بعد تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحادة قبل نجاحه في الانتخابات، التي وعد فيها بعودة بلاده كقوة عظمى تشهد روسيا، هذه الأيام، استحداث القديم مرةً أخرى ، ومنها عودة ما يعرف بـ"جيش الشباب"، الذي يستعيد ذكريات جمعية الرواد الشباب التي اشتهرت
في أثناء الحقبة السوفييتية، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية الخميس 22 آذار 2018.
ويُذكِّر هذا الأمر الرواد الشباب، في الغالب، بمعسكراتهم الصيفية التي كانت تُقام بهدف غرس الشعور بالحماسة الشيوعية، لكنَّ جيش الشباب تخلى عن النواحي الشيوعية، ونشأ باعتباره أشبه بنسخةٍ مختلطة بين الكشافة وبرنامج تدريب ضباط الاحتياط، مع التركيز على الروح والخدمة الوطنية غير أنَّ العلامة المميزة حمراء اللون ظلت كما هي.
فإذا كان الرواد مميزين بارتداء الأوشحة الحمراء حول رقابهم، فإن أفراد جيش الشباب يرتدون قبعات حمراء تحمل دبوساً عليه شعار المنظمة: النجم الأحمر للجيش الروسي موضوع على رأس نسر ويضم جيش الشباب، الذي تشكل في مايو عام 2016، 190 ألف طفل وشاب تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً، وينتشر في جميع مناطق روسيا الـ85.
ويَعتبر بعض الأعضاء جيش الشباب هو مسارهم الانحداري تجاه الانضمام إلى الجيش النظامي. قال مراهقان من مدينة ريازان في جنوب شرقي موسكو، إنَّهما يعتقدان أنَّ أنشطةً مثل خوض رحلة تمتد إلى 12 ميلاً عبر تضاريس مليئة بالعقبات والأجهزة المتفجرة، ستعطيهما أفضلية عندما ينضمان إلى الجيش في النهاية، بحسب الصحيفة الأميركية.
لم يكونا قلقين من أن يخدما في النزاعات خارج روسيا، مثل القوات المبعوثة إلى أوكرانيا أو سوريا.
ظهرت لوحات تصوّر الحرب السورية، على طول أحد الجدران المكان.
وأشار ألكسي بولتينكوف، (17 عاماً)، إلى أنَّ الجنود النظاميين مُنحوا خيار توقيع وثيقة للانتشار في سوريا أم لا، وقال إنَّ "الأموال التي يتقاضاها الجنود هناك باهظة"، مع أنَّها بدت كأنَّها وصفة سريعة للتعرُّض للقتل.
وقال إلدار كورميلين (17 عاماً): "قد تكون الحكومة قادرة على استغلالهم بسهولة بالغة، وهذا ليس أمراً جيداً".
وبحسب "نيويورك تايمز"، انضم كورميلين وأصدقاؤه إلى جيش الشباب؛ لعدم توافر الكثير من الخيارات الأخرى بحيهم في موسكو بخلاف ممارسة ألعاب الفيديو على حد قوله، وكان يأمل حمل بندقية في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، لأول مرة في حياته إذ قال: "لا توجد فرص كثيرة في روسيا لرؤية بندقية حقيقية".
فاسيلي نيستيرينكو هو الرسَّام الذي عُرِضَت لوحاته التي تصوِّر الحرب السورية، وكان أكبرها لوحة تكريمية لأعمال شهيرة من أواخر القرن الـ19، رسمها إيليا ريبين، والتي نقلت رؤيته للحروب الشهيرة في الإمبراطورية الروسية.
واقتبس نيستيرينكو في نسخته التي تسمى "رسالة إلى أعداء روسيا"، العديد من الشخصيات في لوحة ريبين، لكنَّه حدَّث أزياءهم ووضعهم داخل ساحة معركة سورية.
وقال نيستيرينكو إنَّ جيش الشباب يعد كذلك تكريماً للماضي، وهو مزيج من الكومسومول، جناح الشباب في الحزب الشيوعي، وشباب الرواد، وتابع: "في أثناء العصور السوفييتية، كان يسمى الرواد والكومسومول، وهو الآن مختلف قليلاً، لكنَّه يحمل الفكرة نفسها".