لقد اشتهر الكاتب المعروف بالمازني 1889 - 1949 بكتابة الاقصوصة وأن سبقه اليها الكثيرون إلا ان احداً منهم لم يرزق موهبتة في عذوبة الكلام وحلاوة الفكاهة وشعبية العبارة مع المحافظة التامة في الوقت نفسه على عربيتها وهو أكثر الكتاب المحدثين حديثاً عن نفسه وبيئته وعن صلته باهله والناس ومع ذلك قال عنه توفيق الحكيم بان الكذب هبة من هباته لما له من قدرة على الخيال والاختراع واختلاط الحق بالباطل فرد عليه المازني مفسراً هذا الكذب بأنه "الصدق الفني" حيث قال :

( ليس الصدق عندي أن يروي الكاتب قصة وقعت كلها بجملتها وتفصيلها بلا نقص ولا زيادة فما لهذا قيمة ولا هو الأدب الجدير بهذا الاسم وإنما المعول في الصدق والكذب على طريقة العرض واسلوب التناول والاخلاص في التعبير والتصوير ولا وزن لكون القصة مما وقع للكاتب أو لسواه أومما تخيل وقد يأخذ الكاتب بعض الوقائع فيضيف اليها أو ينقص منها ويبني قصته مما جرب وعرف وتخيل ايضاً ولا مفر من هذا المزج بين الحقيقة والخيال وكما ان لكل مخلوق انجالاً واجداداً كذلك كل فكرة أو خالجة أو خيال ، وسنة الحياة واحدة في خلق الحيوان وخلق الفكرة أو الاحساس أو الخيال وهذه السنة هي التوليد ) المدخل في فن التحرير الصحفي د. عبداللطيف حمزة .

الاحد 11. 02 . 2007 عندما أستيقظت صباحاً لم أكن أحسن حالاً من الأمس فمازلت أشعر بالمرض والتعب والضيق الشديد وبالرغم من ذلك فقد تحاملت على نفسي وذهبت ظهراً مع الممثلين السودانيين إلى القرية لأنني كنت جائعاً جداً بسبب فقدان الشهية في الايام السابقة وسوء الوجبات التي تقدم بمطعم المعسكر وذهبنا إلى نفس المقهى الذي نذهب اليه عادة عندما تسمح الظروف فطلبت الوجبة الشعبية هنا والتي احبها ( كبدة وفول ) وبعد أن أكلت لا ابالغ عندما اقول باني شعرت بتحسن أو ربما هو تحسن معنوي المهم اني شعرت بشحنة من النشاط تسري في جسمي فتذكرت أهمية ومعنى القول ( إن الجيوش تمشي على بطونها ) والجيوش تتكون من الافراد بالطبع ، وبعد ذلك عدنا إلى المعسكر وذهبت إلى خيمتي ولم أغادرها وفي المساء زارني ذلك الضابط النيجيري المسلم الذي كان طرفاً في مشكلة ليلة الأمس وهو نفسه الذي اصطحبني الى عيادة المعسكر عندما لاحظ بانني مريض قبل ايام وكان صديقاً لي ويتصرف معي في غاية اللطف والأدب دائماً وأذكر انه عندما جاء إلى هنا كان برتبة ملازم أول وتم ترفيعه الى رتبة نقيب في حفل اقيم بالمعسكر أعجبت به كثيراً بالرغم من بساطته وقال لي ان ذلك هو التقليد المتبع في الجيش النيجيري ففي هذا الحفل يحضر الآمر والضباط المعاونون والضباط الذين يتم دعوتهم من قبل الضابط أو الضباط الذين سيتم ترفيعهم لذلك فقد دعاني للحضور وأعتذرت له ولكنه اصر وأحرجني عندما قال لي انت اخر من اتوقع عدم حضوره فذهبت إلى هناك وبعد حضور الجميع دخل آمر المجموعة أعطى الإذن للضابط المكلف بالتعليق على الحفل فأخذ يسرد السيرة الذاتية للضابط المرفع تم القى كلمة قصيرة شكر فيها رؤسائه بشكل عام وبعض الاسماء بشكل خاص تم القى آمر قوات الحماية وآمر المجموعة كلمتهما تم اعطي الإذن للضباط الذين يرغبون في الكلام فتحدث الممثل الامريكي وتمنى له التوفيق ومدحه تم ممثل حركة جيش تحرير السودان وكان بحضور مجموعة كبيرة من الجنود وضباط الصف وفي النهاية تم توزيع المشروبات والحلوى والتقاط الصور الجماعية كانت هذه بداية صداقتنا وقد اعجبني انه واثق من نفسه وحازم في تصرفاته الا ان صغر سنه ربما هو الذي أوقعه في مشاكل عديدة كالذي حـدث مـع آمـره ليلـة الأمـس ومـع آمـر المجموعـة سابـقاً ومـع الممثـل الأمريـكي الذي حدث معه سوء تفاهم استطيع ان اقول انني كنت طرفاً فيه بطريقة غير مباشرة ففي اليوم الذي خرجت فيه آمراً لدورية الى قرية (أم دريساي) على غير العادة مسـاءً كـان الممثـل الأمريكي يقـف في الساحة وينظر في الإتجاه الذي ذهبنا اليه بقلق(حسب أقوال أحد المراقبين لاحقاً)
خـرج صديـقي مــن عيـادة المعسكر وكان يلبس حذاء خفيفاً فقال له الممثل الامريكي : أين الفصيل ؟ ، فرد عليه متسائـلاً وبإستغـراب : أي فصيــــل ؟ فقال له: أنا أسألك عن فصيل الحماية الأحتياطي لإن هناك أناساً خرجوا في دورية في وقت متأخر وقد يطلبون النجدة في أي وقت وحتــى أنـت لسـت مستعـداً أو مهتماً بالامر فرد عليه قائلاً : انت لست آمراً لي وأعـطاه بظهـره وذهب فغضب الممثل الامريكي وصرخ عليه وهو يتبعه مذكـراً إيـاه بمكانتـه وبإنــه أقــدم منـه رتبـة وبإنـه يجـب أن لا ينسـى نفسـه وإن لا يذهب مرة اخرى حتى ينهي معه كلامه وذهب كلاً منهم في حاله ولاحقاً تدخل آمر المجموعة لمعالجة الأمر وانتهى بشكل ودي وكانت هنـاك مشاكـل تحــدث عـــادة بين آمر الدورية ( مراقب ) وآمر فصيـل الحمايـة المرافـق للدوريـة وكانـت الكثير من المشاكل التي تحدث سببها العناد والتشبت بالرأي وفي بعض الاحيان الاستغباء فمثلاً في إحدى الدوريـات التـي كـان آمـرها ضابطاً من الجزائر في احد القطاعات الاخرى كان من المفترض ان تمر الدورية على ثلاث نقاط الاولى تم الثانية تم الثالثة ولكنهم بعد ان ذهبوا الى النقطة الاولى توجهوا بالخطأ إلى النقطة الثالثة وبالتالي أراد آمر الدورية الرجوع الى النقطة الثانية فرفض امر فصيل الحماية الذهاب معه بدعوى ان هذه هي النقطة الاخيرة حسب أمر التحرك اصر آمر الدورية على اكمال مهمته بدون حماية ولسبب مماثل لم تخل علاقتي مع صديقي من سوء التفاهم في العمل ولكنه لم يتعد المرة الواحدة وكانت الاخيرة خلال دورية إلى لبدو كنت آمراً لها وكان صديقي آمر فصيل الحماية الذي يرافقني وقبل إن نصل المعسكر بحوالي ثلاثة كيلومترات قررت ان نمر من وسط القرية لتقييم الوضع الأمني فاخذ ينادي بالراديو ويقول لي انها ليست طريقنا حتى اني رأيت في المرآة بعض سيارات الحماية توقفت فرديـت عليـه بإننـي أعـرف الطريـق وسرعـان ما لحقـوا بنـا وفي اجتماع الدورية وقبل ان نغادر المعسكر كنت قد حددت الوقت الذي سنبقاه هناك بنصف ساعة(وكنت أتبع ذلك على الدوام) وبعد ان مر نصف الوقت جاءني ممثلو الحركة والحكومة وطلبوا مني أن أُمدد الوقت ربع ساعـة أخـرى لإنهم يريـدون الذهاب إلى القرية للغذاء وشراء بعض الأشياء ولم أر مانعاً فوافقت وأبلغت أقدم ضباط الصف وقبل نهاية الوقت المتبقي من النصف ساعة بقليل جاءني آمر فصيل الحماية صديقي الذي نتحدث عنه وقال لي : لم اسمعك تأمر بالاستعداد ولا أرى انك مستعداً لذلك فانا ساخذ مجموعتي وأذهب بعد انقضاء الوقت الذي حددته فقلت له : أنا من حدد الوقت وقد مددت فيه مراعاة لظروف بعض الزملاء فقال لي : لقد اعطيت أوامري للافراد بالاستعداد للمغادرة في الوقت الذي تم تحديده في اجتماع الدورية وإذا كنت انت وباقي المراقبين غير مستعدين فسنترككم هنا ، وكان يتكلم بكل جدية وفي اعتقاده بانه استخدم كل ما لديه من صلاحية وامكانيات للضغط على وجعلي اتراجع عن تمديد الوقت وكان ذلك اشبه بسلوك الخريجين الاحداث الذين يريدون ان يتبثوا وجودهم ويفرضون شخصيتهم بطرق تؤدي بهم في الغالب الى عواقب وخيمة فقلت له : تستطيع ان تأخد فصيلك وتذهب فقال لي: ولكن ستبقى من دون حمايـة فقلـت لــه : إن الله الــذي يحمينا وانا لا اشعر باي خطر هنا ولست في حاجة لاي حماية منك بل ربما تتعرض لموقف في الطريق ستتمنى لو اني معك تركته وذهبت إلى أحد المكاتب (خيمة) ولم اعط الأمر بالمغادرة حتى انتهى الوقت الذي حددته بالرغم من اننا كنا جاهزين قبل ذلك ولم يتطور الامر إلى اكثر مما حدث ولم يؤثر على علاقتنا المهم هذا الضابط عندما زارني في خيمتي هذا المساء سألته عن ما حدث الليلة البارحة فقال لي : أنا كنت كما تعرف ضابط الخفر ليوم الأمس وفي الليل عند إجراء الجولات الاعتيادية لم أجد بعض الحراسات في أماكنهم فأمرتهم بالجمع لإجراء التمام لمعرفة المقصرين وتلقينهم وإذا بآمر قوات الحماية يتدخل ويفرقهم بطريقة فيها عدم احترام لي كضابط خفر وبعد فترة من الزمن ذهبت في جولة أخـرى لنفـس الغـرض ولم اجد بعضهم فذهبت لابحث عنهم فوجدتهم في الخيمة المخصصة للجلوس ومشاهدة التلفزيون يجلسون في الظلام فناديت ولكن لا أحد رد فأشعلت مصباح الكهرباء وإذا بمجموعة كبيرة من الافراد المسيحيين والمكلفين بواجب الحراسة يجلسون بالداخل وكان قائد القوات معهم فقفز من بينهم ودفعني بقوة خارج الخيمة وبينما انا كذلك مرتبكاً من الموقف الذي حدث أمر الجنود بأن يقبضوا على وقد حاولوا أن يفعلوا ذلك ولكني قاومتهم وهربت منهم إلى خيمة ممثل الحكومة واستنجدت به حتى أتيت أنت وباقي المراقبين وأنا أكتب تقريري وسأرسله إلى رئاسة القطاع لأن الجنود تهجموا على والآمر حاول قتلي كان قائد القوات هو ذلك الضابط المسيحي المتدين الذي كان يمارس طقوسه في خيمتـه مـع الجنــود وبعــد أن طلب منه أن لا يفعل ذلك في الخيمة لانه يزعجنا اخذ يجمع جنوده المسيحيين في الخيمة المخصصة للجلوس ليمارس فيها طقوسه على حساب الأمن بالمعسكر حين يترك الجنود مواقعهم ويأتون للغناء والتصفيق وقضاء لحظات التأمل وعلى حساب الجنود المسلمين الذين يريدون الجلوس لمشاهدة التلفزيون وقضاء بعض الوقت في الترفيه كان هذا الضابط متغطرساً ومسيحياً متعصباً كان يتنقل داخل المعسكر بالسيارة وكان لا يسير الا ووراءه جندي يحمل سلاحاً وكان يكره المسلمين ويعبر عن ذلك بطرق خسيسة ولا داعي للحديث أكثر عن تفاهات هذا الانسان والحديث عن بعضها فقط لتبيين ان اصل المشكلة بين هذين الضابطين هي الحساسية الدينية ، فاعربت لصديقي عن دهشتي من أن آمره تصرف معه بهذه الكيفية وسألته : عندما تكونون في نيجيريا هل يحدث أن يرسل الآمر جنوداً ليقبضوا على ضابط بهذا الشكل ؟ فقال لي ما يعني إن ذلك ليس مسموحاً ولكنه موجود وكان مما سمعته الليلة البارحة اثناء الشجار انه قال لآمره : أنت تريد ان تقتلني فرد عليه الآمر : إذا كنت مستعداً للموت فسوف تموت ، وقالها بطريقة تبدو إنها جملة من أحد الكتب التي يقدسها فقال له : انت لا تستطيع ان تقتلني وتدخلنا لفض الشجار وقد حاول قائد القوات ان يمنعنا من التدخل بينهما بقوله ان هذا الامر لا يعنينا ويجب ان لا نتدخل في مشكلة بينه وبين احد ضباطه ولكننا تحملنا وخاصة ممثل الحكومة جزءاً كبيراً من وقاحته ولم نذهب إلى خيامنا حتى دخل صديقي خيمته وذهب الأخر فسألته اليوم : لماذا كان طلب من الجنود القبض عليك واحضارك اليه ؟ فقال لي : ليقتلني وكان يتحدث بنفس جدية الخوف الذي شاهدته عليه الليلة البارحة ولكني قلت له : أنت تبالغ أو ربما تمزح فنظر إلى الأرض وهز برأسه وقال لي : أنت لا تعرف ، بالطبع أنا لا اعرف كل شئ لذلك فانا أسأل وكنت أعرف القليل عن الأحداث التي تقع بين المسلمين والمسيحيين في نيجيريا ثم عرفت القليل ايضاً منهم عندما التقيتهم في مهمتي هذه وكل ما عرفته يؤكد إن فرصة التعايش السلمي بينهما على فوهة بركان وبعد أن شاهدت في بداية هذا العام الصور التي تناقلتها القنوات الفضائية لما فعله المسيحيون في الجيش والشرطة النيجيرية في مواجهة اتباع جماعة ( بوكو حرام ) من قتل جماعي وتعذيب واعدام المدنيين والجرحى والمصابين على الطرقات وتنكيل اكتملت الصورة لدي وعرفت إنه في تلك الليلة قد يقتل ذلك الضابط ويتم تلفيق التهمة له بانه من كان يحاول الاعتداء علي الآمر او أي تهمة اخرى وسيتــم تجــاوز تلــك الحادثـــة لانـــه مسلم كــما تـــم تجـاوز الممارسـات الهمجية ضد المسلمين في نيجيريا وتناساهم كل من يستطيع ان يفعل شيئاً من اجلـهم وبـقى المشـهد يقـض مضاجعنـا وسيـــظل ولا حــول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
يوم الأثنين 12 . 02 . 2007 شعرت بتحسن في صحتي ولكن ما زلت أشعر بالتعب وفقدان الشهية بالرغم من الجوع فامضيت كامل اليوم في الراحة وفي اليوم التالي الثلاثاء 13 . 02 . 2007 وبعد ان مضى يوم الامس دون ان اتناول فيه شيئاً ذهبت للغذاء في القرية وبعد ان عدت طلب منـي صديقـي النيجيـري الذهـاب معـه لــى قائـد مجموعـة الشرطـة بالمعسـكر فذهبت معه وحكي له عن تفاصيل المشكلة بينه وبين آمره ووضح وجهة نظره ومن هناك ذهبت إلى حجرة العمليات حيث حضرت الاجتماع اليومي وفيه تم تكليف رائد من جنوب افريقيا وانا معه بدورية إلـى منطـقة الضعيـن يـوم الغـد وبعـد الإجتماع أبلغنا كـل مـن يجـب أن يرافقنـا وذهبت إلى خيمتي لاخلد للنوم والراحة.
الاربعاء 14/ 2 / 2007 اليوم صباحاً بعـد أن أنهينـا اجتماع الدورية وخرجنا للسيارات واصبحنا جاهزين للسفر رفض قائد القوات السماح للفصيل المرافق بالتحرك فقد طلبت رئاسة القطاع ارسال قائد القوات والضابط الذي تشاجر معه في هذه الدورية وكان قائد القوات جاهزاً أماَّ الاخر فقد كان في خيمته وابلغهم بانه لن يذهب في هذه الدورية لذلك فآمره اصر على ان يرافقنا وكان يتحدث بصوت عالي وارسل في طلب آمر المجموعة فقال له بانه سيبلغ رئاسة القطاع ونرى ما الذي تأمر به فانا لا استطيع ان ارسله بالقوة في هذه الدورية وبينما هما يتناقشان قلت لهما : ساذهب واتحدث معه فقال لي آمره : لا تتعب نفسك فهو لن ياتي لانه يخاف الذهاب إلى هناك فقلت له : سأجرب وعندما دخلت عليه في خيمته وجدته مستلقياً على سريره وقد حزم حقيبته ولكنه يلبس ملابس النوم فقلت له : نحن ننتظرك فقال لي : لا تنتظروني فلن اذهب معكم فقلت له : هل تقصد إنك ترفض أوامر الرئاسة بالحضور فقال لي : لا ولكني علمت ان هناك طائرة ستأتي إلى هنا وسأذهب فيها فقلت له ممازحاً : إذا انت لا تريد أن تذهب معي أو انك تخاف الذهاب كما قال آمرك فضحك وقال لي : لا هذه ولا تلك ولكني لا اريد ان اذهب معه فقلت له : لن تذهب معه بل ساوفر لك مقعداً معي في نفس السيارة وانصحك ان لا تدع له الفرصة ليسبقك بالشكوى في غيابك وبالقول انك رفضت الذهاب معه فوافق على الذهاب معي وقال انه يحتاج لبعض الوقت لتجهيز نفسه فاعطيته ذلك وطلبت منه ان يضع في حسبانه ان جميع من في الدورية ينتظره وخرجت إلى آمر المجموعة وآمر القوات وابلغتهما بانه سيذهب معنا وبانه سيكون معي في نفس السيارة فابدوا ارتياحهما وبعد ان اكمل تجهيز نفسه انطلقنا حوالي الساعة 8.50 عن طريق قرية ( الدنكا / كالاجو / بركة / كليكلي / غزالة جاوزت / الضعين ) وكانــت الطريـق مـن كالاجـو وحتى بركة لا توجد بها أي حياة وبعد بركة يبدأ تواجد قبيلة المعاليا الذين استوقفونا بعد ان خرجنا من بركة متفاجئين من دوريتنا وبعد ان عرفنا عن انفسنا ووجهتنا رحبوا بنا وسمحوا لنا بمواصلة طريقنا وبعد أن وصلنا كليكلي وجدنا السكان المحليين الذين اشتكوا من عدم وجود مياه حيث تم حفر بئر ولم يتم استخراج المياه حتى الآن ونظراً لتبعية المنطقة لمجموعة الضعين وعدناهـم بنــقل هــذه الشكــوى إلى هناك ( وقد فعلنا ) تم ذهبنا إلى نقطة الشرطة السودانية هناك وابلغناهم ايضاً عن وجهتنا ومن هذا المكان تقدمت الدورية وزدت من السرعة التي وصلت إلى 80 كم بعد ان كانت السرعة لاتتجاوز 60 كم وبالرغم من اعطاب عدد ثلاثة عجلات لسيارات قوات الحماية الا اننا استطعنا ان نختصر الكثير من الوقت وبعد وصولنا إلى هناك التقيت الضابط الاداري وضابط العمليات بالرئاسة وبعض الضباط الاخرين تم ذهبت للاكل وشراء كروت الهاتف المحمول فمن الاشياء المهمة التي قـد تفعلـها فـي هـذا المـكان هـو تأميـن الإتصالات لوجـود شبكة الهاتف المحمول وبعـد أن أكملنـا الأعـمال الاداريـة والشخصية التي اتينا من اجلها انطلقنا في طريق العودة من نفس الطريق وقد وصلنا خلال ساعتين تقريباً وفي هذا اليوم تم ارسال احد المراقبين والذي كان يشغل منصب ضابط الامداد الأول إلى معسكر لبدو كآمر له وفي المساء جاءني ضابط الامداد الثاني وابلغني ان آمر المجموعة أصدر له أمر بتسليم مهام منصب ضابط الامداد لي لأنه ذاهب في اجازة وتم الغاء الاجتماع اليومي لاعطاء راحة لمن كان في دورية اليوم .
يوم الخميس 15 . 02 . 2007 تم ابلاغنا بأن ( مني أركو مناوي ) قائد حركة جيش تحرير السودان وكبير مساعدي الرئيس السوداني عمر البشير سيزور منطقة مهاجرية قادماُ في طائرة للاتحاد الافريقي فبقينا في انتظاره حتى وصلتنا تعليمات اخرى تفيذ بتأجيل الزيارة إلى يوم الغد فهل سياتي غداً .. أم انه لن يأتي ..

تقييم المستخدم: 3 / 5

Star ActiveStar ActiveStar ActiveStar InactiveStar Inactive