يوصف النصف الثاني من القرن العشرين بعصر التقنية الراقية وبعصر المعلومات والتفجر المعرفي ، فقد اسهمت الوسائل الحديثة للاتصالات والمواصلات في تسريع نشر المعلومات إلى الحد الذي نستطيع معه في المستقبل القريب أن نتوقع انه لن يكون في مقدور فرد أو جماعة الهروب من تلك التأثيرات التي سوف تتلاحق من كل صوب.

 

منذ الحرب العالمية الثانية وحتى الآن تطورت تقنيات الأعلام والاتصال بمعدل يضاهى تطورها خلال الالفى سنة الماضية حيث يعمل في قطاع الأعلام والاتصال والمواصلات أكثر من نصف عدد السكان القادرين على العمل في بعض الدول المتقدمة ويصل في بعضها الآخر إلى نسبة 35%.
أدى هذا التقدم الهائل والاهتمام بوسائل الاتصال ووسائل الإعلام إلى ظهور ما يسمى ((بالتواصل الاعلامى)) الفضائي عبر الأقمار الصناعية ، وإزاء هذا أصبح من المستحيل على أية جماعة بل على أي فرد الابتعاد والانغلاق على نفسه .
الغي التقدم في وسائل الاتصال الجماهيري الحواجز الزمنية والمكانية وربط أرجاء العالم بحيث تحققت وحدة جغرافية لقارات العالم ولم تعد المسافات تشكل عائقاً يحول دون اتصال الشعوب فيما بينها ، وقد سمح هذا التقدم بالتقارب الفكري والذي بدوره اوجد أمكانية اكبر للتفاهم بين الشعوب .
وضع التقدم التقني الهائل الذي تحقق في السنوات الأخيرة في وسائل الاتصال والأعلام تحت تصرف الدول إمكانيات كثيرة فإلى جانب الأجهزة العسكرية والبوليسية ومؤسساتها وقوانينها ، تتمتع الدول اليوم بإمكانيات دعائية وإعلامية واسعة لقد أضحى العمل الدعائي والاعلامى جزء لا يتجزأ من الحياة وأصبحت وسائله مظهراً من مظاهر القمع الفكري والحرب النفسية في اغلب النظم السياسية على اختلاف إيديولوجياتها .
ولا يمر يوم دون أن يتعامل فيه إنسان العصر الحديث مع وسائل الاتصال والإعلام سواء على المستوى الفردي بالتخاطب أو المستوى الجماهيري ، كما لا يمر يوم دون أن يكون فيه الفرد على مقربة من وسيلة إعلامية مذياع أو جهاز مرئي في بيته أو سيارته أو مكان عمله و حتى في الشارع ونادراً ما يجلس في المنزل أو عند الطبيب ولا يجد جريدة أو مجلة أو كتاب بجواره .

تعريف الرأي العام 

أذا كان الباحثون قد أقروا بأهمية الرأي العام ودوره فقد اختلفوا في تعريفه ، هذا التباين في تعريف الرأي العام ينبع من طبيعة تخصص كل منهم .
فمنهم من عرف الرأي العام بأنه : اصطلاح يستخدم للتعبير عن مجموع الآراء التي يدين بها الناس المنتمون للجماعة الإنسانية إزاء المسائل التي تؤثر في مصالحهم العامة والخاصة ومن عرفه : بأنه الحكم الاجتماعي لجماعة ذات وعى ذاتي على موضوع ذي أهمية بعد مناقشة عامة ومقبولة .

ومن عرفه : بأنه تعبير يطلق على موقف عدد من الأفراد يعبرون فيه أو يطلب منهم التعبير فيه عن اقتراح محدد تكون له أهمية واسعة في التأثير المباشر أو غير المباشر في تحقيق الهدف المنشود لهم .
وعرف كذلك : بأنه هو التعبير الحر عن أراء الجماعة بالنسبة للمسائل العامة ذات المصلحة العامة بحيث يكون ممثلاً لرأى الأغلبية ورضي الأقلية .
وعرف أيضا بأنه هو الحكم الذي تصل إليه الجماعة في قضية ذات اعتبار معين على أن يكون الحكم بعد مناقشات وافية حول القضية المطروحة وان تكون القضية مطروحة بكل شفافية وان يكون الاتجاه الذي تتخذه الجماعة متفقاً مع المعتقدات الدينية والقومية وغيرها من معتقدات الجماعة .
وعرف بأنه : هو الرأي السائد بين أغلبية الجماهير الواعية في قضية معينة في فترة معينة تمس مصالح هذه الأغلبية مساً مباشراً ، واعتقد أن هذا التعريف هو اقرب إلى الدقة من التعريفات السابقة .
كما أن هناك تعريفات عديدة أخرى لا تختلف عن ما ذكر من تعريفات ألا من حيث التركيب اللفظي تقديماً أو تأخيرا .

والملاحظ من عرض هذه التعريفات أن اغلبها لم يصل إلى تعريف محدد واضح للرأي العام والذي نراه أن الرأي العام في مجتمع معين في زمن معيشي محدد ما هو إلا وجهة نظر الأكثرية العامة من الشعب أو القلة الواعية فيه تجاه قضية أساسية يفترض لها أن تتم في أجواء ديمقراطية (جدل ونقاش)) حتى يتحقق الهدف وهو تكوين فكرة صحيحة ومن ثم اتخاذ موفقاً صحيحاً وواضحاً من المشكلة المطروحة .
ويجب التذكير بان هناك فرقاً واضحاً بين العادات والتقاليد وبين الرأي العام فهذا الأخير يدور حول مسائل هي موضع نقاش وجدل بعكس العادات والتقاليد التي رسخت عبر العصور في أذهان الجماهير ولم تعد مثار نقاش عام ألا في وقت الثورات والتغيرات الاجتماعية الجذرية فالرأي العام اذاً يتألف من خلاصة الآراء الفردية وليس من أكثرية هذه الآراء لأنه ليس استفتاءاً ولا اقتراعاً شعبياً.
ويجب التنبيه إلى أهمية التفريق بين الرأي العام والسخط العام ، فالرأي العام هو ما يصل إليه المجتمع الواعي بعد تقليب وجهات النظر المختلفة لذا فهو يأتي نتيجة البحث والمناقشة وهو قوة خلاقة ومؤثرة ، أما السخط العام فهو ما يصل إليه الجماهير متأثرة بفكرة واحدة من زاوية واحدة وان الوعي الحقيقي لبلد ما يقاس بقوة الرأي العام ولا يقاس مطلقاً بالسخط العام في هذا البلد ألا نادراً وفى ظروف معينة .

وإذا حاولنا تناول الرأي العام من حيث علاقته بالاتجاهات والمواقف وهى جوانب أساسية ومهمة في المراحل التي يمر بها الأفراد عادة نحو قضايا أساسية يواجهونها في حياتهم العامة والخاصة فعلينا أن نشير إلى أن الاتجاهات والمواقف والآراء تعمل كوسيط بين الرغبات الداخلية للفرد وبين الوسط الاجتماعي والمادي الخارجي بوجه عام والوسط الاعلامى بوجه خاص .
عدد بعض المفكرين أهمية الاتجاهات والمواقف بثلاثة ادوار :

الدور الأول :
ويتمثل في أن الفرد عندما يكون له اتجاه معين فان ذلك يمده برصيد داخلي جاهز يساعده على تقدير حجم الأحداث واختيار أو تمييز حقائقها وذلك من وجهة نظر مصالحه واهتماماته الأساسية .

الدور الثاني :

ويتمثل في احتفاظ الفرد بعلاقاته مع الأشخاص الآخرين وفى توطيد هذه العلاقة وتدعيمها اى أن الاختلاف في الاتجاهات لا يفسد للود قضية ، ويجب قبول المواقف الأخرى برحابة صدر وان اختلفت مع مواقفنا .

الدور الثالث :
للاتجاهات و الآراء والمواقف : يتمثل فيما يسمى بالتعبير الخارجي عن الرغبات الداخلية للفرد وهذا التعبير له صور عديدة أهمها ما يعرف بالإسقاط والإبدال أو النقل أن كلمة رأى تتخطى مفهوم المعرفة البسيطة وتنطوي دائماً على موقف فيما يجدر فعله ، لذلك فان الأفراد يميلون أولاً إلى اتخاذ موقف ثم يكونوا بعد ذلك رأياً متصلاً به .
ولهذا فان الرأي لا يصبح عاماً ألا أذا عبر عن وجهة نظر خاصة بالسياسة العامة ويلتقي على وجهة النظر هذه الكثير من البشر ليمارسوا تأثيراً على صانع القرار ، وعليه فان الموقف عادة يسبق الرأي ويرتبط به .

المــوقــف :
الموقف هو استعداد عقلي صقلته التجربة له تأثيراً مباشراً على ردود الفعل إزاء المواضيع التي تعرض عليه وبناءاً عليه فان سلوكيات الفرد تتكون بناءاً على تجارب مر بها في حياته حتى أذا ما عرضت عليه قضايا متشابهة يتخذ حيالها مواقف تنسجم مع الخطوط العامة لهذه السلوكيات وهو ما يعرف (بالإسقاط).

كيف تتكون المواقف :
أن العوامل التي تتحكم في تكوين المواقف التي يتخذها الأفراد أو الجماعة هي :ـ
1 . التجارب : فالمواقف تتكون بصورة طبيعية بناء على تجارب مرت في الماضي مرتبطة بالوسط الاجتماعي الذي يعيش فيه الفرد .
2 .تأثير العوامل الاجتماعية : أن المركز الاجتماعي الذي يشغله الفرد من الممكن أن يكون له تأثير في المواقف التي يتخذها وهذه العوامل الاجتماعية هي :
أ. انتماء الفرد إلى جماعة معينة كالأسرة أو الطبقة أو الطائفة الدينية أو القبيلة ... الخ.
ب . المصالح الاجتماعية - الاقتصادية كالدخل والمهنة ومحل الإقامة .
ج .التنظيم الاجتماعي للجماعات والمصالح في البيئة التي يعيش فيها الفرد أو الجماعة .
3 .تأثير خصائص الشخصية :
وهنا يمكن التأكيد على أهمية العناصر الآتية :
أ. تأثير الخصائص البيولوجية الاجتماعية كالعمر والجنس والعرق .
ب .تأثير الطبائع الشخصية حيث أن الفرد يتخذ المواقف التي تنسجم مع مزاجه وتكوينه النفسي مثل الفضولي والمتهافت والغير مكترث والغضوب والبارد .. الخ .


الرأي العام
تكوينه . خصائصه . أهدافه
يمثل الرأي العام سلوكاً اجتماعياً أو استجابة لميزات اجتماعية وحتى يظهر هذا السلوك أو هذه الاستجابة ويكون رأياً عاماً لابد أن يمر بمراحل متعددة تكون في النهاية عناصر أساسية في
تشكيل الرأي العام وهذه العناصر هي :ـ
1 .القضية العامة .
2 .الجماعة .
3 .روح المناقشة .
فالقضية قد تكون بسيطة محددة لاتهم إلا جماعة صغيرة فاعلة وقد تكون القضية كبيرة تهم الأمة بأجمعها .
والجماعة قد تكون قليلة العدد ولكنها فاعلة وقد تكون كثيرة العدد أما المناقشة فقد تكون عامة وعلنية وفى نهايتها تتكون الآراء ويظهر الرأي العام ، فالمناقشة تمر بخطوتين الأولى اختلاف وجهات النظر والثانية تقارب وجهات النظر مروراً بالمحطات التالية :ـ
1. نشأة المشكلة أو الموضوع .
2. إدراك المشكلة .
3 .الاستطلاع بالمناقشة .
4. بروز المقترحات لحل المشكلة .
5 . صراع الآراء .
6 . تبلور الآراء
7. تقارب الآراء.
8 .الاتفاق الجماعي .
9 . السلوك الجماعي .
أذا كان الرأي العام في الدول النامية يتسم بالسطحية نتيجة الجهل والخوف فان الرأي العام في الدول المتقدمة يأخذ خصائص أخرى أكثر عمقاً فهو واع وعقلاني ويقبل التعددية ويحترمها ويأخذ بعين الاعتبار القانون الاخلاقى في المجتمع اى لا يمارس اى عنف فكرى .

أما أهداف الرأي العام فيحددها الباحثون في الاتى :
1 .الهدف السياسي :
ويفيد في معرفة اتجاهات الرأي العام حول قضايا معينة أو برامج أو خطة مستقبلية .
2 .الهدف الاجتماعي :
ويفيد في تشخيص ومعالجة مشاكل المجتمع كتنظيم النسل والطلاق والجريمة و التربية ...الخ.
3 .الهدف الاقتصادي : ( الارتباطى ) .
ويفيد في تخطيط العلاقة بين السلطة والجماهير والمؤسسات وجمهورها وطرق وسائل الاتصال وطرق الأغراء والجذب .

العوامل المؤثرة في الرأي العام 
يتأثر الإنسان بكل ما يحيط به من مؤثرات ولكنه في الوقت نفسه يؤثر فيها ويأخذ هذا السلوك التفاعلي أنماطا متعددة منها التعاون أو التنافس أو الصراع ومنها السيطرة أو السلطة أو الخوف .
ولاشك في أن آراء الناس وميولهم ومواقفهم وتصرفاتهم مرتبطة بمستوى ثقافتهم والعلاقة التي يقيمونها مع وسائل الأعلام على مختلف أصعدتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية .
ويخضع الرأي العام لعدة عوامل مؤثرة في تكوينه منها :ـ
1 .النظام السياسي .
2 .وسائل الأعلام .
3 .القادة والزعماء.
4 .التنظيمات الشعبية .
5 .الأسرة .
6 .العقيدة الدينية .
هذه العوامل هي متشابكة ومتداخلة في ما بينها ولكنها تتفاوت في أهميتها ودورها في تكوين الرأي العام من مجتمع إلى آخر .

فالنظام السياسي يؤدى دوراً مهماً في تكوين الرأي العام فالمواطن يتأثر بالايدولوجية السائدة في النظام السياسي فنظام الحكم يبغى من خلال وسائل الإعلام أن يؤثر ويغير مواقف المواطنين وأرائهم على نحو يتوخى منه تحقيق أهداف الخط السياسي والفكري للوصول إلى أهداف المجتمع في تحقيق قضية الإنسان الأساسية الكبرى وهى الحرية مع الاحتفاظ للإنسان بكرامته وأدبه وتحفظ للدولة كذلك حقوقها ومبادئها وذلك في إطار حرية مسئولة عن طريق وسائل الأعلام المختلفة .
أما دور وسائل الأعلام في التأثير في الرأي العام فهي من الأمور البديهية لان الفرد متعلماً أو أمياً لابد له أن يقرءا جريدة أو يسمع مذياع أو يشاهد إذاعة مرئية ، أن التطور في وسائل الأعلام أدى إلى وجود علاقة متبادلة بين النظام السياسي والرأي العام  لذا فان اغلب الأنظمة السياسية تخضع وسائل الأعلام إلى الرقابة المباشرة أو غير المباشرة .
يقوم القائد أو الزعيم بدور مهم في حياة الناس وآرائهم وخاصة في الدول النامية الذي يشكل فيها احد العوامل الأساسية في تكوين الرأي العام ولعل الزعيم الراحل / جمال عبد الناصر يعد مثالاً حياً لذلك وكلنا نعلم كيف استطاع أن يجسد لفترة طويلة الأهداف الوطنية والقومية للعرب جميعاً ، كذلك تؤدى الأسرة والعقيدة الدينية دوراً هاماً في تحديد أراء الناس ، فالأسرة هي المحطة الأولى التي تغرس في الطفل كثيراً من أنماط السلوك كالمحبة والتسامح كذلك .

يشكل الدين أداة هامة في غرس المفاهيم والاتجاهات ، فالفرد يتأثر بآراء الجماعة التي ينتمي إليها فالانتماء الطائفي أو العشائري يشكل في الدول النامية عاملاً هاماً في تكوين الرأي العام .
صور الرأي العام
يأخذ الرأي العام صور أو اشكالاً متعددة ومتباينة وذلك تبعاً لاختلاف الظروف والقضايا التي ترافق وجوده وقد اختلف الباحثون في تحديد صوره فمنهم من صوره بالحزبي والطبقي والزراعي ... الخ .
ومنهم من قسمه إلى رأى عام مثقف ورأى عام ظاهر ورأى عام كامن (مستتر).الخ ومنهم من قال أن الرأي العام يأخذ احد الأشكال التاليـــــة :
رأى عام جزئي .
رأى عام وطني .
رأى عام أقليمى .
رأى عام قومى .
رأى عام عالمي .

والرأي العام الجزئي يظهر عندما تنقسم الآراء في الوطن الواحد وقد يأخذ احد الأشكال التالية :ـ
- رأى أقلية (سياسية أو اجتماعية أو دينية ... الخ ) ــ رأى طبقي .
- رأى اقليمى .
من حيث النوعية فانه ينقسم إلى رأي واقعي ورأي عاطفي ولكن الأرجح أن الرأي العام ينقسم إلى :-
1. الرأي العام الوطني :ـ ويقصد به موقف أكثرية أفراد الشعب وخاصة الفئة الواعية منه تجاه قضية عامة أساسية تكون محل نقاش وجدل وهو يرتبط بالدولة فالرأي العام داخلها تجاه مشكلة يعانيها الشعب يشكل رأياً عاماً وطنياً .
2. الرأي العام الاقليمى :ـ وهو الذي ينشأ بين عدة شعوب متجاورة لغوياً وحضارياً فان تجاورها الجغرافي يربطها بأهداف ومصالح مشتركة مثل الرأي العام الافريقى ضد وجود الكيان العنصري في جنوب أفريقيا سابقاً .
3. الرأي العام القومي :ـ هو ذلك الرأي العام الذي يتكون بين عدة شعوب تجمعها قواسم  مشتركة مثل اللغة والدين والتاريخ والمصلحة الاقتصادية المشتركة ... الخ تجاه قضية هامة في مرحلة زمنية ما ، فالوطن العربي المجزأ إلى كيانات سياسية يكون وحدة جغرافية وثقافية واقتصادية متكاملة ، فالوحدة العربية والقضية الفلسطينية تشكلان بالنسبة للعرب رأياً عاماً قومياً .
4 .الرأي العام العالمي :ـوهو الذي لا يقتصر على مجتمع محلى معين وإنما يتعدى الحدود بين الجماعات السياسية ليعبر عن نوع من التوافق بين الفئات التي تنتمي إلى أكثر من دولة واحدة فالمواقف التي تتخذها شرائح عريضة في عدة دول ضد مسألة التسلح النووي يشكل رأياً عاماً عالمياً .


قياس الرأي العام

تحتاج عملية قياس الرأي العام إلى إجراءات معقدة ومكلفة لذا اوجد بعض الباحثين بعض والوسائل والمؤشرات التي نستطيع من خلالها أن نتعرف على الرأي العام ومنها
1 .الاستفتاء :ـ وهى طريقة مألوفة للوقوف على أراء الناس واتجاهاتهم ، حيث يطرح الموضوع على الشعب ويتاح له مناقشة هذه المبادئ وإعطاء رائه حولها في اليوم المحدد للاستفتاء الذي قد يكون علينا على هيئة شورى وقد يكون سرياً كما هو متبع في الأنظمة التقليدية .
2 . الصحافة :ـ والتي يمكنها أن تكون من الأدوات الأساسية للتعرف على الرأي العام من خلال ردود الأفعال على القضايا التي يتم طرحها بالصحافة من قبل القراء والكتابات التي تصدر
من الجماهير لإبداء وجهة النظر حول القضايا المطروحة للتداول الفكري .
3. الندوات والاجتماعات العامة :ـ حيث يتم طرح القضية ويترك للحاضرين إبداء الرأي حولها وقد يجرى توضيح لملابسات القضية أو الموضوع محل النقاش من قبل الجهة المنظمة للندوة أو الاجتماع .
4 . معاهد قياس الرأي العام :  مثل معهد غالوب العالمي وهو طريقة غير مكلفة حيث تعتمد على اخذ رأى عينات معينة مثل فئة ثقافية أو فئة عمرية أو فئة نوعية ( نساء أو أطفال ) مثلاً وبشكل عشوائي دون ترتيب مواعيد محددة لذلك حتى يكون الرأي عفوياً غير متأثر بعوامل مسبقة أو ضغوطات مثل التخويف والتهديد وغيره .

إن فهم الإعلام وخباياه وطرقه وأساليبه وتأثيره إنما هو فهم للعقل والفكر الإنسانيين وهو فهم للنفسية الإنسانية بكل تعقيداتها وعقدها انه أداة الإفراد للاتصال والتواصل وأداة الدول لإظهار صورتها عبر المجتمع الدولي وقد أن الأوان لنحسن استخدام هذه الأداة ، والكتابة في هذا الموضوع لا تكفيه صفحات معدودة ولكن قد تؤلف فيه مجلدات وان ما تم تداوله هو عبارة عن محاولة مختصرة ومتواضعة لا تكفى للإلمام بجميع جوانبه وفروعه كما أن الدعاية باعتبارها جزء من الإعلام يحتاج الحديث عنها إلى مؤلفات كثيرة.

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive