تزامنًا مع العملية العسكرية المحتملة في النيجر، أعلنت العديد من دول إفريقيا استعدادها لرفع جاهزية قواتها إلى مستوى الاستعداد القتالي، وعلى رأسها بوركينا فاسو. وأوردت وسائل الإعلام الفرنسية أن رؤساء أركان مجموعة الدول الاقتصادية لغرب

أفريقيا (إيكواس) قد وضعوا خططًا لنشر قوة عسكرية تضم نحو 25 ألف جندي، بهدف التدخل المحتمل في النيجر، ومن المتوقع أن يكون معظم هؤلاء الجنود من نيجيريا.

وفيما يتعلق بالتحركات السريعة المستمرة، عبّر الخبير البوركينابي في الشؤون الأفريقية، محمد الأمين، عن رفض بلاده لأي تدخل عسكري في النيجر، مؤكدًا على قدرتها على مواجهة أي تدخل محتمل من قبل دول “إيكواس”، والوقوف إلى جانب الشعوب الأفريقية.

وأوضح الأمين في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك”، أن موقف بوركينا فاسو يأتي بعدما أصبح واضحًا أن “قادة الانقلاب” في النيجر يسعون إلى تحقيق استقلالهم عن الهيمنة الغربية، وهذا يشكل تناغمًا بين مواقف البلدين.

وأكمل القول: “بوركينا فاسو دولة مستقلة منذ عام 1960، وقادها الثائر جيفارا أفريقيا، توماس سانكارا، في مواجهة الهيمنة الإمبريالية الغربية. لكنه تعرض للاستهداف واغتيل في عام 1987 وبعد مرور 36 عامًا على اغتياله، ظهر وريث سانكارا، إبراهيم تراوري، الذي وُلد بعد اغتيال سانكارا بعام 1988، ليستمر في مسار النضال من أجل التحرر”.

وأكد أن “بوركينا فاسو تواكب مالي وتضامنها مع شعوب إفريقيا في مقاومة دول “إيكواس” من خلال وسائل متعددة، تشمل تقديم الدعم اللوجستي للنيجر، وفتح الحدود أمام المتطوعين الأفارقة، بالإضافة إلى الانسحاب الكامل من ‘منظمة سيداو’، وهذا يعني تفكيك تلك المنظمة”.

وأضاف أن “المنطقة تشهد ثورة حقيقية تقودها بعض الضباط الصادقين، في مواجهة الاستعمار الغربي الجديد، الذي استمر في إخضاع أفريقيا لمئات السنين من قبل بعض زعماء القارة السمراء”.

ويرى أن “الأفارقة قد قرروا تطهير أرضهم من آثار الاستعمار الجديد، والعمل على تحرير إفريقيا من الهيمنة الجديدة، واختيار تعدد الشراكات مع مختلف القوى العالمية، كروسيا و الصين و تركيا و غيرها”.

وأشار قائلاً: “هذه الدفعة نحو التحرر لن تكتفي بالتوقف عند حدود النيجر فقط، بل ستمتد إلى الدول الأخرى التي تعاني من سياسات الهيمنة الغربية الظالمة”.

وتابع محمد الأمين: “في حال اندلعت مواجهة ضد النيجر من جانب الحلف الفرنسي الغربي “إيكواس”، ستنضم بوركينا فاسو ومالي وشعوب أفريقيا داخل القارة وخارجها إلى صفوف الاحتجاج ضد هذا التدخل الواضح في شؤون دولة مستقلة، ولن يسمحوا بتكرار النموذج الليبي مرة أخرى”.

وفي يوم 27 يوليو/تموز الماضي، أعلن عسكريون من جيش النيجر عبر وسائل الإعلام الرسمية عزل الرئيس محمد بازوم، واحتجازه في مكان إقامته، وتم إغلاق الحدود وفرض حظر التجوال، حيث أعلنوا قرارهم بإنهاء النظام الحالي بسبب تفاقم الوضع الأمني وسوء إدارة الشؤون الاقتصادية في البلاد.

في 30 يوليو الماضي، أعلنت “إيكواس” عن فرض عقوبات على النيجر تضمنت إغلاق المجال الجوي أمام النيجر وتعليق التبادل التجاري معها، ردًا على تولي السلطة من قبل العسكريين وعزل الرئيس.

Star InactiveStar InactiveStar InactiveStar InactiveStar Inactive