مجلة ليبية متخصصة في الشؤون الدفاعية

تركيا | شركة

تركيا | شركة "بايكار BAYRAKTAR " تُطلق صاروخ "كمنكش2" الذكي الصغير الموجه لتعزيز قدرات الطائرة المسيرة بيرقدار تي بي2.

كشفت شركة “بايكار” التركية الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية عن عن بدء اختبار صاروخها الذكي صاروخ كروز ذكي صغير طورته بإمكانات محلية وأطلقت عليه اسم “بيرقدار كمنكش (BAYRAKTAR KEMANKEŞ) في…

للمزيد

اليونان | تعرض مقاتلاتها من طراز ميراج البالغة من العمر 25 عامًا وتقترح بيعها لوزارة الدفاع الهندية.

اليونان | تعرض مقاتلاتها من طراز ميراج البالغة من العمر 25 عامًا وتقترح بيعها لوزارة الدفاع الهندية.

تدرس الهند شراء الطائرات المقاتلة القديمة من طراز ميراج 2000-5 من اليونان، والتي يبلغ عمرها حوالي 25 عامًا. يأتي هذا الخبر المثير للاهتمام من موقع idrw.org، وهو منفذ إعلامي هندي،…

للمزيد

روسيا | شركة UralVagonZavod يحول سيارة سوفيتية VAZ-2104 إلى عربة عسكرية.

روسيا | شركة UralVagonZavod يحول سيارة سوفيتية VAZ-2104 إلى عربة عسكرية.

من المثير للدهشة أن شركة Vityaz التابعة لشركة Uralvagonzavod، وهي شركة تابعة للشركة المشهورة بمهاراتها الهندسية العسكرية، تتجه نحو تعديل السيارات المدنية. وينصب التركيز على السيارة VAZ-2104 الشهيرة التي تعود…

للمزيد

ألمانيا | إتفاق توريد أكثر من 4700 قاذفة قنابل يدوية من طراز Steyr GL40 للجيش الألماني.

ألمانيا | إتفاق توريد أكثر من 4700 قاذفة قنابل يدوية من طراز Steyr GL40 للجيش الألماني.

أبرم الجيش الألماني، المعروف أيضًا باسم Bundeswehr، اتفاقية لتوريد 4776 قاذفة قنابل يدوية من طراز Steyr GL40، والتي سيتم تركيبها على أسلحته. تأتي هذه المعلومات من المنفذ الألماني Hart Punkt،…

للمزيد

لمحة تاريخية:

ولادة المعاكسة الإلكترونية في عام 1939 ف أبلغت المخابرات الألمانية قيادتها العليا أن البريطانيين قد قاموا ببناء هوائيات ارتفاعها حوالي 300 قدم على السواحل البريطانية ، وفي البداية لم يعرف الألمان دور هذه الهوائيات، ولكن أبلغ عملائهم وجواسيسهم في بريطانيا بأن هذه الهوائيات تابعة لمحطات إرسال لاسلكي

تعمل على موجة طولها(1.5ـ2 متر ولكن في الحقيقة فإن أطوال هذه الموجات كان عبارة عن تغطية للطول الموجي الحقيقي الذي كان 40 متراً والذي كان يستخدم في شبكة رادار حديثة للمدى البعيد تم نصبها من قبل البريطانيين. لم يقتنع القادة الألمان بهذه التفسيرات التي زودتهم بها مخابراتهم وخاصة هتلر الذي كان يريد معرفة ما وصل إليه البريطانيون في التحضير للحرب، وخاصة في حقل الرادار لذلك أقلعت أحد المناطيد الألمانية من قاعدة في شمال ألمانيا باتجاه السواحل الألمانية البريطانية بمهمة الإستطلاع وتسجيل الإشارات وللتأكد مما إذا كان البريطانيون يملكون رادارات أفضل من الرادارات الألمانية ، وجُهِز المنطاد بأجهزة استطلاع واستقبال عالية الحساسية متطورة ومعدات قياس الكترونية متطورة أيضا، كما جُهز المنطاد بعدد من الاختصاصين والفنيين بالإضافة إلى قائد سلاح الإشارة في القوات الجوية. طار المنطاد عبر سلسلة الهوائيات ولم يستطع الفنيون على متن المنطاد من استقبال أي إشارات غريبة بالرغم من محاولاتهم المستمرة لتوليف أجهزتهم على الترددات البريطانية . إن أسباب فشل تلك المهمة غير معروفة للألمان إلا أن هناك عدة افتراضات وضعها الاختصاصيون الألمان ومنها:-

الافتراض الأول هو أن البريطانيين شعروا مقدما بان المهمة وشيكة الحدوث وإنهم اكتشفوا وجود المنطاد قبل وصوله بزمن إلى سواحلهم وقاموا بالتوقف عن الإرسال_الصمت اللاسلكي).-

الافتراض الثاني هو أن الأجهزة المركبة على متن المنطاد والمخصصة لعملية الاستطلاع لم تكن تغطي مجال التردد المستخدم من قبل البريطانيين وخاصة على الأمواج القصيرة ولذلك لم يستطع الألمان التقاط تلك الإشارات.-

الافتراض الثالث هو أن أجهزة الاستقبال المحمولة على المنطاد قد تعطلت بعد الإقلاع مباشرة ولم يكن للفنيين الشجاعة الكافية لإبلاغ قادتهم بذلك.لقد كانت القناعة لدى القيادة الألمانية بأنه يجب أن لا يعطوا الرادارات البريطانية أهمية زائدة وأنه يجب عدم صرف الكثير من الأموال والوقت على الأبحاث الإلكترونية لتطوير معدات رادارية جديدة .

مع حـلول عام 1940 كانت ألمانيا قد غزت معظم القارة الأوربية وأصبح بإمكانها أن تكرس جهودها ضد بريطانيا عدوها القديم وطبقا لما يخطط له هتلر فإن الطريقة الوحيدة للتعامل مع البريطانيين هي غزو جزيرتهم.ونُفد الهجوم الألماني نهارا كما ورد في الخطة واستخدم في هدا الهجوم عدد من التشكيلات الجوية التي تضم مئات الطائرات، ويوما بعد يوم استطاعت المقاتلات البريطانية وضع نفسها في مكان متفوق أو متقدم على العدو، ونظم البريطانيون أوقات إقلاعهم من المطارات بشكل يجعل الاشتباك مع العدو يجري فوق القنال الإنجليزي لمفاجأة أهدافهم ولم يتوقع طيارو القاذفات الألمانية مواجهة عدوهم بهذه السرعة وكانت مفاجأة لهم . وطرح القادة الجويين الألمان السؤال التالي علي أنفسهم ( كيف استطاع البريطانيون عمل ذلك ؟)وأخيرا أدركوا كيف استطاع البريطانيون كشف وصول التشكيلات الجوية الألمانية بفضل ذلك الجدار الالكتروني غير المرئي والذي (نصب) علي الساحل البريطاني.لقد سهلت هذه المنظومة على السلاح الجوي البريطاني التصدي وملاقاة هجمات الطائرات الألمانية، وبعد ثلاث أيام من بدء المعارك أعطيت الأوامر لمواجهة وتدمير منظومة الهوائيات وقد استخدم البريطانيون في شبكة الرادار ترددات خاصة وكانت مخططات الإشعاع للهوائيات ضيقة و يطلق عليها الأشعة القلمية .ومن متابعة الألمان (للتنصت) على هذه الترددات تبين لهم أن البريطانيين يقودون مقاتلاتهم من مراكز قيادة أرضية مجهزة بأنظمة رؤية وكشف جديدة كانت في الحقيقة تلك الهوائيات الغريبة المنصوبة علي طول الساحل.ونفذ الألمان الهجوم الأول علي خمس محطات ساحلية بان واحد، حيث قامت القاذفات المقاتلة الألمانية بهجوم مباغت على تلك الهوائيات حيث تم تدمير المحطات الخمس وتوقفت عن العمل لفترة.وبعد ثلاث ساعات من الهجوم عادت المحطات البريطانية للإرسال ثانية، وكانت هذه العملية خدعة من البريطانيين لإيهام الألمان بأن تلك الهجمات لم تصب الهوائيات بأضرار كبيرة، بينما الحقيقة إن البريطانيين قاموا بنصب مرسلات تعمل على التردد نفسه لتعطي الانطباع للألمان بأن المحطات لا تزال تعمل، وكانت تلك المرسلات تقوم بإرسال الإشارات فقط ولا تستقبل أي شيء ولا يمكنها تحديد وكشف الأهداف، وظن الألمان أن البريطانيين قد قاموا بإصلاح محطات الرادار المدمرة وأعادوها للعمل، ولذلك قرروا أنه لا فائدة من إعادة الهجوم على تلك المحطات حيث إن عملية إسكاتها بعد التدمير الناري لا يستغرق إلا ساعات قليلة وتعود للعمل.وكان ذلك بداية مرحلة جديدة في المعارك الجوية فوق بريطانيا أو نوعاً جديدا ًمن الحرب أطلق عليه البريطانيون الحرب السرية أو المعاكسة الالكترونية (ECM) (Electronic Counter Measure) والتي اُستخدمت من قبل البريطانيين لخداع وتضليل أنظمة المساعدة الملاحية الألمانية.ولفهم هذا التطور في الحرب السرية بين بريطانيا وألمانيا يجب العودة إلى الوراء لبضع سنوات عندما طورت إحدى الشركات عام 1939ف وصممت نظام ملاحة لاسلكي يستخدم في عملية الهبوط الليلي وكذلك في عملية هبوط الرؤية السيئة.يحدد هذا النظام مسار الطيران باستخدام طريقة تساوي منطقة الإشارة (الشدة المتساوية) والتي لا تزال مستخدمة حتى يومنا هذا في عدد من أنظمة الملاحة اللاسلكية، ويتكون هذا النظام من هوائيين موضوعين جنباً إلى جنب بحيث تتراكب مخططات الإشعاع لكل هوائي مع الآخر ووصلت الهوائيات إلى مرسلين متشابهين ماعدا طريقة التعديل حيث يرسل الأول سلسلة من نقاط مورس... بينما يرسل الثاني سلسلة من شرطات مورس - - -- - - -)، فإذا تحرك المستقبل المحمول على الطائرة ضمن قطاع تراكب الشعاعين فإنه سيسمع في الوقت نفسه كلا الإشارتين وبذلك تتكون إشارة مستمرة أو صوت مستمر غير متقطع يسمعه الطيار، وهذا يمكن الطيار من معرفة أنه على المسار نفسه، أما إذا خرج المستقبل من منطقة تراكب الشعاعين فإنه سيسمع سلسلة من النقاط والشرطات ويستطيع بذلك الاستدلال عن موقعه بالنسبة لمحور تراكب الشعاعين بسهولة،أي يحدد موقعه على أي جانب من جانبي تساوي الإشارات ويمكنه بذلك من تصحيح مساره والعودة إلى الاتجاه الصحيح وهو الخط الواصل إلى محطة الإرسال ( محور مهبط القاعدة الجوية) التي تقوم بعمل منارة لاسلكية موجهة. سمي هذا النظام بنظام (لورينز) Lorenz وتم اعتماده في جميع المطارات المدنية والعسكرية ليس فقط في ألمانيا ولكن في عدة بلدان أخرى بما فيها بريطانيا. في عام 1939م، بدأ العالم الألماني (هانز بلندل) بدراسة إمكانية تطوير نظام (لورينز) واستخدمه لزيادة دقة أنظمة القصف في حالات الظلام وحالات الرؤية السيئة وسمي نظام الدكتور بلندل بأجهزة اكس (X-Greta ) ويتألف من عدد محدود من أشعة لورينز يكون أحد هذه الأشعة الدليل الرئيسي للمسار اللاسلكي الذي سيهتدي إليه التشكيل المقاتل ملاحياً بينما تكون بقية الإشعاعات متجهة عبر المسار الرئيسي متقاطعة معه على فترات محدده مسبقاً وتتقاطع هذه الإشعاعات الثانوية مع الشعاع الرئيسي فوق مناطق مبينة على الخارطة الملاحية وتمكن الطيار من معرفة موقعه بدقة، باستخدام هذا النظام إضافة إلى نظام التوقيت الآلي لتحرير القنابل، فإنه عند تقاطع الشعاع الرئيسي مع الشعاع الثانوي في منطقة معينة فإنه يتم تحرير القنابل آلياً، وقد أعطى هذا النظام المشترك إمكانية قصف الأهداف ليلاً بدقة كانت عالية في تلك الأيام ، وسمي هذا النظام (بنظام القصف الأعمى).لم تفاجأ طريقة القصف الليلي التي اعتمدها الألمان البريطانيين ،حيث أنهم كانوا على علم بها لذا قرر الألمان تعديل نظام القصف الالكتروني الموجه والذي ظهرت فيه نقطتا ضعف، أولهما إن القاذفات يجب أن تتبع مساراً لاسلكياً طويلاً مما يعرضها لخطر مهاجمتها من قبل المقاتلات البريطانية والتي كانت دائماً على ما يبدو موجودة على خط مسار القاذفات، الألمانية أما نقطة الضعف الثانية فإن نظام لورينز كان معتمداً. وكان على مستخدمي النظام الجديد من طيارين وملاحين إتباع دورة تدريبية طويلة لتأهيلهم، ولهذا بدأ الألمان بدراسة أنظمة توجيه لاسلكي مبسطة ومتطورة وسرعان ما بدءوا بتجربتها .بدأ الخوف يزداد في بريطانيا من أن الألمان يستخدمون أجهزة وأنظمة إلكترونية للقصف الليلي متطورة وتأكد ذلك عندما استجوب البريطانيون الطيارين الألمان الذين وقعوا في الأسر بعد إسقاط طائراتهم على الأراضي البريطانية بالإضافة إلى تحليل المعدات الالكترونية الموجودة في حطام القاذفات الألمانية ودراستها.زالت الشكوك لدى البريطانيين عن وجود مثل تلك الأنظمة الالكترونية وذلك عندما سمع أحد الطيارين البريطانيين الذي كان يقوم بمهمة استطلاعية روتينية في سماعته الرئيسية إشارات غريبة لم يسمعها من قبل ، وكانت عبارة عن سلسلة من نقاط مورس المتقطعة تتبعها إشارات مستمرة (صفير) ومع استمراره على المسار نفسه بدأ يسمع سلسلة من شرطات مورس، وكانت طائرته تقطع الشعاع اللاسلكي المرسل من محطة قيادة القاذفات الألمانية إلى أهدافها.بعد هذا الاكتشاف بدأ البريطانيون بدراسة جميع احتمالات معاكسة الأنظمة الالكترونية الألمانية وإبطالها وذلك بتقليد عملها أو تحييدها لإبطال فعاليتها وذلك هو ما عرف فيما بعد بالمعاكسة الالكترونية (ECM).كانت إحدى الطرق للمعاكسة الإلكترونية التي أقترحها العلماء البريطانيون هي إرسال إشارة ضجيج مستمرة تولد آلة على التردد نفسه المستخدم في نظام لورينز. استخدمت إحدى الآلات الطبية التي كانت تستخدم للمعالجة بالكي كمولد أساسي لإشارة ضجيج، وتبين أن تفريغ الشحنات الالكترونية المنتجة من هذا الجهاز كافية لتوليد التداخل مع المرسلات الألمانية وإبطال عمل أنظمة التوجيه اللاسلكي الألمانية. واُستخدمت طرق أخرى متعددة لتوليد الضجيج مثل وضع ميكروفون أمام مروحة دائرة لطائرة أو محرك ومن تم إرسال هذا الضجيج على التردد نفسه المستخدم في نظام لورينز (200-900 ) كيلو سيكل /ثانية.
أوجد العلماء البريطانيون طريقة جديدة لخداع الطيارين الألمان وذلك بإرسال إشارة من النوع نفسه التي تُرسل من قبل أنظمة لورينز، والذي يتوقع الطيارون الألمان سماعها وتحتوي هذه الإشارات على إشارات مشوهة (مثل إشارات اتجاه الوصول) قادرة على خداع الطيارين الألمان دون أن يشعروا بذلك، ووضع البريطانيون هذا النظام في الاستخدام .وبعد كثير من الأبحاث المستمرة أوجد البريطانيون نظاماً لمعاكسة نظام لورينز أُطلق عليه نظام (ميكون)(MEACON ) ( المنارة السائرة) وتتضمن المعاكسة الالكترونية هذه إعادة إرسال الإشارات المرسلة من نظام لورينز بعد إجراء بعض التغييرات فيها .
قام البريطانيون بنصب جهاز إرسال وجهاز استقبال بينهما مسافة (10) أميال، يقوم المستقبل بالتقاط إشارات لورينز ويرسلها بواسطة كابل إلى المرسل مباشرة والذي يعيد إرسالها بجودة عالية بواسطة هوائي موجه يرسل إشعاعاته باتجاه مختلف عن اتجاه الشعاع الأساسي المرسل من قبل أنظمة لورينز، وفي نقطة معينة من مسار الطيران سيسمع الطيارون الألمان إشارتين الأولى وهي الأساسية والتي تكون ضعيفة والثانية وهي المعاد إرسالها وهي الأقوى وبشكل آلي يتبع الطيارون الإشارة الأقوى وستأخذهم بعيداً عن الأهداف المقررة لهم.
نجحت هذه الخدعة الالكترونية وضرب الطيارون الألمان المناطق الخالية عوضاً عن ضرب المدن المستهدفة وفي بعض الحالات ضل الطيارون طريقهم وهبطوا اضطرارياً في الأراضي البريطانية.
بعد فترة من الزمن شعر الألمان بأن البريطانيين قد قاموا بتحييد نظام لورينز تماماً بواسطة المعاكسة الالكترونية وقاموا مباشرة بإجراء تعديلات فنية على أنظمة التوجيه اللاسلكي للملاحة والقصف.
ووضع الألمان نظاماً جديداً أطلقوا عليه اسم (كينشبين) ، ويتألف هذا النظام الجديد من مرسلين متقاطعين (متصلين داخلياً) ويقوم هذان المرسلان بإرسال سلسلة من النقاط والشرطات . وكان الفرق بين هذا النظام ونظام لورينز هو وجود شعاع واحد يقاطع الشعاع الرئيسي بدلاً من عدة أشعة ويتم التقاطع بالضبط فوق المدينة الهدف وهو أيضا أكثر دقة وحققت به القاذفات الألمانية نتائج أفضل في قصف المدن البريطانية.
اكتشف البريطانيون المواصفات الرئيسية لجهاز (كينشبين) وخاصة التردد الذي كان في حدود 30 MHz .
خلال هذه المرحلة الدامية من الحرب أُعطيت الأوامر لجميع محطات الإذاعة البريطانيةBBC باستخدام تردد موحد لجميع ارسالاتها، بعد أن اكتشفوا بأن الطيارين الألمان الذين يضلون طريقهم إما بسبب المعاكسة الالكترونية أو بسبب الأحوال الجوية السيئة كانوا يستخدمون محطات الإذاعة البريطانية للاسترشاد والعودة إلى مساراتهم الأصلية وذلك باستخدام أجهزة إيجاد الاتجاه الجوية ADF(ِAir Direction Finder ) المركبة على طائراتهم وذلك بمعرفة اتجاه محطتين أو ثلاثة محطات للإذاعة البريطانية لتحديد مواقعهم باستخدام مبدي التثليث ( التقاطع ).
كانت هناك محطة إذاعة أخرى استخدمت للأغراض العسكرية وهي محطة إذاعة باريس ، فبينما كانت محطات الإذاعة البريطانية تذيع برامج التسلية وأخبار الحرب والمواضيع السياسية لرفع الروح المعنوية للشعب البريطاني كانت محطة باريس وعلى مدار 24 ساعة تقدم برامج متنوعة وأغاني مليئة بالدعاية للنازية .
وبعد فترة وجيزة من الزمن لاحظ المستمعون البريطانيون لمحطة باريس صوت تلك المحطة يزداد فجأة وكان عليهم أن يخفقوا مفتاح الصوت كما لاحظوا أن ذلك يحدث عادة قبل بداية الغارات الألمانية، ونقلت هذه الملاحظات إلى المسئولين الذين اكتشفوا بعد أبحاث دقيقة ومستمرة أن صوت الإرسال يزداد فعلاًفي المدن التي كانت تقصف مباشرة، وبعد ذلك يعود الصوت إلى طبيعته، وتم الاستنتاج أن الألمان يستخدمون راديو باريس لتوجيه قاذفاتهم فوق المدن البريطانية ، كانت تلك الملاحظة تحدث قبل كل غارة جوية حيث كانت مرسلات محطة باريس تنفصل عن الهوائي الغير موجه، وتوصل مع هوائي موجه بدقة نحو المدينة المراد قصفها، وكان الطيارون الألمان يوجهون إلى المدن المراد قصفها وذلك بالاستماع إلى راديو باريس وبالإضافة إلى ذلك كان هناك شعاع آخر ضيق يتقاطع مع الشعاع الرئيسي فوق المدينة الهدف لتحديد منطقة تحرير القنابل.
وكان هذا النظام الجديد يعمل في مجال ترددي( MHz 70) وكان سراً غامضاً حتى اليوم وكان من الصعب فهم كيف استطاع الألمان إرسال مثل هذا الشعاع الضيق جداً (ثلاث درجات) بتلك الإمكانيات المحدودة التي كانت بحوزتهم آنذاك.
استطاع البريطانيون كشف هذا النظام بواسطة نظام المعاكسة الالكترونية (بروميد) واستطاعوا تغيير وجهة القاذفات الألمانية كلياً وأصبحت هذه القاذفات تحلق فوق بريطانيا مسقطة قذائفها عشوائياً واستطاع البريطانيون بعد فترة من تحقيق إرسال موجة مكنتهم من جعل القاذفات الألمانية ترمي قذائفها في البحر.
استخدم الألمان تكتيكاً لتعديل التردد (FM) الذي لا يعرفه البريطانيون ولا يملكون أجهزة للتنصت والاستطلاع على أرسالات التعديل الترددي فقاموا بخداع الاستطلاع الالكتروني البريطاني حيث أرسلوا عدداً من العملاء السريين مجهزين بأجهزة لاسلكية تعمل على التعديل الترددي (FM) للعمل في مناطق متعددة من بريطانيا وفرنسا لتزويد الطيارين الألمان بالمعلومات.
بعد الخسائر الجسيمة التي مني بها السلاح الجوي الألماني في معارك بريطانيا، تم سحب القوات الجوية الألمانية لإعادة نشرها وتمركزها في قواعد شرق ألمانيا، لتأخذ دورها في الحرب مع روسيا، وأصبح سلاح الجو البريطاني حراً ليبدأ أعماله الانتقامية وذلك بتنفيذ أعمال القصف الكثيف على ألمانيا كجزء من إستراتيجية تدمير ألمانيا .
وانقلبت الأدوار في حرب الإشعاعات (الحرب الالكترونية) بين بريطانيا وألمانيا وأصبح على البريطانيين إيجاد الأنظمة الالكترونية الفعالة التي تضمن قيادة وتوجيه قاذفاتها إلى أهدافها، بينما كان على الألمان إيجاد وسائل المعاكسة الالكترونية الفعالة.
ولحسن حظ البريطانيين فقد كان لديهم نظام مساعدة ملاحية كان قد صمم في عام 1938م، ولكنه لم يوضع في الإنتاج في ذلك الوقت حيث أُُعطيت الأفضلية لمشاريع أخرى ، وأطلق على هذا النظام اسم (جي) (GEE) وهو يتألف من ثلاث مرسلات لاسلكية تنصب على طول الشاطئ لمسافة (100) ميل بين كل منها.
وكانت هذه المرسلات متزامنة في العمل حيث ترسل سلسلة معقدة من النبضات بنظام معين وكان لدى ملاحي القاذفات مستقبلات خاصة تستطيع قياس الفرق الزمني بين استقبال النبضات الواردة من المحطات الثلاث وباستخدام خريطة ذات شبكة إحداثيات خاصة بأوروبا يستطيع الملاح تحديد موقعه بخطأ لا يزيد على (6) أميال على مسافة تتراوح بين (400-500) ميل من المرسلات.
استطاع الألمان التغلب على نظام التوجيه المستخدم من قبل البريطانيين وذلك بتصنيع مرسلات تشويش الكتروني ذات استطاعة عالية وتم تركيب هذه المرسلات في فرنسا بلجيكا وهولندا واستطاعت هذه المحطات معاكسة النظام (جي) (GEE) البريطاني وتحييده تاركة إياه دون فاعلية فوق أوروبا.
بعد تحييد نظام (جي) (GEE) توصل البريطانيون إلى تصنيع نظام جديد سمي نظام (أوبي) (O.Boe Observation bombing over enemy) أي مراقبة القصف فوق العدو.
يتألف نظام ( أوبي) O.Boe من جهاز السؤال الذي يرسل الإشارات مركباً على القاذفات بالإضافة إلى محطتين أرضيتين منصوبتين بمسافة بينهما ومجهزتين بنظام الإجابة عن إشارات السؤال المرسلة ،وكانت المحطات الأرضية قادرة على قياس المسافة بينها وبين الطائرة بشكل آلي ، وحقق هذا النظام نجاحاً ملحوظاً.وفي سنة 1943ف اكتشفت محطات الرادار الألمانية تشكيلات من الطائرات المعادية البريطانية تقترب، وحددت مواقع هذه التشكيلات، وأبلغت قيادة المنطقة بأن الطائرات المعادية تقترب على ارتفاع (1000) قدم، وكانت تلك آخر المشاهد التي شاهدها عمال الرادار وذلك لتشكل أصداء على شاشات جميع الرادارات بشكل كبير وهذا يدل على وجود ألاف الطائرات في الجو مما حير عمال الرادار الألمان ولم يصدقوا إن هناك آلاف من الطائرات المغيرة بآن واحد وكان بلاغهم الأخير إن الرادارات قد خرجت عن العمل بسبب الأعطال وتحتاج إلى كشف ومعايرة ، بينما الحقيقة أن البريطانيين استعملوا تشويشا خداعيا من النوع النقطي الذي يمثل الأهداف، وفي تلك الأثناء وصلت التشكيلات البريطانية إلى مشارف المنطقة، وفشلت المدفعية المضادة للطائرات والأسراب المقاتلة الألمانية من صد هذا الهجوم الكثيف وذلك نتيجة للخطأ الذي ارتكبه قادة محطات الرادار وعدم معرفتهم هذا النوع الجديد من التشويش.
لم يفهم الألمان سبب هذا الذي حدث لشاشات الرادار وأصيب قادة الدفاع الجوي بخيبة أمل نظراً لعدم وصول المعطيات لهم في الوقت المناسب من أجل توجيه نيرانهم.
ولجعل العدو يشعر بعدم فاعلية المعاكسة الالكترونية قاموا بإعطاء الأوامر بإطلاق النيران بشكل عشوائي على القاذفات، ولكن هذه النيران لم تؤدي إلى نتيجة، لأن القاذفات البريطانية كانت قد وصلت إلى أهدافها في تلك اللحظة ونفذت أكبر غارة جوية في التاريخ بكل دقة ونجاح.
لقد كان السبب بسيطاً وفعالاً حيث استخدم البريطانيون طريقة جديدة في المعاكسة الالكترونية وهي الطريقة السلبية وذلك بإلقاء عدد كبير من شرائح الالومنيوم من الطائرات بأطوال محددة أطلق عليها اسم ( النوافذ) ( Windows ) إن طول الشريحة يعادل نصف طول موجة الرادار) للتردد المستخدم في الرادار المعادي وأظهرت هذه الطريقة فعالية عالية بالتشويش على الرادارات واستخدمت لأول مرة وأطلقت الشرائح على شكل حزم وعندما تم قذفها كانت تنتشر بشكل واسع وتسبب انعكاس أصداء الإشارات إلى محطات الرادار بدلاًً من الأهداف حيث كانت الأصداء المنعكسة تغطي عن الهدف نتيجة لظهور عدد كبير من الأهداف الوهمية على شاشات الرادار معطية الدلالة على وجود عدد ضخم من الطائرات في الجو.
وكانت كلمة السر التي تُعطى لطياري سلاح الجو البريطاني لتنفيذ المعاكسة الالكترونية السلبية هي ( افتح النافذة) وبذلك سميت فيما بعد ( بالنوافذ).
أما الأمريكان فأطلقوا عليها إسم (التشاف ) (CHAFF ) وهي التسمية المصطلح عليها حالياً في جميع أنحاء العالم ، وفي الحقيقة يجب القول بان أول من أبتكر فكرة استخدام الرقائق المعدنية في التشويش هم الألمان أنفسهم ، لقد طوروا الفكرة قبل بضع سنوات من نشوب الحرب وأطلقوا عليها إسم ( دوبل ) وعندما عُرض هذا الموضوع على هتلر أصدر أوامره بإيقاف هذه الأبحاث وإتلاف جميع الوثائق الفنية المتعلقة بهذا الموضوع وكان السبب في ذلك هو خشيته من وقوع هذه التقنية في أيدي أعدائهم واستخدامها ضدهم.

ومضى وقت طويل حتى عرف الألمان هذه الأجسام الغريبة التي أمطرتها السماء كانت تشكل أبسط وأنجح وسيلة في ذلك الوقت لتضليل رادارات الكشف وأنظمة التوجيه، وتبين بعد ذلك أن 25 شريحة من هذه الرقائق كانت كافية لتشكيل صدى طائرة على شاشة الرادار.
قام الألمان بعد هذه الهزة العنيفة بإيجاد طريقة لحل المشكلة الجديدة وذلك عندما لاحظ عمال الرادار الألمان الأكفاء بأنه من الممكن التمييز بين الأصداء المرتدة من الأهداف نفسها والأصداء المرتدة عن التشاف، حيث أن الأصداء المرتدة عن القاذفات تتحرك بسرعة ثابتة بينما الأصداء المنعكسة عن التشاف وكأنها ثابتة أو بطيئة السرعة على شاشات الرادار.وقابل البريطانيون ذلك بزيادة الكميات المقذوفة من الشرائح والتي بدورها غطت شاشات الرادار الألمانية بشكل كامل .عند هذه النقطة قرر الألمان إنتاج هذه الشرائح المعدنية الثمينة وأصبحت جاهزة للاستخدام وأثبتت فاعليتها المطلقة خلال الغارة التي نفذها السلاح الجوي الألماني بقصف إحدى القواعد الجوية البريطانية.كما قام الألمان بتنفيذ سلسـلة من إعمال (معاكسـة المعاكسـه الالكترونية) ECCM Electronic Counter Counter Measures محاولين بذلك تحسين أنظمة دفاعهم الجوي ، وبعض هذه الإجراءات كان استخدام تقنيات جديدة في مجال الرادار لزيادة قدرة التمييز بين الأصداء المنعكسة عن الهدف والأصداء المنعكسة عن السطوح المعدنية الأخرى الرقائق المعدنية مثلاً .

Pin It
Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive

 

 

المتواجدون بالموقع

1489 زائر، وعضو واحد داخل الموقع

خدمة التغذية الأخبارية لمجلة المسلح

 

 

 

 

 

  

قائمة البريد

أشترك فى القائمة البريدية لأستقبال جديد المجلة

 

كلمة رئيس التحرير

جيش بلادي

جيش بلادي

من جغرافيا متناثرة لوطن مُمزّق.. بعدما دبّ اليأس في النفوس وانحسرت المقاومة باستشهاد رمزها، واستباحة…

للمزيد

الإثنين الثلاثاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت الأحد
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30

 

 

كلمة مدير التحرير

على هامش الذكرى...

على هامش الذكرى...

الحياة مليئة بالتجارب التي غالبا ما تترك آثارا عميقة في دنيا الشعوب، إذ ليس غريبا…

للمزيد