيء بأفضل، وتعميمها على البسطاء من الناس لتتداول بشكل عفوي، حتى تصير كلاما موثوقا به ويصدقه حتى مروجي الاشاعة.
- الدعاية: استخدام أي وسيلة من وسائل الاعلام العامة أو الشعبية بقصد التأثير في عقول وافراد جماعة معينة أو عواطفهم، من أجل تحقيق غرض عام معين، سواء كان هذا الغرض عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا وذلك في إطار خطة منظمة.
- غسيل الدماغ: هو عملية تطويع المخ وإعادة تشكيل التفكير، وعملية تغيير الاتجاهات النفسية، بحيث يتم هذا التغيير بطريقة التفجير، وهو محاولة توجيه الفكر الانساني أو العمل الانساني ضد رغبة الفرد أو ضد إرادته، او ضد ما يتفق مع افكاره ومعتقداته وقيمه، إنه عملية إعادة تعليم، وهو عملية تحويل الايمان أو العقيدة الى كفر بها، ثم الايمان بنقيضها.
اهداف الحرب النفسية: يقول( يوجز دفيسون) أحد خبراء الامريكيين ان أهداف الحرب النفسية هو التأثير على عواطف الجمهور لدى الخصم، وتسميم افكاره، وزعزعة مواقفه، إلى تبديل سلوكه حسب الاتجاه الذي يساعد على تحقيق اهدافه ومصلحته عالميا.
- بث اليأس من النصر في نفوس القوات المعادية، وذلك عن طريق المبالغة في وصف القوة وفي وصف الانتصارات، والمبالغة في وصف الهزائم حتى يشعر العدو أنه أمام قوة لا يمكن ان تقهر.
- زعزعة إيمان العدو بمبادئه وأهدافه، وذلك عن طريق إثبات استحالة تحقيق هذه المبادئ أو الاهداف، وتصوير المبادئ والاهداف على غير حقيقتها، وتضخم الأخطاء التي تقع عند محاولة تحقيق هذه المبادئ والاهداف.
- العمل على تفتيت الوحدة بين الافراد المدنيين والقوات المسلحة بحيث لا يثق كل منهم في الأخر.
- اضعاف الجبهة الداخلية للعدو وإحداث الثغرات بها، وذلك بتشجيع الفئات والجماعات المناوئة لنظام الحكم على الانشقاق وتشكيك الجماهير في قدرة قيادتها السياسية وكذلك تشكيك في قدرة قواته المسلحة().
- تخطيط الاعلام العسكري والحربي في إعداد الدولة للدفاع: ان اعداد الدولة للدفاع هو تخطيط استراتيجي له اهدافه الواضحة، وهو تركيز جهود قوى للدولة من أجل كسب الحرب عند نشوبها، ويحتاج هذا التخطيط إلى توافر البيانات عن الامكانات المتاحة في شتى المجالات ومنها المجال الاعلامي وسبل تنفيذه لدوره بالتنسيق مع قطاعات الدولة الاخرى، وعليه فإن الاعلام العسكري يقوم بدوره على النحو التالي لا إعداد الدولة في شتى المجالات :
أولا: دور الاعلام العسكري والحربي في اعداد الشعب اجتماعيا من خلال وسائله المختلفة:
- من خلال الصحافة:
- توعية افراد المجتمع بالمخاطر التي تهددهم وغرس الايمان بالوحدة الوطنية بين افراد الشعب والقضاء على الشائعات التي تهدف الى زعزعة الوحدة الوطنية.
- الاهتمام بالمشكلات الوطنية التي تؤثر بشكل كبير على معدلات التنمية.
- تناول مشكلات المجتمع الخطيرة مثل الانحراف والادمان من خلال التوعية والارشاد.
- من خلال الاذاعة والتلفزيون:
- عرض مشكلات المجتمع والتحديات التي تواجهه وتؤثر عليه بشكل مباشر من خلال البرامج الثقافية والسياسية.
- الاهتمام بالرامج التي تعرض أراء المواطنين في حل مشكلات المجتمع من اجل اعداد الدولة لمواجهة الصراع المنتظر في ضوء التهديدات التي تواجه الدولة.
- مواجهة العديد من المشكلات الداخلية من خلال برامج التوعية والافلام التسجيلية، ومن هذه المشكلات مشكلة التطرف والارهاب ومشكلة المخدرات مع شرح المفاهيم الصحيحة للعديد من الموضوعات التي تتعلق بالقيم الاسلامية.
تانيا: دور الاعلام العسكري والحربي في اعداد الشعب ثقافيا من خلال وسائله المختلفة:
- من خلال الصحافة:
- الدعوة الى الانفتاح على الثقافات الاخرى للاستفادة من النواحي الفكرية والادبية والفنية بما لا يخل بقيم وعقائد الدولة.
- عرض الموضوعات السياسية والثقافية الهامة التي تبرز على الساحة العالمية، مع ابراز اراء المحللين السياسيين والمفكرين بالشكل الذي الفكر الثقافي لدى المواطن.
- توعية الشباب بالتحديات التي تواجه المجتمع خاصة التي تبث من خلال وسائل الاعلام المعادية والتي تهدف إلى النيل من ثقافات مجتمعاتنا.
- من خلال الاذاعة والتلفزيون:
- تعميق الوعي بتاريخ الدولة ودورها وإسهاماتها في الحضارة الاسلامية.
- شرح المحاولات التي يقوم بها أعداء الامة في إطار محاولات الاختراق الثقافي ، وبث الدعاية والحرب النفسية وبنشر الاكاذيب والشائعات وتقديم الدلائل التي تفوت الفرصة عليهم للنيل من وحدة الوطن والمواطن.
ثالثا: دور الاعلام العسكري والحربي في إعداد الشعب من الناحية الحربية: يمكن للأعلام العسكري من خلال وسائلة المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة أن يسهم في إيجاد دور ايجابي في الاعداد الحربي للشعب من خلال:
- تشجيع الشباب على التدريب الحربي في المراحل المختلفة من التعليم بالمدارس والجامعات.
- التشجيع على انضمام الشباب الى الكليات والمعاهد العسكرية من أجل خلق جيل مؤهل من الضباط للانضمام إلى صفوف القوات المسلحة.
- الاسهام في اعداد افراد الشعب للدفاع المدني لتأمين وحماية منشآت الدولة وتوضيح اهمية ذلك من خلال عقد اللقاءات والندوات والاعلان عن معسكرات الوطن والمواطن.
المقال ورقة بحتية أعدها الكاتب كمشاركة في مجلة بحوث الاتصال وهي مجلة علمية محكّمة نصف سنوية تصدر عن كلية الفنون والإعلام جامعة الزيتونة ونشرت في العدد الثالث.السنة الثانية الصادر في يونيو 2018 م.
العربية 
English 
