يصادف اليوم السبت الذكرى 92 لاستشهاد شيخ الشهداء، عمر المختار، والذي أعدمه الإيطاليون عام 1931 بعد رحلة جهاد بطولية خاضها شامخا ورفاقه المجاهدين ضد استعمار بلاده وفضل الاستشهاد على الحياة في ظل المستعمر البغيض
تولى المختار قيادة "المجلس الأعلى" للعمليات الجهادية الذى أدار أعظم المعارك في التاريخ الليبي مع المحتلين الإيطاليين، خاصة بعد انسحاب الأتراك من البلاد عام 1912 بموجب معاهدة لوزان التي تخلوا فيها لإيطاليا عن ليبيا.
ألحق المجاهدون بقيادة عمر المختار بالغزاة هزائم مريرة، فقتلوا مئات الضباط والجنود، وخاضوا مئات المعارك في حرب استمرت 20 عاما لجأ فيها إلى تكتيك حرب العصابات وهو من التكتيكات القتالية الناجحة فأجبرهم على طلب مفاوضته سنة 1929، لكنه رفض مطالبهم بوقف القتال والخروج من البلاد واستأنف قتالهم حتى وقع في الأسر
وكان الاحتلال الايطالي قد عقد محكمة عسكرية صورية اصدر حكما باعدام شيخ الشهداء شنقا صباح يوم 16 سبتمبر/أيلول 1931 في منطقة "سلوق" ، بعد أعوام طوال من الكفاح كبد فيها المجاهدون قوات الاحتلال الايطالي خسائر لا تحصى في الأرواح رغم الفارق في العدة والعتاد.
فى مذكرات غراتسيانى، وهو القائد الإيطالى المسؤول عن المستعمرات فى ليبيا، يقول: «عندما حضر أمام مكتبى، يقصد المختار، تهيَّأ لى أننى أرى فيه شخصية آلاف المُرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامى بالحروب الصحراوية، وبالإجمال يخيل لى أن الذى يقف أمامى رجل ليس كالرجال: له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر، ها هو واقف أمام مكتبى نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح».
برغم كل الانقسامات والصراعات السياسية والقبلية والعسكرية، التي عرفتها ليبيا منذ بداية القرن الماضي، والخلافات التي تسببت بها حول كل الشخصيات التي قادت هذه المراحل، لكن الاسم الوحيد الذي يتفق سكانها على احترامه وتبجيله وحبه هو الشيخ عمر المختار المنفي الذي لا تزال سيرته العطرة منبعاً للحس الوطني ولا يزال مبعثا على الفخر لكل الليبيين .