لعبت أنظمة الدفاع الجوي القصيرة المدى دوراً مميزاً في مجال أسلحة الدفاع الجوي بشكل عام ، إذ كان دورها الرئيسي هو حماية الوحدات المدرعة والوحدات الفرعية أثناء المسير والحركة والمناورة في ساحة القتال.

زودت هذه الأنظمة بمدافع رشاشة فعالة ذات قدرة تدميرية عالية للأهداف الأرضية والجوية ، وأكثر هذه المنظومة نجاحاً هو المدفع المحمول الروسي الصنع والمعروف على نطاق واسع ألا وهو شيلكا والذي طور في مطلع الستينات من القرن الماضي وصمم ليكون مضاداً للقاذفات التعبوية و الإستراتيجية قصيرة المدى والمروحيات.

غير التحديث المتسارع للأسلحة الهجومية الجوية من قاد الى تحديث هذا الصنف من أسلحة الدفاع الجوي وطبقاً للخبراء فإن إمكانية تطوير الشيلكا لا زالت قائمة وإتباع أفضل نظم التطوير والتحديث من شأنه زيادة العمر الإفتراضي في الخدمة لهذا الصنف ، مع العلم بأن وضعها الذي هي عليه يلبي متطلبات يومنا هذا.
تم إعداد أبحاث مختلفة من أجل تطوير تصاميم وتقنيات مدافع م/ط المحمولة وجعلها أكثر فاعلية في المعارك التي تستخدم فيها معدات إلكترونية مضادة ، وفي الظروف الجوية السيئة مثل الغبار والأتربة وغيرها وفي أي فصل من فصول السنة ليلاً ونهاراً .

ندرج فيما يلي الخطوط العريضة لتحديث وتطوير منظومة شيلكا ZSU-23-4 :

  1. دمج مدافع الشيلكا الرشاشة وتركيبها في وحدة واحدة مع نظام المعلومات الخاص بإستكشاف الأهداف الجوية ( MRCP ) المتحركة وربطها بنظام تحكم في بطارية الإطلاق ( BCP ). 
  2. تحسين الأجزاء الرئيسية لنظام تركيب ونصب المدفع وتصميم طراز آخر وهو ( 4RPK-2 ) عملياً فقد تم تغيير الرادار بآخر حديث يعمل على نفس الترددات والأطوال الموجية إلا أنه مثبت على قاعدة صلبة حيث أن جميع وحدات وأجزاء الرادار تم تحديثها ووزعت معدات الرادار على خمس حجيرات بدلاً من سبعة.

يعتبر نظام ( RPK-24 ) وحدة مدمجة تتكون من :-

  1. حاسب آلي رقمي طراز ( DCS ) مربوط مع الرادار لغرض التحكم في عملية الإطلاق من القاعدة.
  2. شاشة مرئية وجهاز تحديد مدى ليزري وهما إلى جانب الحاسب الآلي الرقمي والرادار يشكلان منظومة رادار بصري للتحكم في عملية الإطلاق ( ORFCS ) تعمل تلقائياً ليل نهار حتى على ضوء القمر وتشتمل هذه المعدات على :-
    • جهاز إستقبال وإرسال البيانات الخاصة بتوجيه برج المدفع حيث يتم إستقبال الإشارات الواردة التي تحدد الأهداف وإرسالها عبر قناة إتصال على شكل شفرة خاصة إلى بطارية الإطلاق.
    • محولات إشارة من رقمي إلى تماثلي ومن تماثلي إلى رقمي.
    • تخصيص مشغل للرادار.
    • جهاز تحريك داخلي للبرج منخفض التردد ( إرتفاع / إنخفاض / دوران / توقف ).
    • وحدة توجيه رئيسية ( CGU ).
  3. تغيير عدة أنظمة ووحدات بأخرى أحدث وذات مواصفات تقنية عالية.
  4. تحديث عربة التقل ومواصفات أمن وسلامة الطاقم .

تم دمج نظام رادار التحكم في عملية الإطلاق للأغراض التالية:

 

  • توسيع مجال إلتقاط الإشارات والمعلومات وذلك عن طريق دمج المدفع والرادار في وحدة واحدة.
  • إختصار الوقت اللازم لمعالجة البيانات ( الفاقد الزمني ).
  • إعادة نشر وتحليل الترددات والأطوال الموجية المنتظمة والعشوائية لمنظومة الرادار المدمجة مع الحاسب الآلي.- تغيير نظام تصحيح زوايا حركة الغطاء وإغلاق المدفع أثناء الحركة.
  • تغيير نظام تحديد نسبة الخطأ الناجم عن حركة المدفع الآلي في زوايا مختلفة أثناء القتال الضاري.
  • تقديم وحساب آلي لبيانات الإرصاد مع تصحيح لدرجة فوهة المدفع عن طريق حسابها بسرعة الضوء مع الأخذ في الإعتبار عيار السبطانة ودرجة التحمل القصوى لقطرها الداخلي.
  • تحديث آلية التوجيه.
  • تغيير نظام معالجة البيانات الثانوية.
  • تعديل ورفع مستوى الأداء في المعركة.

 

فيما بعد قدمت إبتكارات مهمة في هذا المجال نورد منها الآتي :-

  • أساليب التعامل مع الأهداف المنخفضة عن طريق تخزين التباين في مستوى الإرتفاع والإنخفاض بالتوازي مع البيانات التي يتم إستقبالها عن طريق الحاسب الآلي والمتمثلة في علامات مؤشرة للهدف متطابقة تماماً مع زوايا حركة الرادار.
  • تزويد العربة بمنظومة فحص ذاتي للمعدات الإلكترونية.
  • آلية ونظام حركة وتشغيل الرادار.
  • وبعد إجراء كل هذه التحسينات كانت النتيجة الحصول على مزايا إضافية للسلاح منها:
  • رفع كفاءة عملية رصد الأهداف الجوية وتعزيز إمكانية الإصابة المباشرة لتلك الأهداف.
  • تحسين أداء الرادار من حيث زوايا الحركة والرصد وتحديث نظام تثبيت المدى المؤثر عن طريق التعامل مع البيانات المسبقة التخزين في نظام الحاسب الآلي الرقمي.
  • رفع مستوى الأمان في نظم التشغيل بمختلف وحداتها.
  • إختصار الزمن المستغرق لعملية الإطلاق من بدايتها بالرصد مروراً بالتسديد والتصويب نهاية بإطلاق النار.
  • رفع كفاءة أنظمة التتبع ومنظومة الرادار المدمجة مع الحاسب الآلي.

بعد كل هذه التعديلات كانت النتيجة كالتالي :

  • أصبحت سرعة المدى المؤثر للقذائف أكثر من (500 متر/ ثانية ).
  • تم تزويد منظومة الرادار المدمجة مع الحاسب الآلي بنظام كشف سريع لجميع مكونات المنظومة.
  • تهيئة الرادار للتحديث المستمر بغية التعامل مع أي أهداف جوية .
  • قدرة أفضل على المناورة في الميدان للعربة مع وسائل تحكم عالية الجودة بأقل جهد ووقت لتشغيل وصيانة العربة .
  • تحسين العربة من الداخل لتوفير راحة وأمان أكبر للطاقم.

بدأ تطوير شيلكا ZSU-23 في العام 1957ف وأنتجت أول النسخ المعدلة عام 1960ف ولعد إجراء تجارب وإختبارات مكثفة أدخلت هذه النسخ المعدلة للخدمة في الجيش السوفيتي في العام 1962ف وبعد ذلك بعامين أي في العام 1964ف بدأالإنتاج الفعلي لهذه النسخة المعدلة بعد نجاحها وإعتمادها كسلاح رئيسي في منظومات الدفاع الجوي وهي اليوم واسعة الإنتشار حول العالم.
تم تسليح الشيلكا بمدافع رشاشة مدمجة عيار 23ملم ، ويبلغ معدل النيران في العربة 3400 دورة في الدقيقة الواحدة ، كما أظهرت العربة كفاءة قتالية في مواجهة الأهداف الأرضية وذلك بعد تحديث نظام الرادار ودمجه مع حاسب آلي للتحكم في عملية إطلاق النار حيث يصل نطاق تغطية الرادار إلى معدل ما بين 6 : 10 كم وفقاً للإرتفاع العمودي للأهداف.
زودت العربة بنظام حماية من الدرع الخفيف للعربة يوفر لها الحماية من المدفعية الخفيفة فقط وعليه فقد زودت العربة بعد التعديل بنظام حماية أقوى من طراز NBC.و

يتكون طاقم العربة من أربعة أشخاص :

الآمر ، الرامي ، مشغل والسائق.

كما أن قاعدة عجلات شيلكا لها نفس مكونات منظومة المدفع المحمول SU-85 وقد زودت العربة بمحرك ديزل بقوةV-6P1 يولد 280 حصان ميكانيكي وتم كذلك تزويد العربة بوحدة مساعدة لزيادة قوة المحرك.

الإختــــــــــــــلافات :-
تم إدخال عدة تحسينات عام 1964ف على الطراز ZSU-23-4V وبعد ذلك أجريت تحسينات إضافية على نظام التحكم في إطلاق النار، علاوة على تحسين وتطوير نظام الرادار طراز ZSU-23-4M1 عام 1972ف.
خلال حرب أفغانستان 1978ف خصص الطراز ZSU-23-4M2 لضرب الأهداف الأرضية بمعدل 3000 دورة بدون رادار ، وتم تركيب نظام تعريف بالقوات الصديقة على الطراز ZSU-23-4M3 إضافة إلأى تحسين الرادار وتزويد الطراز ذاته بجهاز ليزري لتحديد المدى.
بإدخال كل هذه التحسينات والتعديلات المختلفة زادت من إحتمالية إصابة الأهداف الجوية بنسبة 74% مقارنة مع 30% للطراز الأساسي قبل التعديل.
أما آخر التحسينات فقد أجريت على الطراز ZSU-23-4M4 فقد زود هذا الطراز بقاعدتي إطلاق صواريخ متحركة وأجهزة رؤية ليلية متطورة وأنظمة رادار متطورة إلى جانب تحسين نظام التعليق بالعربة وقد أجريت هذه التحسينات والإضافات في العام 1999ف.
ظهرت بعد ذلك النسخة الأوكرانية المعدلة مع برج مدرع تم تزويده بصواريخ إضافية من طراز أستريلا 10ملم ، كما زودت هذه النسخة المعدلة بأعلى مستويات الحماية ومواصفات السلامة.
وكانت آخر التحسينات التي جرت على العربة من طراز بيالا ZSU-23-4MP حيث عدلت فيها تقريباً جميع المواصفات الفنية والقتالية .

تقييم المستخدم: 1 / 5

Star ActiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive